المحرر موضوع: الآشوريون نجوا من اضطهاد صدام ليقعوا في اضطهاد المتطرفين الإسلاميين  (زيارة 1721 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

bashar andrea

  • زائر
الآشوريون نجوا من اضطهاد صدام ليقعوا في اضطهاد

 المتطرفين الإسلاميين
 
الشرق الاوسط : 2004-09-13 

بغداد ـ رويترز: استأصل صدام حسين المسيحيين الاشوريين من موطن أجدادهم في شمال العراق.. والان يقولون ان المتشددين يجبرونهم على الفرار مرة اخرى.

 وقال واحد من عشرات يعتزمون مغادرة بغداد والعودة لقرى الأجداد في الشمال في أسرع وقت ممكن «بعض المسلمين يعتبروننا كفرة. اننا مستهدفون. سيأكلوننا أحياء». ونقل صدام المسيحيين الآشوريين من مواقعهم كما فعل مع الشيعة والأكراد للقضاء على أي معارضة لحكمه. وكان القتال بين الاكراد والحكومة العراقية في الشمال من بين العوامل التي ساهمت في نزوح أبناء الطائفة.

 ومرة أخرى وجد المسيحيون الآشوريون انفسهم في وضع الدفاع حيث استهدفتهم موجة عنف من بعض الإسلاميين المتشددين في ظل الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط صدام.

 ويقول زعماء مسيحيون ان أغلب المسيحيين الذين غادروا العراق في الاشهر الاخيرة سافروا فقط لتجنب حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر في بغداد وان أغلبهم سيعود بعد الصيف. وقال يونادام كنا رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية «ربما يكون البعض قد سافر.. لكن ليس كثيرين. ليس أكثر من مائة أسرة». وأضاف «تدور شائعات كثيرة عن هروب الناس.. ربما هذا ما يتمناه اعداؤنا». ومضى قائلا «نحاول تشجيعهم على العودة لقراهم. انها أرضهم. يمكنهم الاستثمار في أراضيهم واقامة حياة طيبة هناك». وأضاف ان الاموال مطلوبة لاعادة تعمير المناطق. وفي الشهر الماضي استهدفت تفجيرات متزامنة كنائس في بغداد والموصل. وقال مسؤولون ان المتشدد الاردني المولد ابو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه الولايات المتحدة بانه حليف لتنظيم «القاعدة» وراء هذه التفجيرات. وانفجرت سيارة ملغومة اخرى عند كنيسة ببغداد أول من امس. وغادر مسيحيون مثلهم مثل عراقيين من مختلف الطوائف الى سورية والاردن هربا من العنف. ويريد اخرون العودة الى أرض الاجداد في الشمال حيث توجد منازل وقرى يريدون اعادة بنائها.

 وقال مسيحي رفض ذكر اسمه «أود أن أمارس شعائر الدين. منذ فجروا الكنائس لا أستطيع حتى المرور أمام كنيسة ناهيك من الصلاة بها». وهو يريد أن يأخذ عائلته الى شرانش، وهي واحدة من بين ما يزيد على 120 قرية مسيحية تحتاج الى الاعمار في شمال العراق. وتابع «ليس ثمة مسلم واحد يعيش هناك». وتقع القرية في منطقة كانت مركزا للحضارة الاشورية القديمة. ويقول مسيحيو العراق الاشوريون انهم من نسل الاشوريين القدماء الذين كانت عاصمتهم نينوى قرب الموصل. ويشكل الاشوريون أغلبية المسيحيين العراقيين وهم يتحدثون السريانية ويعتبرون أنفسهم جماعة عرقية مميزة عن العرب والاكراد. وقال مسيحي اخر أجبرت عائلته على مغادرة قرية شرانش الى بغداد في 1986 «عندما أعود الى القرية لن يكون حولي سوى أقاربي. هذا أفضل من العيش بين غرباء». وقد عرض مصنعه للبيع واستعد للسفر. وقال «لدينا أراض سنزرعها». وقال وليام وردة مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الاشورية ان الهجمات على الكنائس نبهت كثيرا من المسيحيين الى أنهم صاروا مستهدفين. وتابع «الموقف أصبح واضحا. من قبل كان مسيحي يقتل هنا واثنان هناك. سلطت انفجارات الكنائس قدرا كبيرا من الضوء على ما يجري». وقبل تفجيرات الكنائس التي أوقعت احد عشر قتيلا كان العنف ضد المسيحيين في أغلبه عبارة عن هجمات على متاجر بيع الخمور وصالونات الحلاقة. وقال وردة «يفضل كثيرون الذهاب الى مناطق آمنة كي يمكنهم ممارسة شعائر دينهم بحرية أكبر». ولا تعرف وزارة المغتربين والمهاجرين عدد الذين غادروا العراق لكنها تقول ان العدد غير كبير. وخوفا من الهجمات على المسيحيين اضطر موظف في تلفزيون بغداد لنقل عائلته بالكامل الى سورية في يونيو (حزيران). وقال «الحكومة لم ترسخ أقدامها بعد. انها ليست قوية بما يكفي لحماية الاقليات». وما زال الرجل يعمل في بغداد لتدبير لقمة العيش لاسرته المؤلفة من زوجة وولدين وبنت. وتابع «نادرا ما أزور عائلتي.. ربما مرة كل شهر أو شهرين. الظروف تجبرك على حماية عائلتك». وسيقرر في يونيو المقبل ما اذا كان سيجلب أسرته الى بغداد.