المحرر موضوع: خنزرة المجتمع الاسلامي  (زيارة 812 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
خنزرة المجتمع الاسلامي
« في: 11:34 30/04/2009 »
خنزرة المجتمع الاسلامي


رعد الحافظ

abusaif57@yahoo.com

تتزايد مخاوف العالم تدريجيا من المشكلة العالمية الجديدة إنفلونزا الخنازير ( Swine flu) , حتى قبل أن تصبح وباء عالمي في المقياس الخاص بالاوبئة المكون من 6 درجات ,حيث وصل هذا المرض وفايروسه الخطير(H1n1 ) الى المستوى الخامس من حالة التأهب, في هذه الساعة !
وقبل أن تكثر أصوات اللوم والتشفي المنطلقة من أصحاب اللحى المشتتة ,والتي تكثر في مثل هذه الظروف عادة, كما حدث في الازمة المالية العالمية , عندما دعا خامنئي وبعض مريديه الى صلاة الشكر على ما إعتبروه مصيبة للغرب حلت بهم !
أقول أن لادين ولا أي أخلاق أو مباديء تقبل فكرة التشفي بالآخر حتى لو كان عدوا , ناهيك عن كونه إنسان وأخا لنا في البشرية .وسيكون التشفي بأقل الاوصاف هو عمل طفولي وساذح ولا أخلاقي .
وبخصوص هذا الوباء , سأكتفي بالحقائق التالية :
أولا..كان أول ظهور معروف للمرض عام 1918 في إسبانيا والهند وقدرت ضحاياه وقتها ب50 مليون نسمة , وإجتاح حوالي خمس سكان العالم.وتكرر ظهوره عام 1957 وعرف وقتها بالحمى الاسيوية ثم ظهر عام 1968 لثالث مرة وحصد الملايين في هونك كونك (د.محمد سيف ,أستاذ الطب البيطري ,صالون الكتلة )
ثانيا .. لدى الخنزير, هرمونات النمو عالية جدا , لذلك تكون تربيته إقتصادية (وليس حبا في سواد عيونه ), حيث يولد صغير الخنزير (الخلوص ) ,أو الذي أسماه الفنان فؤاد المهندس (الحلوف ), بعد حمل 11 يوم فقط , ووزنه أقل من ربع كغم ,ويصبح حيوان بالغ في سن 4 شهور ,ويزداد وزنه 50 ضعف في 6 أشهر ليبلغ 100 كغم (د.حمدي إسماعيل ,عضو الكتلة ) ,فأنظروا الى سرعة نموه ,ناهيك عن طبيعة طعامه (أي شيء ), لكن ليس في الغرب , حيث يقدمون له الطعام الرسمي والاعلاف الجيدة , حسب لائحة حقوق الحيوان عندهم !
ومن هذه النقطة أنتقل, الى الضجة في مصر حول هذه المشكلة ودعوة الكثيرين الى الحل الجذري للمشكلة وذلك بأعدام مئات آلاف الرؤوس , وربما يعطيهم البعض الحق في ذلك الطرح إذا شاهد تقرير البي بي سي عن كيفية عيش الخنازير وتغذيتها في جبل المقطم داخل القاهرة الكبرى , كونها تعتمد في طعامها بالدرجة الاولى على الازبال والفضلات الانسانية , وهذا طبعا يضاعف الخطر في حال نشوءه
وتجدر الاشارة الى أن فيروس H1n1 ,يتكون من خليط ثلاثي لانفلونزا الانسان والطيور والخنازير , ولديه القدرة العالية على تغيير جلده, لكن الخنزير هو العائل الوحيد القادر على تحوير الفايروس داخله !
وأنتقل مباشرة الى تحريم لحم الخنزير في الاسلام ..
(حرمت عليكم الميتتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله) " سورة البقرة, آية 173, ونفس الكلام تقريبا في سورة المائدة آية 3 والنحل 5

وسبب التحريم العلمي غير مذكور , لكن المفسرين قالوا لقذارته وأكله وساخته ,ثم أضاف البعض فيما بعد سبب آخر هو عيش الدودة الشريطية وغيرها من الديدان داخل كبد وعضلات هذا الحيوان وكونها تنتقل الى الانسان عند تناوله ,(هناك كلام عن عدم موت هذه الكائنات عند الطبخ ),والبعض يجادلهم بكونها تعيش في الابقار أيضا فلماذا لم تحرم , على كل هو محرم عندنا ولا داعي لنقاش السبب ,أي كان , لان بعض الصحابة سألوا الرسول نفسه عن إستخدام شحومها لتزييت السفن فلم يقتنع , بينما يذكر القرآن تحريم لحم الخنزير دون شحمه , وهذا يبرر لنا لماذا يأخذ معظم مشايخ الاسلام ,أي نوع من الدواء عند الحاجة , حتى المصنوع من دهن الخنزير , حيث يجيبوك بأن شحمها غير محرم ..على كل ,إنهم لن يعجزوا عن إيجاد السبب والمبرر ففي النهاية سيقلك , (فمن إضطر غير باغ ولا عاد , فلا إثم عليه ) ,أو (الضرورات تبيح المحظورات ) ..ما علينا
ما أردت الاشارة إليه في هذا المقال هو إستغلال بعض المشايخ لهذه المشكلة العالمية (ليحفظ الله الجميع منها ), ومحاولتهم الادلجة والتبرير والتفسير الجديد لبعض الآيات , وكأنهم أنفسهم يحتاجون الى هذه المشاكل أو الكوارث العالمية ليتأكدوا بأنهم على طريق الحق سائرون ,وبه مستمسكون , وأن الآخرين هم في الضلال المبين !وإليكم بعض هذه التصريحات..
قال الشيخ السيد عسكر عضو الكتلة إنه من فضل الله علينا في شريعة الإسلام أن كل ما أحلَّه الله فهو طيب، وكل ما حرَّمه فهو خبيث ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف 157
وأضاف مشكورا أن شريعة النصارى هي نفسها شريعة اليهود في هذه المسألة وهي تحرم الخنزير
وإنتقل الى الكلاب راويا حديث الرسول (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها )
وبغض النظر عن كره الانسان لحيوان معين , ففي النهاية هي لا تعقل , وأن الله نفسه قد خلقها لنا , ومن المؤكد أنه لايقصد إذلالنا بها أو إمتحاننا بكيفية الابتعاد على تناول لحومها , بل لأغراض أهم وأسمى من ذلك ! ما علينا ,أنا شخصيا أكره منظر القرد , وعندما آكل طعامي أمام التلفزيون ,يكثر ظهوره في مشهد ما , أو هكذا يخيل إلي لكني لم أفتي بقتل القرود أو غيرها من الحيوانات (إن جازت لي الفتوى ,هي بقت عليً ؟ ).

وطالب إبراهيم أبو عوف عضو الكتلة بضرورة تضافر جهود علماء المسلمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ للوقوف بشكل جادٍّ وفعَّال لمواجهة الأذى الذي قد يُلحق الضرر بالكرة الأرضية كلها.

وشدَّد على أن الكوارث التي تحيط بالعالم "إيدز وربا وخنازير" وغيرها؛ أوجد الإسلام نصوصًا واضحةً وصريحةً في تحريمها.
وهناك الكثير من التصريحات الاخرى التي يفهم القاريء منها , أن هؤلاء الشيوخ , يحاولون إثبات صحة الدين الاسلامي ونظرياته وممنوعاته , وأنا لا أعيب على هؤلاء مبدأ هذا العمل , لكن أليس توقيته مع إنتشار هذا الخطر العالمي يوحي للمستمع أن قلوبهم قد قست فعلا الى درجة كبيرة ؟
أليس من المفروض قيامهم بتقديم النصائح للعامة بتظافر الجهود لمواجهة هذا الخطر الداهم ؟
أخشى أنهم يقوموا بشماتتهم تلك بخنزرة المجتمع من حيث لا يعلمون !