المحرر موضوع: إستهداف المسيحين في الموصل – من المسؤول ولمصلحة من؟  (زيارة 1181 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إستهداف المسيحين في الموصل – من المسؤول ولمصلحة من؟

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد

مسلسل إستهداف المسيحين في الموصل مستمر. يخبو فترة ومن ثم يطفو على السطح بأساليب غالبا ما تكون أقس من سابقتها. عندما فرّ الألاف من مسيحيي المدينة في تشرين الأول من العام الماضي وقُتل 13 منهم ونُهبت بعض البيوت تنصل الكل عن الجريمة. وشُكلت لجنة تحقيقية قيل انها توصلت إلى الجناة ولكن سرعان ما جرى طمر الحقيقية شأن الكثير من الحقائق الأخرى التي تخص عراقنا الجريح.

حلقة المسلسل هذه المرة سيئة جدا وقد تقضي على الوجود المسيحي في هذه المدينة العريقة التي عرفت على مرّ تاريخها بتأخيها وتعددها وفسيفسائها الدينية والأثنية. أبطال هذا المسلسل لهم من الأفكار الشريرة ربما لم تخطر على بال أكثر المجموعات او الإيديولوجيات قسوة وبطشا. هذه المرة الإستهداف يشمل الجذور وذلك من خلال هدم البيوت التي تركها أصحابها المسيحيون خوفا على حياتهم كي يقطعوا عليهم خط الرجعة ومحاربتهم برزقهم وأماكن عبادتهم. أي الترويع دون القتل المريع.

والإعلام الدولي والمحلي لا يعير أهمية لهدم بيت خال من السكان بالمتفجرات أو بيع العقار تحت ضغط الإرهاب والإضطهاد. العالم والعراق بوجه خاص فيه من الأحداث والوقائع الدامية والحروب ما يكفي لإشباع جوع الإعلام للأخبار.  قلما ينظر الإعلامي إلى الحدث كسبب ومسبب وقلما يضعه ضمن نطاق المحيط والبيئة وأثرهما على الضحية في المستقبل. أساليب الإضطهاد التي تُمارس ضد المسيحين في لموصل، المدينة التي ترعرعتُ ونشأتُ فيها، هدفها ان لا يبقى أثر للمسيحية في المدينة على المدى القريب لا البعيد.

الجريمة تُقترف في وضح النهار والجاني غير معروف!! من يصدّق هذا؟ وتقع معظم الجرائم في المناطق التي يتكاثر فيها وجود القوات الحكومية النظامية لا سيما الأحياء التي تقع ضمن سيطرة الميليشيات الكردية المسلحة (البيشمركة). لسنا غشماء. الحكومة لن تكشف عن الجاني إن كان كرديا والكردي لن يكشف عن الجاني إن كان من الحكومة. هذا ما تتطلبه مقتضيات مصلحة المخاصصة التي أبتلينا بها. الإثنان يلقيان تبعات ذلك على ما يعتبرانه عدوهما المشترك – الممجموعات التي تقاتل الحكومة والأكراد والأمريكان لا بل تقاتل الكل وتقاتل بعضها. ولكن في كل هذا الطيف غير الحميد لا أعتقد ان من مصلحة أي من مكوناته، التي في الحكم وخارجه، البوح بالجاني وإن عرفته.

إننا عبارة عن بنادق يُناور بنا الكل من أجل مصالحه. وإننا أدرى  بوضعنا من غيرنا وأدرى حتى من بعض رجال ديننا من الذين يطلقون تصريحات غير مسؤولة أحيانا تنفي تعرضنا لمسلسل إضطهاد متعمد.كان بودنا أن يسكتوا لأننا خبرناهم حيث فشلوا في حل مشاكل عويصة تعاني منها كنائسهم إن في العراق او في المهجر. ويا ليتهم ذاقوا مرارة الهجرة القسرية وضياع الأملاك والتيتم والترمل. يا ليتهم ذاقوا مرارة الأرامل المهاجرة مع أيتامها إلى الدول المجاورة بحثا عن أمان ورزق. وكم من عائلة مسيحية أجبرها الفقر المدقع على فعل ما لا نستطيع قوله. القول أنه ليس هناك عنف ضد المسيحين في العراق قول حق يراد به باطل.

وعليه، وبإسم مسحيي الموصل، وأنا واحد منهم، نطالب الحكومة الكشف عن الجناة من كانوا ومعاقبتهم. من أجل إحقاق العدل، نطالب تشكيل لجان تحقيقية لإماطة اللثام عن كل الظروف المحيطة بهذا المسلسل الرهيب لأننا أقلية مسالمة وقعت ضحية لصراعات إثنية وطائفية وسياسية لمكونات نخش ان نقول لها "أفٌ".

 نطالب الحكومة ان تقوم بدفع تعويضات مجزية لضحايا الإضطهاد عن الأرواح والممتلكات. كيف سيعود المسيحي إلى مدينته إن تأكد لديه ان البيت الذي تركه وراءه قد أصبح أثرا بعد عين او أنه مشغول ويسكنه شخص ذو سلطة وإن إستطاع إخراجه لأنتقم منه يوما ما. وإن كانت الحكومة لا تستطيع القيام بذلك يجب الطلب من لجنة دولية محايدة القيام به. مسيحيو الموصل والعراق بصورة عامة أدرى بشعاب مكتهم من غيرهم. نحن نعرف أننا لا نشكل وضعا او مصلحة إستراتيجية للقوى العظمى. لا نسيطر على حقول النفط ولا على بقعة أرض تجعلنا من أصحاب الحظوة لديها. وعليه أصبحنا بنادق في شطرنج المكونات الرئسية ذات الميليشيات المسلحة والسيطرة الجغرافية.