[
سانتريس الزهرة التي فاق عطرها عطر كل الزهور
إبنتي الحبيبة - أبت الشمس أن تشرق ذلك الصباح و القمر أخفى وجهه في السحاب , أما النجوم كم كان يشبه شعاع بريقها دموعنا التي تذرعت الى السماء وهي تنادي وتنادي .. رحمتك يا رب إشفي لنا سانتريس .. كثرت الدعوات و تحول الرجاء الى صراخ و أغمضت سانتريس عينيها و هي تقول : بين يديك يا يسوع أسلم روحي .
إبنتي الحبيبة ..
لم تجف دموعنا بعد , ونزف جراحنا لم يزل ينزف على من رحلوا عنا قبل أيام قليلة , فما زلنا نتقبل التعازي ونشارك بعضنا الحصرة والدموع ..يا عزيزتي , فمن منا يعاني أكثر أنتم الراحلون أم نحن الباقون ؟؟
إبنة إختي الغالية
و إبنة أخي العزيز
و يا روح خالك ..
و يا وجعي لطوال السنين الماضية ..
يا صوت كان يزيح عني كل أحزاني كلما إستمعت اليه ( عبر الهاتف ) و أنت تقولين : أنا أصلي لأجلك دوما ً يا خالي العزيز .. صلي لأجلي الآن يا غالية , فجرح فراقك أفقدني صوابي ... رحماك يا عزيزة القلب ومهلك عليِّ , فأنا لا أملك من الإيمان بقدر حبة قمح مما تملكين .
سانتريس ..
يا سنبلة الحنطة الجميلة ..
يا غصن زهرة الياسمين الزهية ..
يا عطر المطر ..
يا دمعة عيوني الأبدية ..
إغفري لي , كم حملتك بين ذراعي وكم قبلة أودعتها على خدودك الجميلة , كم و... كم كنت ُ فاشلا ً حينما كنت أحاول أن أوصف جمال عينيك و البريق الذي يشيع من وجنتيك و العطر الذي يفوح من روحك الطاهرة .. عذرا و عذرا ..كنت أخفق و في كل مرة , كالذي يحاول أن يرسم وهو لا يجيد شيء عن فن الرسم .
سانتريس ..
الكل ينتظر ماذا لسوف يقول خالك عنك ..
الكل يشهر سيفه في رقبتي ..
الكل يقودني الى مقصلة الموت اللغوي , فالكل لن يرضى عني , وعن كل ما سوف أكتبه عنك أولهم أنا نفسي .
سانتريس ..
بت ُ أخشى التحدي و بتُ أخاف أن أبقى ولو لديقة واحدة لوحدي , و بتُ أخضع للقدر و المقدور و أسلم أمري ..
لو رن الهاتف يفزعني فزع الموت , لو صرخ أحدهم لسبب بسيط يشلني , فكل شيء بات يذبحني و أنا المذبوح أصلا ً برحيلك و رحيل خالتي وابن اختي .
سانتريس
يا قوة الأيمان ونعمة الصبر لا تلوميني إن إخترقت حدود النعمة .
يا صبر الأنبياء إعذريني فأنا انسان تعيس يتألم لرحيل إبنته الحبيبة .
يا وجع لم يشكي يوما ً , يا ألم صبر دهرا ً , يا محبة لم نعرف سر و جودها .. علمينا كيف نتجاوز المحن ؟
سانتريس يا غالية ..
إن غفت عينيك و سكنت نبضاة قبلك ورحلت روحك و دفنوا جسدك , فما زلتُ أتأمل تلك العيون و أسمع تلك النبضات و أشهد على وجودك ... فمن يجرأ أن يقول لي رحلت سانتريس .
باسم دخوكة
/b]