آه والف آه وحسرة ياعراق
كم أبكتني الغربة واللوعة كاس نديمي ودموعي تسليتي والترياق ...
فالغربة جنون لمن صاحبها وحسرات وإشتياق ...
آه كم طال شوقي لدار أبي والمحلة وذالك الزقاق...
يقولون لو عدت ياوطني لا أجد فيك غير المقابر تتوسع والقبور والانفاق ....
والموت يزحف في كل إتجاه والجاهلية والخصام والشقاق ...
* * *
أه والف أه وحسرة عليك ياعراق
يقوون ليلى بالامس بالحب مريضة في العراق ...
واليوم ليلى لكثرة ألاحزان مجنونة وما تراه من خناق ....
يقولون مجنون من يعود إليك ، فكل شيئ جحيم يطاق ولايطاق ....
يقولون فيك ليس غير تجارة الموت والتكفين وحفر القبور وصنع التوابيت الكل إليها في سباق ....
كيف أزور قبر أبي وأمي والاحبة فراق ....
والكل قد تشرد واللقاء صار حلما والعناق ....
ذكرياتي من يعيدها وآهاتي سفن تجول الموانئ وبلاد العرب والنفاق....
آه والف أه وحسرة عليك ياعراق ...
* * *
لماذا كل هذا يحدث فيك ياوطني ولكم أيها ألاحباب ...
فلاخير في تموز جاء ولافرج في نيسان ولا في أب ....
فكل شبر فيك صار غابة لوحوش من البشر كالذئاب والذباب ....
أحقا هذا وطن الحضارات والابجدية والجبال والسهول والهضاب ....
يقولون إن ماء الفراتين لم يعد يروي ولا الزابين والخابور ينفع شراب ...
لماذا كل هذا يحدث لك ياوطني ، لماذا الموت إليك يزحف ويعم الخراب ....
لماذا سيوف الجاهلية عليك تتكالب ، بطشا وبالخناجر والحراب ....
لماذا يعاديك العرب وتحاصرك الاغراب ...
وبإسم إله أحمق ونبي ترتكب المجازر وجز الرقاب ....
لماذا الكل فيك مسجون ياوطني ، ومصلوب دون ذنب أو حساب ....
أم هذا قدر أحمق صار لك سنة ودستورا وكتاب ....
وهنا في الغربة ليس لنا ...
إلا أن نصلي والدعاء نرفع والعتاب ....
فمتى تقرع أجراس الكنائس لأفراح ...
وليس لشهيد يوارى تحت التراب أو غياب ....
فعسى غدا يفيق الاحبة ويصحى الاصحاب ....
وعسى المرارة تنتهي والحسرة والعذاب ....
وعسى الفرج يكون قريبا واللقاء والترحاب ....
فنحن على أحر من الجمر ننتظر...
بشائر الخير والجواب من على الابواب
* * *
س . السندي
