المحرر موضوع: حوار مفتوح مع سيادة المطران لويس ساكو_الجزء الأول  (زيارة 1724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Berwary

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بقلم المهندس نافع شابو البرواري
جوابا على مقالتكم الرائعة المنشورة على المنبر الحر في 10سبتمبر
وبعنوان

الكنيسة الكلدانية مدعوة  لتكون  قوّة تغيير ايجابي


أبينا الحبيب وأستاذنا القديرسيادة المطران لويس ساكوا جزيل المحبة والأحترام.
,نطلب من الله أن يحفظكم من كل مكروه لتكونوا صوتا صارخا ينقل معانات كنيستنا الى جميع المحافل الدولية والدينية وتوصيل صوت أنينها الى كل من له ضمير حي لأنقاذ هذه الكنيسة العريقة والأصيلة بعد معانات وأضطهاداد طالت جميع أعضائها دون إستثناء وخاصة في هذا الزمن الذي فيه شهدنا عدة حروب ومأسي الحصار وهجرة مئات الألاف من المسيحيين الى المجهول وتشرد عشرات الألاف وإستشهاد الكثيرين منهم هذا عدى المفقودين الذين لازال مصيرهم مجهول .ونحن إذ نستعرض هذه المقدمة لتكون نقطة إنطلاقنا للحوار الحرالهادئ والبناء لتشخيص حجم الكارثة الأنسانية الذي أصاب شعبنا العراقي عامة والمسيحيين خاصة لأن الاقليات وخاصة المسيحيين كما يعلم سيادكم هم دائما أكثر الشعوب التي يصيبها الضرر في حالات الحروب والمحن والأسباب كثيرة ولن ندخل فيها لأن هذا ليس موضعنا لكن التاريخ خير شاهد على ذلك حيث المسيحيين يزجون في حروب لا ناقة لهم ولا جمل وحيث نزيف الهجرة مستمر منذ مئات السنين ولازال كذلك الى يومنا هذا بل نحن شهود على أخر موجة كبيرة لهذه الهجرات.
أتذكر (ولا أعرف هل يتذكر سيادكم )ففي سنة 1999
التقينا سوية مع مجموعة من المؤمنين في قاعة كنيسة الرسولين في الدورة عندما كنتم رئيس دير شمعون الصفا وأستاذ في كلية اللاهوت والفلسفةوكاهن كنيسة الرسولين ,حيث تم  مناقشة هذ الأمر مع سيادكم حول رؤية مستقبل المسيحيين في العراق على ضوء قراءتنا للأحداث حين ذاك  وتوصلنا الى حقيقة مفادها أن هذا المستقبل يشوبه الغموض والضبابية وان كل المؤشرات كانت تؤكد على حقيقة مفادهاأن بداية القرن الواحد والعشرون ستشهد أحداثا خطيرة .
وها هو اليوم ونحن بعد 10 سنين حيث لازال غبار الزلزال الذي ضربنا  جاثما على صدورنا ولا زلنا نعاني من هول الصدمة والذهول والدمارالذي لحق بنا ولم نستيقض بعد حتى نعرف مدى الخسائر التي أصابتنا حيث خسرنا أبنائنا واحبائنا وأرضنا, وممتلكاتنا وبيوتنا وأعمالنا وحتى هويتنا حيث فقدناها في وسط أطلال الخراب الذي حل بوطننا وبعضهم تزحزح ايمانهم لانه كان ضعيفا ولم يتحملوا هذه المعانات فوقعوا في التجربة.,
نعم أبي وأستاذي العزيز في نفس يوم اللقاء مع سيادكم أتذكر سؤال وجهته لسيادكم ولم تقبلوا أن تعلقوا على سؤالي لأنه كان محرجا لسيادكم .فقد كان سؤالي كيف لايهاجر المسيحيين من وطنهم وكل الضروف التي يمرون بها هي أكبر من ان يتحملوها وخاصة عندما يرون الكثيرين من رعاة كنائسهم يعيشون في وادي وهم يعيشون  في وادي أخر ؟
.نحن نعرف مدى غيرتك ومحبتك لكنيستك في العراق ونعرف حرصك الشديد على وحدتها وجهودك في المحاولات لتجديدها وتطويرها لكي تلتحق ببقية الكنائس الأخرى مثل لبنان  ومصر,حيث كنيستنا الحالية أصبحت هرمة وعاجزة وتعيش بأفكار القرون الوسطى وهية بحاجة الى معجزة للقيامة ,وهناك أسباب كثيرة لايمكن أن ننسبها لجهة معينة  أدت الى ماوصلت اليه كنيستنا الأن. ولكي نكون منصفين لانستطيع أن نضع اللوم كل اللوم على رعاتنا ورؤساء كنيستنا. ونحن المؤمنون أيضا نتحمل الجزء الكبير من المسؤولية لأننا نحن ايضا ساهمنا في تخلف هذه الكنيسة بسكوتنا عن مواجهة أخطاء هؤلاء الرعات والسكوت عنها بل أحيانا كنا شركاء معهم في سلوكهم المخالف للمبادئ المسيحية والبعض منا يقبلون أياديهم وبعد أن يولون ضهورهم كانوا ينعتوهم بشتى انواع النعوت .هذا النفاق والازدواجية الموروثة هي مشكلة المشاكل ومصيبة المصائب التي لا نزال نعاني منها في تعاملاتنا اليومية ولن نتحررمنها الأ بتغيير حقيقي وثورة على الذات.
أنا اعرف صراحتكم وثبات مبادئكم بالرغم من الضغوطات والمحاولات الكثيرة لأثناءكم في التنازل عنها .وكان صوتكم في المنابر والمحافل الدولية والدينية خير من
كان يمثل معانات المسيحيين في العراق وكنا نتابع أغلب نشاطاتكم في هذا المجال وكنتم  صوت صارخ لايقاض ضمير العالم لما يعانيه المسيحيين في العراق واناشاهد على ذلك, فعند أحد زياراتكم لألمانيا عندما اتصلت بسيادكم ان تتشرفوا لزيارتنا فاعتذرتم بسبب كثافة العمل المناط بكم لتوصيل انين المسيحيين الى المسؤولين في كنيسة المانيا ومسؤولي الدولة. وفي نفس السنة وللمفارقة العجيبة أن يحضر احد   الأساقفة من كنائسنا دعوة غداء في السويد  وهوكان في أيطالية فطار من ايطالية الى السويد ليوم واحد ورجع في اليوم التالي علما أن هذا كان في زمن الحصار على شعبنا .
نحن كنا متلهفين لسماع رأيكم في ما الت اليه كنيستنا اليوم  وهاانتم تبوحون عن همومكم واسفكم لما وصلت اليه حالة الكنيسة من التمزق والتشرذم والفوضى العارمة والفقر  الروحي وتبادل التهم والفعل ورد الفعل وما نسمعه من تراشق الأتهامات بين المؤمنين والكل تتهرب من المسؤولية التي الت اليها كنيستنا المجروحة

فكما قلتم وشخصتم الوضع القائم  بقولكم
*(منهم من ينتقد كل شئ  من أجل الأنتقاد ليس الا وهؤلاء لايخدمون ولايبنون  الكنيسة بل يزيدون في انقسامها ومعاناتها وعلينا كلنا نحن المؤمنون  ان نعزلهم وأن لانسمح لهم في هدم الجهود المخلصة البناء..يقول بولس الرسول عن هؤلاء ناصحا تلميذه تيموثاوس قائلا
(....وأبتعد عن المماحكات الغبية الحمقاء,لأنها تثير المشاجرات ,كما تعرف.)(2تيموثاوس23.2
نحن علينا أن نرفض الأساليب الخفية المخجلة لهؤلاء الاشخاص .
وفي الرسالة الى مؤمني كورنثوس يقول الرسول بولس عن هؤلاء أيضا (وأنا أخاف ,اذا جئت اليكم ....أخاف أن يكون بينكم خلاف وحسد وغضب ونزاع وذم ونميمة وكبرياء وبلبلة)2كورنتوس 20.12
ان هؤلاؤ كمايقول الرسول بولس(..أعمتهم الكبرياء والمماحكات  التي يصدر عنها الحسد والشقاق والشتائم والظنون والمنازعات بين قوم فسدت عقولهم وأضاعوا الحق....)(1تيمو4.6
* ومنهم يدافع عن كنيسته كما هي( لأن كنيستنا هي أمنا فمهما حصل لها فهي تبقى أمنا  نحبها كما هي) .ولكن اسمح لي سيادة المطران أن أقول رأي الشخصي عن هؤلاء المؤمنون الطيبون  الغيورين على كنيستهم ان ذلك لايكفي بل عليهم رسالة وواجب ان يحموا كنيستهم من جميع الأمراض وان يحافضوا على صحة ومستقبل كنيستهم لتنتعش وتجدد شبابها كالنسر
فهل تكفي الصلاة لكي يسمع الله استغاثة الكنيسة اذا لم يتحرك المؤمنونون الغيورون على كنيستهم ونكران الذات وتوصيل صوت معانات الكنيسة الى العالم كله
اليست رسالة المسيحي هي تخفيف معانات الناس ومساعدتهم وتشجيعهم لكي يجتازوا
المحن وذلك بكل الوسائل الشرعية الممكنة؟
ألم يقل المسيح أن الايمان دون الأعمال لاقيمة لهذا الأيمان فيقول لهؤلاء الذين لايقترنون الأيمان بالأفعال قائلا لهم.(أبتعدوا عني ياملاعين ,الى النار الأبدية .....لأني جعت فما أطعمتموني وعطشت فما سقيتموني وكنت غريبا فما اويتموني ,وعريانا فماكسوتموني ومريضا وسجينا فما زرتموني )(متى42.25
 يحزننا  أن نسمع أقوال بعض أساقفتنا بقولهم نحن ليس أمامنا الا الصلات ليرفع الله معانات رعيتهم وهم ينتضرون الفرج  دون أن يتحركوا ساكنين .
نعم صلات المؤمنين هي أقوى سلاح يدافع به ضد قوات الشر وهي أمضى من كل سلاح ولكن هذه الصلات تحتاج الى خطوات عملية يقوم بها المؤمنون


* وهناك  رعاة و مؤمنين يرون أن كنيستهم تمر بازمةحادة وعليهم واجب عظيم ان يواجهوا هذه الأزمة بمسؤوولية وأن يشخصوا حالة كنيستهم وما هي الأسباب التي ادت بها الى ما الت اليه اليوم ليتم معالجتها وشفائها لتسترد كنيستهم عافيتها لا بل جمالها لتكون عروسة لائقة ليسوع المسيح مؤسسها وبانيها       
وهؤلاء أمثالكم وأمثال الكثيرين من الرعاة والمؤمنين لايستكينون للقدر ولا يقبلون بالاقوال دون الأفعال فجاهدوا ويجاهدون روحيا وجسديا من أجل التخفيف عن جراحات ومعانات كنيستهم واقترنوا أقوالهم بأفعالهم كما كان الرب يسوع يفعل اذ كان يجول ويصول ليفعل الخير ويشفي المرضى ويتالم مع المتألمين ويحزن مع الحزانى
وهو القائل ( تعالوا الي ياجميع المتعبين وأنا أريحكم)
الكنيسة الحقيقية هي أن يحمل أعضائها الصفات التي ذكرها بولس الرسول وهي.
فرح تشجيع ,اتفاق في الرأي ,  تكامل أعضائها ,والعيش بسلام (2كو11.13
فعندما لاتتوافر هذه الصفات ,فلا بد من وجود مشاكل في الكنيسة تحتاج الى علاج .ولكن هذه الصفات لاتتوفر بالقفز فوق الصعاب والمشاكل والصراعات ,ولا تاتي بالأهمال  أو الانكار أو الأنسحاب أو العيش في المرارة بل هي بعض نتائج العمل الشاق والمضني في حل  هذه المشاكل ونقد الذات نقدا بناء  , ولكن يا لللأسف نحن في الشرق نعتبر أي نقد( حتى لو كان هذا النقد من أجل البناء)هو اتهام  وهذا ما أوقعنا في اشكاليات كثيرة ومطبات يجب أن نتلافاها مستقبلا.ا
وكما كان يجب على الرسول بولس والكورنثيين أن يعالجوا الصعاب لتحقيق السلام ,هكذا علينا نحن اليوم أن نقوم بنفس الدور ,فالمحبة تستلزم أحيانا أن نواجه من نهتم بهم ونبني جسورا بين الرعاة والرعية فهذا هو الأسلوب الأفضل وهو مانفتقده في كنيستنا مع الأسف فالكنيسة التي لاتنزل الى الشعب فهي ستعيش العزلة والغربة .
نحن نقدر دور الكنيسة ((الأيجابي)) في ألأمور السياسية والفكرية والأجتماعية والأنسانية,لأن المسيحية((الكنيسة)) ليست ديانة  بل هي علاقة ثلا ثية بين الأنسان وخالقه وبين الأنسان وأخيه الأنسان  وغايتها هي اعطاء الأنسان قيمته ((الشخصية))
والتركيز على كرامته الأنسانية,ولا نستطيع أن نغيب دور الكنيسة في كونها مصدر الشرائع والأنظمة التي تعيشها الدول المتقدمة في جميع الميادين الأنسانية,ولكن  ليكون هذا الدور فاعلا وأيجابيا ومجددا وبناء  على الكنيسه أن تواكب العصر وتتجدد وتتطور وتنموا فكريا ولاهوتيا مع مايشهده العالم في كل مجالات الحياه اليومية.
وسيادكم قلتم( نحن اصبحنا نعيش في قرية واحدة صغيرة )
السؤال المطروح أين كنيستنا من كل هذا الذي ذكرناه؟وهل كنيستنا(( بوضعها الحالي )) قادرة ومؤهلة للمشاركة البناء والايجابي  لنهضة وقيامة وتجدد الفكر اللاهوتي والأنساني  أم هي تعيش في عقلية القرون الوسطى؟
علينا أن نجيب على هذا السؤال ونتحاور في هذا الموضوع ليكون الحوار مفتوحا وشفافا وبناءا وصريحا  أساسه المحبة والغيرة على هذه الكنيسة.

نختم هذا الجزء من الحوار المفتوح  وسوف نتكلم في الجزئ الثاني من رسالتنا المفتوحة للحوار الهادئ والحر لنناقش فيها ماقدمه سيادتكم من اقتراحات عميقة وبنائة ومشجعة وجريئة وجديدة نابعة من قلب محب وله خبرات حياتية غنية ومكثفة ,لتكون الأطار العام(خارطة الطريق كماذكرتم)  لمناقشة جميع  الآراء والمقترحات المقدمة   من الأساقفة والمؤمنين وكل غيور على كنيستهم العريقة والأصيلة والتي كانت يوما تشع الى العالم أجمع لنعيد اليها أصالتها ومكانتها ودورها الرائد وسنناقش اقتراح سيادكم عقد مؤتمر كنسي لمناقشة جميع مشاكل وهموم كنيستنا والأقتراحات البنائة لتجديد وقيامة وتغيير مسارها نحو مستقبل مشرق انشاء الله                                                                                                                               
مع حبي وتحياتي وأحتراماتي لسيادكم