المحرر موضوع: أبناء شعبنا بين الماضي الأليم والمستقبل المجهول  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل edesa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 121
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أبناء شعبنا بين الماضي الأليم والمستقبل المجهول
رئيس التحرير
لقد عانى شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في العراق من قبل النظام السابق من سياسة التعريب التي مورست بحقّه، ومنعه من التكلّم بلغته السريانية الأم أو التعليم بهذه اللغة بل إقتصر التعليم على اللغة العربية فقط! كما حاولت سلطات النظام السابق تغيير ديموغرافية المنطقة من خلال إطفاء أراضي أهاليها وتوزيعها على الغرباء وهي محاولة لتهجير أبناء شعبنا وجعلهم أقلية في مناطقهم، وقد نجح النظام السابق في هذا الأمر في العديد من مناطق شعبنا ولكن الغيرة لدى البعض من أبناء شعبنا في مناطق أخرى دفعتهم إلى شراء أكثر الأراضي التي تمّ توزيعها وبمبالغ طائلة جداً.
وفي قراءتنا للتاريخ سنرى بأن شعبنا عاش تحت ضغوط كثيرة بسبب إعتناقه للديانة المسيحية، وتعرّض من خلال ذلك إلى مذابح يندى لها جبين الإنسانية، كما تعرّض إلى عمليات الخطف القتل والتهجير وإستهداف رموزه الدينية والسياسية وكنائسه وأديرته. حيث لم يكن لشعبنا في ذلك الوقت الوعي القومي اللازم أو السلطة التي تمكّنه من الدفاع عن نفسه أو عن جميع مناطقه من الإعتداءات المتكرّرة، حيث إستطاع في مناطق قليلة الدفاع عن نفسه ولم يستطع في مناطق أخرى لأن شعبنا لم يكن لديه تنظيم وحدوي.
وبعد سقوط النظام السابق إستبشرنا خيراً بالعراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي التعدّدي، وحصول جميع مكوّنات الشعب العراقي على كامل حقوقهم الوطنية والقومية، لكننا لاحظنا بأن مفهوم النظام السابق كان لدى العديد من الأجندة وبالأخص في سهل نينوى التي تحاول بشتى الطرق تغيير ديموغرافية المناطق التي يسكنها أبناء شعبنا وإخضاع شعبنا لإرادتها وجعل أبناء شعبنا تبعية لها.
ما لاحظناه مؤخّراً عند صدور أي قرار بتغيير ديموغرافية منطقة من مناطق شعبنا فإن أبناء تلك المنطقة من رجال الدين والسياسيين والمؤسسات وعامة الشعب هم الذين يقومون بالدفاع عن هذا الأمر، وهذا متأتي من ضعف وحدتنا القومية والدينية، وكان من الأولى أن يقوموا جميع أبناء شعبنا بالدفاع عن تلك المنطقة المستهدفة والسبب عدم وجود بعد إستراتيجي مستقبلي وعدم وجود ترابط إقتصادي بين مناطقنا، فإذا تعرضت أي منطقة من مناطق تواجد شعبنا إلى أي قرارات تلحق الأذى بهم لم تبالي أو تتأثر بالخطر المحدق بها بقية المناطق، وكذلك إنقسامنا إلى مذاهب عديدة وكل مذهب يدافع أيضاً عن ما لحق به من ضرر دون النظر إلى المذاهب الأخرى مما يجعل هذا الدفاع ضعيفاً وغير قوياً. فإذا اتخذت جميع المناطق والمذاهب قراراً موحداً في الدفاع عن نفسها فسوف يكون هذا الدفاع متيناً. ولم تتجرأ أي جهة على التدخّل حتى في معيشة وأسلوب عمل أبنائنا ومؤسساتنا ومناطقنا، كل هذه العوامل التي ذكرناها خلقت لدى شعبنا الخوف بحيث لم يستطع ولم يتجرأ على المطالبة حتى بأبسط حقوقه، فنرى حالياً عدم وجود الثقة لدى شعبنا ومؤسساتنا القومية والدينية لأنها لم تحقق له أبسط الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان التي هي من حقه وحق كل إنسان يعيش على الأرض بأن يمتلك مقومات العيش كإنسان، كل هذه العوامل التي ذكرناها لم تحقق طموحاته وطموحات أولاده في المستقبل ونلاحظ بأن الهجرة المستمرة بحثاً عن الأمن والإستقرار والعيش الرغيد لأن المؤسسات الدينية والقومية لم تستطع أن تهب لهم أملاً في البقاء في أرض آبائهم وأجدادهم.
فكل المؤسسات والكيانات مختلفة في كيفية المطالبة بحقوق شعبنا. فالأمل الوحيد المتبقي لدى الجميع هو أن يتمتع أبناء شعبنا بالحكم الذاتي في مناطق تواجده التاريخية. وبهذا قد يرى أبناء شعبنا أملاً ولو صغيراً بالتمسك بالأرض وعدم الهجرة وبناء مستقبلهم ومستقبل أجيالهم.