المحرر موضوع: الشيوعيون العراقيون راية حق  (زيارة 631 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشيوعيون العراقيون راية حق
                                                                                        رشيد كَرمــة
يتميز الشيوعيون العراقيون عن غيرهم بالعمل المضني والصبر والأناة الشديدين مما جعلهم يحظون بالتقدير والزهو من جانب قطاعات واسعة من الناس على مر تأريخ هذا الحزب النوعي في 31آذار عام 1934 ولعل معاقبة من يؤمنون بفكر الحزب ومنهجيته بالموت والتغييب والملاحقة والتكفير يعد دليلا ً ساطعا ً على مصداقية الشوعييين العراقيين فــي تحقيق هدف سامٍ ونبيل يمس كرامة الإنسان   في الصميم , فالعدالة الإجتماعية وكبح جماح الأغنياء ونصرة المحتاج وحماية حرية المرأة وحقوق الطفل عن طريق إشاعة وسائل الوعي المعرفي والقراءة المستمرة هــــــي جوهر الفكر الماركسي وهو ما سعى اليه المصلحون والدعاة الثوريون على مر التأريخ ولعل التراث العربي والعراقــــــي حافل ًُبما لايقبل مجالا ً للشك في أن الشيوعي الأول  ابو ذر الغفاري , ومن ثم سلوك عمر وعلي وغيرهم قد أثرى الشخصية العراقية ولم ينتقص منها , غير ان المراحل التأريخية المتعاقبة قــد  فعلت فعلها وأطبقت على التوازن العام وخلخلته مما نتج عن إزدواجية مفرطة طبعت ناس العراق ...... وإلا كيف تعامل العراقيون مع النهج الأموي وتحملوه ؟   وكذا الأمرمع التتار وقرقوش ودولة الخروف الأسود وابو ناجي وصدام حسين وأخيرا مع جلال الصغير.
لذا أعتقد جازما ً أن الشيوعيين العراقيين جزء فاعل من عملية التنوير الثقافي وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في تغيير بنى عديدة للنهوض بمهمات جسام مــن   شأنها ان تعززالسيادة والأستقلال , مــــن هنا فان منظمات الحزب الشيوعي العراقي تنحت في الصخر سواء في داخل العراق وخارجه وإن بشئ مــــــن الفوارق كالظروف الأمنية التي توفرها دول الغرب التي باتت تعاني هـــــــي الأخرى من إرهاب أركان مخابرات وإستخبارات وأمن وجنرلات ومجرمي وعصابات حزب البعث وأيتام المقبور ( صدام حسين ) .
ومن أجل إدامة عملية التغيير, بالمشاركة مع كم ٍ( مُعطلٍ ) مــــــن الديمقراطيين والمتنوريين يسعى الشيوعيون للحوار وهذا ما دعت اليه منظمة الحزب الشيوعـي العراقي في مدينة غوتنبرغ السويدية مساء الأحد الموافق ليوم 23 آب 2009 .حيث إستضافت عضو اللجنة المركزية ( جاسم محمد ) فيما قدم ( عدنان الأسدي ) محاور النقاش التي ضمتها دعوة الحوار , وأحسبها تجليا واقعيا ً لما تكتنفه جغرافية العراق  حيث لخصت بتركيز شديد واقع المرحلة  ومحاولة إيجاد رقم شيوعي ضمن نشوء قوائم وكتل وإئتلافات متباينة فكريا وعقائديا .وقد حملت ورقة الدعوة عنوانا ً يخيل للمرء على أنه موضوعة خاصة للشيوعيين العراقيين دون سواهم , الأمر الذي حرم حضور بعض العراقيين ممن كانوا يتوقون لمعرفة توجه الحزب في هذه المرحلة , آمل ان تكون الدعوات والندوات المقبلة مفتوحة للجميع ودون أدنى لبس أو غموض
و لقد جاء في مقدمة ورقة الحوار تمهيد مهم حيث ذكرت : ( تتصف مهمة تحويل حزبنا الشيوعي العراقي الى حزب أنتخابي قادر على أن يلعب دوراً فاعلاً في العملية السياسية والتداول السلمي للسلطة في مجتمع ديمقراطي، بأهمية كبيرة لما تواجهه هذه المهمة من صعوبات وتعقيدات ذاتية وموضوعية. وقد كانت نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، تجليا لذلك، والتي تركت لدى من تعز عليهم سمعة ومكانة حزبنا الشيوعي العراقي، تصميماً على إجراء تقييم عام بعيداً عن التناول العاطفي والرغبوية والارادوية، وبالأعتماد على التحليل العلمي المسؤول للحقائق والوقائع المرتبط بالنقد الموضوعي البناء والإيجابي الذي من شانه كشف جوانب الضعف والقصور وطرح البدائل الواقعية الناضجة التي ترتقي بنشاطنا الانتخابي اللاحق) . ولقد علق أكثر من مشارك بدافع الحرص على سمعة ومكانة الحزب بين الناس بإجراء مراجعة نقدية حقيقية وواضحة من مغزى مشاركة الحزب في العملية السياسية , كما عرج البعض على أن مشاكل العراق وما آل اليه وضع الحزب سببه ( الإحتلال الأمريكي ) غير أن قراءة الجزء الآخر من ورقة دعوة الحوار تفصح عن التالي وهو واقع لابد من قراءة منصفة وغيرمتعجلة لمجل عمل الشيوعيين (العوامل الموضوعية التي تعيق تطور نشاط التيار الديمقراطي في العراق اليوم، كمسألة التشوهات التي طالت المجتمع والأرهاب الفاشي الذي تعرض له الحزب على امتداد اكثر من 25 عاما، ومعاناتنا الفكرية والنفسية من أثار إنهيار المعسكر الاشتراكي، وغياب وجود قانون للاحزاب، والطابع المجحف للقانون الذي جرت الانتخابات بموجبة ، وإستخدام المال السياسي، والطائفية، والاداء غير المحايد او المهني لمفوضية الانتخابات  ......الخ العوامل الذاتية التي يعاني منها التيار الديمقراطي ـ وحزبنا ـ بالتحديد مثل  الصعوبات المالية والتقنية وعدم تنفيذ خطط الحملات الانتخابية أو ضعف متابعة ومراقبة تنفيذ تلك الخطط، وضعف الاداء الاعلامي للتعبير عن الخطاب السياسي للحزب وأيصاله الى الجماهير، وعدم اتقان ألية ادارة النشاط الانتخابي ...........الخ ) لم يخلو اللقاء من فائدة مشاركة ( الضد ) وأحسب أن كما ًمن الآراء لابد من معالجتها كتحديد هوية الحزب كونه حزب علماني يؤمن بالرأي والرأي الآخر وهذا لايمنع من نشر الرأي المخالف في صحيفة وموقع الطريق الذي بات  ينتقي موضوعات تميل للمجاملة وتبسط الأشياء بل تزيد من اللبس والغموض الكثير , وهذا من شأنه تحجيم الحزب الذي يسعى في الوقت الحاضر للملمة صفوفه والتوجه قدر الإمكان لجماهيره التي فقدها نتيجة الضربة الموجعة التي وجهها له ( حزب صدام حسين نهاية السبعينات ) , ويدرك الجميع وهذا ما أشار اليه ( ابو يسار ـ جاسم محمد ) ان قدرا ً كبيرا من الكوادر والكفاءات الشيوعية تعيش خارج العراق ولابد من إيجاد آلية للتواصل ولابد من فعل حقيقي يقوم به الحزب من قبيل تأمين حقوقهم المدنية والوظيفية والمطالبة بها من خلال أجهزة الحزب الإعلانية , لأن جل هؤلاء قارعوا الدكتاتورية البعثية وهم الوحيدون الذين تصدهم إلإجراءات الحكومية ودوائرمابعد الأحتلال في حين يتمتع غيرهم من منتسبي الأحزاب الدينية بكافة الحقوق ومنح الأراضي وغيرها
ومن المؤكد أن سعة صدر المحاضر والضيف ومدير الندوة ( أبو هدى ) قد أنعش ضمير من يعمل ويتفهم ظروف العراق الصعبة والمعقدة وقدرة وتحمل وقابلية وكفاح الشيوعيين العراقيين , إنهم راية حق حقاً .....

السويد  الأثنين 24 آب 2009    رشيد كَرمـــة