اتحاد: الأشوريين والكلدان والسريان هو التحدي الأكبر
المطران لويس ساكو
البحث عن نقاط الخلاف والاختلاف بيننا أمر سهل وسيوسع الشقة والفرقة، أما البحث الهادئ والرصين عن نقاط اللقاء والتقارب، فهذا أمر ايجابي، يساعدنا على التخلص من التطرف ومن تركة التاريخ الثقيلة، ويساعدنا على التعامل مع المواضيع المطروحة بأسلوب حضاري، منفتح وباحترام فائقى مع من يختلف عنا بالرايء.
التطرف هو الرؤية من زاوية واحدة ضيقة، ويؤدي إلى التعصب وهو أمر مكروه، اما الانفتاح والتفكير والتحليل والاستشارة، فهي حالة من العافية، تساعد على النمو والتكامل والتسامي.
هناك نقاط التقاء بيننا هي ثوابت: اللغة بالرغم من بعض الاختلاف في اللفظ والخط. الأرض بالرغم من انتشارنا في الكثير من أقطار العالم حتى في جنوب إفريقيا.
الدين وهو المسيحية ومنذ فجرها. الدين واحد لكن توجد اختلافات في تفصيلات العقيدة نسميها المذاهب، انها تعود الى الخطاب اللاهوتي والمدارس والمجامع الكنسية. المذاهب المسيحية معروفة: الكاثوليك والأرثوذكس والمشارفة (النساطرة) والمصلحين، أي البروتستانت (ولا يوجد مذهب كلداني كما ورد في بعض الردود، الكلدان قوم مثل الأقوام الاخرى، قد يكون بين عرب الجنوب من هم في الاصل اكثر اشورية وكلدانية مناّ!). الاختلاف يبدو ظاهرة بشرية طبيعية في كل زمان ومكان. وهناك مساع بين كنائسنا لدراسة نقاط الاختلافات العقائدية و نقاط التقارب في سبيل الوحدة المنشودة والشركة التامة ونحتاج الى الصلاة والاصغاء الى نداء الروح والصبر.
لا يليق بنا اللجوء الى الجدالات العقيمة التي لا يجدي نفعا ولا الى الطعن والتجريح بهذا وذاك. هذا غير لائق ويقلل من احترامنا ويمزقنا. التاريخ ليس فقط الماضي، انما هو الحاضر، بالأكثر هو المستقبل الذي نعده بعناية. هناك خصوصيات وثوابت يجب احترامها كما هناك مستجدات يجب التعامل معها بعقلية منفتحة ومعاصرة. اقترح ان نركز على نقاط الالتقاء القومي ونترك الجانب الكنسي للكنسيين واللاهوتيين وهذا مجالهم. نقاط الالتقاء هي اللغة والارض والدين. لتقم المؤسسات ذات الاختصاص من المثقفيين والمهتمين والسياسيين وبمباركة من رؤساء الكنائس الى لقاء موسع لتوحيد الصف والكلمة والتوافق والتوالف كما يفعل الآخرون، حتى نتمكن من الخروج بحصيلة مرضية تتواصل مع تاريخنا وتراثنا وتلائم الزمان والمكان الذي نعيش فيه. قد يكون ما يصلح في نيوزيلاندا لا يتناسب مع ما نعيشه في بغداد وكركوك ونينوى: نستفيد من الخبرات المتعددة والاراء المختلفة في سبيل الأحسن والأفضل.
الرجاء من جميع السادة الذين يعلقون على المواضيع التي تتم عليها المناقشة، ان يقراوا النصوص كاملة وبموضوعية والا يستخرجوها من إطارها، و من دون انفعال أو تجريح.. المهم ان نساعد جميعا كل حسب موهبته واقتداره على الجمع لا التقسيم على التقريب لا الابعاد من أجل وحدة شعبنا القومية وحقوقه ليس الا.