المحرر موضوع: يترك التسعة والتسعين ويبحث عن الواحد  (زيارة 1982 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأحد السادس من الصوم   يوحنا 39:9ـ1:10ـ21
يترك التسعة والتسعين ويبحث عن الواحد
   إن الله دائماً يبحث عن هذا الواحد ويهتم بكلِ واحد منا شخصياً، ويعرف أسم كل واحد منا، ويعرف تعبنا، ويعرف أوجاعنا، ويحسّ بها، ويُفتش عنا باستمرار، وهوَ لا يُريد أبدًا أن يُصيبنا مكروه أو مصيبة أو أن نهلك في بحر الأوجاع الأبدية، هذه هيَ كلمتهُ وليست استنتاجات إنه يترك التسعة والتسعين ويبحث عن الواحد.
إنه الوحيد الذي لا يتعب، ولا يكلّ، ولا يستسلم أبدًا في التفتيش عن كل واحد حتى آخر يوم من حياة الشخص، هوَ الإله الذي خلّصَ اللص الذي كان بجانبه على الصليب قبل موته بلحظات بعد أن تابَ عن خطاياه، وهوَ الإله الذي غمسَ لقمتهُ في صحن يهوذا قبلَ أن يذهب ليسلمهُ بلحظات علَّهُ يُغيِّر رأيهُ ويتوب، هوَ الإله الذي سامح بطرس وفتش عنهُ بعد قيامته من الموت مباشرةً مع أنَّ بطرس نكره وشتمهُ أمام اليهود، هوَ الإله الذي سامح المرأة الزانية عندما قررَ الكل أن يرجمها لتموت، هوَ الإله الذي سامح الذين جلدوه وبصقوا في وجهه وطعنوه وصلبوه.
   فعلى الإنسان دائماً يعي ويتأكد إن الراعي الوحيد الذي لا يترك الرعية هو الله المتمثل بشخص يسوع المسيح. فهو لا يترك الإنسان ويتخلى عنه، ولا يعمل مثل الإنسان الذي يتخلى ويبتعد عن الإنسان في المواقف. فهذا الحال قد يتعرض إليه الإنسان مع أخوه الإنسان لكن مع شخص يسوع لم يحدث هذا لأن يسوع هو هذا الراعي الصالح الذي لا يترككَ لوحدك أبدًا، لكي يجعلكَ تدفع ثمن ما فعلت، بل يشفع لكَ، ويدافع عنكَ، ويضحِّي بحياته من أجلك، وهمه الوحيد أن لا يخطفك هذا الذئب إلى غير عودة.
   فالبحث عن الخروف الواحد هو معناه البحث عن كل شخص يبتعد عن الله وهو الذي يعطي المجال للإنسان بدون أي حدود ولا شروط. فمهما كانت نظرتنا إلى الله. علينا أن نعلم أنّه مهتم بناَ، اهتماما خاصًا، وقلبهُ مملوء بالحب لنا، وليسَ العكس أبدًا.
   الأب إيهاب نافع البورزان
            الأحد 2/4/2006