المحرر موضوع: الأول من نيسان بين الافتراء والحقيقة التاريخية  (زيارة 2366 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأول من نيسان
بين الافتراء والحقيقة التاريخية
أبرم شبيرا – لندن

لا يخفى على الكثير من الناس المقالب والافتراءات التي تمارس في الأول من شهر نيسان (أبريل) من كل عام ولكن قلة قليلة تعرف الحقيقة التاريخية لهذا اليوم الذي كان في الزمان الغابر حدثاً مهماً وبداية للسنة التقويمية قبل تبني التقويمات الحديثة السائدة في يومنا هذا.
تذكر المراجع الغربية بأن مصدر هذا الحدث والافتراءات التي تمارس في هذا اليوم لا يزال غامضاً ولكن معظمها تؤكد بأن البداية كانت في أوربا وتحديداً في فرنسا حيث كان الناس يحتفلون لمدة ثمانية أيام من 25 آذار (مارس) حتى الأول من نيسان وعلى نفس الطريقة التي يحتفل بها اليوم في أعياد رأس السنة الميلادية من حفلات وسهرات حتى ساعات متأخرة من الليل.
ولكن في عام 1562، وعندما تبنى بابا الفاتيكان (غريغوري) التقويم الميلادي الجديد والمعروف باسمه (التقويم الغريغوري) وفرضه على العالم المسيحي أصبحت بداية السنة تقع في الأول من كانون الثاني (يناير). ولما كانت وسائل الاتصالات والنقل بطيئة في ذلك الزمان فأن الكثير من الناس لم يسمعوا بهذا التغيير كما وأن بعض المتزمتين لم يقبلوا التغيير إطلاقاً وأصروا على الالتزام بالأول من نيسان فضلوا متمسكين به كبداية للسنة الجديدة يمارسون احتفالاتهم المعهودة، فأطلق عليهم من قبل المحدثين بالمغفلين، أو كما هو معروف بالإنكليزية بـ (أبريل فول - April Fools) ثم بدأ المحدثون يدبرون المقالب والافتراءات على المتزمتين.
هكذا استمرت هذه الممارسات إلى يومنا هذا وانتقلت إلى البلدان الأخرى ومنها بلدان الشرق الأوسط والتي تعرف بـ (كذبة نيسان). ومن الملاحظ بأن جميع هذه المراجع الغربية تغفل الإشارة إلى جذور أو منشأ رأس السنة القديمة التي ذكروها، إضافة إلى ذلك فأن الأوربيين كانوا يحتفلون برأس السنة الميلادية ولكن بالتقويم اليوليالي الذي يقل عن التقويم الغريغوري بـ (13) يوماً والذي تم تبنيه بعد منتصف القرن الخامس عشر الميلادي كما ذكرنا أعلاه.
هذا التناقض في هذه المراجع الغربية يحمل نوعاً من الإهمال أو التهرب من البحث في المنشأ التاريخي الأصلي لعيد الأول من نيسان كرأس السنة الجديدة وهو ما نحاول استبيانه في السطور القادمة.   
هذا من ناحية الافتراءات والمقالب، أما الحقيقة التاريخية للأول من نيسان فهي متجذرة في أعماق تاريخ حضارات الشرق الأوسط وتحديداً حضارة بلاد مابين النهرين، عراق حالياً، وبشكل يعكس عظمة هذه الحضارات والممارسات الدينية والعلمية والإنسانية التي كانت تمارس في حينها.
كان الأول من نيسان عيداً دينياً وقوميا لشعوب بلاد مابين النهرين يشكل بداية لسنة تقويمية جديدة. وكغيره من الأعياد التي ترتبط بمراحل تطور الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والدينية، كذلك كان الحال مع عيد الأول من نيسان.
ولكن قبل الولوج في تفاصيل هذا العيد علينا أن نذكر وباقتضاب بأن شعوب بلاد مابين النهرين عرفت نوعين من الأعياد وهي السابقة لاكتشاف الزراعة واللاحقة لها. فالأولى كانت مرتبطة بظواهر طبيعية طارئة غير منتظمة أو بجوانب اجتماعية أخرى كالانتصار في الغزو وجني الغنائم أو تنصيب زعيم أو بناء معبد.
غير أن بعد اكتشاف الزراعة وتطورها وتدجين الحيوانات بدأ الإنسان يترقب المناسبات المتعلقة بمواسم الدورة الزراعية كالبذر والحصاد وجني الغلة حيث شرع الإنسان يحتفل بالأعياد الموسمية الموقوتة والمنتظمة كإقامة الأفراح والابتهاج بنجاح الموسم الزراعي أو وفرة الأمطار. من هنا ارتبطت هذه الأعياد الموسمية المنتظمة بفصول معينة من السنة التي تعتدل الأجواء فيها كالربيع والخريف أي في مواسم الحرث والبذر أو السقي أو نمو العشب ومن ثم جني الغلة أو بتكاثر الحيوانات المدجنة.
أما من الناحية الثيولوجية (الدينية) فإن الأول من نيسان كبداية للسنة التقويمية الجديدة أرتبط بجملة معتقدات وأساطير سادت في حضارات بلاد مابين النهرين خاصة السومرية والبابلية والآشورية.
وحسب المدونات والرقم الطينية المكتشفة في مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال (883 – 859 ق.م.) في نينوى ( حالياً مدينة الموصل في شمال العراق) كانت بداية السنة الجديدة رمزاً لبداية خلق الأرض والسماوات وإنبعاث الحياة على الكون والتي جاء ذكرها بشكل ملحمي في أسطورتين معروفتين في الأدب البابلي – الآشوري القديم عن الخليقة والتي أستمد اليهود منهما قصة الخليقة وغيرها من القصص، كالطوفان مثلاً، وأدرجت في التوراة أو في التقليد اليهودي بعد عودتهم من السبأ البابلي في الربع الأخير من القرن السادس قبل الميلاد.
وردت تفاصيل قصة الخليقة في سبعة ألواح اكتشفتها البعثة البريطانية أثناء التنقيب في بقايا مدينة نينوى عاصمة الآشوريين وتم فك رموزها وترجمتها في العام 1876 والتي يربطها بعض الآثاريين بالأيام السبعة لقصة الخليقة الواردة في سفر التكوين من التوراة. ثم جاءت حفريات البعثة الألمانية في بداية القرن العشرين في مدينة آشور (حاليا شرقاط) لتضيف أضواء أخرى على ملحمة الخليقة ووفق التصور الآشوري والذي يورد الآلة آشور كزعيم للآلهة محلة الآلة مردوخ (آلة البابليين) ويتداخل معه ليصبح مركز العبادة الرئيسية عند الآشوريين.
لقد حقق العديد من الآثاريين والمؤرخين في هذه الأساطير فكتب عنها الكثير من البحوث والمؤلفات، وبإيجاز، فالأسطورة الأولى تتضمن قيام الآلة مردوخ (عند البابليين) أو آشور (عند الآشوريين) بخلق السماوات والأرض ومن ثم خلق الإنسان ضمن صراع ملحمي بطولي مع مجموعة من الآلهات الشريرات. أما الأسطورة الثانية فتقوم على أساس انبعاث الآلة تموز وقيامه من عالم الأموات بعد أن حكم عليه الشياطين والأشرار بالموت فيعود إلى الحياة في موسم اعتدال الجو ونمو العشب وتكاثر الزرع وتناسل الخرفان كرمز لبدء الخليقة على الكون في نيسان أو (ني سانو).   
ومن الناحية العلمية والتاريخية يرى بعض الباحثون بأن بداية التقويم القديم في الأول من نيسان كان بالأساس كبداية للمدنية أو للحضارة في بلاد مابين النهرين، فالمعتقدات التي كانت سائدة في سومر وبابل وآشور هي بأن الحضارة هبة من الآلة إلى الإنسان وأن الملك – الآلة (مثل مردوخ وآشور) كان قد نقل أو أنزل من السماء إلى الأرض وإكراماً له أقيمت المدن والحضارات والمعابد. فكان يعرف عيد الأول من نيسان عند السومريين بـ (أكيتي) ومعناه (بناء الحياة على الأرض) مشيراً إلى تسليم الحياة من الآلة إلى الإنسان وهو العيد المعروف عند البابليين  بـ (أكيتو).
ففي الخمسينات من القرن التاسع عشر تمكن الآثاريون من التوصل إلى استنتاج مفاده بأن معبد مدينة آشور كان قد شيد بحدود عام 4750 ق.م. ثم اعتمد هذا التاريخ كبداية للمدنية والحضارة وتم على ضوءه حساب سنوات التقويم الآشوري القديم والذي ستكتمل سنة 6755 في 1/4/ 2005 (ميلادية) وتبدأ سنة 6756 الآشورية.
لقد ورث الآشوريون عن أجدادهم البابليين علم الفلك والتنجيم واستطاعوا بدقة مراقبة النجوم والأجرام السماوية وتدوين تواريخ الظواهر الطبيعية كالكسوف والخسوف وتنظيم الدورات الزراعية، كما عرفوا تقسيم السنة إلى أشهر والأشهر إلى أيام والأيام إلى ساعات وهكذا... والتي تعد اليوم أساساً مهماً لعلم الفلك ومعرفة الأجرام والكواكب، كما أصبحت القاعدة العلمية التي أقيم عليها تقسيم الزمن إلى الوحدات الزمنية المعروفة بشكلها الحال، فكانت بداية تنظيم التقاويم السنوية ومعرفة شهور السنة وتسميتها بأسماء الآلهة أو أشباه الآلهة أمثال ني سانو (شهر نيسان) و تموز (شهر تموز) وآبو (شهر آب) وإنليل (شهر أيلول)... الخ والمعروفة حاليا بالأشهر السريانية، والتي قلدها الإغريق والرومان فيما بعد في تسمية شهور تقويمهم السنوي بأسماء آلهتهم وملوكهم وأباطرتهم.
فكان ذلك كله مساهمة كبيرة للفترات اللاحقة في تقسيم السنة بدقة متناهية بحيث استطاع الفلكي سيدناس البابلي المعروف عند الغرب بـ (Babylonian Cidenas) عام 375 ق.م. من قياس السنة الشمسية وضبطها بدقة بحيث لم تكن تختلف أكثر من 4 دقائق 23,56 ثانية عن قياس وضبط السنة الشمسية التي تم ضبطها عام 1887 والمعتمد عليها في عصرنا الحالي.
هذه المعرفة العلمية هي التي سهلت على الآشوريين تنظيم تقويمهم السنوي وضبط الأحداث وتاريخ الظواهر الطبيعية والتي دون الكثير منها وحفظت في مكتبة الملك آشور بانيبال، والتي تعد أول مكتبة مفهرسة في التاريخ، كما دونت أيضاً تفاصيل الاحتفالات التي كانت تجري في الأول من نيسان من كل عام.
وقد تم تفصيل هذه الاحتفالات والتعليق عليها وتفسير رموزها ومضامينها في العديد من الكتب والبحوث التي تناولت هذه الألواح، وإن كان البعض منها قد تأثر بعوامل التعرية الجوية والغزوات وأصيب أجزاء منها بالتلف إلا أن خبراء علم الآشوريات تمكنوا من إعادة تركيبها وبناء سياقها بشكل منسق مكنهم من قراءتها وترجمتها.
تدل هذه الألواح بأن الاحتفالات بعيد رأس السنة كانت تستمر لمدة أثني عشر يوماً، ربما بحسب عدد أشهر السنة الواحدة، وتتضمن ممارسة جملة شعائر وطقوس دينية وسحرية وذبح القرابين وتسيير المواكب الاحتفالية وكذلك إقامة بعض المسرحيات التي كانت ترمز إلى بداية الخليقة وميلاد الأرض والسماوات والإنسان. وتشير هذه الألواح أيضا إلى أن التنكر خلال الاحتفالات كانت عادة سائدة ولاسيما في يوم الأول من نيسان مثلما هو الحال في يومنا هذا في احتفالات رأس السنة الميلادية.
كان يشارك في هذه الاحتفالات الملك وحاشيته والكهنة ورئيسهم والممثلون والمهرجون والموسيقيون والسحرة وعامة الناس الذين كان يقتصر دورهم على المشاهدة فقط، كما كان يحضرها بعض ملوك وزعماء الدول الأخرى كضيوف شرف وكانت تقام الاحتفالات في أوقات السلم في ساحات كبيرة خارج المدن في حين كانت معرضة للتأجيل أو الإلغاء في أوقات الإضطرابات والحروب أو كانت تقتصر على احتفالات بسيطة رمزية تقام داخل معابد العاصمة وبقية المدن الكبيرة ولا يشارك فيها إلا الملك وكبار الكهنة كضرورة فرضها عليهم واجبهم الديني المطلوب أداءه مهما كانت الظروف. وهناك نصوص آشورية تؤكد إلغاء هذه الاحتفالات خارج المدة لمدة تزيد عن عشر سنوات بسبب الحروب والاضطرابات. 
 تفاصيل هذه الاحتفالات التي كانت تجري خلال ألاثني عشر يوماً طويلة ومسهبة فهناك أيام في هذا العيد مخصص للزواج المقدس وإظهار أهمية الخصب وتشجيع التكاثر والإنجاب وأخرى مخصصة لمعرفة الغيب والطالع وتحديد آجال البشر التي عينتها الآلهة للسنة الجديدة، وهي العادة نفسها التي انتقلت وتواصلت حتى يومنا هذا حيث يمارس الكثير من الناس في ليلة رأس السنة الميلادية ألعاب الحظ والبخت، ويتجاوز التطرف عن البعض إلى المقامرة أو السهر حتى فجر اليوم الأول من العام الجديد ضمن احتفالات خاصة بهذه المناسبة وكأساس لتمني استمرار الفرحة والبهجة في العام الجديد.
كما هناك أيام مخصصة لتقديم القرابين وتقديس المعبد بتلطيخ جدرانه بدماء الذبيحة والطواف حوله وغيرها من الممارسات الطقسية والتقليدية. إلا أن الذي يهم موضوعنا بخصوص الافتراءات والمقالب هو اليوم السابع الذي كان الملك يتنازل عن سلطانه ويعم الفوضى والاضطراب بين الناس فيعلن عن هجرة الآلة للناس فيتسلم الغوغائيين والشحاذين مقدرات البلاد لحين يتم إدراك عامة الناس أهمية سلطة الملك والنظام السياسي ثم في اليوم الثامن يعلن عن عودة الآلة مرة أخرى واسترجاع الملك لعرشه وفرض الاستقرار والنظام في البلاد مرة أخرى. هذه الممارسة جعلت بعض المؤرخين يعزون ظاهرة كذبة نيسان وتدبير المقالب إليها، ولكن مثل هذا الاستنتاج يتنافى مع الحقائق التاريخية التي تؤكد بأن كذبة نيسان ظهرت بعد ظهور المسيحية وبالتحديد بعد تبني التقويم الميلادي اليوليالي ثم الغريغوري ومن ثم البدء باحتفالات عيد رأس السنة الميلادية.
فعندما تبنت الإمبراطورية البيزنطينية الديانة المسيحية كدين رسمي للدولة في منتصف القرن الميلادي الرابع وفي عهد الإمبراطور قسطنطين الأكبر تسربت عن طريقها الكثير من العادات والتقاليد والاحتفالات الإغريقية والرومانية إلى الشعوب المسيحية في المشرق وبمرور الزمن ظهر التناقض عند الملتزمين بالمناسبتين في أعرافهم وتقاليدهم ووجباتهم المرفوضة في ما يخص ممارسة الطقوس الدينية وتقديم القرابين والهدايا وتوزيع الحلوى وغير ذلك.
وجرياً على عادة تقديم الهدايا في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة لإضفاء المسرة والبهجة في نفوس الناس، أخذ الكثير منه في تقديم هدايا زائفة وصناديق أو علب هدايا فارغة ووهمية للذين ظلوا ملتزمين بطقوس واحتفالات الأول من نيسان وذلك سخرية منهم ونكاية بهم وبعيد رأس سنتهم الزائلة.
من هنا يعتقد بأن ممارسة الكذب والمقالب والافتراءات في الأول من نيسان ظاهرة لم يمارسها شعوب بلاد مابين النهرين سواء قبل المسيحية أو بعدها بل مارسها شعوب أخرى، كالإغريق والرومان ثم انتقلت إلى الشعوب الأوربية ومنها إلى الشرق والتي كانت بالأساس نوعاً من الغيرة والحرب الثقافية والنفسية التي مارسها الإغريق والرومان تجاه حضارة شعوب بلاد مابين النهرين وتجاه طقوسه وأعياده التي كانت قد انتشرت وسادت بين الناس في جميع بلدان المشرق القديم.
ومهما كانت شراسة هذه الحرب النفسية والثقافية فأنها لم تستطيع أن تقضي بالتمام والكمال على هذا العيد العريق. فإذا كانت الجوانب الدينية لهذا الاحتفال قد اختفت تقريباً إلا أن المظاهر الاقتصادية التي كانت ترمز إلى قدوم الربيع وتكاثر الحيوانات أصبحت عرفاً اقتصاديا ومالياً حتى للشعوب الأخرى في تنظيم أمور الدولة الاقتصادية والمالية واعتبار الأول من نيسان بداية السنة المالية الجديدة التي لازالت سائدة في الكثير من بلدان العالم.
والآشوريون، وهم أقلية أثنية مسيحية في العراق وبعض البلدان المجارة له هاجر أكثر من نصف عددهم إلى البلدان الغربية وخاصة الولايات المتحدة، كانوا ولا يزالوا إلى وقت قريب يمارسون هذا العيد كعيد قومي وتراثي لهم.
حيث كانوا في قراهم في شمال العراق يشرعون منذ الفجر الباكر بقلع قبضة من العشب الأخضر ووضعها في أعلى مدخل البيت للدلالة على قدوم الربيع وبداية السنة الجديدة حسب تقويمهم القديم ثم كانت تبدأ الاحتفالات والأفراح في القرية حتى المساء حيث تذبح الذبائح وتقام الولائم وتوزع الحلوى ويمرح الأطفال والصبية في المروج وفي تسلق الأشجار العالية.
واليوم، فرضت ظروف العصر وبيئة المدينة وأجواء الغربة بصمات واضحة على طبيعة ونوعية الاحتفالات عند الآشوريين بهذه المناسبة. فاحتفالات اليوم لا تتعدى المهرجانات الثقافية والفنية وبعض الحفلات الشعبية والمسيرات الجماهيرية والخطابية وكانت الحكومة الإقليمية في شمال العراق قد أعلنت في عام 1992 الأول من نيسان عيداً قومياً للآشوريين وعطلة رسمية لهم.
أما في بلدان المهجر، وخاصة في المدن الأمريكية الكبرى كشيكاغو وديتروت وسان هوزيه وغيرها من مدن تجمع الآشوريين في أستراليا والسويد وألمانيا حيث تقام إلى جانب الاحتفالات مواكب تاريخية زاهية يشارك فيها الآلاف منهم كما يشارك فيها بعض الجهات الرسمية والمنظمات غير الرسمية وكان قرار الحكومة الإقليمية في ولاية إلينوي في الولايات المتحدة الأمريكية في تسمية أحد شوارع مدينة شيكاغو الذي تسير فيه هذه المواكب باسم شارع سركون الثاني، وهو الملك الذي حكم في نينوى للفترة من 722 – 705 ق.م.، تأكيداً على أهمية الأول من نيسان كظاهرة تراثية إنسانية وإعجاباً بالتزام الآشوريين بعيدهم القومي ولقرون طويلة.
واليوم في الأول من نيسان يحتفل الآشوريون برأس سنتهم 6756 الجديدة بينما ينشغل الناس والشركات والمؤسسات التجارية بتنظيم حساباتهم وإغلاقها في هذا اليوم. [/b] [/size]  [/font]