المحرر موضوع: الازيدية وزهير كاظم عبود  (زيارة 2125 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الازيدية وزهير كاظم عبود
« في: 03:19 01/07/2005 »

الازيدية وزهير كاظم عبود
[/b]

عبدالمنعم الاعسم
aalassam@hotmail.com

 
  لولا زهير كاظم عبود ما عرفنا شيئا عن الازيدية.. فله الفضل في التسلق منزلة متسلقي الجبال المنسية ليعلن من فوق اعلى جبل فيها: انتم لا تعرفون إلا النزر المشوه عن هذه الديانة..انها ضحية تجنيات واغاليط، وقد آن انصافها.

 وإذ تسلق هذا الجبل رواد قبله، وإذ تركوا بصماتهم في الطريق الوعر الى حقيقة الازيدية، بشرا وديانة، فان مأثرة القاضي الطيب، والمثابر، تتمثل في إكساء هذا الاسم رداء من جنسه ومقاسه، ونقله من خانة المحذورات والممنوعات والحساسيات الى فضاء القضايا العراقية التي ينبغي إمعان النظر فيها، بل وعكف على تبسيط الامر الى عنوان سهل، تلتقطه العين بيسر، وتالفه البصيرة بسهولة: شعب كردي شغيل، له ديانة متميزة، كانت هدفا للتشهير والطعون، وكان هو عرضة للقمع والاقصاء والتمييز، في صور لا سابقة لبشاعتها،  فيما آن الاوان لوضع الامور في نصابها واحترام هذه الديانة واصحابها، اسوة بالديانات الاخرى واصحابها.

 نعم، كتب عدد من العنيين عن الازيدية، وداخل فيها من هب ودب، وراح الكثير منهم، مثل قسطنطين زريق، شمالا ويمينا، واختلقوا ما لا وجود  له من الروايات عن (دين الشر) وعن حفلات وعادات واساطير غريبة  لصقوها في ثياب الازيديين ، وبين اولئك الكتاب من اتضح انه لم يكن ليعرف القراءة والكتابة، ومنهم من استعار  واجترالتجنيات والاساطير ممن سبقه، من دون تأمل وبحث، فغدا الازيديون موضوعا لمن لا موضوع لديه، وصارت الازيدية رخصة للكتابات المثيرة، حال الكتابة عن شعوب وديانات انقرضت ولا وجود لها بين ظهرانينا.

 ولم يتوقف زهير كاظم عبود عن الاستطرادات التاريخية لحقائق الديانة الازيدية، بل انه تعرض لاهم الكتابات والمؤلفات التي احتسبت من مصادر الكتابة عن الازيدية ومعتنقيها، وكشف عن اغاليط الكثيرمن الشهادات ، ليس بمنطق الكلام فقط، بل وبحجة الشواهد التاريخية العيانية التي تجول فيها الكاتب وحاور سكانها وشيوخها وفقهاءها، واخضع ثقافتها الى المقارنة واساطيرها الى البحث ومحفوظاتها الى التأمل والدراسة، ولم يكن منشغلا في شعاب العقيدة، فهي شأن العقائد الدينية الاخرى فيها الكثير من المشاكل النظرية واللاهوتية، لكنه انشغل طويلا في اولئك البشر الذين  اعتنقوها وعانوا الامرين  من الظلم والاساءات وانعدام الحياة الامنة.

  الازيديون، كما عرفتهم من كتاب زهير كاظم عبود(الازيدية..حقائق وخفايا واساطير) وكما شاهدتهم في قراهم كائنات مكانية شديدة التعلق بالارض ومسقط الراس،وهي ترفع المكان الى مستوى التقديس، صفة العراقيين الاوائل الذين تكونت جذوتهم في هذا القوس من الخليقة الاولى، وهم عدا عن ذلك(تصوروا) لا يحملون ضغائن المخلوقات المعروفة إزاء المخلوقات الاخرى التي قهرتهم واذلتهم..انهم يرددون دائما: الله يسامح الجميع.

يصلح الازيديون موضوعا تطبيقيا للتسامح، ويصلح كتاب (الايزيدية) وثيقة ملحقة للدستور الدائم قيد الكتابة، ويصلح زهير كاظم عبود كدليل لنا في منتصف هذا الليل الى نقطة ضوء في اعلى الجبل، وهو ينادي: هذه الازيدية..القوا بخرافاتكم الى البحر.

ـــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــ
"يأثم الازيدي إذا مد رجله أمام جليسه"
كتاب ازيدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ