المحرر موضوع: رأي حزب شـورايا حول دعوة السيد حبيب تومي  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abgar

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رأي حزب شـورايا حول دعوة السيد حبيب تومي 

إفتتـاحيـة رأيـنا - العـدد: 46

شـباط / 2006

مكتب التوجيه والإعلام في حزب شـورايا

 

رأيـنا حول دعـوة السـيد حبيب تومي من أجل تشكيل "رابطة لمسيحيي الشرق الأوسـط في المهجـر".

 

أن يقوم إنسـان مـا، بمبـادرة مـا، هـذا طبيعي جـداً وضرورة حتميـة لا سـيمـا إذا كانت نابعـة من منطلق الحرص على المصلحـة الوطنيـة والقوميـة لشـعب أو مجتمع أو مؤسسـة تمـر باسـتحقاقات مصيريـة. هكذا مبادرة لا بـد وأن تلقى الآذان الصاغيـة وبالتالي الصدى الإيجابي في محيطهـا ومع مرور الوقت، لا تلبث أن تنتشـر أو تنتقـل من مكـان لآخـر وذلـك بعـد تطويرهـا وتعديلهـا والاتفاق عليهـا من قبل كافـة الأفرقـاء المعنيين بالشـأن أو الهـدف الذي من أجلـه انطلقت تلـك المبادرة أو الفكرة.

 

وأمـا مبـادرة السـيد تومي ((مع كل الاحترام والتقدير لشـخصه))، لم تتولـد نتيجـة الظروف القاسـية التي يمـر بهـا شـعبنا الآشـوري [بكل انتماءاته] أو ردة فعـل إيجـابيـة للنتيجـة المؤلمـة التي يعيشـها شـعبنا في مواطنـه عمومـاً والعراق بشـكل خـاص. فبرأينـا لـو  انطلقت هذه المبادرة باتجـاه قومي وطني، كانت قـد لاقت تجاوبـاً كبيراً وربمـا دعمـاً ومسـاندة للإنطلاق بهـا بخطى ثابتـة وواثقـة حتى تحقيق ما يتطلع إليـه أبنـاء شـعبنا من طموحـات مسـتقبليـة.

 

لكــن أن تأتي هكـذا مبـادرة وفي هكـذا ظروف مصـيريـة أنهكت شـعبنـا وأعادتـه عشـرات السـنين إلى الـوراء، يجعلنـا (وبكل أسـف) نفكـر بأن قسـم من مفكرينـا وكتابنـا لا يركـز تفكيره واهتمـامـه حيث يجب أن يكون وإنمـا في أمـور حتى لـو تحققـت، لن يسـتفيـد منهـا شـعبنـا وإنمـا يصـار إلى تسـليط الأضـواء على رموزهـا (أي رموز هكذا مبادرات) بينمـا مصلحـة شـعبنـا الوطنيـة والقوميـة سـوف تتعثر في تقدمهـا ومسـيرتهـا.

 

ومـا لفت نظرنـا في هذه المبادرة، هو:

"تنوير الرأي العام في مختلف الدول: أن المسـيحيين في الشرق الأوسـط هم من السكان الأصليين لهذه البلاد ولم يهاجروا اليها في الزمن الحاضر".... و"... بأن المسيحيين في هذه البلاد لا يشكلون الطابور الخامس للغرب في دولهم، انهم مخلصون لبلادهم، ويذودون عنها ضد أي معتدي".

 

صحيح إن مسـيحيي الشـرق هم السـكان الأصليين لهـذه البلدان ولم يـأتوا إليهـا من أي كوكب آخـر، وصحيح أيضـاً بأن المسـيحيين المشـرقيين لا يشـكلون الطابور الخامس للغـرب في مواطنهم...ألخ.

لكـن أن يتوقف تفكيرنـا أو يتجمـد عنـد نقطـة الديـن أو المذهـب، ولا يتحرك في المسـار أو النهـج الوطني والقومي، فتلـك برأينـا مأسـاة كبيرة، كبيـرة لأنهـا تصدر من أحـد كتـّاب ومفكري شـعبنا. فنحن أبنـاء الكنيسـة المشـرقيـة (إلى أية طائفـة انتمينـا) نفتخـر بانتمائنـا المسـيحي وبتضحيـات قيـاداتنـا الروحيـة التي كانت تنتقـل من خنـدق إلى آخـر ومن جبهـة إلى أخـرى دفاعـاً عن مقومـات وجـودنـا القومي وتمسـكاً بفعـل إيمـاننـا القوي بكنيسـتنا المشـرقيـة.

 

فهـل، وبعـد أكثر من ألفي سـنة من العطـاءات والتضحيـات، حتى بمقومـات وجودنـا، مطلوب منـا اليوم تشـيكل "هيئـة مسـيحيـة" تقـوم بشـرح وتعليل أسـباب وجودنـا في مواطننـا وذلـك إرضـاءً للمتطرفين الأصوليين المنبوذين حتى من دينهم الذي هو دين السـلام؟.. أو ربمـا مطلوب منـا التنكر لإيماننـا المسيحي والقبول بعقائـد أو آيديولجيـات لم تعـد من هـذا العصـر وإنمـا العصر الحجـري؟!..

 

من هذا المنطلق، ندعو مفكّرنـا تومي وكل مفكري وكتاب شـعبنـا بأخـذ المبادرات نحو تشـكيل "هيئـات" يكون اهتمامهـا الأول والأخـير مصلحـة شـعبنا الوطنية والقوميـة من أجل المحافظـة على اسـتمراريـة وجودنا وبقائنـا الحـر الآمن في هـذا الشـرق ومن أجل تدارك الاسـتحقاقات المقبلـة التي يصعب تخطيهـا وبيتنـا الداخي منقسـم على نفسـه.

لا تخـافوا، فالمسـيحيـة في هـذا الشـرق ليسـت مهـددة، ولن تتزعزع إطلاقـاً، فهي راسـخة وثابتـة في أعماقنـا ومتجـذرة فينـا. أمـا وجودنـا القومي، فهو المهـدد في كل زمـان ومكـان ومن الداخـل والخـارج على حـد سـواء.