المحرر موضوع: لنصحو قبل فوات الاوان  (زيارة 641 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Berwary

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لنصحو قبل فوات الاوان
« في: 13:45 22/08/2009 »
م  . نافع شابو البرواري

 

بعد اتصال من صديق عزيزعلى قلبي طلب  مني ان اقرأ المنبر الحر  في صفحة منتديات عنكاوة وطلب أن أكتب أيضا في هذه الصفحة  عن شؤون وشجون اخوتي المسيحيين ، كُنت في الغرب قد توجهت الى منبر اخر  حيث كنت اقدم خبرتي المتواضعة للا خرين وانادي بالبشارة ، وتفرغت الى القراءة والكتابة ومتابعة اﻻحداث عبر الشاشات الفضائية وكنت اسمع واتألم لما جرى ويجري للعراقيين عامة والمسيحيين خاصة .

بعد قراءتي مقالة صديقي العزيز ورفيق دربي ادركت ان هناك امورا تحدث في بلادي  يجب أن أطلع عليها  وعلي

مسئوولية  يجب ان اتحملها كوني واحدا من ابناء حضارة وادي الرافدين قبل ان اكون مسيحيا مؤمنا فتصفحت بعض المقاﻻت في المنبر الحر لموقع عنكاوة وقرأت البعض منها وكانت دهشتي واستغرابي وتألمي لما آلت اليه حالة اخوتي المسيحيين في العراق من التمزق الفكري والثقافي والسياسي والقومي وحتى وصل الى الصراع الديني .

وبرأيي فان الذين يتحملون  المسـ ؤولية الكبيرة هم المثقفين والسياسيين والآحزاب ورجال الدين . فالكثيرين  الذين يعملون في هذه المجاﻻت بقصد ام بدون قصد زادوا الهوة بين ابناء البيت الواحد بدل ان يردموا هذه الهوة فالذين يجادلون طوال سنين عديدة على  اﻻسماء والقوميات والنسب والحسب واﻻصل والفصل ويتراشقوون الكلمات الهدامة وهم بهذا العمل يجعلون أبناء  البيت الواحد والثقافة الواحدة واللغة الواحدة وا لدين الواحد والحضارة الواحدة والتاريخ المشترك واﻻمال واﻻهداف المشتركة في مهب الريح .

ا ننا ويا للأسف  أصابنا عدوى التعصب القومي والطائفي والفكري من اﻻخرين  وارجو ان ﻻ يصل اﻻمر بنا الى ما وصل اليه اﻻخرون ﻻن ذلك ﻻسمح الله سيقضي على كل امالنا واحلامنا ، بل سيهدم مابناه كل المخلصين الذين سهروا وتعبوا واستشهدوا من اجل هذا الهدف ، ان التعصب يعمي البصيرة فيؤدي الى عدم الرؤيا ويصاب اﻻنسان بالشلل الفكري والانغلاق على الذات والغاء اﻻخر ، بل يولد التعصب الكراهية ومحاربة كل من يقف في طريقه او يخالف رأيه أو معتقده .

ان التاريخ ﻻيرحم ومن ﻻيقرا التاريخ بهذا الخصوص فسيقع في نفس المستنقع النتن الذي وقع فيه اﻻخرون عبر التاريخ ، ان الصراع القومي والطائفي والديني والقبلي واﻻثني واﻻيديولوجي يؤدي بالنتيجة الى الحروب والماسي وسفك الدماء والدموع .

لنرجع قليلا الى الوراء ونقرأ اسباب الحرب  العالمية الثانية وكيف ان هتلرصنف الجنس البشري الى درجات ومراتب  وفضل الجنس الجرماني على بقية اﻻجناس البشرية وادى هذا التعصب اﻻعمى الى الحرب العالمية وراح ضحية هذا الفكر اﻻقصائى  الى موت الملايين من  الناس ، ولكن الغرب تعلموا عبر ودروس من هذه الحرب وحاربوا التوجهات القومية في اوربا وسنوا قوانين جديدة في دساتيرهم فيها شددوا على حقوق اﻻنسان وعلى حقوق المواطنة مهما كان لونه أو جنسه او دينه اوقوميته .

ولكن ويا للأسف نهض الغرب وازالوا كل افكار التعصب من دساتيرهم  وسقط العالم العربي في نفس المستنقع الذي وقع فيه الغرب بل زادوا على التعصب القومي واضا فوا اليه التعصب المذهبي والطائفي .

نحن المسيحيين ابناء وادي الرافدين ، رغم قلة عددنا ، لكننا ﻻزلنا طوائف واحزاب ومذاهب وقوميات وتسميات مختلفة بسبب قصر نظرنا وعدم فهمنا لجذورنا واصولنا وعدم معرفة هويتنا فصارت هناك ضبابية وتم الخلط بين اﻻنتماء اﻻيماني والهوية القومية وبينهما فوضوية الخطاب السياسي لتوجهات حزبية مختلفة .

انها لمأسات ان يتراشق اﻻخوة بكلام جارح وصراع على المراكز والمناصب واﻻصل والفصل بينما العدو يحيط بنا من جميع الجهات ويراقب فريسته كاﻻسد الزائر لينقض عليها في الوقت المناسب ، 

أكثر  من خمسمائة الف مسيحي تركوا وطنهم العراق نتيجة الحروب واﻻضطهادات ومعظم المهاجرين مهددون بفقدان هويتهم ولغتهم وتراثهم وتقاليدم وحتى ايمانهم فاليوم العائلة الواحدة تشتت افرادها في المهجر في عدة دول حيث الأخ ﻻيرى أخاه والأم والأب بعيدين عن أبناءهم  كل هذا جرى ويجري بمخطط رهيب ومدروس ومنظم لتفريغ الشرق اﻻوسط من المسيحيين وخلف هذا المخطط ايادي خفية وخبيثة  ومشروع كبير ستكشف اﻻيام من هو وراءه . نعم هناك حرب معلنة تارة ، وتارة غير معلنة والأخطار الداخلية والخارجية  المحدقة بنا  حقيقة واقعة وقد نشهد اخطارا وارهابا أ كثر شراسة ووحشية في الأيام والأشهر او السنين القادمة .

كل هذا يجري ونحن المسيحيين في الشرق عامة والعراق خاصة ﻻزلنا كالنعامة التي تخفي راسها تحت الرمل ضانة بهذا انها تخفي نفسها من الصياد نحن اليوم مهددون بطمس هويتنا ومسح ذاكرتنا وتزوير تاريخنا وتشويه حضارتنا التي كانت تشع الى العالم كله شرقا وغربا .

علينا  واجب مقدس  لنعيد لهذا الشرق دوره الحضاري ودوره الرائد في التبشير  وهذا الكلام ليس من عندي بل رسالةالرب يسوع المسيح للسيدة" ميرنا الآخرس السورية" :

 ففي احد انخطافاتها بتاريخ ٢٠٠٤ في سبت النور ، ظهر لها الرب يسوع المسيح وأوصاها وصية  فيها حملنا نحن مسيحيي كنيسة المشرق مسؤولية كبيرة اذ قال الرب :

))وصيتي اﻻخيرة  لكم . ارجعوا كلّ واحد الى بيته  ، ولكن احملوا الشرق في قلوبكم من هنا انبثق نور من جديد ، انتم شعاعه ، العالم أغوته المادة والشهرة والشهوة ، حتى كاد ان يفقد القيم اما أنتم ، حافضوا على شرقيتكم  . ﻻتسمحوا ان تسلب ارادتكم ، حريتكم ، وايمانكم في هذا الشرق ))

لننهض من سباتنا العميق ولنوحد جهودنا واهدافنا ولنرجع الى جذورنا  ونستقي ايماننا من الكتاب المقدس ليكون دستورنا ، والمسيح معلمنا وقدوة لنا والروح القدس مرشدنا الى الطريق والحق والحياة . ولتكن الارامية لغة تجمعنا ﻻنها لغة اﻻم لكل اللهجات التي ولدت منها فلا تسميات قومية او طائفية او لهجات محلية تستطيع ان تجمعنا اﻻ ان نتفق على اﻻرامية التي كانت لغة الثقافة لشعوب الشرق اﻻوسط منذ حوالي سبعمائة سنة قبل المسيح واستمرت حية الى سبعمائة سنة بعد المسيح  وﻻ ننسى ان الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة والعالم المتحضر  ينحني احتراما لهذة اللغة العريقة ويحترم ابنائها فلماذا نحن نحاول طمسها علينا ان نفتخر بها ونحييها ونطورها .

وختاما  ، لنوحد جهودنا وقلوبنا واهدافنا  ولنرفض كل الذين يتاجرون بالسياسة والدين والقومية ولنقتدي بابينا ابراهيم ابن وادي الرافدين الذي تحدى الموروثات الدينية واﻻجتماعية وراى ان هناك خطأ في الموروثات  وثار على الواقع المتخلف ، فاصبح بنظر شعبه  خائنا وهكذا بنظر رجال الدين الوثنيين ولنتطلع الى مواعيد الله كما تطلع ابينا ابراهيم ﻻنه كان له الرغبة واﻻرادة والشجاعة في التغيير وكان جريئا وصاحب فكر نير وروية بعيدة النظر . فهل نحن  ابناء ابينا ابراهيم والذي جاء المسيح من نسله ونحن في اﻻلفية ا لثالثة ؟

ارجو أن نراجع انفسنا  ونزيل  كل خلا فاتنا ونحل جميع مشاكلنا  بان نعترف باخطائنا ونتواضع ونتنازل عن كبريائنا  ولنترك الجدالات التي تبعدنا عن الهدف الرئيسي لشعبنا المسيحي المؤمن وهو ان يعيش بكرامة وسلام وان يكون له وطن وهوية ومستقبل مشرق لنحقق حلم ابائنا واجدادنا الذين عاشوا في هذه الارض  وعانوا واضطهدوا واستشهد الكثيرين منهم ومع ذلك  تمسكوا بارضهم ومقدساتهم وايمانهم ولغتهم وتراثهم وكان جهادهم  الروحي والفكري باستخدام سيف الكلمة والايمان ترسا لهم والحق حزاما يلبسونه ورضا الله درعا يقيهم من شر الاعداء والخلاص خوذة تحمي افكارهم من الشك في عمل الله لاجلهم .