المحرر موضوع: رسالة إلى نيافة المطران لويس ساكو المحترم ....  (زيارة 1818 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا يونان حنا

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة إلى :
نيافة المطران لويس ساكو المحترم ....


احيي فيكم من كل قلبي صوتكم المبارك ، الصوت والراي السديد صادرا من راع صالح يبذل ذاته عن احبائه ، اسمعك تنادي ، صوت صارخ في البرية ، في الجبل ، في الوادي ، اعدوا طريق الرب ، اتفقوا ، اتحدوا ، حاوروا ، ان العناصر الواعية الصالحة مدعوة الى تدارك الاوضاع وتوحيد الجهود لفتح الابواب المشرعة لحوار عميق شامل للوصول الى تسمية تجمع وترضي الجميع . اذ يفتخر الابناء بآبائهم ، ويفتخر الآباء بأجدادهم ، ومن اولى بالفخر منا نحن احفاد اولئك الاجداد ، الاشوريون ، والكلدان ، والسريان ، الذين حملوا مشعل العلم والادب والحضارة ، رفعوه عاليا . يتحتم علينا اليوم ان نقتفي اثارهم فنكون خير خلف لخير سلف .
ان جميع مسيحيي بلاد مابين النهرين هم من اصل قديم يحتضنهم تراث مشترك ويوحدهم تاريخ مجيد ، ويحثهم للتخلص من نزعات التجزئة والتفرقة ، لم يكونوا في الماضي اقلية بل كانوا الاغلبية حاملين رسالة المسيح ، وحضارة اجدادهم ، ولكن الظروف والاضطهادات والتجزئة والتفرقة هي التي جعلت منهم اقلية ، فلا ندع ابدا ان تكون التسميات يوما من الايام موضع اختلاف بل يجب علينا ان نتمسك بالجوهر ، فنحن اخوة بالمسيح ، والوطن ، والتراث ، واللغة ، والمصير الواحد ، ان كان الرجوع الى تذكرة الماضي ضرورة لابد منها لغرض الاتفاق والخروج برأي واحد ، نستذكر ماحدث الى بناة الحضارة وحملة مشاعل المعرفة والايمان من الاشوريين ، والكلدان ، والسريان ، والارمن في تياري وحكاري بين عام 1843-1846 على يد بدرخان وماحل بهم في تركيا ، وماحدث في شمال وطننا الغالي ايام الحرب العالمية الاولى وحتى بعد الاستقلال الوطني بالمؤمنين المسيحيين حاملين رسالة السلام والمحبة ؟ فهذا كله الا يكفي لان نتفق على تسمية تجمعنا ، وعليه من الواجب التفكير بكل جدية وامانة حول مايجمعنا ويحفظنا لا مايفرقنا ويقسمنا ويضعفنا ، الا يكفي لحد الآن هذه التجزئة التي ابعدتنا عن بعضنا ، ان السيد المسيح بذل ذاته لاجلنا ليجمعنا لا ليفرقنا ، يتوجب علينا ان نحمل رسالة المسيح السامية وتكون لنا كلمة واحدة ورأي واحد ، ومطلب واحد ، لنضمن حقوقنا ، ونثبت بأننا ملح الارض ، ونور العالم ، فقد آن الاوان لنتفق بتسمية تجمعنا سواء كانت قومية او دينية ، المهم التسمية تجمعنا واذا لم يتم التوصل الى تسمية قومية ، فما الضرر لتسمية دينية تجمعنا ، واننا نفتخر ونعتز بكافة القوميات التي عاشت ومتواجدة في بلاد وادي الرافدين والعالم يشهد بحضارتها ، لم يكن المسيحيون الاوائل بحاجة الى تسميات خاصة عدا تسمية ( مسيحيين ) اطلقت على من آمنوا بالبشرى (الانجيل) وكونوا جماعة شركة المحبة ( الكنيسة ) ، واطلق على مسيحيي بلاد مابين النهرين كنيسة الرها او المدائن ، وتغيرت الى كنيسة المشرق لتميزها عن كنيسة الغرب ، حملتها الظروف لتغير التسمية ، اساسها لغوي ومضمونها ديني هي لفظة ( سوراي ) او ( سوريايي ) ونقلت الى العربية بلفظة ( سريان ) وكانت كلها بسبب الاجتهادات الفكرية والجدالات اللاهوتية ، والفلسفية ، والمشاحنات المذهبية ، والخلافات الرئاسية ، بالرغم انها حصلت في اجواء غريبة عن قلب كنيسة المشرق ، ظهرت تسميات بعد القرن السادس عشر تميز المذاهب المسيحية المشرقية وهكذا انشطرت كنيسة المشرق الواحدة الى اربعة مجموعات في بلاد مابين النهرين كلدان ، آثوريين ، سريان ارثدوكس ، وسريان كاثوليك وحصل هذا كذلك في كنيسة الهند ايضا .
ان التسميات مهما كان نوعها واصلها تظل امورا ثانوية الى وحدة الاساس التي تجمع اعضاء كنيسة المشرق في جسد واحد ، رأسه المسيح ، ولكل عضو موقعه في الجسد ، ان الكنيسة التي انتظموا فيها جماعات وخورنات وابرشيات هي واحدة وان الهدف والغاية هي واحدة .
يجب ان نسعى جميعا لتوحيد الراي والاتفاق على تسمية تجمعنا لنواكب الحياة ، ونعطي نحن المسيحين مثالا حضاريا للاتفاق على راي يجمعنا ، نتغذى روحيا بأنجيل يوحنا حين قال ليكن الجميع واحد ، ونحن نمر بمرحلة تاريخية نعاني من حالة الانقسام والتشتت في صفوفنا ، والتمسك برأي منفرد لايخدم قضيتنا ولنأخذ عبرة ماحدث في الانتخابات الجمعية الوطنية لتلافي ماقد يحدث عند صياغة الدستور . كان لانبثاق المجلس الكلدواشوري القومي في حينه عملا رائعا بوركت جهودهم المبذولة والنتائج الطيبة التي توصلوا اليها اصحاب القداسة والسيادة الذين اجتمعوا في منتديات عنكاوا وخروجهم بالبيان التأسيسي ، فكان لرجال الدين دورا بارزا ومتميزا وكان لمشاركة العلمانيين دورا كبيرا ، رجال الدين قادرين على ان يساعدوا ويحققوا وحدة الكنيسة ووحدة الكلمة بالتعاون مع العلمانيين والمعنيين بالسياسة والفكر من ابناء امتنا ، يتطلب من الجميع وضع القضية فوق المصالح الاخرى وفتح الحوار و مواصلته لحين الوصول الى تسمية قومية او دينية او اي قرار يتخذ لخدمة هذه المرحلة حاليا ومستقبلا بالمحبة والتعاون ونكران الذات نحقق مانريد ، قوة ربنا يسوع المسيح والروح القدس تشملنا جميعا لاقرار حقوقنا الكاملة الى جانب القوميات العراقية الاخرى ونضمن خدمة عراقنا الحبيب .
 
 محب النور
حنا يونان حنا