المحرر موضوع: شعر  (زيارة 775 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abeersaraf

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 77
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شعر
« في: 22:21 29/12/2009 »
عار على التاريخ كيف تخونه
همم الرجال ويستباح لمن سلب؟‏!‏
من قال إن العار يمحوه الغضب
وأمامنا عرض الصبايا يغتصب؟
‏*****‏
عار على الأوطان كيف يسودها
خزي الرجال وبطش جلاد كذب
الخيل ماتت‏..‏ والذئاب توحشت
تيجاننا عار ‏..‏ وسيف من خشب
‏*****
لا تسألوا الأيام عن ماض ذهب
فالأمس ولّى .‏.‏ والبقاء لمن غلب
ما عاد يجدي أن نقـول بأننا‏ ..‏
أهل المروءة والشهامة‏..‏ والحسب
*****‏
ما عاد يجـدي أن نقول بأننا‏ ..‏
خير الورى دينا‏...‏ وأنقاهم نسب
ولتنظـروا ماذا يراد لأرضنا
صارت كغانية تضاجع من رغب
*****
حتى رعاع الأرض فوق ترابنا
والكل في صمت تواطأ‏ ..‏ أو شجب
الناس تسأل‏ :‏ أين كهان العرب ؟‏!‏
ماتوا ‏..‏ تلاشوا‏ ..‏ لا نرى غير العجب
*****
ولتركعوا خزيا أمام نسائكم
لا تسألوا الأطفال عن نسب..‏ وأب
لا تعجبوا إن صاح في أرحامكم
يوما من الأيام ذئب مغتصب
*****
عرب‏..‏ ؟
وهل في الأرض ناس كالعرب؟‏!‏
بطش‏‏ وطغيان‏ ..‏ ووجه أبي لهب
هذا هو التاريخ‏..‏ شعب جائع
وفحيح عاهرة‏ ..‏ وقصر من ذهب
*****
هذا هو التاريخ ‏..‏ جلاد أتى
يتسلم المفتاح من وغد ذهب
هذا هو التاريخ لص قاتل
يهب الحياة‏..‏ وقد يضن بما وهب
*****
ما بين خنزير يضاجع قدسنا
ومغامر يحصي غنائم ما سلب
شارون يقتحم الخليل ورأسه
يلقي على بغداد سيلاً من لهب
*****
ويطل هولاكو على أطلالها
ينعي المساجد‏..‏ والمآذن‏..‏ والكتب
كبر المزاد ‏..‏ وفي المزاد قوافل
للرقص حينا ‏..‏ للبغايا .‏.‏ للطرب
*****
ينهار تاريخ ‏..‏ وتسقط أمة
وبكل قافلة عميل ‏..‏ أو ذنب
سوق كبير للشعوب‏..‏ وحوله
يتفاخر الكهان من منهم كسب
*****
جاءوا إلى بغداد ‏..‏ قالوا أجدبت ‏..‏
أشجارها شاخت‏..‏ ومات بها العنب
قد زيفوا تاجاً رخيصا مبهرا
‏(حرية الإنسان) ..‏ أغلى ما أحب
*****
خرجت ثعابين‏..‏ وفاحت جيفة
عهرٌ قديمٌ في الحضارة يحتجب
وأفاقت الدنيا على وجه الردى
ونهاية الحلم المضيء المرتقب
*****
صلبوا الحضارة فوق نعش شذوذهم
يا ليت شيئا غير هذا قد صلب
هي خدعة سقطت ‏..‏ وفي أشلائها
سرقت سنين العمر زهوا‏..‏ أو صخب
*****
حرية الإنسان غاية حلمنا
لا تطلبوها من سفيه مغتصب
هي تاج هذا الكون حين يزفها
دم الشعوب لمن أحب‏..‏ ومن طلب
*****
شمس الحضارة أعلنت عصيانها
وضميرها المهزوم في صمت غرب
*****
بغداد تسألُ ‏..‏ والذئاب تحيطها
من كل فج‏ ..‏ أين كهان العرب ؟‏!‏
وهناك طفل في ثراها ساجد
مازال يسأل كيف مات بلا سبب ؟‏!‏
*****
كهاننا ناموا علي أوهامهم
ليل وخمر في مضاجع من ذهب
بين القصور يفوح عطر فادح
وعلى الأرائك ألف سيف من حطب
*****
وعلى المدى تقف الشعوب كأنها
وهم من الأوهام ‏..‏ أو عهد كذب
فوق الفرات يطل فجر قادم
وأمام دجلة طيف حلم يقترب
*****
وعلي المشارف سرب نخل صامد
يروي الحكايا من تأمرك ‏..‏ أو هرب
هذي البلاد بلادنا مهما نأت
وتغربت فينا دماء‏ ..‏ أو نسب
*****
يا كل عصفور تغرب كارها
ستعود بالأمل البعيد المغترب
هذي الذئاب تبول فوق ترابنا
ونخيلنا المقهور في حزن صلب
*****
موتوا فداء الأرض إن نخيلها
فوق الشواطئ كالأرامل ينتحب
ولتجعلوا سعف النخيل قنابلا
وثمارها الثكلى عناقيد اللهب
*****
فغدا سيهدأ كل شيء بعدما
يروي لنا التاريخ قصة ما كتب
وعليىالمدى يبدو شعاع خافت
ينساب عند الفجر‏ ..‏ يخترق السحب
*****
ويظل يعلو فوق كل سحابة
وجه الشهيد يطل من خلف الشهب
ويصيح فينا ‏:‏ كل أرض حرة
يأبى ثراها أن يلين لمغتصب
*****
ما عاد يكفي أن تثور شعوبنا
غضبا‏ ..‏ فلن يجدي مع العجز الغضب
لن ترجع الأيام تاريخا ذهب
ومن المهانة أن نقاتل بالخطب
*****
هذي خنادقنا ‏..‏ وتلك خيولنا
عودوا إليها فالأمان لمن غلب