المحرر موضوع: لماذا لايزعل الشعب قليلا ؟  (زيارة 1285 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abuthar

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 308
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
حسين التميمي


لست ادعو هنا الى عصيان مدني بالمعنى المتعارف عليه ، فنحن أحوج مانكون الآن الى تذليل الصعاب بدلا من تهويلها ، والى التخفيف من وطاة المشاكل والأزمات من أجل تفتيتها ومعالجتها باكبر قدر من التفهم والموضوعية ، لكن السؤال الذي يثيره العنوان هو أقرب الى الدعابة أو العتب المخفف على من تصدروا ، أو تصدرت صورهم الفضائيات العراقية والعربية والعالمية ، وأيضا تصدرت الكثير من المساحات الوطنية ، كي تخاطب الجماهير في انتخابات الأول من كانون الأول الذي مضى في عام 2005 ، ولم تف الى الآن بعشر معشار ما وعدت به ، لا بل هي لم تف بأي شيء لأنها (وببساطة) لم تستعد بعد شروط تماسكها وحضورها الذي (جعجعت به) قبل الانتخابات ، ولسنا هنا في مجال مناقشة أمر المبالغ الطائلة التي صرفت على هذه الاعلانات ومصادر تمويلها والاستحقاقات التي تترتب عليها ، فهذا أمر نتركه للتاريخ ، وضميره الذي يحاول أن لا يغفل أي شيء – ولو بعد حين – لكن يحق لنا أن نتسائل عن استحقاقات المواطن البسيط الذي ضحىّ ومازال يضحي بكل شيء (حتى حياته) من أجل صلاح هذا البلد / الوطن ، ولم يجازا بالمقابل , إلا بكل انواع الاستخفاف والتجاهل ، ووصل الأمر ببعض الساسة الأجلاء ممن يتدرعون بالمنطقة الخضراء الى تقاذف التهم والشتائم والتصعيد الكلامي بمناح شتى ، وترجمت هذه المواقف الى مزيد من الدماء سالت على كل أرض العراق باستثناء المنطقة الخضراء التي يتحصن بها الساسة الأشاوس !! وبدلا من التوصل الى الجلسة الأولى للبرلمان أو الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء ، راح كل منهم يغني على ليلاه ، و (يحوز النار لقرص خبزه) بينما النار تستعر لتلتهم المواطنين والوطن ، ولسنا هنا في مجال تبرءة المواطن ، فكل الذين ادلوا بأصواتهم على أساس طائفي أو عرقي هم شركاء(وإن عن جهل وقلة وعي) في الجريمة التي يتم بموجبها ذبح الوطن من الوريد الى الوريد .
لذا وبموجب هذا القتل اليومي الذي نتعرض له كشعب دون ان تهتز أي عمامة أو عقال أو حتى شعرة في رأس أي من ساستنا ، ندعو هذا الشعب الصابر المحتسب الى أن يعلن عن موقفه من كل ما يحدث الآن بشكل واضح وجلي ، ولا بأس في أن يكون هذا الاعلان على هيئة اعلان يوم (الزعل) الشعبي العام لكل العراقيين المتأذين المتضررين مما يحدث الآن ، وكاقتراح من شخصنا المتواضع أرى ان يتم الاتفاق على يوم نصوم فيه عن مشاهدة التلفاز وعن شراء الصحف وعن الذهاب الى العمل وقيادة المركبات وأي جهد يستلزم منا الحركة ، وبدلا من أن نكون ملزمين بمنع التجول ، سيكون يومنا هذا يوم منع ذاتي للتجول وللكلام ولكل شيء ، يوم صمت عراقي يقاطع كل الأشياء كي تنتبه الأشياء الينا .
ومن يدري فربما انتبه احدهم الى وجودنا وهو يتسائل : من هؤلاء فيرد عليه اخر :انهم الشعب كما أظن!!