اخترت هذا العنوان لانني لست باحث في التاريخ . ولست كاتبا ولا اعرف فن المقالة ولا حتى قواعد الكتابة
واصولياتها . ولكن سوف احاول ان اعلق على مقالة الاستاذ اوديشو ملكو في رده على السيد صبحي عبد
الحميد. كل ما قاله السيداوديشو عن معاناة الاشوريين . الجميع يتفق معه عليه . ولكن بين اسطر السيد اوديشو مقاصد جلية مليئة بالقسوة و الاذى و التجني على الكلدان . دون وجه حق . اسوء ما في الكاتب
النزيه ان يراعي تعصبه على حساب الحقيقة . وخصوصا تاريخية لانه بالتالي تنقص من مصداقيته و امانته في
سرد الاحداث . لان الاحداث لا يكتبها كاتب واحد بل كتاب كثيرون و بالتالي تتجلى المصداقية في مدى تطابق مجريات الاحداث في كتاباتهم . فالتهميش المقصود والغير المقصود يدفع ثمنه الكاتب من مصداقيته
على كل حال . خلال سرده للاحداث التاريخية يهمش الكلدان كما يشاء وكاءنهم تبخرو . علما ان الكلدان
هم الذين اسقطو الدولة الاشورية . وهم اخر حضارة في وادي الرافدين . وهنا يتبادر الى الذهن اين الكلدان
في كل ما يسرده من الاحداث وهو في صميم التواجد الكلداني. يبدو ان السيد اوديشو عندما يقراء التاريخ
يرى كل الكلمات عدا الكلدان ؟ او قد تكون .. الكلدانية .. عقدة السيد اوديشو ملكو . و الاصح هو ان الكلدان
هم ضحايا كتابات السيد اوديشو .؟
فيصل الى نبوخذنصر ويصفه ( الكلدي الدخيل على بابل.. الطامع.. والمرضي لاسياده) محاولا و بوضوح اظهار
الكلدان خونة واعداء العراق و العراقيين. و نقول هنا حول كلدانية بابل .. الكلدان هم قدامى البابليين وهم
الذين اغنوا المنطقة بالعناصر الاساسية . لحضارة الشرق الاوسط باكملها . وهناك الكثير من المؤرخين يطلقون على جنوب بلاد النهرين بضمنها بابل بلاد الكلدان . و حول اضطهاد الكلدان بسبب مسيحيتهم. لدى
الكنيسة الشرقية الكلدانية في طقسها .. عونيثا.. وتقول العونيثا ( صدر قرار بقتل المؤمنين المسيحيين بالسيف) كان هذا في زمن الاضطهاد الاربعيني في القرن الرابع مابين 339 او 340 وحتى 380 من قبل
شابور تقول ( صدر قانون امر بقتل المؤمنين بالسيف. اولئك الذين يقفون حولهم كانوا كلدانا ورفعوا اصبعهم
تاءكيدا على ايمانهم بالله) وهنا نترك الجواب للسيد اوديشو ملكو . ؟
وحول كلامه عن الملك نبوخذنصر . نتفق معه على انه كان طامعا . ولكن ليس كما يفتري السيد اوديشو .
بل لاسترداد ما سرقوه الملوك الاشوريين من بابل . ويقول على الملك الذي بنا الجنائن المعلقة . احدى عجائب الدنيا السبعة انه دخيل على بابل .؟ ونحن نقول للسيد اوديشو ما يعرفه جيدا . ان الوجود القومي الكلداني في بابل سبق عصر الاديان في وادي الرافدين و يمتد الى 3500 سنة ق م في سومر واكد وبابل
وفي كل النصوص التاريخية بعد اقامة بابل الثانية استعملت كلمة بابل ككلمة مرادفة للكلدان . و الجدير بالذكر يقال عندما نبش الاثاريون الغربيون مكامن التاريخ القديم وجدوا الاف الرقم الطينية و الاختام الاسطوانية و التماثيل في كل المواقع الجنوبية في العراق سواء في اور كيش او بابل وان ما عثروا عليه في
مكتبة اشور بانيبال وعصره الذهبي للدولة الاشورية هي تلك الرقم المسروقة من بابل بعد غزوها واحتلالها
من قبل الدولة الاشورية . وبجانبها نسخ بالهجة الاشورية وليس اللغة الاشورية كما يقول السيد اوديشو
لانه و كما هو معروف ان اللغة اكدية اما البقية فلهجات مشتقة منها . ولكي نذكر دور الكلدان في العصر العباسي للسيد اوديشو ملكو نقول . يقول الاب لابور بان النصارى الكلدان نالوا من المناصب في الدولة العباسية و علموا ساداتها فلسفة اليونان و الفلك و الطب و الطبيعيات . ونقلوا الى العربية تاليفات ارسطو
و بطليموس و ابقراط و جالينوس . وبواسطة الكلدان تعلم العرب الارقام الهندية والة الاسطرلاب و يضيف لابور
قائلا بانه ما من امة بارت امة الكلدان النصارى في تاسيس المدارس . ويستشهد العلامة الكلداني ادي شير باراء و مصادر كثيرة بخصوص التواجد الكلداني بعد المسيحية و الاسلام فينقل عن قاموس اللاهوت الكاثوليكي المؤلف من قبل علماء المان . ان العلوم الشرقية في زمن فتوحات العرب والمسلمين كانت محصورة عند الكلدان . وهناك المزيد ما لا مجال لذكره حول هذه الحقبة التي يتكلم عنها السيد اوديشو
عامدا عدم ذكر الكلدان؟؟؟
وبعد ان حاول ان ياءشور السريان بطريقة ( شكسبير اصله شيخ زبير ) . ياتي و يقول الكنيسة الكاثوليكية
الاشورية ( الكلدانية) . عجيب و غريب ؟؟؟
ونحن نرد عليه بختم لمار شمعون . نشره السيد شابو يوسف في مجلة الصوت الكلداني معلقا على الختم
يقول .. على صورة ختم تاريخي للبطريرك النساطرة الكلدان في قودجانس . والذي نشرته جريدة بهرا الجريدة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية في عددها 136 و الصادر في شباط سنة 2000 وعلى الصفحة الخامسة . وقد كتب على الختم عبارة ( الفقير شمعون بطريرك الكلدان ) وانا اود ان اسال لو ان
غبطته قد اكد انه بطريرك الكلدان . عجبا هل كان يقصد بان مذهبه كلداني . ونحن نعرف جيدا انه نسطوري المذهب . وهنا نعود الى حكايتنا السابقة لنساءل الاخوة الذين همهم الوحيد التاكيد على ان الكلدان مذهب و ليس قومية . لو كانت الكلدانية مذهب فماذا كانت النسطورية بالنسبة للبطريرك .ولو كانت النسطورية مذهبه فماذا كان يقصد بكلمة الكلدان ..؟ طبعا من غير المعقول ان يكون له مذهبين . وصاحب
البيت ادرى بما فيه . وحول لغتنا المحكية ان لم تكن كلدانية فليست اشورية لا بل ماركة مسجلة باءسم
الاراميين سواء وجدوا ام انقرضوا مع فائق احترامنا للذي يحس انه ارامي اليوم. هناك الكثير لنرد به على السيد اوديشو ملكو ولكن نكتفي بهذا القدر لكي لا يمل القارئ . وفي النهاية نقول تجاهل الكلدان في كتاباتك كما تشاء فانت حر . ولكن اذا تجنيت سيرد عليك .
المصادر ..
مجلة صوت الكلدان
مقالة للسيد شابو يوسف لصوت الكلدان
عبد الاحد افرام . الحقيقة في التسمية القومية
ماركريت روثن . علوم الكلدان
مقالة للاب سرهد جمو
ادي شير . كلدو اثور كلدنايا د بابل