المحرر موضوع: مجلة "الفرات" تدعو اطفال المدارس الى تكفير الآخر  (زيارة 2945 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Salim Matar

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 69
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مجلة "الفرات" تدعو اطفال المدارس الى تكفير الآخر
[/b]



سليم مطر ـ جنيف
WWW.aldammir.com

بعث لنا اخوتنا في بغداد،عدة نسخ من مجلة موجهة لاطفال العراق، وتوزع على المدراس بصورة شبه اجبارية، اسمها (مجلة الفرات)، وتعرف نفسها بـ (مجلة الجيل الجديد) وعنوانها (الكاظمية ص ب 9030 بغداد) وتصدر عن مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي، وهي مؤسسة برعاية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، حيث تنشر المجلة دائما صور ومقولات  (حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد عبد العزيز الحكيم)!؟
من المعروف ان هذا المجلس، كان ولا زال الطرف الاساسي في جبهة انصار امريكا في العراق، حيث تحالف معهم  منذ ايام لندن قبل اعلان الحرب. اما ما تبثه وسائل الاعلام عن رفض امريكا للاطراف الاسلامية، فهذه مجرد الاعيب اعلامية غايتها خداع الرأي العام العالمي واقناعه بأن امريكا (عدوة الاسلاميين وحليفة العلمانيين والديمقراطيين)!! وهذا غير صحيح ابدا. فهي حليفة الاسلاميين وخصم الديمقراطيين منذ ايام العربية السعودية، ثم حرب افغانستان، واسلاميوا الجزائر، صولا الى الوضع الحالي في العراق..
وامريكا تستخدم حلفائها الاسلاميين، بصورة محنكة جدا، بحيث انهم ينفذون خططها بكل سذاجة دون ان يدركوا.. بالنسبة للعراق، مثلا، فهي بتحريكها الاطراف الاسلامية الطائفية، السنية والشيعية( كذلك الاطراف الكردية المتعصبة)، نجحت بأيهام العالم اجمع، بأن العراق من دون امريكا سوف يقع بحرب اهلية طائفية عرقية، وان امريكا المسكينة، متورطة في العراق ودورها انساني غايته انقاذ العراقيين من الارهاب والحرب الاهلية؟؟!!
على هذا الاساس، ليس مستغربا ابدا، ان هذه الاطراف الاسلامية الحليفة لامريكا والمشاركة بقيادة السلطة الحالية، تمارس سياستها التكفيرية والطائفية من خلال مؤسسات ثقافية مدعومة بصورة رسمية من امريكا نفسها. فلو اخذنا مجلة( الفرات) هذه، كنموذج بسيط من بين آلاف النماذج الشائعة الآن والمهيمنة على الوضع الثقافي الرسمي، فأنها تدعو اطفال المدارس بصورة مباشرة ومبتذلة الى تكفير الآخر، بل بلغ بها الابتذال ان تسمي المسيحيين وتعتبرهم من الكفرة، وتحكم عليهم بالهلاك في حالة رفضهم اعتناق الاسلام!!
في العدد المكتوب عليه انه صادر  في (شهر ذي القعدة سنة 1425)، حيث لا يوجد رقم عدد، هنالك صفحة تحت عنوان(آية وحكاية) وتحت عنوان كبير (المباهلة)، حيث تبدأ الحكاية بالآية الكريمة المتعلقة بتعامل المسلمين مع الكفار. وطبعا هنالك تزييف كبير لفحوى الحكاية، بحيث تصور ان الآية تتحدث عن نصارى نجران! وكيف ان المسلمين قد خيروهم  بين (المباهلة)( أي الهلاك)!!  او اعتناق الاسلام. وتختم المجلة تلك الحكاية بالمقطع التالي: (( والمباهلة بمعنى الهلاك واللعن والطرد من رحمة الله حيث يجتمع الذين يدور بينهم جدلا بشأن مسألة دينية مهمة يتضرعون الى الله سائلين منه ان يفضح الكاذب ويعاقبه. وهذا الامر فعله النبي في مواجهة نصارى نجران عندما رأى النبي ان الاقناع والحجة لم تعد مفيدة بثنيهم عن تمسكهم بعقائدهم الباطلة كزعمهم بالوهية المسيح))!!. (لمن يرغب الاطلاع على صورة الحكاية المنشورة، ان يطالع موقع: www.aldammir.com )
 لا  احد يمكنه ان ينكر من وجود تحريض مباشر وقاسي واهوج للاطفال المسلمين العراقيين ضد اخوتهم المسيحيين العراقيين. ثم لنفترض في احسن الاحوال ان هذا الحكاية لم  تسمي المسيحيين، بل الكفار بصورة عامة.. فهل من الصحيح وفي ظروف العنف والدمار السائد في الوطن، ان نربي اطفالنا على ممارسة(المباهلة!!) ضد من يختلفون معهم.. اهكذا يقوم حلفاء امريكا بتربية اجيالنا من اجل بناء (العراق الامريكي الجديد) ؟!! عراق العنف والموت والحقد والطائفية؟!! 
                                                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن ابدا لسنا ضد التربية الاسلامية للاطفال ولجميع الناس. وسبق لنا في كتابات كثيرة ان طالبنا باعتبار الاسلام مصدر مهم واساسي من هويتنا العراقية، حيث اكثر من 90 % من العراقيين هم مسلمين. ونحن تماما ضد اولئك الذي يهاجمون الاسلام ويكفرون المسلمين باسم الحداثة والعلمانية. ولكن نحن نريده اسلاما انسانيا خاليا من التعصب والتحريض والتكفير ضد المختلفين. اسلاما يشجع التقارب بين العراقيين بمختلف مذاهبهم ومعتقداتهم حتى الملحدين منهم. ان عظمة أي معتقد تكمن في قدرته على كسب احترام وثقة الآخر المختلف معه. ومن اكبر علامات انحطاط اي معتقد، قدرته على خلق الاعداء وفقدان الحلفاء.
ونحن على ثقة تامة، بأن الجزء الاعظم من الحركات والطروحات المتعصبة والارهابية المتبرقعة بالاسلام، مدعومة بصورة سرية ومحنكة وغير مباشرة من الموساد الاسرائيلي والمخابرات الامريكية واللوبي العالمي  المعادي للاسلام. حيث نجحت هذه الجهات بخلق شبكات من الحركات الارهابية الاسلامية (الموساد الاسلامي) تحت اسماء بن لادن والزرقاوي وغيرهم، وضمت اليها الكثير من الاسلاميين المراهقين والسذج. وللترويج لهذه الحركات تم انشاء تلك الفضائيات(العروبية الثورجية المدعية بمعادات امريكا) حيث يقع مقر اشهرها بجانب قيادة القوات الامريكية في الخليج!!!!؟؟؟
 لقد نجحوا اخيرا بجعل اسم الاسلام مرتبطا بالتعصب والعنف والارهاب. واصبح المسلم في كل مكان، قبل ان ينطق بكلمة واحدة عليه ان يثبت بانه ليس ارهابيا ولا من جماعة بن لادن. والعجيب الغريب، ان الضحايا الحقيقيين لهذا الارهاب الاسلامي، ليسوا من المسيحين ولا من الغربيين، بل ان 99% منهم هم من المسلمين!! ولتذكر ضحايا افغانستان والجزائر ثم العراق..هكذا اذا، قد نجح الموساد الاسرائيلي والمخابرات الامريكية  واعداء الاسلام وحلفاءهم من المسملين السذج ومعهم الفضائيات الثورجية، ان يحطوا تماما من سمعة الاسلام وبنفس الوقت ان يجعلوا المسلمين كبش فداء لطروحاتهم التكفيرية المتعصبة؟!
وعلى الله العطوف وعلى الضمائر الحية ليتوكل المتوكلون..