المحرر موضوع: القوش..تحتضن ثانوية أور السريانية  (زيارة 2028 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Urnamu

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
القوش..تحتضن ثانوية أور السريانية

هي بلدة تاريخية عريقة جُل ساكنيها من الكلدوأشوريين تقع في الجزء الشمالي الشرقي لنينوى،تحت سفح جبل اسمه مأخوذ من اسم البلدة. استمدت القوش عراقتها من اسمها فهي (القوش) كلمة آشورية معناها (إيل-قوش) أي (الإله القوي) ويستدل به الى الإله سين (إله القمر) مركز عبادته. حيث تم الكشف عن دكة مذبح عليه 30 ثقباً رمز الإله سين وصهريج التطهير وحوض الغسل في محلة (سينا) من (الإله سين) بنيت في زمن الملك سنحاريب((705-681ق.م)) وعثر ايضاً في موقع (شويثا دكناوي) على دنين كبيرين يحتويان على بقايا رماد بشري مع اربع قطع ذهبية ومثلها فضية في كل منهما يعود الى الفترة الاشورية.وهي بلدة غنية بالاديرة والكنائس والمزارات.من كتاب (المثلث الاثري في القوش)من تأليف أدمون لاسو.
كان صباحاً جميلاً عندما انطلقت حافلتا المدرسة في الساعة 8.00 من يوم الاربعاء 22/3/2005 وبروح نشطة وهنافات واغاني السورث توجهنا الى المكان المراد وبطريقنا شاهدنا بعض قرى ومناطق تواجد شعبنا من بينها (برطلة -ملا بروار- شرفية). وصلنا القوش في الساعة 11.30 تقريباً وعندما دخلناها شعرت بشيء غريب يكتنفني ويلاعب مخيلتي حيث قدم بيوتها وطرق بنائها وازقتها شدني لكي ابحث بعض الشيء عنها وإن كانت مدة مكيثنا قصيرة.اغرمت ببساطتها وتواضعها وعراقتها ولأنني أثاري احببتها واحببت الشيء القديم فيها وكأنني ادخل مدينة نمرود التاريخية والتقي بالملك والجيش.
دخلنا دير السيدة(حافظة الزروع) واستقبلنا بحفاوة وترحيب من قبل القائمين هناك. للدير باحتاناو حوشان، حوش بها غرف نوم للزوار ومكتبة وحوش داخلي خاص بالرهبان الذين يسكنون بها.
اخذنا قسطاً من الراحة بعدها تناولنا الغداء خارجاً في العراء حيث الهواء الصافي والمنظر الخلاب. توزعنا كل حسب الرغبة الى لننظم مكاننا ومبيتنا، وفي الساعة الثانية والنصف ظهراً توجهنا لنصعد جبل القوش نحو دير الربان هرمزد. كان الطريق شاقاً ومتعباً لم نشعر بالارهاق إلا بعدما نزلنا حيث الحديث والمزاح زالنكت جعلتنا ننسى العناء. دخلنا الدير(بصراحة انبهرت به كثيراً) انه لشيء غاية في الروعة، عظيم، كأنها قلعة عسكرية فوق قمة عالية، البنايات وغرف حجرية كبيرة محفورة داخل جبل، كهوف وممرات طبيعية واصطناعية، عين ماء طبيعية...
حدثنا الاب فادي ايشو عن تاريخ مزار الربان هرمزد فقال( يعود زمن هذا المزار الى القرن السابع الميلادي بحدود سنة 640م. كتب عنه الربان يوسف بوسنايا تلميذ الربان يوحنا بركلدون في القرن العاشر الميلادي. عندما قدم الربان هرمزد من بلاد الفارس ووصل قرية كرمليس حيث مكث في دير (برعيتا) ومن هناك توجه الى القوش. انذاك كان المسحيون يأتون اليه من كل مكان وصوب طلباً للشفاء، فكان يشفى المرضى والبرصى. واستمر مكوث الرهبان في هذا الدير لغاية القرن السابع عشر الميلادي. اما بالنسبة لدير السيدة (حافظة الزروع)فقد انشأ سنة 1858م بهمة الاب ايليشاع وبتمويل من الاب جبرائيل دمبو واصله من ماردين حيث كان تاجراً بين العراق ولبنان حينها، بعدها اصبح راهباً هناك. كان للدير دوراً ريادياً في مساعدة وإعانة عوائل الالقوش والعوائل المسيحية النازحة اثناء الحرب العالمية الاولى ويوجد في الدير رهبانان وستة قساوسة وسيحتفل هذا العام بالذكرى الـ(150)عاماً لتأسيس الدير والذي يصادف في الاحد الثاني من بعد عيد القيامة من كل عام.
بعد نزولنا من دير الربان هرمزد بحدود الساعة الخامسة اخذنا وقتنا للراحة بعد احتساء الشاي. الى ان اصبحت الساعة 6.30 عصراً حيث كان لنا موعداً مع دار (مار يوسف البتول) للأيتام. فالدار بجنب الدير وكان باستقبالنا بطرس سولاقا العنكاوي مدير الدار والاخ هديل صباح المربي والنازلين في الدار، كان لنا برنامجاً صغيراً قدمه طلبة أور السريانية بمشاركة طلبة دار الايتام منها مسرحية كوميدية ضاحكة لطلبة أور حيث استمتعنا بها كثيراً واناشيد وتراتيل قدمها طلبة الدار. بعدها القى الاستاذ اكرم يعقوب مدير المدرسة كلمة عبر فيها عن سعادته بلقاء الاطفال اليتامى واسعادهم لبعض الوقت من خلال اختلاطهم بطلبة أور وتمنى للطلبة الدار الموفقية والنجاح في حياتهم وحيا القائمين على فعل الخير لانها ركن من اركان المسيحية. تم توزيع الهدايا للايتام التي تبرعت بها اللجنة الخيرية الأشورية وقدمتها المدرسة من قبل مدير المدرسة والاب فادي ايشو وبرنارد يوسف عضو فرع اربيل للاتحاد والسيد باسم بلو قائمقام تلكيف حيث القى كلمة ترحيبية شكر فيها الهيئة التدريسية وطلبة أور على هذه المساهمة الانسانية وابدى عن اعجابه البالغ بطلبة أور الذين يدرسون بلغتهم الام(السريانية) وبعدها قضى طلبة أور وقتهما مع طلبة الدار واستمتعا بالتعارف والحديث فيما بينهما.
اطلعنا الاب بطرس سولاقا على اقسام الدار وقال لنا:(تأسس الدار على يد الأنبا اسطيفان بلو رئيس عام الاديرة الكلدانية سنة 1949م وبهمة الاب فيليب اسحق والربان مقاديس. هذا الصرح عبارة عن مدرسة تربوية كانت تعطى بها دروس منهجية للنازلين بعدها انتقل الطلاب الى المدارس الحكومية. وتدرس ايضاً وبطبيعة الحال الدروس الدينية. ومن النشاطات الترفيهية للدار اجابنا الاب بطرس(لدينا قاعة للكومبيوترات يعلم بها الطلبة ونقيم سفرات ترفيهية في الصيف ومسرحيات ونشاطات رياضية كدوري لكرة القدم وغيرها).
اما عن الدعم المادي فقال( في باديء الامر دعمنا المادي والمعنوي نستمده من السيد المسيح ومن ميزانية الكنسية، زمن الحكومة الاقليم ومؤسسات خيرية بعض الشيء وهبات من المحسنين والمتمكنيين ونقبل مساعدات من اي كان لكن بدون قيد او شرط.
يبلغ عدد الطلاب 21 طالباً حيث يقبل النازلين في الدار من اطفال لا تزيد اعمارهم عن 13 سنة ولاتق عن 5 سنوات اي المرحلة الابتدائية وبتجاوز هذا السن ينقل الطالب الى دير مار كوركيس في الموصل ليكمل المرحلة الثانوية. وكانت الكلمة الاخيرة للاب بطرس سولاقا توجيه نداء لكل عائلة مسيحية ولكل خير من خلال جريدة ميزلتا لدعم ومساندة الايتام والدار، وشكراً جزيلاً لاساتذة وطلبة ثانوية أور السريانية.
وفي اليوم الثاني الخميس 23/3 كانت لنا زيارة الى داخل بلدة القوش، متعنا نظرنا بهذه البلدة القديمة التاريخية، توجهنا الى كنيسة مار ميخا الاثرية والتي يعود تاريخ بنائها في القرن الخامس الميلادي بحدود سنة 410م.كذلك زرنا كنيسة مار كوركيس القديمة وتجولنا في اسواق القوش المتواضعة والتهينا في محلاتها لشراء حاجياتنا لتحضير وجبة الغداء والتهى الطلبة ايضاً لشراء حاجياتهم الخاصة كبعض الاجهزة الالكترونية وتجهيزات رياضية وملابس.وايضاً اشترينا بعض الهدايا لليتامى ومكثنا معهم لبعض الوقت وودعناهم بحرارة وشوق. ومع الاسف لم يتسنى لنا الوقت لزيارة الاديرة الاخرى والمواقع الاثرية القديمة.
بعد تناولنا وجبة الغداء في الساعة 1.00ظهراً سلمنا على اباء الكهنة الافاضل في الدير والقائمين عليه وشكرناهم لحسن استضافتهم حيث كانوا في غاية الكرم والاحترام معنا، وخرجنا من القوش متوجهين الى أربيل في الساعة 2.30 حيث استرحنا قليلاً في بلدة برطلة ومنها الى عنكاوا. كنا مسرورين وسعدين جداً..



[الملحق حذف بواسطة المشرف]

[الملحق حذف بواسطة المشرف]