المحرر موضوع: بيان بمناسبة عيد رأس السنة الآشورية  (زيارة 1899 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل A D O

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي


                           بيان بمناسبة عيد رأس السنة الآشورية

يستقبل شعبنا الآشوري السرياني الكلداني عيده القومي، عيد رأس السنة الآشورية في الأول من نيسان، تحدوه آمال وتطلعات كبيرة نابعة من القيم والمعاني النبيلة التي يرمز إليها هذا العيد، الذي يحظى بمكانة سامية في الذاكرة الشعبية والموروث الحضاري لشعبنا . فقيم الخصب والتجدد والانبعاث على الدوام كانت المحفز الأساسي لتجاوز نتائج الظلم والاضطهاد والتهجير والإبادة التي زعزعت وجودنا القومي والإنساني ، ودافعا للخروج من واقعنا المأزوم والانطلاق بثقة وثبات نحو استعادة دورنا الحضاري الرائد وتكريس وجودنا القومي جنبا إلى جنب مع بقية شركائنا في الوطن على قاعدة العيش المشترك ومبدأ الشراكة الكاملة في الوطن.

إن شعبنا في الأول من نيسان يجدد عهده مع الحياة، ويتطلع قدما نحو المستقبل بنظرة ملؤها التفاؤل بالرغم من الصعوبات التي تقف عائقا أمام تحقيق طموحاته القومية المشروعة.  ويعزز هذا التفاؤل تنامي الاهتمام العالمي بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات القومية، والشعوب الأصيلة، وكذلك زيادة تفهم شعوب المنطقة بنخبها الفكرية والسياسية لمطالب وخصوصيات هذه الشعوب، وضرورة نيل حقوقها ضمن الإطار الوطني، باعتبار ذلك المرتكز الأساس لحماية التنوع القائم في المجتمع، والمنطلق لبناء الدولة العصرية الحديثة.

ففي تركيا ما زال يختزن شعبنا في ذاكرته مآسي وأهوال سنوات طويلة مرت على جريمة الإبادة الجماعية " السيفو" المروعة التي ارتكبت بحقه على أيدي حكومة الإتحاد والترقي التركية إبان الحرب العالمية الأولى، واستهدفت حميع الشعوب المسيحية في تركيا، هذه الجريمة التي قوضت وجود شعبنا في جزء هام من أرضه التاريخية " بيت نهرين العليا " الواقعة في جنوب شرق تركيا الحالية، وحولته إلى مجرد وجود رمزي . ومع ذلك فإن شعبنا في الأول من نيسان يتطلع أن تتخذ الحكومة التركية الحالية خطوات جريئة في إطار سعيها الحثيث لدخول الإتحاد الأوروبي، بالمبادرة إلى الاعتراف بجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا إلى جانب الشعب الأرمني وشعوب أخرى، كخطوة أساسية لا بد منها للتصالح مع ماضيها ومع شعوبها، مع ما يرتبه عليها هذا الاعتراف من تبعات قانونية دولية باستعادة الأراضي والممتلكات المسلوبة، والاعتراف الدستوري بحقوق شعبنا القومية فضلا عن الاعتذار من أبناء وأحفاد ضحايا هذه الجريمة النكراء. وذلك بدلا من اللجوء إلى تضخيم النزعة القومية الطورانية بما تنطوي عليه من شوفينية وتعصب، كمحاولة إعادة الاعتبار لمجرمي الحرب أمثال " طلعت باشا " وغيره، الملوثة أيديهم بدماء ملايين الضحايا الأبرياء. وفي هذا المسعى ما يستدعي الكثير من القلق لدى أبناء شعبنا والشعوب التي عانت الأمرين على أيدي الحكومات التركية المتعاقبة.

أما في العراق فإن شعبنا أسوة بكافة شعوب العراق عانى الويلات في السنوات الأخيرة بسبب الموجة المتنامية للإرهاب، وجراء تفاقم الأوضاع الأمنية لدرجة تنذر باندلاع حرب أهلية . وفي الأول من نيسان فإن شعبنا يتطلع بأمل إلى تقدم ونجاح العملية السياسية وتشكيل حكومة وطنية تشارك فيها كافة مكونات المجتمع القومية والدينية والسياسية دون إقصاء لأي طرف ، حكومة تكون قادرة على تحقيق الاندماج الوطني ووضع حد نهائي للإرهاب الأسود الذي طال كل العراقيين دون استثناء، حكومة تقود البلاد لبناء دولة قوية مزدهرة قادرة على ضبط الأمن والاستقرار بما يؤهلها لوضع حد نهائي للاحتلال الأجنبي على أرض العراق.

وفي سوريا فإن شعبنا في الأول من نيسان يتطلع إلى دولة مدنية عصرية، دولة القانون والمؤسسات، دولة لجميع أبنائها بغض النظر عن أي انتماء قومي أو ديني في ظل هوية وطنية سورية جامعة وفي إطار مبدأ المواطنة، دولة تنتفي فيها جميع مظاهر الفساد والنهب، وجميع مظاهر الاستعلاء والإكراه القومي وتجاهل وجود الآخر. يتطلع شعبنا لنظام ديمقراطي تعددي علماني، تسوده مبادئ العدل والمساواة وشرعة حقوق الإنسان، والاعتراف الدستوري بحقوق كافة المكونات القومية دون استثناء . وفي هذا المجال تؤكد المنظمة أن المدخل لأي عملية إصلاح سياسي حقيقي في البلاد لا بد أن تبدأ من خلال:
1-   إلغاء حالة الطوارئ ، وإلغاء جميع القوانين والمحاكم الاستثنائية.
2-   الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وطي ملف الاعتقال السياسي نهائيا.
3-   إطلاق الحريات العامة وسن قوانين عصرية ديمقراطية للأحزاب والجمعيات والانتخابات تراعي التعددية القومية والسياسية، بعيدا عن كل أشكال الاستئثار والاحتكار بما يكفل مشاركة واسعة لكافة مكونات المجتمع في التعاطي مع الشأن الوطني.
4-   الإقرار بالتعدد القومي والاعتراف بشعبنا الآشوري السرياني الكلداني كشعب أصيل ضمن الإطار الوطني، لا شك أن تكريس الأول من نيسان كعيد وطني إلى جانب الأعياد القومية الأخرى يعتبر مدخلا صحيحا للاعتراف بالتنوع القومي الذي تغتني به سوريا .

إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية ومن خلال نضالنا مع بقية القوى الوطنية الطامحة للتغيير الديمقراطي في سوريا نعاهد أبناء شعبنا ووطننا بالاستمرار بثبات وبمختلف الوسائل والسبل السلمية والحضارية لتحقيق هذه الغايات، والعمل على إرساء دعائم التفاهم والتعاون والوحدة الوطنية مع جميع شركائنا في الوطن عربا وأكرادا وأرمن وغيرهم، مسلمين ومسيحيين، مستمدين القوة والعزيمة من أبناء شعبنا ووطننا لمواصلة النضال من أجل مستقبل أفضل لوطننا وشعبنا في الازدهار و الحرية والديمقراطية.

ختاما نتوجه بهذه المناسبة بالتهاني إلى أبناء شعبنا في الوطن والمهجر، وندعوهم للخروج إلى أحضان الطبيعة والاحتفال بهذا العيد كتعبير عن انتمائنا واعتزازنا القومي ، كما نتوجه بالتهنئة إلى جميع أبناء الوطن، آملين أن تكون هذه السنة الجديدة، سنة تجدد وعطاء وحرية .

وكل عام وشعبنا وشعوب الوطن بخير وطننا بخير.


سوريا – أواخر آذار 2006 ميلادية
6755 آشورية                                                                            المكتب السياسي