المحرر موضوع: لما تهرب الشبيبة من السياسة  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل edesa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 121
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لما تهرب الشبيبة من السياسة
سمير نعمت
كلّ التنظيمات السياسية تحاول كسب ود الشبيبة، لتضمن مستقبلها السياسي، لأن في الشبيبة يكمن العنفوان الثوري، والشبيبة كانت دوماً رأس الرمح وبها تبدأ كلّ الثورات لهذا تهتم كل التنظيمات السياسية بالشبيبة، وتوفّر لها كلّ ما تحتاج من إمكانيات، من إتحادات وأندية رياضية وثقافية وإجتماعية، وتقوم بمساعدة الفرق الرياضية وتشكيلها و الفرق المسرحية والموسيقية، كما تقوم التنظيمات السياسية بعقد ندوات ثقافية، وإحياء حفلات بمناسبات مختلفة قومية أو وطنية أو دينية، وسفرات جماعية للتعارف، كما تقوم التنظيمات السياسية بتوفير واسطات النقل لطلاب الجامعات، ولكن للأسف الشديد لاعب كرة القدم مثلاً يلعب في نادٍ رياضي مموّل من قبل جهة سياسية معينة. ويبقى إلى الأخير لاعب كرة فقط وممثل يعمل في فرقة مسرحية تقدّم عروضها على مسارح وقاعات حزب معين، والفرقة بالأصل تموّل وتعتمد من الناحية المالية على الحزب ولكنها تبقى خارجة عنه. هذا التبادل المنفعي بين الفرق الرياضية والمسرحية من جهة وبين التنظيمات السياسية من جهة أخرى يبقى قاصراً، وتبقى الرابطة بينهما كما هي ولا تتطوّر نحو الأحسن. بإمكاننا أن نقول يبقى الرياضي للرياضة والفنان للفن وكأن الرياضي أو الفنان ليس بمقدورهما أن يفكرا بالشعب، شأنهما شأن الشرطي واجبه الوحيد هو توفير الأمن، ولا يحاول أبداً أن يعرف نوع الحكم أو السلطة التي يوفّر لها الأمن والإستقرار، ما دامت السلطة هي التي تمنحه في آخر الشهر الراتب الذي يستحقه، أكان ذلك الراتب يأتي من يد سلطة ديمقراطية أم سلطة دكتاتورية. المهم لديه أن يلبس كلّ صباح زيه الرسمي ويمثّل دور الشرطي، ولاعب كرة القدم أصابته العدوى، فهمه أن يلعب ويبرز فنه ومهارته في اللعب. مع من يلعب لا يهم، وكذلك الفنان يعلو خشبة المسرح ويمثّل الدور المعطى له، وهذا هو حال إتحاد الشبيبة، المهم أن يكون المرء عضواً (موظفاً) فيه، وحين تكون هناك سفرات أو نشاطات جماعية يكون من المتواجدين في هذا الجمع، وحتى المطربين لمن يغنوا وماذا يغنوا؟ لا يهم، المهم هو أن ما يحصل عليه في الأخير، وأخطر الجميع الشبيبة السائرة وراء (الموضة)، الذين أعطوا لعقولهم إجازة طويلة، لا يفكّرون ماذا سيحدث لهم بعد ساعة؟! إنهم أبناء اللحظة يفعلون كل ما يخطر في رؤوسهم في تلك اللحظة، لا يردعهم شيء، ولا يوجد في مفهومهم خدمة شعبهم.
هذا هو حال شبيبتنا، فمن هو المسؤول الذي أوصل شبيبة مجتمعنا (الكلداني الآشوري السرياني) إلى هذا الوضع؟! هل جاء نتيجة الغرو الثقافي من داخل وخارج الوطن؟! أم أنه الوضع الاقتصادي المتدني بسبب البطالة المتفشية بين أوساط الشبيبة في العراق بشكل عام؟ أم السلطة ومناهجها الدراسية العقيمة؟ أم تنظيماتنا وأحزابنا السياسية هي المقصرة؟! هلموا معا كي نبحث في علّة العلل، ويساعد بعضنا البعض لحل مشاكل الشبيبة وكشف الدواء الناجح لها لبناء شبيبتها في جميع المجالات السياسية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية لخدمة أبناء شعبنا.
من جريدة نيشا/ العدد 75