قمح القروي والأنثى
عراةنلبس القمح الصبي
وهذه امرأة تقوم مقامها بيني وبين الحلم
هذه امرأة تعانقني وتفر كما الجهات
تذوب حين تدب النار حول أقنعتي
وتحت قناعها الطيني
تأخذني
يطلع وجهها السري في ليلي
يخطو فوق ألوان النوافذ والبيوت
وأنت قضيت ليلتك القصية قاسيا
كالحلم المراوغ
عاريا تعدو , تخوض بين بارقة النعاس
وخطفة الحلم المكاشف .
تمطر العمر القليل,
وتصطفيني
أول الضحى دمك
وفي الكلام الصعب
فليسكن النيل انحصارك
كي ينبت الجسد الحقول \و
تخضر في وجهي المزارع
وليمتليء حزنك القروي
بوشم المأذنة
وشراع أحصنتي الخليلة
بارحت الكتابة ألف عام
وعاودت النساء انتظار الشمس
وتفككت بيني وبين مهرتها الخيوط
أفقا من الرمل في بيداء عمري
والمسافة بيننا
أدني
وابعد من دم الصرخات
أعمدة الرياح \ انتحاب الذكريات \
أديم الأرض \ مستقر للكهوف
وويل لكل همزة لمُزة
ارقص الآن في حزن المآذن
فوق جبين أوردتي
ورائحة المراهقة اللعينة في دمي تنشد عطرها
حين تكسرت الحروف علي أعتابها
يطلع النخل البنادق من حفرة الشوق الغريب
مشرئبا بالخطي ويشير ناحية المدار
هذي الأرض كنا ساكنيها
هذه الأرض مهجتنا الوحيدة
هذه الأرض موتننا الأخيرة
هذه الأرض تربتنا وجوقتنا
والرعد والصرخات
والحب خطوتنا الحرام
" مكر – مفر – مقبل – مدبر معا كجلمود صخر حطه ..."
الظل عشب الأرض \
الظل اختصام العمر \
الظل انحسارك في الظلام ..
الظل ما للظل غير قمحك القروي
