المحرر موضوع: حسني ... مبارك الراقص على كل الألحان  (زيارة 1511 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abbas55

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1800
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقد اعجبتني هذه المقاله للكاتب علي فردان فوددت ان تقراوها وأسمها الحقيقي في اسفل الصفحه

وقد غيرت العنوان لكونه تهجمي وهذا العنوان صدقوني قليل بحق هذا البوق او الغراب الناعقالخرف

تصريحات حسني مبارك عن الشيعة عموماً وعن شيعة العراق، لا تختلف عن تصريحات الخائن الزنيم ملك الأردن، ولا الطائفي وزير الخارجية السعودي. تصريحات حسني مبارك بأن أغلب الشيعة ((ليكون منصفاً))، أغلب الشيعة في العراق وفي المنطقة ولاءهم لإيران، تأتي من حاكم لم يعرف طريق صندوق الاقتراع، فوصل للحكم بشكل وراثي من عميل آخر قبله، أنور السادات.
إذا ما صدق كلام حسني مبارك على الشيعة، فإن السنة العرب ولائهم لإسرائيل وأمريكا، لأن حكومات العرب جميعاً بلا استثناء صديقة حميمة لإسرائيل وأمريكا، البعض في العلن والبعض في الخفاء، إلى درجة أن مصر في عهد مبارك قبل سنوات كانت قد صرّحت بأنها غير راضية عن المساعدات الأمريكية لأنها تتلقى أقل من المساعدات التي تصل إلى إسرائيل. هذا معناه رغبة مبارك في المساواة بين بلاده وإسرائيل، وهو يريد أن يضع مصر في مصاف الدول الموالية لأمريكا والصديقة الحميمة لها.

مصر أم الدنيا
لا نلوم مصر ولا حسني مبارك بأن تكون مصر صديقة حميمة لأمريكا، ولكن مساواتها مع إسرائيل، هذا غير ممكن، خاصةً وأن إسرائيل دولة قانون والوصول إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع لا عن طريق انتخابات الـ 99.99% والبلطجة كما هي في مصر، فانتخابات شكلية ومزورة ومضحكة إلى درجة أن العديد من الموتى لازالت أسمائهم تصوت لحسني وحزبه وعلى مدار سنوات من الوفاة ولا زالت. وحسني مبارك وصل للحكم وراثة من الرئيس السباق أنور السادات صديق زوجة الرئيس حسني، ونحن هنا لا نلمز أو نلمّح بشيء، لا سمح الله، فالعلاقة بين السادت وزوجة حسني مبارك هي علاقة "بريئة"، ومن لم يصدق فليسئل محمد حسنين هيكل.
مصر تحكمها عصابة باسم الرئيس، وولده "جيمي" البليونير، وآخرين من أعضاء الحزب الكبار الذين يسرقون ليل نهار، إضافةً إلى الوضع المزري للملايين الذين يعيشون في "التربة" أو المقابر وكأنهم خفافيش ظلام لا يستحقون العيش الكريم. من زار مصر لربما يعرف بدون شك الوضع الذي تعيشه في عهد "مبارك" فلا توجد دولة بشكلها الطبيعي من مؤسسات المجتمع المدني، إلاّ إذا استثنينا جهاز الاستخبارات الذي يعد على الناس أنفاسهم. ولا تزال الحكومة المصرية تعيش أحكاماً عرفية وكأن مصر تعيش حرباً، مع أن إسرائيل تعيش وضعاً مدنياً عادياً. وربما بالفعل تعيش الحكومة المصرية حرباً لا هوادةَ فيها ضد الشعب المصري المسكين المغلوب على أمره.
بدون شك لا تُقاس إسرائيل بمصر، فمصر دولة متخلفة حتى النخاع، ويكفي أن نعرف أن الأمية في مصر "أم الدنيا" هي الأعلى في العالم العربي، وهي تصل إلى 42% من مجمل السكان. حتى أسوء الدول الأفريقية والتي لازالت تعاني الحروب مثل السودان أفضل من مصر في مجال القضاء على الأمية. إذا ما قورنت الأمية في مصر بإسرائيل، فإن الأمية في إسرائيل أقل من 5%، وهذا يبين فقط الحال المزري الذي وصلته له مصر "أم الدنيا". الناتج المحلي المصري حوالي 92 بليون دولار وهي ذات السبعون مليون إنسان، مقارنة بالناتج المحلي الإسرائيلي الذي يصل إلى 121 بليون دولار وعدد سكانها 6 مليون نسمة، أقل من دولة كولومبيا الواقعة في أمريكا اللاتينية حيث أن ناتجها المحلي يزيد على 98 بليون دولار.
مصر أكبر دولة عربية تنهزم أمام إسرائيل والذي يبلغ عدد سكانها 8% من سكان مصر، ومسؤوليها يلعقون حذاء المسؤولين السعوديين ليل نهار، وشعب جائع لا يستطيع توفير لقمة العيش. يقول أحد العاملين المصريين بأننا لا ننتمي للحزب الحاكم ولا غيره، نحن ننتمي إلى حزب لقمة العيش، فكيف بهذا الشعب أن ينتج أو يحرر أرضاً وهو يعيش الخوف ولا يستطيع أن يجد ما يأكل؟

ولاء الشيعة وولاء السنّة!
عمالة الشيعة واضحة جداً إذا رجعنا بضع سنوات فقط للوراء ووجدنا كيف أن الحكومات العربية كلها اجتمعت مع صدّام تدعمه، خاصةً مصر التي انهزمت في ثلاثة حروب أمام إسرائيل، لم تجد من يقبل بخبرتها "العظيمة" في الحرب سوى دولة صدام البائدة. لم تقم دولة عربية مجاورة أو غير مجاورة للعراق بنصرة الشعب العراقي في الوقت الذي ظهرت فيه المذابح والمقابر الجماعية واستخدام الأسلحة الكيماوية، وفتحت إيران أرضها لمئات الآلاف من العراقيين في وقت كانت إيران تعاني من الحرب وويلاتها. بعد كل ذلك يتباكى العرب على عدم وجود نفوذ لهم في العراق وهم أول من خذل الشعب العراقي وساهم بشكل مباشر في دماره، وأول من أعان الطاغوت في حربه ضد جارته إيران والتي حصدت أكثر من مليون قتيل وجريح وشردت عدة ملايين من العرب "الإيرانيين" وكلفت الدولتين أكثر من 500 مليار دولار.
في ذلك الوقت، ولا تزال الحالة هي هي، لم تقم الفعاليات "الوطنية السنّية" بانتقاد حكوماتها لمساعدة صدام حين كان يبطش بشعبه، بل كانت في وضع مساير باستمرار لحكوماتها وربما أكثر لما تحصل عليه من أموال الشعب العراقي المظلوم. من يقرأ ما يكتبه الكثير من "المثقفين" العرب يرى طائفية وكراهية كبيرة ضد الشيعة، حتى المواطنين منهم، فهم ليسوا ضد شيعة العراق فقط، بل ضد الشيعة من المواطنين أيضاً. وما بكائهم على الشعب العراقي إلاّ دموع تماسيح لم تظهر قبل سنوات لأن الضحايا كانوا من الشيعة. لكن عندما فقد السنة حكم العراق، تباكوا على العراق وهم أول من ساعد على دماره.
لو كان للشيعة ولاء لغير أوطانهم لكانوا أول من تحركوا ضد حكوماتهم وقت احتلال الكويت حين فرّت الحكومة الكويتية للطائف والحكومة السعودية لجدة، بل قدّموا أرواحهم فداءً لأوطانهم في حين قام السلفيون بالحملات المعروفة ضد وجود القوات الأجنبية. في الكويت بقى الشيعة فيها ولم يهربوا وقاتلوا استشهدوا دفاعاً عن وطنهم. وحتى بعد سقوط صدّام، تحرك العرب "السنة" دفاعاً عن صدّام باعتبار العراق دولة ذات سيادة، والهدف هو الكراهية الكبيرة للشيعة والدفاع عن الأنظمة التي تمثّلهم وتمثّل مصالحهم الضيقة.

من الخائن؟
تخوين الشيعة من قبل الخونة لهو أكبر دليل بأن "كلٌ يرى الناس بعين طبعه"، والخونة في عالمنا العربي أكثر من أن تعدهم على أصابع الأيدي. فمن الذي أضاع فلسطين؟ هل الشيعة لهم يد في ذلك؟ الشيعة لم يحكموا أي دولة عربية وعلى مدى قرون، فكل الحكومات هي سُنِّية، فماذا فعلت بفلسطين؟ من الذي جعل الوضع العربي في هذه الصورة المقيتة فهي أفضل مثال للفساد والدكتاتورية والفقر والمرض والأمية؟
لنتحدث بلغة الأرقام ومن التقارير الدولية: الأمية في مصر في حدود 42% من السكان (فوق الخمس عشرة سنة) أي لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة، وهي الأعلى عربياً، حتى إذا ما قورنت بالسودان والتي تعيش ثلاثة حروب في الوقت الحالي. نسبة وفيات المواليد في مصر 31 مولود/ألف مولود، وترتيب مصر من الأعلى إلى الأسفل هو 79 من بين 226 دولة، ففي السعودية حوالي 13 مولود/ ألف مولود، وترتيبها 145، والأقل في عدد الوفيات هي سنغافورة، والنسبة أقل من 3/ألف مولود. أليست هذه خيانة للإنسان عموماً، ولكل مولود مات فقط لأن الحاكم "العربي" المؤمن له أولويات أخرى غير البشر.
هل للشيعة دور في وجود حكّام يتوارثون الحكم أباً عن جد، ورئيساً بعد رئيس، وحزباً بعد حزب دون أن يكون هناك أي نوع من الانتخابات؟ هل الشيعة لهم علاقة بما يحدث في سجون مصر من قتل وتعذيب واعتداء على أعراض النساء لإجبار أزواجهن وأخوتهن على الاعتراف بعملهم ضد النظام؟ هل للشيعة دور في أن تكون مصر "أم الدنيا" مركزاً لكل أشكال الفساد الإداري والأخلاقي ووجود بيوت الدعارة لتشجيع السياحة؟ هل للشيعة دور في أن تصبح طابا والعريش وغيرها محل دعارة وقمار للسياح الأجانب وأغلب هؤلاء هم جنود الاحتياط الإسرائيليين الذين يمارسون القمار في مصر والمحرم عليهم في بلادهم؟ وهل للشيعة دور في بناء الجدار الإسرائيلي حيث أن معظم الإسمنت كان مصرياً، وكذلك الحديد والصلب، وتقوم مصر بتوفير احتياجات إسرائيل من الغاز والنفط. هل قام الشيعة ببيع الإسمنت لإسرائيل، أو النفط أو الغاز، أو فتح الحدود لها للسياحة "البريئة"؟
لطالما تغنّى الوهابية بمقولة أن "الشيعة أكثر خطراً من اليهود والنصارى"، ولا غرابةَ في ذلك، فتوجهوا للشيعة بدل اليهود، وتوجهوا للعراق بدل فلسطين، وهنا لا أريد أن أعمم، كما عمّم حسني، لكن هذه المقولة للكثير من المطلعين على الوضع العربي ولا أقبلها وهو أن "السنة العرب مع حُكّامهم، سواءً بسواء"، والحكّام العرب الأسوأ في كل النواحي، فهم بالإضافة إلى فسادهم الأخلاقي، قد باعوا أوطانهم من أجل المال والسلطان، فهل السنة العرب أيضاً عملاء للغرب وإسرائيل؟ لذلك فإن كل الدول التي لها سفارات إسرائيلية هي دول سنّية، فالشيعة لم يحكموا دولة عربية، والدولة الشيعية في الوقت الحالي هي إيران وسياستها معروفة للجميع في هذا الموضوع.

في الختام
حكومة حسني مبارك وسياستها لا تختلف عن سياسات العديد من الدول العربية، فقط أن حسني كان أكثر شجاعة وقال ما يردده الحكام العرب "المؤمنون" والحريصون على "مصلحة الأمة" والذين لم يبيعوا أوطانهم أو يسرقوا ثروات شعوبهم، ومارسوا العدالة والمساواة، لذلك أحييه على هذه الشجاعة. هذه الشجاعة لم تصل إلى نقد إسرائيل، فهو يحترم إرادة الشعب الإسرائيلي في اختيار حكومته ويعلنها باستمرار حين يقابل الوفود الإسرائيلية، ولكنه لا يحترم الشعب المصري الذي يريد التخلص من حكمه الجائر. لذلك يقف أمام المسؤولين الإسرائيليين كالحشرة عندما يستقبلهم في القاهرة لإحساسه بالدونية، فلا غرابة أن يدوسوهم بأقدامهم، عفواً بجزماتهم.
حسني ... مبارك عليك الجزمة.