المحرر موضوع: التغريد خارج السرب  (زيارة 1743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل hary amedy

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 9
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التغريد خارج السرب
« في: 18:57 28/06/2005 »
يبدو ان الفساد الاداري المستشري عندنا هو  افة سنعاني منها كثيرا .. ولا اعتقد اننا سنجد لها الحلول المناسبة في الاتي القريب . انني استشعر بذلك من  رؤيتي للعراق من خلال   كوردستان العراق .فما هو موجود في كوردستان  من فساد يستحق الوقوف عندها كثيرا . وما حصل في كوردستان حصل ايظا في العراق .
الفساد الاداري الموجود في اقليم  كوردستان العراق هو قديم قدم حداثة تكوين حكومة الاقليم , فكانت البداية سيئة جدا بحيث انه كانت الاموال تذهب الى المسؤولين بال ( الكواني ) وكانت فروع الحزب الحاكم وغيره توزع الاموال هذه اما حسب مصلحتها الحزبية العامة او يوزعها المسؤول كما يشاء لاقرباءه ومعارفه ومن يتملقون له ! , شيئا فشيئا حتى اصبحت هذه الممارسة عادة عندهم , وكان الكثير منهم او بالاحرى جلهم يخشون اظهار هذه الاموال في الاستثمارات بل كانوا يهربونها الى البنوك الدولية وكانوا يتصرفون بشكل يوحي وكأنهم يصارعون الزمن لجمع اكبر قدر ممكن من الاموال خشية ان ينتهي العصر الذهبي هذا وتعود الامور الى ماكانت عليه قبل عام 1990 . ويصبحون خارج الاقليم ! . لعلهم كانوا يجمعون شيئا يساعدهم على النظال في المستقبل !!. وكانت التهم كثيرة جدا على الرجل الثاني في احد اكبر الحزبين , ويقال انه اصبح اليوم اغنى رجل في الشرق الاوسط ! .
وتدريجيا تحول الفساد الى شئ اخر , وهنا الطامة الكبرى , حيث اصبح يمارس بشكل رسمي وفتحت له مكاتب خاصة في كل دوائر الدولة و مؤسسات الحزب  !! تسمى هذه المكاتب الموجودة حتى يومنا هذا ب ( استثمارات ) وهكذا تشكلت شركات كبرى لكي تستثمر للحزب . فقامت هذه الشركات باحتكار الكثير من انواع التجارة ومنعت التجار من ممارستها .
وذهبت الى ابعد من ذلك فقامت بدور اشبه مايكون ب ( العصابات ) عندما كانت تهرب بعض من تجارتها  الى الدول الاقليمية   بواسطة مهربين محترفين , تذكرنا بما قام به البعض من المسؤولين في البداية عندما قاموا بتفتيت قصور صدام  في المنطقة وتهريبها الى ايران دون وازع .. حتى الاحجار لم تسلم من التهريب , وكذلك بالنسبة لللاليات الموجودة في دوائر الدولة ,وما حدث في سد بخمة تعد فضيحة كبرى , فكيف يمكن لمسؤولين في الدولة ان يهربوا كل المكائن والاليات الموجودة لتكملة مشروع السد , ويبيعونها الى ايران من اجل حفنة من الدولارات , ويحرموا كوردستان والشعب من فوائد هذا السد العضيم فيما لو اكتمل ؟
وفي برنامج النفط مقابل الغذاء , تحولت مكاتب الاستثمارات هذه الى مكاتب للمقاولات , وكأن الحكومة قد اصبحت مقاولا امام منظمات الامم المتحدة !! .
ثم حاولت الاحزاب الحاكمة اعادة الشعبية اليها وتحويل الانظار ! , فوعدت شرائح مختلفة من الشعب بتوزيع قطع الاراضي عليهم , ولكن تبين فيما بعد ان المسؤولين والمدراء العامين واصحاب الصلاحيات قد استغلوا هذه الفرصة ابشع استغلال وقاموا باستلام قطع الاراضي الى مقربين لهم او الى حفنة من جماعته وحراسه , اما الموظفون في الدولة فكانت الشروط قاسية عليهم مثل ان يكون لديه خدمة وظيفية ثلاثون عاما فاكثر ولم يستفد لحد الان وان وان وان ....
هكذا جرت الرأسمالية في كوردستان , فالقريب من المسؤول و (المتملقون ) و ( فرق الرقاصة )   يحصلون دائما على كل شئ .ويبقى المواطن البسيط عليه واجبات كثيرة تجاه الدولة وليس له اية حقوق يطالب بها !.
لقد تحولت مديريات الدوائر الى ممالك وكانت لكل مملكة ( دائرة ) نثريات  واموال خاصة ! يستولي عليها مدير المملكة الذي لاينافسه احد على كرسيه , وهكذا تصرف جميع المدراء ( المماليك ) وكأنهم شريحة خاصة في المجتمع وملوك زمانهم .ثم تدرجت مستوى الفساد في النزول الى ان وصلت الى موظفي الدولة كل وحسب مستواه الوظيفي .
لعل الفساد والمفسدون هم من يفسرون كيفية وصول الرجل غير المناسب الى المنصب الكبير ! , والا فكيف نفسر ان يكون  شاغل منصب وزير المالية مثلا  رجل ليس له اية صلة لا بالمال ولا بالاقتصاد ولا يعلم عنها شيئا لا من قريب ولا من بعيد !!! انه نموذج واحد فقط , فكيف بالاخرين ! ؟ اذا فهي درجة الموالاة فقط وليش شيئا اخر ؟
حين نقارن بين الفساد هنا او هناك , في ذلك الزمان او الان , سوف نجده واحدا حتى في شكل الممارسة  ! . ففي اثناء فترة الحصار على العراق من كان يوافق الدكتاتور على سياسته الاقتصادية ؟ الم يحرق قلوبنا حين كان يبني قصورا تشبه الخيال ؟ او عندما كان يقيم حفلات اعياد ميلاده غير الميمون ؟في الوقت الذي كان فيه الشعب يتضور من الجوع , نفس الشئ مارسه غيره في مكان اخر حيث القصور هي نفسها والبذخ الذي مارسه في الصرف على  الدعاية و حفلات اعياد ميلاد الحزب هذا او ذاك واليوبيل الذهبي او الفضي او البرونزي , في الوقت الذي كان فيه الكثير من الناس بلا مؤى ! . فليس لنا ان نعاتب هدام لانه ببساطة دكتاتوووووور , ولكن مابال الاخرين ؟ لماذا نفس السلوك الشائن ؟؟
وفي الوقت الذي طفح فيه الكيل عند كبير احد الاحزاب , وهو رجل وقور , دعى المسؤولين الى اعادة الاموال المسروقة الى خزائن الدولة , واستعمل ولاول مرة عبارة  ( من اين لك هذا ) , ولكن مرت حملته هذه بدون اي تجاوب من اللصوص !  .  وبقيت الامور على حالها .
لقد وصل الفساد الى درجة غير معقولة ولا احد يهتم ! .
وتتداخل الاحداث بمرور الزمن مع ارتباط السياسة بالاقتصاد والفساد , فيكون  مطلب الفيدرالية قد ابقى  الكثير من الامور  على حالها !! والفيدرالية هو مطلب شعبي حقيقي في كوردستان العراق سواء بوعي او بدونه ..ويبقى الشعب يأمل وهو اضعف الايمان بأن تنتهي ظاهرة الفساد , ويكتفي المفسدون بما حصلوا عليه , فهل يكون ؟ .