السيد حبيب تومي المحترم :
أرجو أن تتقبل بعض النقاط في المداخلة التالية :
1 - ذكرت حضرتك : "ونقرأ ايضاً عن موقف الكنيسة في محنة الآثوريين ، ففي مطاوي الحرب العالمية الأولى قدمت الكنيسة المساعدات الأنسانية الممكنة وفي عام 1919 فتحت البطريركية في الموصل ميتماً لأبناء المهاجرين الآثوريين .
وفي احداث عام 1933 المأسوية ، حينما انطلت الحيلة التي لجات اليها القوات العسكرية الحكومية التي طوقت مدينة سميل ، واستطاعت ان تجمع الأسلحة من المقاتلين بعد اعطائهم الأمان فكانت المجزرة التي ارتكبت في هذه المدينة "
أرجو أن تذكر لنا أيضا ً كيف رفض دفن جثمان أحد البطاركة من الطائفة الشرقيية الآشورية في ألقوش و ذلك دعما ً لموقف كنيستكم الموقرة . و أرجو أيضا ً أن تذكر دور البطريرك مار عمانوئيل الثالث في إيقاف المجازر في سيميل!!! عندما ألتقى الملك فيصل في بغداد أثناء زيارته له لتهنئته بما قامت به قواته العربية النشامى في سيميل , و ذلك طبعا ً لدعم من تسميهم الآثوريين !!!!
2- تذكر : "وفي لحظات حرجة تمكن احد الألاقشة وهو يوسف سرسركي ان يصل الى الموصل ويوصل الخبر الى البطريرك عمانوئيل تومكا [ 1852 ـ 1947 ] وقوله المشهور : [ سيدنا قو القوش زلا Saydna Qoo Alqush Zella ] وكانت ثمرة اتصالات البطريرك السريعة بالجهات المختصة وصمود القوش كفيلان بانتهاء الكارثة التي كادت ان تقع "
أرجو أن تذكر لنا القصة كاملة إن كنت تعلمها طبعا , و كيف أن السيد يوسف صاحب أحد البقاليات في وسط سوق ألقوش بدأ بشتم علني لمطران ألقوش و قال كلمته المشهورة , " ما بيكم نخوة " فهو أجج الشعور القومي الآشوري لدى سكان بلدة ألقوش و عندما أدرك المطران أن الوضع سائر إلى أمتداد الانتفاضة إلى سكان ألقوش و باقي سكان البلدات الأخرى التي يقطنها أغلبية آشورية من الطائفة الكلدانية , قام بالأتصال بالبطرك مار عمانوئيل الثالث و الذي كان في زيارة لبغداد ليهنئ الحكومة العراقية على إنجازاتها الإنسانية كما ذكرت سابقا ً .
المقصد أخي حبيب أن تسرد الأحداث بوقائعها الحقيقية , أم أن هذه الأخبار أيضا ً يجب تبهيرها للهدف الأسمى " الأيديولوجية المستحدثة " . فالسيد الذي ذكرته لم يتصل بالبطريرك بل من قام بذلك مشكورا ً السيد المطران , و البطرك بدوره نقل المأساة " امكانية تورط الكلدان في مساعدة إخوتهم المشارقة " إلى الحبر الأعظم !! و الذي ساهم في إيقاف المجازر , و الذي اتضح من ذلك انه كان باستطاعته إيقافها قبل وقوعها و لكن مركزه السامي لا يسمح له إلا بحماية اتباعه خراف المسيح فقط !! أما الهراطقة النساطرة فإلى الجحيم , المهم الرسالة المسيحية السامية ..!!!!
3 - لا ألومك على شواهدك الضعيفة و القليلة , أي الأستشهاد بمجلة العرب , فبعد عقود من الأستعراب , لا غرابة أن تكون شواهدك مستعربة أو عربية , كالجد الحسن بن بهلول مثلا ً .
لا أجد في عبارتك التالية " لقد حاول الحكم البائد صهر الأقليات القومية العراقية ، ومن جملة هذه القوميات القومية الكلدانية " ما هو ذو مصداقية , فلا وجود لقومية كلدانية ليتم صهرها , على الأقل في التاريخ الذي تذكره , و لو حصل و أن ذلك صحيح , فهذا ليس مبررا ً لصهر قوميتك , و مثالا ً على ذلك لم يستطع النظام و قبله من الأنظمة بكافة أسلحتهم صهر القومية الآشورية , لكنه أستطاع أن يستحدث أو يستنسخ منها قومية مستجدة .
4- تذكر " لقد اراد صدام ان يمسح الأسم الكلداني من الخارطة العراقية وفعل ذلك مع القوميات العراقية الأخرى ، ولكن بعد زواله ، انبرى اخوتنا الآشوريين وبادروا الى الغاء الأسم الكلداني ايضاً ، وجعلوا من الكلدانية اقلية تابعة للقومية الآشورية ، وأصبحنا ان صح التعبير اقلية الأقلية الآشورية ، وعندما افرط اخواننا الآشوريون في الكرم ، سمح لنا [ بعضهم ] ان يكون لنا اسم كلدوآشوري لا اكثر ، وعنما رفعت القوى الكلدانية السياسية والكتاب والمفكرين الكلدانيين اسم القومية الكلدانية ، كانت تكال لهم التهم من التآمر على الوحدة القومية ، والخيانة ، ناهيك عن الألفاظ النابية والشتائم التي تسارع ادارة عنكاوا الى ازالتها ."
نسألك من كان في قيادات التنظيمات الآشورية قبل سقوط النظام , فهل كان الكلدان الذين تبوأو مراكز قيادية غير الكلدانيين الحاليين أم أنهم متأشوريين , أما عن الكلمات النابية الصادرة و أتهامك فأرجو أن تقرأ ما يكتبه ظلك الشماس و بلبلك الطائر , لتدرك من هو الذي يبدأ , فعندما تقول أن الآشوريين أبيدوا أو لا وجود لهم فأنت أو غيرك , فأنت تطعن في شرف الأم الآشورية .
فيا سيدي أن الأم الآشورية لم تتزوج من غير الآشوري لتنجب فلان أو فلان , فنحن نعرف جيدا من أبانا و أمنا لم تزن لتنجب أبناء غير شرعيين . و من الطبيعي أن تشهد كتابات نابية و أكثر عندما تشتم إنسان ولد و لا يزال حرا ً , يدفع لحريته أغلى ما عنده .
5 - تذكر " لقد وضع سيدنا البطريرك حداً قاطعاً للجدل الدائر حول التسمية . ان تسمياتنا جميعها عزيزة على قلوب ابنائها ، ولا مجال للألغاء او الأقصاء "
هل البطريرك من يضع الحد القاطع لمشكلاتكم , و هل هذا برأيك خلاصة الفكر الكلداني لدى مثقفيهم , فإن كان ذلك أرجو أن لا تذكر السريان بعد الأن , لأن البطريرك زكا عيواص وضع حدا ً قاطعا ً لجدل التسميات و قال أن السريان عرب و أب العروبة هم السريان , فكيف ستجد لتلك المقولة , الفتوة المناسبة ؟؟؟ و كيف ستدرجهم ضمن من تسميهم : شعبنانانا , إخوتنانانانا !!! فهل إخوتك من العرب أيضا ً
وفقك الله في بناء صرح قوميتك , و نحن لا نحارب أتباع القومية الكلدانية , إذا ما وجدت و أصلا ً لا يهمنا ذلك الأن . و لكن ما نطلبه هو أن تكف عن إعطاء الدروس القومية لشعب آشوري أصيل كان له في باع القومية مآثر خالدة .
نحن سنحارب من يحاول أن يربط قوميتنا الآشورية بقوميات أخرى , وجدت أو لم توجد سابقا ً , فتأكد لو أستطلح أحد التنظيمات أو إحدى القوى السياسية الآشورية مصطلحات مثل " عربوآشوريين " أو كردو آشوري " أو حتى أمريكو أشوري لكانت الحرب نفسها ستعلن و لكن بغتجاهات أخرى أكثر بن لا دنية , لكننا برغم كل شيئ و رغم كل ما تذكره عن الآشوريين من سيئات إلا أنك لن تستطيع أن تصفنا بالخونة و لن يستطيع أحد ذلك , و لا زلنا نعتبرك و نعتبر أهلك إخوة لنا سواء اعترفت أنك آشوري أو لم تعترف فهذا شأنك و أنت تختار أسمك , لكننا لن نقبل أن تنعت أمنا بالجارية التي تزوجها أكثر من رجل و لينسب كل طفل لأبا ً غي أب الآخر .
أخوك الآشوري