المحرر موضوع: (قاتل شبحي) يطارد حياة الأطفال..والمسؤولون يؤكدون ارتفاع عدد ضحاياه!!  (زيارة 701 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
حتى توقف القتال التدريجي ومحاولات سيطرة القوات الحكومية على الأمن الهشّ لا تنهي مأساة العراقيين
(قاتل شبحي) يطارد حياة الأطفال..والمسؤولون يؤكدون ارتفاع عدد ضحاياه!!

شؤون سياسية - 02/12/2009 - 12:00 am

بغداد/لندن/الملف برس:
تشتدّ مخاوف العراقيين –لاسيما في البصرة والفلوجة- من تصاعد الإصابات بأنواع للسرطان غير معروفة سابقاً، كسرطان الأنسجة الناعمة، وسرطان العظام، إضافة الى التشوّهات الخلقية، وحالات الولادة الميّتة، وإصابات حديثي الولادة بالشلل، وبأمراض أخرى لم يكن العراق قد عرفها قبل الغزو، أو قبل حرب الخليج الأولى على وجه التحديد .ويرجع مختصون ومسؤولون عراقيون هذه الإصابات الى استخدام قوات التحالف والقوات الأميركية بخاصة الأسلحة الثقيلة التي تحتوى على معدن اليورانيوم المنضب الذي تتراكم مخلفاته في منطقة واسعة بمدينة البصرة تقدر مساحتها بأكثر من 200 كيلومتر مربع، فيما يجهل المختصون حتى الآن حجم الموجود منها في مدينة الفلوجة. وتزداد مخاوف المواطنين العراقيين، وهم يرون الحكومة المركزية والحكومات المحلية تواجه مثل هذه المشكلة التي تهدد حياة العراقيين لعقود مقبلة الى جانب غياب المؤسسات الصحية القادرة على توفير العلاج، وعدم وجود مؤسسات البحوث الصحية التي يمكن أن تُعد الإحصائيات الضرورية التي تحدد حجم "مشاكل إصابات السرطان" في العراق، بهدف طلب المساعدات الدولية لمواجهتها أو إنشاء المؤسسات التي تتولى التخفيف من عبء المشكلة على الصعيد الاجتماعي. ولاحظ المراقبون أن الكثير من العوائل العراقية، تلجأ الى بيع مدخراتها أو بيوتها، وتوفر المال للبحث عن العلاج في دول مجاورة مثل إيران وسوريا والأردن أو في دول أوروبا بالنسبة للموسرين القادرين على تحمّل النفقات الضخمة لعلاج حالات السرطان أو غيرها من الأمراض التي تصيب عدداً كبيراً من الأطفال حديثي الولادة.وحسب تعبير مراسل رويترز في بغداد فإن التوقف التدريجي للقتال، أو كفّ الأسحلة عن قتل العراقيين، ومحاولة القوات الأمنية السيطرة على الحالة الأمنية الهشّة، لا تُبقي المجتمع في مأمن من "القاتل الشبحي" الذي يُتوقـّع أن يطارد حياة العراقيين لسنوات مقبلة. وفي هذا السياق، يقول مسؤولون عراقيون إن إصابات السرطان، وتشوّهات الأطفال حديثي الولادة، والمشاكل الصحية الأخرى، ترتفع بشكل حاد!.
والكثيرون من المراقبين والمسؤولين يؤكدون شكوكهم بأنّ انتشار إصابات السرطان والتشوهات الخلقية في العراق سببها استخدام الأسلحة لسنوات طويلة من الحرب، إضافة الى حالات التلوّث التي تعرّض لها العراق بعد الغزو الأميركي، فضلاً عن الإهمال وظروف الحصار والحروب التي سبقت الغزو.
ويقول الدكتور جواد العلي اختصاصي الأورام في مدينة البصرة الجنوبية: “لقد رأينا أنواعاً جديدة من حالات السرطان، لم تكن مسجلة في العراق قبل الحرب حتى سنة 2003. ثمة أنواع من السرطانات الليفية التي تصيب الأنسجة الناعمة، وسرطانات العظام”.
وفي مدينة الفلوجة إحدى المدن الرئيسة لمحافظة الرمادي بغربي العراق، والتي شهدت اثنتين من أفظع المعارك بين القوات الأميركية، والمتمردين بعد الاحتلال الأميركي للعراق، ظهر ارتفاع كبير في عدد ولادات الأطفال المشلولين، والمشوّهين، أو حالات "موت الأجنة" وهم في بطون أمهاتهم. وحذر الأطباء من تفاقم هذه الحالات!.
ويقول مسؤولون عراقيون إن استخدام "اليورانيوم المنضب" في الأسلحة الأميركية وأسلحة قوات التحالف خلال حرب سنة 1991 لـ"تحرير الكويت" وفي حرب احتلال العراق سنة 2003، بات حالة موثقة، تؤسس للربط بين انتشار المعادن المشعة وبين مشاكل الصحة التي تتعقد كثيراً في أوساط العراقيين.
وتتعاظم كارثة الإصابات المتفاقمة بمختلف أنواع السرطانات، بسبب محدودية المنشآت الطبية القادرة على توفير العلاج للمرضى، فضلاً عن غياب الإحصائيات الدقيقة التي يكاد الحصول عليها يكون مستحيلاً في الوقت الحاضر، كما أن هذه القضية تُجابه بإهمال حكومي غير مسبوق على الرغم من التحذيرات التي يتحدث بها مسؤولون كثيرون!.
وفي البصرة على وجه التحديد، يعيش المواطنون الجنوبيون بين تلال من المعادن ومخلفات الأسلحة والأنقاض التي خلفتها الحرب، والتي تتحوّل قشورها الصدئة الى مادة ناعمة تحملها الرياح الى البيوت والى المنتجات الزراعية لتختلط بالطعام أو تتركز عبر التنفس في رئات المواطنين.
وتقول الدكتورة بشرى علي المسؤولة في قسم منع الإشعاعات في وزارة البيئة العراقية: “هناك اكثر من 200 كيلومتر مربّع من أرض البصرة ملوّثة باليورانيوم المنضب”. ويقول الخبراء إن اليورانيوم المنضب، وهو معدن كثيف، يستعمل في صنع أجزاء من الأسلحة الثقيلة كالتي تستخدم في الدبابات. وهناك كميات كبيرة من المعادن التي تحتوي على اليورانيوم المنضب قد استخدمت في حرب الخليج الأولى، وكثير منها موجود بالقرب من البصرة.
ولكنْ –تقول وكالة رويترز للأنباء- ليس واضحاً حتى الآن كم حجم الأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب قد استخدمت في معارك الفلوجة خلال قتالها المتمردين والهجمات التي نفذها المارينز ضد المدينة سنة 2004. ويرى الكثير من المتخصيين أن حالات التشوه والإصابات المتنوعة لإصابات السرطان التي ظهرت في المدنية خلال السنوات السابقة تشير الى الاستخدام المكثف للأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب.
من جانب آخر تؤكد رويترز أن الجيش الأميركي كان قد استخدم الفسفور الأبيض –الذي يمكن أنْ يسبب الإصابة بحروق شديدة الدرجة، بمجرد أن يصل الى الجلد- لتحديد مواقع الأهداف، أو لغرض إخراج المسلحين من مخابئهم.
وبعد خمس سنوات مرّت على استخدام تلك الأسحلة، سجل أطباء الفلوجة عدداً كبيراً جداً من الولادات المصابة بأمراض القلب، وعيوب الأنابيب العصبية، فيما تضمن الولادات في الفترة الأخيرة إصابات لتطورات مرضية استثنائية في الحبل الشوكي وفي الدماغ، والتي غالباً ما تصيب الأطفال بالشلل التام أو تؤدي الى وفاتهم.
ويقول الدكتور عبد الستار كاظم مدير المستشفى الرئيس في الفلوجة: “إن هناك زيادة ملحوظة في تشوهات المواليد الجدد، مما دفع إدارة المستشفى الى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في هذه الحالات وتسجيلها”.
ويؤكد أطباء المستشفى أنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد سبب رئيس لهذه الإصابات. وقالوا إن هناك عوامل عديدة يمكن أن تتسبب في هذه التشوهات، ومنها قلة حامض الفوليك لدى الأمهات أثناء فترة الحمل.
وقال متخصص في طب الأعصاب –رفض الكشف عن اسمه- إنه رأى ما معدله 3 من 4 حالات ولادة جديدة خلال أسبوع واحدة مصابة بعيب الأنبوب العصبي، ضمن منطقة الفلوجة وضواحي والتي يقدر عدد سكانها بـ675,000 مواطن. وتقارن رويترز بين الإصابات في بريطانيا (1 من كل 1000) فيما تصل نسبة الإصابات في الفلوجة الى (14 من كل 1000) الأمر الذي يظهر فادحة المشكلة بالنسبة لأطفال العراق.
ويؤكد طبيب آخر في الفلوجة تحدث لرويترز: “إن هناك عوائل تقرر إنهاء المشكلة من بدايتها. إنهم يختارون إنهاء حياة الطفل، برفض إجراء الجراحة لهم. و90 بالمائة من الأطفال الذي لا تعالج حالتهم يتوفون في السنة الأولى”.
المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم