المحرر موضوع: انفلونزا الفساد الاداري  (زيارة 1197 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abuthar

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 308
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انفلونزا الفساد الاداري
« في: 16:25 05/03/2006 »
انفلونزا الفساد الاداري
حسين التميمي

هاهي المدن العراقية تتصدى لمرض انفلونزا الطيور  واحدة بعد الأخرى وبكافة السبل والوسائل خوفا من تفشي هذا المرض المخيف ، والآن لا نتصفح أي جريدة ، أو نشاهد أي قناة تلفزيونية ، دون أن نشعر بالخوف والقلق لكثرة اهتمام وسائل الاعلام بنقل اخبار هذا الوباء وكيفية التصدي له ، فوسائل الاعلام هذه تستعرض بفخر ودم بارد.. المجازر التي اقيمت في اكثر من مدينة بحق الاف مؤلفة من الطيور الداجنة . ولاتكتفي بذلك بل تؤكد بأن هذه الطيور قد احرقت وتم دفنها على عمق متر تحت سطح الأرض ، مما يعكس مدى خطورة هذا الفايروس ، وامكانية انتشاره بسرعة انتشار النار في الهشيم . ويعكس أيضا مدى قسوة الخيار البشري أمام هذا الخطر الداهم . ولا نحاول هنا ان نجرم الدولة واجهزتها الاعلامية والطبية لأنها تقوم بمثل هذه المجازر فالوضع في غاية الخطورة كما اسلفنا ويستوجب شروط وقاية مسبقة .
 لكن مهلا .. فنحن لدينا فايروس أشد خطرا وفتكا وهو يمتد الى بضع عقود مضت فضلا عن سنوات احتلال (ثلاث) رفعت الغطاء عن هذا الفايروس وجعلته اكثر قدرة على الانتشار والتفشي في اجسادنا ، وما من أحد يتخذ ضده أي اجراء وقائي أو علاجي حقيقي ، باستثناء لجنة خجولة تفتقر حتى لشجاعة كشجاعة وزير الصحة الذي صرح بأن اغلب الاستحضارات والعقاقير التي اعلن عنها في موضوع انفلونزا الطيور هي محض اكاذيب اعدت للاستهلاك الاعلامي !!
اذكر قبل مدة ليس بالقليلة انني شاهدت فلما لعادل امام يدعى (طيور الظلام) ولم يكن في الفلم أي أثر حقيقي لوجود طائر من تلك الطيور (ولا حتى غراب) لكن الفلم من بدايته الى نهايته يتحدث عن مجموعة من الانتهازيين الفاسدين الذين يغتصبون احلام الفقراء والمعدمين ويرددون شعارات حزبية ودينية من اجل الوصول الى السلطة وجني كافة انواع المكاسب ، وهم لا يتوانون - حين تتضارب مصالحهم - عن ان ينشبو انيابهم في اجساد بعضهم بعضا ، ولعل من اكثر المشاهد اثارة وأهمية هي تلك المشاهد التي يلتقي فيها اولئك الغرماء فيعروا بعضهم بعضا ويتعرون هم أيضا (مجازا) دون شعور بخجل أو حياء .
ولعل القارئ اللبيب قد فهم ما أعني ، ولكن ساواصل من أجل من لم تصلهم الفكرة بعد(والمفارقة أن اغلب الذين لم يفهموا بعد هم من المعنيين بمقالي هذا) لذا يمكن القول بأنني قد تذكرت هذا الفلم وأنا اطالع وانظر الى وسائل الاعلام وهي تنقل اخبار مرض انفلونزا الطيور ، فعلى الرغم من ان هذا المرض لم يكن متداولا – اعلاميا – في زمن عرض هذا الفلم إلا أنه اشار بما لايقبل الشك الى وجود علاقة بين الطيور (طيور الظلام) ومرض خطير يدعى الفساد (اداريا وماليا واخلاقيا) فطيور الظلام هي غالبا خفافيش الكهوف التي تعتاش من امتصاص دماء ضحاياها ، والفاسدون بكل انواعهم يعتاشون من امتصاص دماء المواطنين وهم لا يكتفون بذلك بل تصيبهم الشراهة فيمتصون ثروات البلد دون حسيب أو رقيب ماداموا قد تسنموا مناصب عليا ، وصارو هم الحسيب والرقيب بينما لا رقيب عليهم سوى لجنة تدعى لجنة النزاهة وهذه أمرها سهل فكلما ظهر مسؤول (شريف) فيها يتم اغتياله ولصق التهمة بـ  (قفا) الارهاب ، هذا القفا الذي اتسع للكثير من المسميات . ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين مرض انفولنزا الطيور وانفلونزا الفساد الاداري بكل انواعه من ناحية الخطورة ، لاكتشفنا ببساطة ان مرض الطيور لم يحصد الى الآن أكثر من بضع عشرات بينما مرض الفساد قد حصد المئات بحجة الارهاب وهو يقوم أيضا بتخريب البنى التحتية للوطن عن طريق التخريب النفسي للبشر ، لذا نحن بحاجة ماسة الى ان نفكر جديا بالتعامل مع الفساد الاداري بوصفه وباء وداء خطير جدا ، ويجب القضاء عليه باسرع وقت ممكن لأن آثاره المدمرة لم تخضع الى الآن لأي درس أو استقصاء او تحليل ، كما لم تتخذ ضده تدابير وقائية بنسبة 1%  قياس الى التدابير التي اتخذت ضد مرض انفلونزا الطيور !!