المحرر موضوع: لم التشاؤم من إمكانية تشكيل جبهة وطنية أو تحالف سياسي انتخابي؟  (زيارة 634 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم حبيب

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1265
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاظم حبيب
لم التشاؤم من إمكانية تشكيل جبهة وطنية أو تحالف سياسي انتخابي؟
حين بدأت بكتابة سلسلة مقالات متباعدة عن موضوع التحالفات السياسية بين القوى الديمقراطية برزت ثلاثة اتجاهات حول ما كتبته حتى الآن بهذا الصدد:
الاتجاه الأول: يدرك أصحاب هذا الاتجاه صعوبات إقامة مثل هذه الجبهة الوطنية الطويلة الأمد أو التحالفات السياسية لأغراض خوض الانتخابات العامة القادمة, ولكنه يدرك أيضاً أهمية ذلك في العراق في المرحلة الراهنة, وبالتالي فهو غير فاقد الأمل في إمكانية الوصول إلى هذا الهدف المنشود لأهمية ذلك لقوى التيار الديمقراطي والشعب العراقي ومستقبل الوطن. ولو كان التشاؤم هو السائد في قوى التيار الديمقراطي لما توجهت صوب الحوار والتفاوض في محاولة جادة للاقتراب والتفاعل والتفاهم والاتفاق.
الاتجاه الثاني: أبدى هذه الاتجاه تشاؤماً شديداً من إمكانية تشكيل جبهة وطنية أو تحالفات سياسية أوسع من التحالف السابق "مدنيون". وأكد على أن ما أكتبه لن يجدي نفعاً والأفضل أن أكف عن ذلك, وكأن القوى الديمقراطية مصابة بمرض عدم الاتفاق. ويمكن متابعة هذا الرأي لدى عدد من الكتاب ومنهم الأستاذ محمد علي محي الدين, الذي أحترم كتاباته ورأيه, ولكني لا أتفق معه في هذا الموقف التشاؤمي, رغم احتمال عدم وصول القوى الديمقراطية إلى اتفاقات في هذا الشأن. ولكن السياسة ليست معركة واحدة وينتهي الأمر, بل هي عملية معقدة وطويلة الأمد وهي سيرورة وصيرورة صعبة جداً.
الاتجاه الثالث: أبدى البعض تذمراً شديداً بقوة إزاء ملاحظاتي النقدية وأساء كثيراً ووضعني في خانة أعداء الحزب. ولا شك في أن هذا البعض كان مخطئاً بهذا الموقف, سواء أكان مخلصاً للحزب أم مناهضاً لا يريد النقد البناء لسياسة الحزب أو التيار الديمقراطي بشكل عام. ومثل هذا البعض لن يستطيع دفعي إلى هذا الموقع بأي حال, لأن الشيوعيين مخلصون لوطنهم, وهم مناضلون بحرص على مستقبل العراق وشعبه, ولهذا فملاحظاتي النقدية تصب في دفع الحزب للتحرك بشكل أسرع وأخذ المبادرة في هذا الصدد, وليس الإساءة له حتى حين تحدثت عن توقف الساعة, فهي قابلة للتحرك.
وأمس صرح الأستاذ حميد مجيد موسى مشيراً إلى بدء التفاوض للوصول إلى تشكيل جبهة وطنية, وفي حالة تعذر ذلك السعي لتحقيق تحالفات سياسية, وأن تعذر ذلك فسيدخل الحزب بقائمة منفردة.
هذا الموقف سليم من حيث المبدأ ويستوجبه الواقع, إذ لا بد من بذل أقصى الجهود لتحقيق هذه المهمة باعتبارها وسيلة مناسبة لتأمين تأثير إيجابي في أحداث العراق. ولكن هذا الموقف لا يُطلب من الحزب الشيوعي العراقي وحده, بل هو مطلوب من بقية القوى الديمقراطية التي تريد تحقيق الجبهة أو التحالفات السياسية الضرورية لهذه المرحلة, إذ أن يداً واحدة لا تصفق, بل لا بد من المزيد من الأيدي. ولا يمكن رمي عبء عدم تحقيق هذا الهدف على طرف واحد والسكوت عن الأطراف الأخرى في حالة تعذر الوصول إلى رؤية مشتركة وبرنامج مشترك ومن ثم تفاصيل أخرى لتنظيم مجرى العملية الانتخابية وما بعدها.
لم تعد هناك من فائدة أن نتحدث عن التأخر في بدء المفاوضات, علماً بأن البحث فيها لم يبدأ الآن بل هو جارٍ منذ فترة غير قصيرة, ولكن يبدو أن الوقت قد حان للقاء القيادات للتباحث في هذا الصدد. ويأمل الإنسان أن تبذل المزيد من الجهود لتذليل الصعاب وإيجاد قواسم مشتركة للمهمات التي يراد صياغتها, وسواء أكان ذلك لإقامة جبهة وطنية بعيدة المدى وذات أهداف إستراتيجية, أم تحالفات سياسية لخوض المعركة الانتخابية القادمة أولاً, ومن أجل إيجاد آلية لترتيب المرشحين بحيث لا يضيع الجهد الذي يبذل الآن للوصول إلى اتفاق وفي حالة الوصول فعلاً إلى اتفاق ثانياً.
كم أتمنى أن تُقدر كل قوة من قوى التيار الديمقراطي إمكانياتها الفعلية في جميع المحافظات لكي لا تبتعد عن الواقع وتطالب بما لا يتناسب وقدراتها, وبالتالي نضيع الفرصة التي يفترض تحقيق الاتفاق بشأنها, رغم أن هذه المهمة تأتي لاحقاً وليست في هذه المرحلة من التفاوض.
أرجو لقوى التيار الديمقراطي النجاح في سير المباحثات والتفاوض على البرنامج, إذ أن هذه القوى تعمل على الساحة العراقية كلها, وهو الأهم, فهي ليست لأتباع قومية واحدة وليست لأتباع دين واحد أو مذهب أو طائفة واحدة, بل تمس كل المواطنات والمواطنين في داخل وخارج العراق.
14/10/2009                      كاظم حبيب