المحرر موضوع: الميلاد  (زيارة 728 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الميلاد
« في: 21:24 14/12/2009 »
ألشماس
روفائيل قرياقوس توما

في مثل هذا اليوم المقدس كنا نسمع عادة أصوات أجراس الكنائس عندما كانت تقرع في تلك الليالي الجميلة التي عشناها, معلنةً بانغامها الشجيّة ورناتها المبهمة أفراح هذا الشعب المؤمن بعيد ميلاد فادينا الألهي , حيث كنا نشارك مع الملائكة بتمجيد الأله الذي صار أنساناً وأزاح عن كل البشر كاهل التعب والحزن وملأ قلب الأنسان فرح ومسرة.

بهذه الذكرى الجميلة ننتقل الى تلك المغارة الفقيرة المتواضعة التي ولدت العذراء مريم والذي تم قبل 21 قرناً, ابنها الوحيد والبكر والذي هو بكر الآب السماوي أيضاً.
قمطته أمه بلفاف ووضعته في مذود ,ترى كيف هذا الاله العظيم يولد في مذود ؟
يقول الكتاب المقدس ـ لما بلغ ملء الزمان , جاء الملاك جبرائيل الى عذراء تدعى مريم , بشرها بالحبل الألهي وموضّحاً لها بأن الروح القدس يحل عليها وقوة العلي تضللها , لذلك المولود منها قدوس وابن الله يدعى .

بهذا التجسّد العجيب من  العذراء جسداً كاملاً لذلك فهو إله ٌ كامل وانسان ٌ كامل كقول مار بولص الرسول الله ظهر في الجسد .

في هذه الليلة تنهض جميع الكنائس صارخةَ للعالم أجمع وبأصوات أجواقها العذبة أننا نبشركم بفرح عظيم ولد لنا مخلص ـ وبأنغام شجّية تعلوها تلك الحناجر الرخيمة إنها لبشرى للشعب السالك في الظلمة كي يبصر هذا النور العظيم .

لقد تجسد الأله الكلمة وصار انساناً وعاش بيننا لأجل خلاصنا بسحقه للخطيئة كي يضع المحبة بدلاًعنها ,لأن الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.
هذه المحبة هي محبة الآب لأبنائه, والأخ لأخيه , والزوج لزوجته , والأعظم من هذا هي محبة الأنسان لأخيه الأنسان , ليس بالتحديد كائن من يكون . هذه هي توصية من الذي جعلت على كتفيه كل رئاسة هذا هو رئيس السلام والحب .

وأوصانا أيضا شيئاً أجمل

احبوا اعداءكم , باركوا لاعنيكم ,أحسنوا الى مبغضيكم , وصلوا لأجل الذين يسيئون
اليكم ويطردونكم , لكي تكونوا أبناء ابيكم الذي في السموات  متى 5 :44

اذاً المسيح هو مثلنا الاعلى , وواجبٌ ان نقتدي بالوصية لأن المحبة كنز ثمين  , لنقتنيها ونسامح المسيئين لنا كي نكون أبناءاً له , لأنه عندما كان معلقاًعلى الصليب ومهاناً ويواجه الموت أيضاً , دعى اباه قائلاً ـ ( ياأبتاه اغفر لهم لانهم لايعلمون ماذا يفعلون  لوقا 24:23) أتوجد محبة اعظم من هذه
هو على الصليب وينازع الموت ويطلب الغفران لصالبيه , فكم بالحري ان نغفر لمن اخطأ الينا او أساء معاملتنا .

فقبل ان نتوجه الى الكنيسة يوم العيد ,أصغي الى صوت الرب في داخلك ماذا يقول لك , ياابني هل اصبحت ابناً باراً لي ؟  هل عملت بوصيتي ؟  هل احببت جميع البشر بمن فيهم من اعدائك كما اوصيتك ؟ هل خدمت ابناء كنيستك بايمان صادق وبمحبة ؟ هل زرت المرضى  ؟ هل اطعمت جائع ؟ هل كسوت عريان ؟

فبأسم الأله المولود يجب ان نتحمل كل المسؤولية تجاه الآخر, وكل من موقعه , كل حسب امكانيته , ولانرمي اللوم والعتب والثقل كله على الاخر ,بل لنعمل معاً لرفع  شأن كنيستنا المقدسة الى فوق , ولانعاتب بعضنا البعض بالفضائح المعلنة ,بل نعالج  امورنا واغلاطنا مع البعض وليس بالعلن ,لكي تستقر محبة الله فينا تلك المحبة التي تجسدت بميلاد الأله يسوع المسيح المولود في مغارة بيت لحم الفقيرة كي تكون مثالنا في التواضع والمحبة , وليكن ايضاً هذا الميلاد في دواخلنا بحق وحقيقة ميلادنا جميعاً بميلاد جديد , ولننزع عنا كل فضائل الشرور لنكسب مساحة أكبر وأكثر في ملكوت طفل المغارة المولود ولنهتف دائماً المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام .


الشماس
روفائيل قرياقوس توما
يوتبوري ــ  السويد

Mob  0739 341083
rain_ceks@hotmail.com[/b]