المحرر موضوع: نسطور قس مبارك وراهب يستحق التبجيل  (زيارة 4481 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdalla_maroki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 نسطور   قس مبارك   وراهب يستحق التبجيل

قبل الخليقة كان يسير في الفضاء الله-الملائكة –الشيطان 0و لانعلم كيف بدا الكون  فنردد السؤال, وهل خلق الله الانسان ام العكس؟عادة الانسان في كل عصر يخلق له الهة على هواه.فالهه دوما رواه و احلامه المستحيلة ومناه و كيفما تذكر الله فتذكر الشيطان الذي لا يفعل الا القبائح .بنظر الانسان فعلق الشيطان على ذلك بانه خلق الطاؤوس .وبعد ذلك الزمان بدئنا نبحث عن الله الغير المنظور و من اجله اصبحنا نسجد للمسيح المنظور مدركين انهما شخصان .
اذا يتبار الى الذهن دوما خرافات فنقول ؟ترى هل يعمل الله  او هل يعرف الحمار ربا للكون ,لانه لكل امرئ شيطان,وبعدها نسال هل قام المسيح حقا من بين الاموات !وكيف له وهو الاله ان يموت بايدي البشر , هل الانسان  قادر على قتل الاله و تعذيبه وتعليقه بالمسامير فوق الصليب!! نفكر ذلك طبقا لما وصمونا به  باننا نحن البشر ورثنا الخطيئةعن ادم  وبالتالي النزوع للحطيئة و الاستعداد لها .هذا قاموسنا (الشك)لاعتقادنا باننا وصلنا الى الدارة الثالثة من نظرية اوغيست كونت 0 الدارات الثلاث الاهوت  -الغيبية –اليقينية  و لاننا لا نريد ان يكون دوما طعامنا مبارك  ومطهو بالمزامير على نار التسابيح الهادئة فالموت لا معنى له انما المعاني كلها في الحياة.فلا يخوفنا احدا و يضحك علينا  و يرثنا ملكوت السموات و لا شيطان متجسد فينا (خرافة )لان موت المسيح (قتل المسيح)هو السبيل الوحيد للطلاق او بمعنى اخر تخليص البشريةمن اليهودية  لان الاله في التوراة غير الله في الانجيل  في التوراة كان منهمكا" مع البشر بهمومهم  فكان لابد من اعادته الى السماء ثانية كل هذه المقدمات لنذكر بعض الكلمات عن نسطور التاءه بين الهرطقة و الايمان .....
نسطور قضى طفولته في مرعش وشيئا من شبابه في انطاكية حتى وصل الى عمر يناهز ال(41) عام ,وكان يطلق عليه اسم القس يوم كان الاسقف تيودور المصيصي حيا ,وتميز نسطور بخفة حديثه حيث يقول كلنا خرافا ضعاف في حظيرة الرب و في هيئته وقار و طيبة اصيلة عيناه واسعتان لونهما مشوب بالخضرة وعسلية  وفيهما شغف و ذكاء في وجهه الابيض حمرة خفيفة و في لحيته الانيقة اصفرار لطيف و قليلا من الشعر الابيض الذي يزبده بهاءا.في سيمته صفاء  رباني .يفتقر اليه كثير من الرهبان الكبار منهم والصغار .ويعتبر نسطور نموذجا سماويا لما يجب أن يكون عليه رجل الدين .
عندما كان يصلي كأنه كان يناجي ملائكة السماء ويوم سؤل عن الديانات القديمة هل هي كلها شر ؟ أجاب بأن الله لا يخلق الشر و لا يفعله ولا يرضى الله به الله كله خير ومحبة لكن أرواح الناس كانت تخطئ الطريق في الأزمنة القديمة , حين يظنون أن العقل كافي لمعرفة الحقيقة , من دون خلاص يأتيهم من السماء ويتابع نسطور عن يسوع هل هو الله ؟ أم إنه رسول الإله ؟ فيقول المسيح مولود من بشر و البشر لا يلد الألهة .
كيف نقول إن السيدة العذراء ولدت رباً ونسجد لطفل عمره شهور لإن المجوس سجدوا له ! المسيح معجزة ربانية و إنسان ظهر لنا الله من خلاله وحل فيه ليجعله بشارة الخلاص وعلامة العهد الجديد للإنسانية أما المعمودية التي أعتبرها الكثيرين طريقا ً للخلاص فنقول بإنه في المسيحية كثيرون أعتنقوها دون عماد وصاروا مع الأيام أساقفة ! أمبرزيوز أسقف ميلان ونيكتاريوس أسقف القسطنطينية لم يعمد إلى يوم رسم أسقفين , قسطنطين نفسه الأمبراطور لم يعمد إلا على فراش الموت وهو الملقب بمحبوب الإله و حامل إيمان ونصير المسيح ! . وفيما يخص أعمال العنف التي كانت تجري في مصر يقول نسطور : حياتنا مليئة بالألام و الأثام أولئك الجهال إرادوا الخلاص  من  موروث القهر بالقهر ومن ميراث الاضطهاد بالاضطهاد فذهب الناس الأبرياء ضحية فاليشمل الرب أولئك المظلومين بعطفه .
أما موقف نسطور من أريوس يقول : الحقيقة أن الأمر كله تلبيس بأبليس هو المحرك الرئيسي لكل ما جرى في مجمع نيقيا أعني بأبليس شيطان السلطة الزماني التي تغلب سكرااتها الناس فينازعون الرب في سلطانه ويتمر غون فيما بينهم فيفشلون وتذهب ريحهم بددا وتغلبهم أهوائهم فيتخاصمون ويخالفون روح الديانة سعيا لامتلاك حطام الدنيا الفانية ما جرى في نيقيا باطل ومن فوقه باطل فالأمبراطور قسطنطين كان متعجلا لإعلان ولايته على أهل الصليب . حتى أنه لم يصبر على دعوته المسكونية للجميع إلى حين إكتمال مدينته الجديدة القسطنطينية فعقد المجمع في القرية المجاورة نيقيا التي كانت لسوء أختيار موضعها تسمى أيامها مدينة العميان وقبلها بعام واحد كان هذا الأمبراطور يقضي حياته مشغولاً بامر وحيد هو تثبيت سلطانه بالحرب ضد قدام رفاقه العسكرين ولما انتهى من حروبه إلى الظفر بهم أراد الظفر بالولاية الدينية على رعاياه فدعى كل رؤساء الكنائس في المجمع المسكوني وأدار جلساته و تدخل في الحوار اللاهوتي ثم أملى على الحاضرين من الأساقفة و القسوس القرارات مع أنه في ما أظن لم يقرأ كتابا واحداًً في اللاهوت المسيحي ! بل نه لم يكن يعرف اللغة اليونانية التي كان يحتدم بها الحوار اللاهوتي بين الاساقفة في نيقيا .
ولم يكن مهتماً أصلا بالخلاف بين القس أريوس و أسقف الأسكندرية في زمانه أسكندر , يظهر ذلك من رسالة الأمبراطور إليهما التي يصف فيها خلافهما حول طبيعة المسيح بأنه خلاف تافه وسوق وضيع ! ويؤكد عليهما أن يحتفظا بآرائهما ولا يشغلا به الناس الرسالة مشهورة وفي الأسقفيات نسخ منه , بعد ذلك  أنتصر الأمبراطور للأسقف اسكندر ليضمن قمح مصر ومحصول العنب السنوي و حرم الراهب أريوس وحرم  تعاليمه كي يرضي الأغلبية ويصير بذلك نصير المسيحية لقد ضيع الأمبراطور قسطنطين كلمة أريوس مثلما ضاعت على يد من أدعوا وقتها  بأنهم أتباعه .
ويتابع نسطور قائلاً إنني أدرك ما يعلمون , اللاهوت في الأسكندرية فيعدون أمر أريوس و أرائه هرطقة ولكنني أرى الأمر من زاوية أخرى , زاوية انطاكيا إن شئت وصفها بذلك فأجد إن أريوس  كان رجلاً مفعما ً بالمحبة و الصدق و البركة إن وقائع حياته وتبتله وزهده كلها تؤكد ذلك أما أقواله فلست أرى فيها إلا محاولة لتخليص ديانتنا من أعتقادات المصريين القدامى لقد أراد أريوس أن تكون الديانة لله وحده لكنه ترنم في زمانه بلحن غير معهود مثله معترفا بس الظهور الإلهي في المسيح وغير معترف بإلوهية المسيح , معترفا بأن يسوع أبن مريم الموهوب من الإنسان وغير معترف بشريك لله الواحد .
ولم يخرج أريوس عن إجماع أهل زمانه.
إنه أكتوى بنيران الأسكندرية ولما دعاه الأمبراطور من منفاه الطويل بأرض القوط ( أسبانيا ) ليوفق قسراً بينه وبين أسقف الأسكندرية كي يضمن هدوء الحال ويرضي المدينة العظمى فتم أغتياله بالسم في يوم السبت 336 م قبيل الغروب والذي حدث أن أمبراطور الأسكندرية أبتهج وأرتاح قسطنطين لموت أريوس الذي تنصل منه أتباعه وأصدقائه و أدانوه جميع الأساقفة .
فينتقل نسطور بعد ذلك إلى معنى المعجزة و التفكير الإلهي في أنطاكي فيقول : نحن نؤمن بقلوبنا ونقر بالمعجزة الربانية ثم نعمل عقولنا لنرتقي بالإنسان إلى حيث أراد الرب . نحن نؤمن بأن المعجزة لا تكون معجزة إلى لو وقعت على سبيل الندرة وإلى فإن تكرارها وتواليها سوف يخرجها من باب المعجزات . لقد تجسد الرب مرة في يسوع المسيح يرسم طريق للأنسانية للأبد . فلا ينبغي لنا العيش في المعجزة ذاتها , و إنما في الطريق الذي رسمته فلا ينبغي لنا في المعجزة ذاتها وإنما في طريق الذي رسمته و إلا فقدت  معناها ...  القلب يبقى نور الإيمان ولكن ليس لديه القدرة على البحث و الإدراك وحل المتناقضات . ثم أشار نسطور بيده نحو شباك إحدى الصومعات حيث تظهر قبة كنيسة القديسة هيلانة و أضاف إلى كلامه أنظر إلى عظمة هذه الكنيسة بقلبك يمتلئ بالأيمان , ثم عرف إن القديسة قامت ببنائها , وهي هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين . كانت في ابتداء أمرها ساقية في  مواخير الرها  .. كيف لنا أن نفهم ذلك التحول في سيرة الأمبراطور و أمه . إلا بالقياس على معجزة السيد المسيح أو المعجزة تحدث على سبيل الندرة ونحن نؤمن بوقوع النادر , ثم نعمل العقل و القياس في الظواهر حتى نفهمها ونحدد تناقضاتها وهكذا الحال مع بقية الأمور نؤمن ثم نتعقل فيتأكد إيماننا . هذا هو طريقنا فالذي يجري في الأسكندرية ( أمور الحرم ) لا شأن للديانة به .. إن أول دم أريق في هذه المدينة بعد انتهاء زمن الاضطهاد الوثني  لإهل ديانتنا كان دماً مسيحيا أراقته أياد مسيحية . في  قتل الأسكندر أنيون الأسقف جورجيوس أسقف مدينتهم لأنه كان يوافق على بعض أراء أريوس وقتل الناس بأسم الدين لا يجعله دينا إن الدنيا التي ورثها ثيوفيلوس و وارثها من بعده أبن أخته كيرلوس . فهؤلاء أهل سلطان لا أصحاب إيمان أهل قوة دنيوية . لا محبة دينية فهؤلاء ليسوا برهبان فالرهبان لا يقتلون و إنهم يمشون على الأرض هونا متبعين خطا الرسل و القديسين و الشهداء .
فبعدما ساءت صحة تيودور الأسقف كان الامبراطور ثيودوروس الثاني حدث نسطور في أمر الكرسي الاسقفية بالقسنطينة لرسامته هنالك و كان عمره آنذاك 47عاما. و هو غير مرتاح للرسامة لانه يرفض التقرب من السلطات الزمنية فان فيهم ما فيهم. ففي عام 428 م توفى ثيودوروس الثاني وانتقل نسطور الى القسنطينة في الربيع ورسم هنالك اسقف وواقفالاحوال جيدة حتى دخل عام 430م ففي تلك الايام احتدم الخلاف بين الكبار وسنأتي  لاحقا على سرد كلمات نسطور في الرسامة.
في اواخر 429م تجمعت الغيوم المنذرة بالعواصف لذا كانت تاتي من القسنطينة اخبار غير ريحة .من ذلك ان الاسقف نسطور عقد هنالك مجمعا محليا , جرد فيه بعض القسوس وسن رتبتهم الكنسية وحكم عليهم بالطرد لانهم لم يوافقوه على رايه  القاثل ان العذراء مريم ز  هي امة المسيح "خريستوتوكوس " واصروا مجتمعين
على ما يعتقدونه ويعتده عوام الناس من ان العذراء هي ثيوتوكوس . يعنى ام الله كما إن نسطور هدم كنيسة للاريوسين في القسنطينة و استصدرا قرارا من الامبراطور بمطاردة اتباع اريوس .............
و اعلن الحرب على إتباع كنيسة الأنصار وحكم عليهم بالهرطقة الخروج من حظيرة الإيمان القويم!
"يرفضوا التائبين العائدين الى المسيحية بعد انتهاء عصر الاضطهاد"
في تلك الاثناء وصلت رسائل من الاسكندرية من الاسقف كيرلس الى نسطور ضد نسطور المعنونة باسم"الناطق باسم القديس مرقس  الرسول تتلوها اللعنات الاثنتا عشرة التي كتبها كيرلس ضد نسطور!
الرسالتان الاولى و الثانية فيهما  استفسارات خانعة مستنكرة كتبها كيرلس بخصوص ما نقل اليه عن نسطور من افكار القصائد عوام المسيحين وخوصمهم , خاصة اعتقادهم ان العذراء مريم هي ةالدة الاله !
و قرات الرسائل بحضور رابولا و يوحنا الانطاكي ورابولا كان قد ترجم الانجيل من اليونانية الى السريانية و انقلب  في النهاية على نسطور "اما الرسالة الثالثة التي تتلوها اللعنات الاثنتا العشر كانت هي الاشد لهجة و الاحد تهديدافي اللغتين ! كانت الرسالة تبدأ هكذا ! كيرلس والمجمع المنعقد بمصر , يبعثون الى  الموقر جدا في الخدمة . نسطور...هنا علق الاسقف يوحنا الانطاكي ساخرا . بما معناه
ان الاسقف كيرلس يبدا دوما مهذبا !.......... رد عليه نسطور بقوله :هي حيلة يا نيافة الأسقف لانه يبدا على  ومخاطبتي بصفات التبجيل يثير حفيظة الناس , ثم يد و احتوت عوهم بعد ذلك الى الازدراء فيلعنوني لمروقي, ويسجلونه لادبه ......... قرأت الرسالة على فقرات عنيفة ضد نسطور  . بدات بقول كيرلس له : ان نسخ شروحاتك. قد انتشرت بين الناس فأي حساب سوف يكون لنا جراء الصمت عليها . و كيف لا يكون ضروريا ان نتذكر قول المسيح" لاتظنوا اني جئت لالقى سلاما على الارض , ما جئت لالقى سلاما على الارض بل سيفا جئت لا فرق.و توالت الرسالة : لن يكون كافيا لتقوك.الإقرار
معنا بقانون الايمان الذي ارسى بالروح القدس في مجمع نقية العظيم اثناء الازمةالحرجة. انك لم تفهم ولم تفسره تفسيرا صحيحا , وانما بطريقة منحرفة ولا بد لك من الاعتراف بان تعاليمك ممقوتةوكافرة ويتابع كيرلس كلماتها النارية في الرسالة الموجهة الى نسطور ويقول : اننا نقر  بكل تاكيد بان الكلمة اتحد بالجسد اقنو ميا , ولذلك نسجد لابن واحد الرب يسوع المسيح .فلا نجزى ولا نفصل الانسان  عن الله .. المسيح والقدر  ابن و رب .. فهو اله الكل ورب الجميع , و ليس  هو عبدا  لنفسه  ولاسيدا لنفسه.
ولم يبق في الرسالة غير السطور المعنونة باللعنات الاثنتي عشرا .كانت الاولى فيها تقول:من لا يعترف
بان المسيح " عمانوئيل " هو الله بالحقيقة و من ثم فان العذراء هي والدة الاله, فليكن ملعونا وكانت كل اللعنات تنتهي بقوله ان الذي يخالفه فيما يقرره من عقائد .فليكن ملعونا ..ملعونا...  وعلى هذا النحو سارت الفقرات الأثنتا عشرة.
بعد الانتهاء من قراءة الرسائل ، كان نسطور يقلب يده اليمنى في الهواء ، وقد مط شفته السفلى  استهزاء وتعجبا  0من الكلام  الذي لم تكن هذه ,بالقطع ,هي المرة الاولى التي يسمع فيها .....هنا حدث رابولا نسطور بقوله ...له تعتقد ان كيرلس اخبر الامبراطور في هذا العمر ؟ يرد عليه نسطور نعم يا رابولا المبارك كتب اولا رسالتين الى بو للكيريا اخت الامبرطور الكبيرة و الى يو دكيا  الامبراطورة لما يعلمه من نفوذها .ثم كتب الى الامبراطور رسالة طويلة ,على ظهرها توقيعات عشرات القسوس و الاساقفة .رجال القصر اخبروني بذلك و لكن الامبراطور لم يرد عليه بعد و اظنه لم يرد .فجاة انبرى الأسقف انسطانيوس .و انطلق من فمه الكلام كما تنطلق  السنة اللهب .فلنقاوم  على الفور  هذا العدوان ,و لنقف في وجه جميع المارقين  القائلين بان العذراء هي ام الاله .فالعذراء امراة من النساء مجرد امراة من النساء , ومن المستحيل ان يولد الله من امراة  اما رابولا فكان مترددا  ونصح نسطور بمهادنة  الاسكندرانيين  فرد عليه نسطور قائلا لن اهادن  في هذا الامر  ابدا ,و ليكف كيرلس عن وهمه  المريض  بانه حامي الايمان في الارض . تدخل الاسقف يوحنا الانطاني محاولا بلطف تهدئة  نسطور , و لكن راحت محاولته من دون جدوى  بعبارات من مثل لا تغضب يا اخي المبجل نسطوريوس ,فيتسلل الشيطان الى عقلك و يكدر ذهنك الصافي ....ولكن نسطور لم يهدا غضبه و كان يرد عليه بما معناه ..اذا لم نغضب من اجل عقيدتنا ....تسلل الشيطان الى قلب هذه  الديانة وروحها .في هذه الاثناء كان هناك تقارب بين روما و الاسكندرية و تبادل المراسلات  بينهما ,اتفقا على نبذ  اقوال نسطور ,ولما سمع رابولا باخبار التقارب  قال هذا التقارب مؤقت و هدفه  اضعاف اسقفية القسطنطينية  في شخص الاسقف نسطور !اما رسالة نسطور  في تحريم لفظ  ثيوتو كوس  فقد ارسل الى الكنائس الشرقية , ومن المستبعدانها وصلت الى الكنائس و الاديرة المصرية .و لا ترجمت الى القبطية .اضاف رابولا بما معناه بانه يعتقد بان الذي وصل الى الاسقف كيرلس فاثاره ,هو انباء الخطبة التي القاها  المبجل نسطور
. .حيث قال يسوع انسان  وتجسده هو مصاحبة بين الكلمة الابدية  والمسيح الانسان. ومريم  هي ام يسوع الانسان ,ولا يصح ان تسمى والدة الاله ,ولايجوز ان يقال لها :ثيو توكوس ! وفي الاصل اراء نسطور هذه كانت  في الاصل اراء الاسقف تيودور المصيصي .عندها كتب الاسقف الانطاكي ردا على رسائل
كيرلس وناقش الامر معه مثلما فعل من قبل نسطور  لكنهم لم يصلو الى اتفاق , والان يريد الاسقف نسطور الرد على لعنات اسقف الاسكندرية بلعنات مضادة ,وكثيرون نصحو نسطور بان لا يتحدا كنيسة الاسكندرية فرفض ذلك نسطور وقال بانه لا يتحدا احدا ولكن كيرلس يريد ان يعلن وصايته على جميع الكنائس للعالم.وراح نسطور يعيد ,بانه لايجوز تسمية العذراء والدة الاله ,فهي امراة قديسة  و ليست اما للاله  ولا يجوز لنا الاعتقاد بان الله كان طفلا يخرج من بطن امه بالمخاض ,ويبول في فرشه فيحتاج الى القماط ,ويجوع فيصرخ طالبا ثدي والدته ........وهل يعقل الاعتقاد بان الله كان يرضع من ثدي العذراء,ويكبر يوما بعد يوم فيكون عمره شهرين ثم ثلاثة اشهر ثم اربعة  !الرب كامل , كما هو مكتوب فكيف  له ان  يتخذ  ولد  ومريم العذراء انسانة انجبت من رحمها الطاهر  بمعجزة الهية وصار ابنها من بعد ذلك مخلصا للانسان ....صار كمثل كوة ظهرت لنا انوار الله من خلالها او مثل خاتم ظهر عليه النقش الالهي,وظهور الشمس من كوة لا يجعل الكوة شمسا كما ان ظهور النقش  على خاتم لايجعل من الخاتم نقشا ..ل5قد جن كيرلس تماما وجعل الله  واحدا من ثلاثة!
ونظر المبجل نسطور في عيني الموجودين معه وقال ما معناه : هل في ما أقرره أي شيئ عجيب أم إن العجب مما يقوله كيرلس و أشياعه ؟ إن الخطر أبعد و أهم من لفظة ثيوتوكوس التي يتسلى الجهلة و العوام بترديدها فالأمر يتعلق بحقيقة الإيمان وبقدرة هذا الدين على مخاطبة قلب الإنسان وعقله في كل زمان ومكان . إن الوثنيين يهزئون من إسرافنا في الخرافة , وسيأتي بعد هؤلاء المستهزئين بنا مستهزؤون منا , يسخرون من تلك الأوهام ويحاولون طرحها فيطرحون الديانة بجهالتهم إن البشارة و المعجزة الإلهية سر نادر , لو أفرط فيه سيفقد معناه ونفقد الإيمان وتضاد العقل ! وسئل نسطور في حال أمتد الخلاف مع كيرلس لأكثر من ذلك , هل سينصره  بقية الأساقفة ؟ فكان رده : الأساقفة كثيرون في الأرض شرقا وغربا  و أهوائهم شتى , فالله هو الناصر و المعين وكان مقصود السؤال هو الأسقفين يوحنا و رابولا لإن يوحنا كان مخلصا  بينما رابولا كان خائنا لأفكارنسطور و لا يعرف ماذا ينويه  و لا يمكن التفاوض مع كيرلس أو محاججته لإنه لا يقبل بالأصل أي حوار فأصل الأسكندرية لا يرحمون ولا يخشون عقابا على أفعالهم فقتلوا أهل العلم من سكان المدينة ولم يعاقبوا وقتلوا قبلها أسقف مدينتهم جورج الكبدوكي , فرموه في الشارع , فخنع الأمبراطور جوليان و هو المرتد من المسيحية , عن عقابهم , و أكتفى بقوله في مرسوم أمبراطوري فاضح . إنه سيعفوا عنه إكراماً لمعبود الأسكندرية سيرابيس ! في تلك الأثناء لم يقع أي مكروه للقسطنطينية مباشرة وخاصة للأسقف نسطور إن الأمبراطور وافق على عقد اجتماع رؤساء  الكنائس في العالم للنظر في عقيدة نسطور وسوف يعقد الاجتماع قريب مدينة أفسس ,
إن الخلاف حول طبيعة المسيح هو جوهره دينيا و ان الجوهر ذاته دقيق و مشكل وينذر بالانشقاق و الفرقة بين الرهبان , والكل مختلفون في هذا الأمر المصريون مصرون على أن الله تجسد بكامله في المسيح من يوم صار ببطن أمه .
فلا انفصال في المسيح بين الألوهية و الإنسانية فهو إله ورب كامل وتام ولا ناسوت له مستقلا عن اللاهوت . لم يتحول إلى طبيعة إلهية ولم يتحول الله إلى طبيعة الجسد حتى حين كان المسيح طفلا مقمطا وفي هذا الموضوع يقول كيرلوس أسقف الأسكندرية : كلمة الله أتحد أقنوميا بالجسد , فهو إله الكل ورب الجميع , وليس عبدا لنفسه ولا سيد لنفسه هو مثلنا مولود تحت الناموس, مع أنه أعطى الناموس , كإله ... هوأقنوم واحد , شخص واحد طبيعة واحدة , إنسان و إله أبن ورب .. وحيث أن العذراء القديسة ولدت جسديا , الله متحدا في الجسد حسب الأقنوم . فهي والدة الإله وبهذه العبارات نجد  بابا كيرلس بليغ ويعرف ما يقوله وهو لن يتراجع أبداً ولن يرجع الأسقف نسطور أيضا عن الذي يعتقده من أن الله اخذ يسوع مجلى له , ومن أجل الله غير المنظور نسجد نحن للمسيح الأخذ الذي هو كلمة الله و المسيح الإنسان المأخوذ الذي يدعى بأسمه الذي أتخذه . وحتى لو أتفقوا سابقا فإنهم سوف يختلفون حول إقنوم الروح القدس , الغامض و المحير ولن يعتقد أحدهم بغير ما أعتقده سلفا فلا يبقى الاالمواجهة , ومن ثم الأحتدام , ثم الحرب ... فتذهب ريحهم وتتمزق
روحهم ...  فهل كان يسوع المسيح يقصدها , حين قال إنه جاء ليلقي في الأرض سيفا !
من هنا نحد بان الديانة دين فادح  لا يمكن لاحد ان  يوفى به.ديانتنا تديننا .تدين من دان بها باكثر مما تدين غير المؤمنين .وتدين ايضا غير المؤمنين !الكل مدان الكل ضال . والاب السماوي اقنوم مفارق  محتجب  خلف هذه الاعتقادات كلها ,وهو لايظهر لنا بتمامه ,لاننا لا نقدر على الاحاطة بظهوره التام  . هو فوق لفظ الاقنوم و فوق كلمة الطبيعة وفوق ادراكنا .هو بعيد عنا و نحن بعيدون عن بعضنا لاننا جميعا مرهونون باوهامنا الاقنوم ذاته وهم غامض اخترعناه و صدقنا ه واختلفنا فيه ولسوف نحارب بعضنا دوما من اجله وقد ياتي يوما يكون فيه لكل انسان اعتقاده الخاص المختلف عن اعتقاد غيره فتنمحي الديانة من اساسها وتزول الشريعة .
هنا نذكر ان انهار الدم تدفقت في الاسكندرية بعدما تنيح أسقفها كيرلس و امعن اهل الصليب في تخريب المدينة وقتل غير المسيحين من اليهود و الوثنين بل تعد الاسكندرينين على اسقف مدينتهم برو متيريوس  ومزقوه اربا واحرقوا جثته وقاتلو ايضا اسقف الاسكندرية طيمو ثاوس
وتبلغ ان مجمع افسس سيقعد بحضور اسقف الاسكندرية كيرلس واسقف اورشليم  و جماعة من القسوس ,قرروا عقد المجمع بدون حضور نسطور ..وكيرلس هو راس كنيسة الاسكندرة المرقسية وكلمة مرقس تعني ضمن ما تعني.. المطرقة الثقيلة (المرزبة ) وسوف تنهال هذه المرزبة الاسكندرية على راس نسطور وستهتر كل الاديرة الكنائس التابعة لاسقفية انطاكية ...سيكون المجد الاسكنرية وحدها .حتى روما العميقة ستنزوي وتموت مثل كل المدن القديمة ....بادر الاسقف كيرلس وعقد المجمع قبل وصول الامبراطور وسط هتافات الهبان المصريين وعامة الناس ....تراس كيرلس المجمع وجمع توقيعات جماعة من الاسقفة والقسوس  على قرار كنسي بعزل الاسقف نسطور و حرمه !..الاسقفان يوحنا الانطاكي و نسطور عقدا مجمعا اخر بعد ايام في البلدة ذاتها وجمعا توقيعات من الاسقفة والقسوس على قراري عزل الأسقف كيرلس و حرمه,لما وصل الامبراطور من القسطنطينة ومعه بابا روما غضب مما جرى  وقرر مع مجمع من الاساقفة و القسوس عزل الاسقفين الكبيرين وحرمهما !صار نسطور و كيرلس محرمين  مطرودين من رتبة الاسقفية معزولين عن الكنيسة .فاعتبرذلك صخب الدنيا واطماعها  التي اماتلت القلوب وانتهى الامر بعد ذلك الى عقد مجمع براسة الامبراطور وبابا روما(يوم عيد القيامة )وكان الشيطان يصطخب في افسس فحرم نسطور المبجل.
في ا فسس لم يعد نسطور ذاك الاسقف المبجل تم حرمه ونفيه وحرمت افكار الاسقف تيودور المصيصي
فجع الكثيرين مما صدر من افسس واهتز ايمانهم واضطربت قلوبها نتيجة المقررات التعسفية لان الناس يؤمنون ببشارة يسوع  وتوقير العذراء المقدسة سواء هي ام الاله ام ام المسيح ويعرفوا العذراء في قلوبهم لا باقوال اللاهوتيين ولا بمذاهبهم وصاغوا بعد ذلك في افسس قانون الايمان  وفي الختا م نجد ان اليهود اهانوا فكرة الالوهية التي اجتهدت الانسانية طويلا كي تصوغها  حضارات الانسان القديمة علت بالاله .و اليهود جعلوهوا في توراتهم منهمكن مع البشر فكان لابد من اعادته الى السماء ثانية…وهكذا جاءت المسيحية لتوكد وجود الله مع الانسان في الارض في شخص المسيح ,ثم ترفعه مستعينة بالاساطير الى موضعه السماوي الاول .بعدما ضحى الاله بنفسه من اجل خلاص البشر من خطيئة ابيهم ادم.. فهل انمحت الخطايا بعد المسيح وهل صعب على الله ان يعفو عن البشر بامر منه  من غير معانات وصلب مهين , وموت غير مجيد ,وقيامة مجيدة
 


                       القامشلي _عبدالله ماروكي