المحرر موضوع: اِذاعة آشور في كوتنبيرك تلتقي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي  (زيارة 1276 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                     بمناسبة  الذكرى الثانية والسبعين  لتأسيسه ..
                                 أذاعة آشور في كوتنبيرك  تلتقي عضو اللجنة المركزية
                                                 للحزب الشيوعي العراقي
                                                       

                                              أجرى اللقاء /  أديسون هيدو

يعتبر الحزب الشيوعي العراقي واحدا من أقدم الأحزاب السياسية التي عملت في العراق والتي ناضلت وقدمت الكثير من التضحيات من أجل الأستقلال وتحقيق مصالح الشعب ...
اليوم وفي ذكرى أنبعاثه التي تتجدد كل عام في الحادي والثلاثون من آذار وبعد مرور أثنتان وسبعون عاما على تأسيسه يحتفل الشيوعيون وأصدقائهم في الوطن الحبيب العراق وفي دول المهاجر بهذه المناسبة السعيدة على قلوبهم وعلى قلوب كل العراقيين الوطنيين ,  يحدوهم الأمل بحياة متجددة آمنة  في وطن يمر بضروف معقدة تكتنفه الكثير من الصعوبات والعراقيل بعد العملية السياسية الجديدة المتمثلة بتغيير النظام الدكتاتوري السابق بنظام ديقراطي تعددي يسعى الجميع الى تبثيت ركائزه وترسيخه ليكون فضاءا يتسع الجميع  ...
بهذه المناسبة ( مناسبة التأسيس )  وللحديث عن مجمل القضايا وألأحداث والضروف الصعبة  التي تمر على العراق ألتقت اِذاعة آشور في مدينة كوتنبيرك السويدية الأستاذ صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وأدلى بحديث لم يخلوا من الصراحة حول مواقف الحزب ودوره في تفعيل العملية السياسية في العراق ... والخطوات التي يخطوها لتصحيح وأعادة رسم سياسته  العامة ....
فكان هذا الحوار ......

ــــ  بداية .. تهنئة خاصة وباقة ورد عطرة  نقدمها بأسم كادر اِذاعة آشور في مدينة كوتنبيرك اليك شخصيا ومن خلالك الى جميع أعضاء الحزب الشيوعي العراقي وأصدقائه ومناصريه بمناسبة الذكرى الثانية والسبعون لتأسيسه متمنين لكم دوام الأزدهار والتقدم .....
شكرا جزيلا لأذاعة آشور على اِتاحة الفرصة .. وشكرا على التهنئة التي قدمتموها بمناسبة ذكرى التأسيس ...

ــــ طبعا تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ومواقفه معروفة  للجميع ... ولكن بأختصار كيف تقيم تجربة الحزب خلال الفترة الماضية منذ سقوط النظام ولحد اليوم بأعتباره أحد الأقطاب المهمة في العملية السياسية الجديدة  ؟

فيما يتعلق بتقييم عمل الحزب أو تقييم الحزب للعملية السياسية التي جرت منذ السقوط   ولحد اليوم من الصعب جدا في هذه العجالة أن أقدم تقييما متكاملا عنها .. ولكني أشير الى أن العملية السياسية تحمل طائفة من الجوانب الأيجابية وأيضا مجموعة من الثغرات والصعوبات والتعقيدات ... فيما يتعلق في نجاحات العملية السياسية هي أنها المرة الأولى التي  يشهد فيها العراق بعد 35 سنة من هيمنة نظام دكتاتوري قمعي استبدادي , ألأنطلاق نحو دمقرطة الحياة السياسية وبناء الأسس القانونية والسياسية للمؤسسات التي تسير هذه العملية  و التي شهدت في فترة تأريخية قصيرة اِنجاز العراقيون لثلاثة أعمال كبرى .. هي أنتخابين برلمانيين وتصويت على الدستور عكست  رغبة العراقيين في التخلص السريع من النظام الدكتاتوري وبناء نظام ديمقراطي وأكدت في نفس الوقت حرصهم على تدشين المؤسسات المفضية لبناء دولة ديمقراطية عصرية وعراق ديمقراطي أتحادي موحد .
أما الجوانب السلبية فهي التي تتعلق بأستمرار العمليات التخريبية وألأرهاب والعسف الذي يتعرض له المواطنين العراقيين وأشتداد ألأستقطاب الطائفي بشكل قوي وأستشراء الفساد والكثير من المعوقات الأقتصادية وألأجتماعية
طبعا المحصلة العامة هي في الحقيقة نستطيع أن نقول عنها بأنها محصلة تشكل الخطوات الأولى لأنطلاق العملية ولكن المطلوب هو أستكمالها وتخليصها من الشوائب وألثغرات وهذا مرهون بمدى مواصلة العراقيين لنضالهم من أجل تحقيق مطلبهم الأساسي والمهم وهو بناء الدولة الديمقراطية العصرية ... وهذا يتطلب كخطوة أولى في هذه الظروف وبعد أنتهاء الأنتخابات الثانية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطياف السياسية ...  كل تلاوين المجتمع العراقي .. هذه الحكومة هي الحكومة الوحيدة الكفيلة للتغلب على الصعوبات وأيضا دفع العملية السياسية الى الأمام .

ــــ وماذا عن الوضع السياسي الراهن في العراق ... ما هي أهم ملامح هذا الوضع  وكيف ينظر الحزب الشيوعي ألعراقي  اليها ؟

الحقيقة .. هو وضع بالغ التعقيد ومحفوف بالمخاطر ويحمل الكثير من الأنعطافات الحادة .. وهو ناجم عن تفاعل مجموعات مختلفة أو طائفة من العمليات التي تجري في وقت واحد لا بد من ألأحاطة الدقيقة بها ... وهذه العوامل هي كثيرة  أبرزها أنهاء الأحتلال وأستعادة السيادة والأستقلال , ثم الأوضاع الأمنية المنفلتة والتخريب والأرهاب وما يرتبط به من تعقيدات , والجهود المبذولة للقضاء على مخلفات الدكتاتورية وأعادة بناء مؤسسات الدولة وفق أسس وتوازنات جديدة تختلف عن تلك التي نشأت عليها الدولة العراقية منذ تأسيسها في عام 1921   في التركيب والتمثيل القومي والطائفي لبنى الدولة وتوزيع السلطات بالمجتمع , وأخيرا القاعدة ألأقتصادية للنظام الجديد واِعادة هيكلة النظام الأقتصادي الذي ورثناه عن النظام الدكتاتوري السابق .. و ( ألأصلاح الأقتصادي ) والخصخصة وجوانب أخرى ..
وهناك ثلاث قضايا جديرة بألأبراز وهي :
أول قضية تتعلق بالعملية الديمقراطية في بلادنا وكيف ينظر اليها الحزب .. قناعة الحزب في هذا الشيء هي بأنه لا جدال في أن الشروط الديمقراطية لم تنضج بعد ولم تكتمل في رحم المجتمع العراقي بعد التغيير لأسباب عديدة معروفة للجميع , ولكنها كتجربة أو كعملية سياسية يعتقد الحزب بأن العراق شرع بهذه العملية وما زلنا نناضل من أجل الدفع بها لخلق أوسع أصطفاف سياسي يساهم في أستكمال شرط نجاحها وجعلها عملية لا يمكن التراجع عنها.

ثانيا .. التناقضات التي تواجه العملية السياسية اليوم المتمثلة في الصراع بين مكونات هذه العملية مجتمعة  وبين أتباع النظام السابق ( الصداميين والتكفيريين ) , وكذلك التناقضات التي تدور بين مكونات هذه العملية نفسها في تنوع الرؤى والمشاريع المختلفة .. لأن القوى الحاملة للمشروع الوطني الديمقراطي هي اليوم في موقف أضعف من التيارات والقوى السياسية القائمة على أساس تسييس الهويات الدينية والمذهبية والقومية , وهذا موضوع طويل ومعقد لا مجال لذكره الآن ... ألمح فقط الى موضوع الأستقطاب الطائفي الذي ينخر في الجسم العراقي والذي يعتبر الأكثر خطورة على البلاد .. الطائفية حاضرة في علاقات الناس وفي وعيهم ... في النظام السياسي وألأداري
في أعلام الدولة والسياسيين وممارساتهم , وفي ميادين أخرى مختلفة لا تتم معالجتها الا في تقليص دور هذه الطوائف ومؤسساتها وأعادتها الى مجالها ألأصلي .

ثالثا .. موقع قوى الأحتلال ( ألأميركان وحلفائهم ) في كل هذه العملية وتأثيراتها .. كونه اللاعب الرئيسي والمقرر في الشأن الداخلي ..  وهذه حقيقة , ولكن من الخطأ اِسقاط العامل الداخلي والقوى العراقية ... كلما أتسعت مساحة القوائم المشتركة كلما قل تأثير الدور الأجنبي ..
نحن ننظر الى المشهد  كمحصلة للصراع وليس كمخطط مرسوم سلفا وضعته قوى الأحتلال .

ــــ هذه المحصلة ( محصلة الصراع ) ... و  هذا المشهد المؤلم ... برأيك  ماهي أهم العوامل التي رسمته   ؟

أن هذا المشهد هو من ألتعقيد والصعوبة بحيث يمتاز بحالات أستعصاء متكررة من خلال الأزمات المتوالية الذي يشهدها ولها طبعا أسباب منها :
1 ــ  غياب مبدأ تقاسم السلطة على قاعدة الديمقراطية بعيدا عن نظام المحاصصة مما أنتج ديمقراطية ناقصة ومبتورة .
2 ــ  الأنتخابات ( وبغض النظر عن الجوانب الأيجابية لها ) الا أنها جرت دون رهانات سياسية واضحة ولم تشكل أيضا مجالا للتيار الديمقراطي حول البرامج والمشاريع المجتمعية .. لذلك حصل هذا الأستقطاب .
3 ــ حالة غياب الأمن وعدم الأستقرار السياسي مع ضعف الأداء الحكومي والتناقضات بين الأطراف الثلاثة .
هذه هي المعالم الأساسية الكبرى للمشهد السياسي في العراق الآن .

ــــ وماذا عن الوضع الأقتصادي ... هل لك أن تعطينا صورة ولو مبسطة عن هذا الجانب الحيوي والمهم ؟

هناك أزمة أقتصادية ... أول قضية هي استمرار التدهور في الخدمات الأساسية  المقدمة للمواطن العراقي كالكهرباء والوقود والماء وضعف الخدمات البلدية بالرغم من المبالغ الكبيرة التي صرفت لتحسين هذه الخدمات دون مردود يذكر .. هناك أكثر من 20% من العوائل تعيش تحت خط الفقر وفقا للمعايير الدولية , تفاقم مستويات البطالة , ثم موضوع البطاقة التموينية وألألغاء التدريجي الغير المعلن عنها , وزيادة المشتقات النفطية وتهريب الثروة النفطية وتأثيراتها على الأقتصاد العراقي وجوانب كثيرة موثقة بألأرقام والوثائق والكثير الكثير من الحقائق لا يمكن حصرها هنا .

ــــ نحن نتابع أخبار الحزب ... هناك أستعدادات جارية لعقد المؤتمر الثامن .. ماذا سيكون فيه من خطوات جديدة في برنامج الحزب  ؟

أولا المؤتمرات بالنسبة لنا لا نقيمها من أجل تنفيذ ألتزاماتنا في النظام الداخلي , وأنما كانت دائما وخصوصا في المؤتمرات الأخيرة محطات نوعية مهمة على طريق تطوير وتعزيز عمل الحزب في مختلف جوانب النشاط ..
المؤتمر الوطني الثامن وفي الأجتماع الماضي الذي أنعقد في أيلول 2005 أطلقنا التحضيرات وتابعناها  في ألأجتماع الأخير في 15 / 3 / 2006  وأتخذنا طائفة من الأجراءات التي تؤدي الى أنعقاد المؤتمر في موعده المحدد ... وتجري التحضيرات الآن لأصدار نظام داخلي معدل وبرنامج معدل وكذلك أعداد مسودة التقرير السياسي ونحن نعتقد بأن النقاشات ستنطلق بكل حرية بهدف تقييم تجربة الحزب ما بين المؤتمرين وأستخلاص الدروس المناسبة منها وكشف ما تحقق في الجوانب الأيجابية وتشخيص الثغرات وصعوبات العمل والنقاشات ستفضي في نهاية المطاف الى بلورة برنامج عمل على مختلف الصعد السياسية والتنظيمية والفكرية تهدف بألأساس أن ينتقل عمل الحزب الى ذرى جديدة تكون بمستوى تحديات المرحلة الحالية وأيضا تدفع عمل الحزب الى الأمام ليكون قوة مهمة في المشهد السياسي العراقي الراهن والمستقبل .

ــــ نتمنى لكم الموفقية ... سؤالي الأخير عن  مدى علاقاتكم مع أحزاب شعبنا ألآشوري الكلداني السرياني أن كانت في الوطن أم في دول المهجر ؟

نعم بالتأكيد لدينا علاقات مع الأخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية وهي علاقات مبنية على أساس الرفقة الكفاحية التي تعمدت في خضم المعارك التي خضناها سوية ضد النظام الدكتاتوري , وعلاقاتنا جيدة وأستطيع أن أقول أنها ممتازة وهي تصب في مصلحة الشعب العراقي وايضا تصب في مصلحة التقدم الى ألأمام , وفي جهودنا المشتركة من أجل بناء عراق يتسع للجميع ... وألأخوة الكلدوآشوريين يمثلون عنصرا مهما في النسيج الأجتماعي العراقي ولهم دور مهم جدا في العملية السياسية وفي النظام الديمقراطي الذي ننوي جميعا تشييده وترسيخه ليكون فضاءا يتسع للجميع ... يتسع لنا ولكم ولكل القوى السياسية الحريصة على بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد .


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

[الملحق حذف بواسطة المشرف]