(هل حقا تحول المجلس الشعبي ... من مظلة قومية الى حزب سياسي ؟ ام ماذا ؟!)
--------------------------------------------------------
انهمرت الاتهامات المغرضة والمبيتة على المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الاشوري ) وقائمته الانتخابية كسيول الامطار .. واحتدم الجدل بعد الاعلان عن النتائج النهائية لانتخابات برلمان اقليم كردستان التي جرت بنجاح بتاريخ 25 - 7 - 2009 في الاقليم فيما يخص كوتا شعبنا وفوز قائمته بثلاث مقاعد برلمانية نظيفة بشكل ديمقراطي وشفاف وبأصوات ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) وتعزز وترسخ هذا الفوز بشهادة المراقبين الدوليين والعرب والمحليين .. وشهد المراقبون ايضا فشل بعض قوائم تنظيمات شعبنا القومية في ( الكوتا ) من الحصول حتى على اصوات نصف المقعد البرلماني !! وهذا كان احد الاسباب الرئيسية للهجوم والتطاول على المجلس الشعبي والقائميين عليه وعلى الاخوة الاكراد ايضا لتبرير الفشل ....
حيث منهم من قال ان المجلس الشعبي اصبح حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري !! وان فوزه كان بأصوات الاخوة الاكراد !! وكذلك ان دعم القيادة الكردية والحزب الديمقراطي الكردستاني كان لقائمة المجلس الشعبي !! وان مرشحي قائمة المجلس الشعبي اعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني المشاركين في الانتخابات المشار اليها اعلاه !! وغيرها من التهم بقوالب جاهزة مسبقا وطبعا هذا ديدن الخسران والمغلوب دائما وبصدد ما تقدم اوضح الاتي :
1- المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الاشوري ) انبثق بناءا على توصية وقرار من مؤتمر عنكاوا الشعبي 2007 الذي حضره ( 1200 ) مندوب يمثلون كل ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) في الداخل والخارج وبمباركة كافة رؤساء كنائسنا في الوطن دون استثناء واغلب تنظيمات شعبنا القومية وتم انتخاب اعضاء المجلس الشعبي بشكل ديمقراطي وشفاف وحر ونزيه ...
حيث بموجب النظام الداخلي له يعتبر المجلس الشعبي مظلة وخيمة قومية ووطنية وانسانية جامعة لكافة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتنظيماته القومية وليس حزب سياسي ذو توجهات ايديولوجية وان المجلس الشعبي من اهدافه الاساسية يسعى الى توحيد خطابنا القومي وتحقيق الحكم الذاتي لشعبنا واستطاع فعليا من انجاز وتحقيق نسب كبيرة من ذلك وبعلم الجميع ...
لذلك يعتبر المجلس الشعبي منظمة شعبية وجماهيرية شرعية وقانونية وديمقراطية لابناء شعبنا وتنظيماته القومية .. مستقل القرار والارادة .. وليس حزب سياسي حيث لو كان المجلس الشعبي حزب وتنظيم سياسي لما انضوت تحت مظلته القومية بين ( 7 - 5 ) من تنظيمات شعبنا القومية والثقافية والاجتماعية مختلفة الفكر لكنها متفقة على الهدف ... حيث ان هذه التنظيمات لم تكن توافق على ان تنضوي تحت خيمته ومظلتة لو كان يعمل ضمن مفهوم الاحزاب السياسية ذو التوجهات الايديولوجية لان ذلك يتقاطع مع متطلبات العمل الحزبي والفكري والعقائدي والجماهيري والتنظيمي لتلك التنظيمات نفسها وانظمتها الداخلية ...
2- لازال بعض ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لايميز بين العمل الحزبي السياسي والعمل الجماهيري والشعبي للمنظمات والمؤسسات فالعمل الجماهيري ليس هو العمل الحزبي نظرا لاختلاف الاهداف فالحزب تنظيم سياسي يضم اناس حصلت عندهم نفس القناعة الفكرية الايديولوجية وفق اسس تنظيمية خاصة ويعملون للوصول الى السلطة او المحافظة عليها او المشاركة فيها ...
اما المنظمة او المؤسسة الجماهيرية والشعبية تتأسس من اجل تحقيق اهداف اقتصادية او اجتماعية او ثقافية او قومية او انسانية انطلاقا من مبادئ معينة ومحددة يتم الاتفاق عليها من قبل اعضائها مثل حالة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي يعتبر منظمة جماهيرية وشعبية له اهداف وبرنامج محدد بموجب نظامه الداخلي ... وهنا لا نقصد المنظمات الجماهيرية او النقابية او المهنية التي تخضع لارادة ومشيئة بعض الاحزاب السياسية القومية او الاممية او الوطنية او الدينية مثل تنظيمات الطلبة والشباب والمرأة والعمال والفلاحين وغيرها والتي تكون مؤدلجة التوجه والاهداف وضمن الخط الفكري والتنظيمي للحزب المعني ...
3- فسر بعض كتاب ومثقفي وسياسيي ابناء شعبنا ملابسات واشكالات قرار مشاركة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بقائمة مستقلة من دون التنظيمات العاملة معه في انتخابات برلمان اقليم كردستان بأن المجلس قد تحول الى حزب وتنظيم سياسي واصبح ( حزب المجلس الشعبي ) !! لتبرير فشل واخفاق قوائمهم في كوتا انتخابات برلمان اقليم كردستان دون النظر الى الاسباب الحقيقية والواقعية المقنعة المرافقة لهذه التجربة الخاصة ...
حيث ان المجلس الشعبي لايسعى اطلاقا بأن يكون بديلا عن تنظيمات شعبنا القومية لكن تعقيدات الظروف الذاتية والموضوعية لتنظيمات شعبنا القومية العاملة مع المجلس الشعبي في الوطن كانت وراء قراره بالمشاركة في الانتخابات المذكورة بقائمة مستقلة لهذه المرة فقط وبارادة حرة دون مشاركة تنظيمات شعبنا القومية العاملة معه والتي تفهمت بوعي وادراك دواعي واغراض هذا القرار رغم انعكاسه سلبا عليها في عملية مشاركتها في الانتخابات المذكورة اعلاه ... لان للمجلس الشعبي في الاقليم له رخم جماهيري خاص بين ابناء شعبنا بحكم اعماله وانجازاته ومكاسبه وعلاقته الديمقراطية الشفافة بهم كان ممكن لهذه التنظيمات استثمار ذلك في الانتخابات لصالحها ...
4- ان النجاح الجوهري لقائمة المجلس الشعبي وفوزها بثلاثة مقاعد برلمانية نظيفة في انتخابات برلمان اقليم كردستان لم يكن بأصوات الناخبين من الشعب الكردي الصديق او بتحريض او تهديد السلطات الكردية او من الحزب الديمقراطي الكردستاني كما حاول البعض ترويج ذلك اعلاميا لتبرير اخفاق قوائمهم فيها وانما كان بأصوات ناخبي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل حر حيث صوت له شعبنا بسبب القراءة الموضوعية الصادقة والسليمة للمجلس الشعبي للواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي لابناء شعبنا في الوطن وبشكل خاص في الاقليم ... حيث يعتبر المجلس الشعبي حاليا المعبر الحقيقي والفعلي الصادق عن تطلعات وطموحات وحقوق واهداف اغلب ابناء شعبنا على الارض ...
واستطاع تفهم احتياجات وهموم ومشاكل ومعانات وظروف شعبنا في الاقليم وفي كل الوطن عن قرب من خلال التفاعل مع نبض الشارع في الميدان بشكل واقعي وموضوعي خاصة بعد ما تعرض له شعبنا من قتل واضطهاد وتهجير على يد الارهاب الاسود في كل الوطن عدا الاقليم فشمر المجلس الشعبي سواعده وقام بمعالجتها وتلبيتها وتحقيقها تباعا ووفر لهم كل مستلزمات الحياة الممكنة واعماله لشعبنا معروفة للقاصي والداني في الاقليم لهذا صوت له شعبنا في الانتخابات انفة الذكر بقناعة وايمان وثقة رغم كل الذي قيل واشيع عن هذا الفوز زورا وبهتانا لغاية في نفس يعقوب ...
قي الجانب الاخر لا زالت بعض تنظيمات شعبنا القومية اسيرة الشعارات والخطابات والبيانات الحماسية والقومية الرنانة التي عفى عليها الزمن حيث لا تشبع من جوع ولا تروي عن ظمأ واصيبت بالتقادم والصدء بفعل عامل الزمن حيث لاتستقيم هذه الخطابات مع روح ومتطلبات القرن الواحد والعشرون وحاجة شعبنا وظروفه المعقدة في الوطن اضافة لذلك فأن هذه التنظيمات لم تقدم اي اعمال وانجازات ومكاسب لشعبنا بشكل ملموس في الوطن ومنذ تأسيسها ولغاية اليوم وهذا يعرفه اغلب ابناء شعبنا جيدا لذلك فأن المجلس الشعبي سيبقى المظلة القومية الجامعة والامينة لكافة ابناء شعبنا وتنظيماته القومية في الوطن والترياق والمرهم الشافي لجروحه وصمام الامان وبوصلة الثقة والامل والتطلع الى المستقبل المشرق لشعبنا في الوطن وليس حزبا سياسيا بديلا عن تنظيمات شعبنا القومية وان كره الكارهون ....
انطوان دنخا الصنا
مشيكان
antwanprince@yahoo.com