المحرر موضوع: إلى متى تبقى الكنيسة الكلدانية تغطّ في سباتها العميق؟  (زيارة 3566 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إلى متى تبقى الكنيسة الكلدانية  تغطّ في سباتها العميق؟

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد
leon.barkho@ihh.hj.s

في هذا المقال سأتطرق بشكل أساس إلى الدور الذي علينا أن نلعبه ككلدان لإيقاظ كنيستنا من سباتها العميق. وفيه سأجيب على بعض الأسئلة التي أثارها لفيف من إخواني الكلدان عما إذا كان يحق لشخص مثلي إنتقاد ممارسات لا ناقة ولا جمل لها بالكنيسة كمؤسسة إلهية. وكذلك سأذكر بعض الأمور التي أثارها أخرون حول ما أعتبروه "تشهيرا" إذ أن  من وجهة نظرهم، والتي أحترمها، إن الشخص الذي يحمل "درغا" على كتفيه ويلبس  "جلبابا" معصوم من الأنتقاد. ليس هناك شخص في عصرنا هذا  معصوم من النقد. كلنا نخطأ. وسبحان الذي لا يخطأ. المسألة تكمن في ردة الفعل للنقد، وهذه إحدى النقاط التي سأركز عليها في هذا المقال.

1. مقدمة

لولا النقد لما تقدمت البشرية. ولولا النقد لبقيت الكنيسة حتى هذه اللحظة تحارب وتضطهد كل من يقول ان الأرض تدور حول الشمس وليس العكس كما جاء في الكتاب المقدس (سفر إيشوع، الفصل العاشر: 12-14). ولولا النقد لاستمرت الكنيسة في إضطهاد وحرق معارضيها وهم أحياء وإلى أخره من الممارسات الشنيعة التي أقترفتها في تاريخها وأعتذرت عنها. ولكن هل أمات النقد الكنيسة أم أحياها؟

النقد، لا سيما من خلال الإعلام، السلطة الرابعة، صار في عصر اليوم أحد الركائز الرئسة في شحذ الهمم وتشخيص الأخطاء. ولولا الإعلام الحر والمستقل لبقيت أمورا كثيرة غائبة عن أذهان الشعوب ولتمكن المتنفذون طمس الحقائق وإخفاء ممارساتهم السلبية والإستمرار في إنتهاكاتهم خدمة لمصالحهم الشخصية الضيقة. وواحد من الأساليب العلمية الرصينة والرائجة في عصر اليوم لمعرفة وتشخيص الجيد من الطالح والإيجابي من السليي تكمن في إجراء مقاربات او مقارنات والتي نستخدمها في البحث الأكاديمي كوسيلة أساسية لفهم طبيعة الأشخاص والمجتمعات والمؤسسات والدول.

فكيف نعرف أن ليلى بنت ذكية وجميلة إن لم نجر قياسات ومقارنات مع المحيط الذي تعيش هي ونحن فيه. وكيف نستوعب أية الليل والنهار إن لم نقارن بينهما؟ والمقارنة غير كافية إن لم نثر حولها أسئلة محددة كي نستطيع تقديم إجابات شافية للإختلافات الظاهرة والباطنة.

ولكي أبرهن ان كنيستي الكلدانية الكاثوليكية تغطّ في سبات عميق سأجري مقارنة بسيطة بينها وبين الكنيسة السويدية الكاثوليكية. وسأتخذ من الخورنة الكاثوليكية في جنوب السويد بفرعيها الكلداني والسويدي نموذجا. وسأتطرق من خلال هذه المقارنة إلى الدور الذي كان بإمكاننا نحن الكلدان القيام به لإيقاظ الكنيسة ولكننا لم نفعل.

2. كنيستنا الكلدانية الكاثوليكية والكنيسة السويدية الكاثوليكية

في كنيستنا يختلط الحابل بالنابل. لا نعرف ولا نريد ان نعرف ما هو الصحيح وما هو الخطأ. فبعد مضي أكثر من 15 سنة نكتشف اليوم كم كنا مخدوعين من قبل الأكليروس من ناحية الجهة الكنسية المسؤولة عنا بصورة مباشرة. إخواني الكلدان في المهجر، لا سيما أوروبا، نحن ككلدان كاثوليك لسنا تحت ولاية غبطة الكاردينال البطريرك عمانوئيل دلي ولا تحت ولاية المنسنيور فيليب نجم. نحن تحت الولاية المباشرة للأساقفة الكاثوليك في مناطق تواجدنا. علينا من الواجبات والحقوق ما للكاثوليك الأخرين. وفي خورنتنا، والخورنات الأخرى في جميع الدول الأوروبية مثلا، كان يجب على الإكليروس والعلمانيين من الكاثوليك الكلدان العمل ضمن وبموجب تعليمات ومقررات المطرانية والخورنات التي نحن مسجلين فيها. لماذا لم يتم توضيح هذه الأمور لنا؟ لن أدخل في باب السؤال والجواب. بيد أن هذا يؤشر أن الأمور في فلتان والمؤسسة في سبات عميق.


3. أمور التراث والطقس

كنيستنا ربما هي الكنيسة الوحيدة في العالم التي لا طقس ولا كتاب صلوات ولا كتاب تراتيل خاص بها. ليس لأن أجدانا لم يتركوا ذلك لنا. حاشى! الكنيسة الكلدانية تمتلك طقسا وتراثا من التراتيل والمدائح تحسدها عليه كل الكنائس في العالم. وكوني عازف كمان وعلى دراية متواضعة بالموسيقى فإن التراتيل التي لدى كنيستنا من البراعة والروعة والقدم ما لا يتوفر لدى أي شعب أخر في العالم. نحن من الشعوب القليلة في العالم إستطاعت الحفاظ على فلكلورها الموسيقي قبل إكتشاف النوتة الموسيقية الحديثة بنحو الف سنة. لنا الحان وتراتيل يتجاوز عمرها 1500 سنة، أهملتها معظم الكنائس الكلدانية وكهنتها وشمامستها وجوقاتها وفضلت عليها تراتيل عربية رتيبة مملة مشكوك حتى في مصدرها. أي أمة أو مؤوسسة فعلت أو ستفعل ذلك غيرنا نحن الكلدان؟ ووصل الأمر إلى إحتقار هذا التراث العظيم الذي لا نظير له والذي غالبا ما يوصف من قبل بعض الكهنة وحتى بعض المطارنة بتراث "الصراصير والجراد".  أي أمة فعلت ذلك غيرنا؟ قرأت قبل أيام نص الإتفاق الذي عقده بعض الأنكليكان مع الفاتيكان من الذين إنظموا مؤخرا إلى الكنيسة الكاثوليكية. وفي مقدمة الإتفاق هناك فقره تخص التراث الإنكليكاني التي بموجبها يحق لهم الإحتفاظ بتراثهم وقديسيهم وطقوسهم وتقاليدهم لا سيما كُتُب صلاواتهم وتراتيلهم. أين نحن من ذلك!!

3.1 كنيسة بلا رأس ولا مسؤول

ولنعود إلى المقارنة. في الكنيسة السويدية توجد روزنامة طقسية يطبقها الكهنة بحذافيرها والتي تحتوي ظمن ما تحتويه لون البدلة التي يجب على الكاهن إرتدائها حسب المناسبة الطقسية. وهناك بدلات للكهنة الشرقيين أيضا. ولم ألحظ يوما واحدا ان كاهنا من الكنيسة السويدية قَبِل إرتداء بدلة شرقية. وكتاب الصلاة والتراتيل مطبوع ومتوفر وبإمكان الذين بحضرون الصلاة المتابعة والمشاركة. والتراتيل مرتبة حسب الأحاد والمناسبات وتوضع أرقامها في مكان ظاهر في الكنيسة والكل يعرف في أي وقت من الصلاة يجب ترتيلها. والصلاة والكرازة بلغة واحدة هي السويدية حتى ولو كان معظم الحضور من الكلدان. وباءت محاولاتنا إدخال ولو جزءا يسيرا من الطقس الكلداني في القداس السويدي بالفشل.

أما عندنا فحدث ولا حرج. لا تعرف كيف يبدأ القداس ومن أين سيبدأ الكاهن وباي لغة سيقيم القداس. هذا لا يحدث فقط بين كنيسة وكنيسة، بل قد يحدث مع نفس الكاهن الذي يقدس اليوم بطريقة معينة وغدا بطريقة أخرى. كل كاهن له كتابه الخاص بالصلاة يرتله حسب ما يشاء. وفي القداس ذاته يتدخل الكاهن بأمور الشمامسة طالبا منهم التحول من لغة إلى أخرى او قراءة صلاة معينة بدلا من ترتيلها.

أما الشمامسة فلا ينظر إليهم إلا كخدم. ليس خدم المذبح، لأن هذا شرف كبير. بل خدم الكاهن الذي في كنيستنا صار هو البطريرك وهو المطران لابل سمعت بعض الكهنة يقولون أنهم سادة المذبح في الكنيسة. فإين دور المسيح إذا؟

3.2 حادثة تثير الحزن والشجون

وأسوق هذه الحادثة التي وقعت قبل عدة أسابيع رغم مرارتها. وهذه الأمور لا تحدث إلا في كنيستنا. أعد الشمامسة برنامج صلاة الموتى حسب المنهاج الطقسي والمترجم إلى لهجة القوش الرائجة بين الكلدان. وكان الإعداد متقنا لأن المتوفي كان من الخورنة ذاتها والحضور شمل أحبته وأقاربه. وحضر الكاهن بدقائق قليلة قبل الموعد المحدد للجنازة.  ورفض البرنامج المعد من قبل الشمامسة وأراد ان يصلي حسب هواه. ليس لأن البرنامج المعد فيه خطأ. الكاهن أراد فرض نفسه وإرادته على االشمامسة الثمانية الحاضرين ومعظمهم أكبر منه سنا وبينهم من يفهم بالطقس أكثر منه بكثير. وصعد على المذبح وصارت الصلاة "مضحكة" لا يعرف الشمامسة المدراش الذي يجب قراءته ومن قارئه ولا العونيثا (الترتيلة) ولا الشورايا. وصار يوجه تعليماته من على المذبح والشماسة يقلبون بالصفحات. وعند الكرازة، وكعادة كهنتنا بدأ بالقول إن كان هناك واحد لايفهم السورث (اللهجة الكلدانية المحكية) فعليه إلقاء الكرازة بالعربية. ويبدو أن واحدا من الشمامسة ضاقت الدنيا في وجهه فصاح، هناك عشرة سويديين من أصدقاء المرحوم في الكنيسة، فهل ستلقي الكرازة بالسويدية؟

3.3 تقوقع وانعزالية!

وأنا أكتب هذا المقال إستلمت من الخورنة الكاثوليكية برنامج أسبوع الوحدة المسيحية وهو مبادرة رائعة يرعاها الفاتيكان، والذي نحن نقع تحت خيمته عقائديا. الا يحزنكم إخوتي الكلدان ان كل الكنائس ممثلة فيه ولها نشاط وحدوي تُتلى فيه صلوات يشترك فيها ممثلون من كل الكنائس بضمنها الكنائس الشرقية والغائب الأبرز فيها هو كنيستنا الكلدانية وكهنتها؟ اسألكم بالله عليكم هل تقبلون هذا الوضع؟ وأي مرة إشتركنا في نشاط كهذا؟ اليس هذا دليل أخر على ما وصلنا إليه من الإنحطاط. (رابط 2).


4 . وهاكم مثال أخر

ولأن الكنيسة السويدية الكاثوليكية تعمل ضمن نظام مؤسساتي وفي إطار القوانين والتعليمات، لم نلحظ يوما واحدا في خورنتنا السويدية أن أي من الكهنة الأربعة الذين يخدمونها قد تدخل في الأمور المالية. ليس هذا فقط بل أنهم يرفضون مسّ المال بإيديهم. هناك صندوق الكنيسة إن أحببت أن تتبرع بإمكانك أن تضع فيه ما يرضي ضميرك. يرفض الكهنة العاملون في الكنيسة السويدية في الخورنة حتي إستلام مبالغ النيات. لن يقرأوا إلا إسما واحدا في القداس. والنيات الإضافية هي للأعمال الخيرية. لن أتكلم عن كنيستنا في هذا المضمار كثيرا ولكنني على ثقة إن كانت هناك فقرة في مؤسسة غينيز العالمية للأرقام القياسية لبزت كنيستنا الدنيا في عدد الأسماء والنيات التي نقرأها في القداس. أما عن مبالغها، فإنني أتحدى أي خورنة كلدانية أن تظهر لنا بصورة شفافة مقدارها وأين حطت في النهاية.

4.1 الأعمال الخيرية!

الكنيسة الكاثوليكية السويدية في إنذار دائم من أجل العمل الخيري لا سيما من خلال المؤسسة الكاثوليكية المعروفة عالميا بكاريتاس. المطران وكهنته والعلمانيون كانوا قد شمّروا عن سواعدهم في حملة لجمع أكبر قدر من التبرعات بمناسبة أعياد الميلاد لأطفال كمبوديا وروسيا البيضاء . وكعضو في مجلس إدارة كاريتاس، أقول وبثقة تامة أنه تم جمع هذا المال بشفافية منقطعة النظير. كل فلس موثق حسب القانون السويدي. وكانت هناك رسالة رعوية بهذا الخصوص قُرأت في كل الكنائس الكاثوليكية في السويد عدا كنائسنا. والرسائل الرعوية ذات أهمية بالغة في أي كنيسة إلا عندنا في المهجر، لا سيما في أوروبا. أنا أحضر القداس كل يوم أحد منذ حوالي عشر سنوات هنا في السويد ولم تقرأ على مسامعي رسالة رعوية واحدة. هذا هو السبات بعينه لأنه دليل مادي ملموس على غياب الهرم الإداري. وهذه كارثة في مفهوم الإدارة الحديثة. لماذا يحدث هذا عندنا فقط؟ أترك الجواب للقارىء اللبيب.

4.2 رسالة المطران؟

قرأت على مسامعنا رسالة في عيد الميلاد يطلب فيها المطران السويدي الكاثوليكي تخصيص ريّع ما يتم جمعه في القداديس الكلدانية من أجل مشروع كبير سيقام في ستوكهولم يضم كنيسة وملاحق أخرى وسيخصصه لنا نحن الكلدان. في خورنتنا جرت الأمور على ما يرام ووصل الريع إلى حوالي 14000 (أربعة عشر ألف كرون سويدي) في قداس واحد بمناسبة أعياد الميلاد. وهذا ليس سرا. وعلى حدّ علمي فلقد تم تحويل المبلغ بمجمله إلى صندوق بناء الكنيسة. هذا ليس بيت القصيد. بيت القصيد هو إن كانت كل الخورنات الكلدانية  نفذت التعليمات. لدينا معلومات موثقة أن أحد الكهنة إستولى على جزء من الصينية ورفض إرسال مبالغ النيات رغم الأمر الرعوي من نيافة المطران. وفي منطقة أخرى لا يعير الكاهن أية أهمية للجنة الكنسية او المالية وقد وضع كل شيء بتصرفه. ألم يحن الوقت لهذه المؤسسة، ونحن في القرن الواحد والعشرين، فصل المال فصلا نهائيا عن الأكليروس مهما كانت درجتهم. هذا سيغيض الكثيرين من الأكليروس والعلمانيين، لكنه سيفرح النماذج التي إتخذت من الزهد نموذجا لها منها نيافة المطران لويس ساكو والأباء الأجلاء الذين نعرفهم وتعاملنا معهم وهم سعد سيروب وكمال بيداويذ ويوحنا عيسى.

5 . نحن والأمور الخيرية

واحد من أهم الأمور التي تهتم بها الكنيسة السويدية الكاثوليكية هي الأمور الخيرية. تخصص الخورنة السويدية ريع احد القداديس في كل شهر من السنة إلى الأمور الخيرية وهذا تقليد في كل الكنائس الكاثوليكية عدا كنيستنا. وعلى حدّ علمي لم يقم اي كاهن أو شخص كلداني بالإتصال بصورة رسمية بكاريتاس السويد من أجل شعبنا في العراق. جرت إتصالات قبل سنة إستطعنا من خلالها الحصول على معونات لا بأس بها للكنيسة الكلدانية في العراق لا سيما الأيتام في دير السيدة التابع للرهبنة الهرمزدية الكلدانية. وتم إرسال المال للإيتام غالبيتهم من الكلدان بشفافية قلّ نظيرها لدرجة أنها أثارت دهشة المسؤولين في مجلس إدارة كاريتاس العام في إستوكهولم. وكان بالإمكان الإستمرار في دعم أيتامنا لولا تدخل الأكليروس مما أفسد الحالة وأنقطعت المعونات على أثره. إثنان من الكهنة أوصلا معلومات إلى كاريتاس مفادها أن الأيتام في دير السيدة ليسوا بحاجة إلى معونة لأن لهم من يعينهم. هذا كان ردّ كاريتاس عندما قدم المشرف على بيت الأيتام في القوش طلبا ثانيا بالمساعدة. والأمورموثقة. في كنيستنا الأيتام ليسوا بحاجة إلى المال والمساعدة. الكهنة أصحاب الرواتب والمخصصات وأصحاب الجيوب المتخمة بالمال أولى وأحوج منهم. هل تقبلون بهذاالمنطق الأعوج؟

5.1  هل لنا جمعية خيرية؟

ربما نحن الكنيسة الوحيدة في العالم لا نمتلك جمعية خيرية نشطة. قد يقول قائل من أين الأموال؟ مال الكنيسة الكلدانية في المهجر يجري مثل الانهار  - السخاء واليد الممدودة صفة كلدانية أرفع القبعة لها -  لكنه مع الأسف الشديد غالبا ما يصب في الجيوب الحرام.

أجرينا مع الأخوان الذين يساعدوننا في تنقية كنيستنا بعض الإحصاءات عن دولة أوروبية واحدة مع محاسبين ومخمنين مستندين على الريع الذي جُمع في قداس واحد في عيد الميلاد وفي مدينة واحدة والذي بلغ اربعة عشر الف كرون. وكم قداس يقام في عيد الميلاد ؟ وكم عيد نحتفل به في السنة؟ هناك خمسة أعياد رسمية وهناك صينيات ونيات 53 أحادا في السنة. ولنقل أن  ريع هذه الأحاد يشكل خمسة أعياد أخرى. لاأريد أن أحسب لأن الرقم مخيف بالنسبة لسنة واحدة فقط، فكيف لو ضربنا مجموع السنة الواحدة في مجموع السنين التي كان فيها تواجد للكهنوت في هذا البلد. 

في الكنيسة الكاثوليكية السويدية التي يجب ان نتبعها في كل شيء لا يحق للكاهن إستلام المال. المال يدخل في حساب الكنيسة بشكل شفاف وموثق ولا يصرف شيء منه إلا بموافقة اللجنة وضمن محضر إجتماع موثق. ولكل المسجلين الحق في التحقق إن رغبوا في ذلك. ويجب أن يكوت الصرف ضمن المعقول وذات فائدة مباشرة للكنيسة.

5.2 هل يجوز هذا؟

 وبما أنني أدفع ضريبة للكنيسة وعضو فيها فمن حقي ومن حق أي كلداني أخر أن يسأل إن كان يحق لكاهن او حتى لجنة أن تدفع صرفيات لسفرة ترفيهية كهذه والتي نشرت على الملأ في موقع عنكاوة كوم (رابط 1):

ما أكثرما نتّخذ قرارا للذهاب الى مكان ما أو القيام بعمل ما ,وفقا لتحريك الرب وتوجيهه ,عندئذ يتولّى هو الاتيان بالنتيجة الفضلى ,

وهكذا تكون الحصيلة تعبا مثمرا,سواء علمنا او لم نعلم

ففي يوم عيد الميلاد المجيد 25 ـ12 ليلا  توجهنا نحن شباب وشابات جوقة مار ابرم الى دولة اخرى ـ النرويج ـ القريبة من السويد وبالسيارة لنفرح بهذه المناسبة 
ونحقق تسبيح الملائكة


المفهوم المسيحي للميلاد – وحسب معرفتي المتواضعة – انه عيد العطاء ومساعدة الفقراء لأن المسيح وُلد فقيرا معدما كي يذكّرنا ان العطاء ومشاركة عذابات الأخرين هي إحدى الطرق المهمة التي تؤدي إلى السماء. يا ويحنا! اليوم وفي السويد عرفنا ان طريق السماء يبدأ بالإستجمام في دولة أخرى على حساب الكلدان الذين غالبيتهم هنا تعيش على صدقات الضمان الإجتماعي. بلغ عدد قراء هذا الموضوع أكثر من 1600 فرد حين كتابة هذا المقال. أمل أن يقراؤه مرة أخرى كي يروا في أي سبات تغط كنيستنا. النص المقتبس أعلاه يصورهم وكأنهم في رحلة إلى العليين. كنا نتوقع ان يسافروا إلى العراق لمعاينة الأيتام الكلدان في دير السيدة  في القوش حاملين معهم الهدايا .... أليس هذا ضحك على الذقون، ذقوننا نحن الكلدان.

5.3 هل قول الحقيقة تشويه للسمعة وبمثابة نشر للغسيل؟

لربما يعتبر بعض إخوتي الكلدان، وأنا كلداني مثلهم وأعتز بكلدانيتي أيما إعتزاز، أنني بهذا أشوه سمعة الكنيسة وأستحق التهديد الذي سمعته بأذني.

ولربما أيضا يعتبر بعض إخوتي من الكلدان أن ما نقوله وما قلناه في مقالات سابقة مجرد إدعاءات غير موثقة. إن كانت كذلك لما قامت الأبرشية الكاثوليكية السويدية بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في مخالفات الكنيسة الكلدانية. لا تشكل لجنة كهذه في السويد إن لم تكن هناك أدلة مقنعة. واللجنة قائمة وإننا على إتصال بالمطرانية حول التحقيقات الجارية والتي ستعلن نتائجها من على المنابر في الكنائس. ولن نقبل بأقل من هذا.
 
ولكنني أتسأل مرة أخرى من هم هؤلاء الكلدان الذين جعلوا من أنفسهم وسيلة لمخالفات كهذه؟ لقد رأيت بأم عيني كيف يركض البعض منا لجمع المال للذين نصبوا المال صنما لأنفسهم. أنا منكم وإليكم ولكن إسمحوا لي ان أقول أنني ككلداني أتبرأ من ممارسات كهذه وسأحاربها بفمي وقلمي لأن إستمرارها خطر على الكنيسة والكلدانية كثقافة ولغة وحضارة ووجود ولا علاقة له بالكنيسة كمؤسسة إلهية.

6. حالنا  اليوم!!

أطلنا كثيرا في هذا المقال ولكن يبدوا أن وضع كنيستنا بصورة عامة يشبه كرة قدم تجري على قدم وساق دون حكم ومراقبي خطوط وصارت أقرب إلى حارة غوار الطوشي "كل من أيدو إيلو". وإلا كيف نفسر كل هذه الظواهر السلبية وكيف نفسر عدم الإكتراث من قبل الرئاسة. ووصل السبات درجة أن يغادر رئس دير منصبه دون براءة ذمة او تسلم وتسليم شفاف كما يجري في المؤسسات التي تحترم نفسها. أو أن يغادر الكاهن أبرشيته موليا وجهه صوب دولة او أبرشية أخرى دون تسلم وتسليم. أو ان يتحدى كاهن او حتى مطران قرارا سنوديسيا أو بطريركيا أو ان يتخلى البطريرك نفسه عن قرارات السنودس التي وقع عليها وحبرها لم يجف بعد كما حدث مع السنودس الأخير. والأسماء والشواهد كثيرة لا حاجة لذكرها.

7. هل الخطأ خطأونا؟

من الإنتقادات التي وجهها إخوتي من الكتاب الكلدان لما أكتبه كانت مقالة بقلم الأستاذ بطرس أدم. وللحقيقة إنها أعجبتني كثيرا رغم نقدها وكررت قرأتها أكثر من مرة. إنني أتفق مع الأستاذ بطرس أننا نحن الكلدان لا سيما المقربون إلى الكنيسة من الشمامسة وأعضاء اللجان وأفراد الجوقات نتحمل وزر ما ألت إليه الأمور في كنيستنا. كثير منا صار وسيلة لهذه المخالفات وكأن الدرغا والجلباب سيقودوننا إلى الجنة وليس العمل حسب تعاليم المسيح. وهكذا تركنا كل شيء للإكليروس. والإكليروس بشر. والبشر عندما لا يرى ان هناك من يحاسبه يطغى ويفعل كل شيء على مزاجه. وهذا ما حصل لكنيستنا وفي هذا المطب سقطت وبدلا من أن تنهض غطّت في سبات عميق.

8. الخاتمة

وفي الختام أود التوضيح والتأكيد مرة أخرى أن كل المقالات التي كتبتها في إعلام شعبنا الكلداني الأشوري السرياني تحمل إسمي الصريح. وبهذا فأنا لا أتكلم بإسم الكلدان لا في مدينتي ولا في أي مكان أخر. إنني أكتب نيابة عن الصامتين من الكلدان الذين لا يرضيهم ما ألت إليه كنيستهم ولا يمكن أن أتصور أنهم سيقبلون بالممارسات التي أنتقدها.

أما عن علاقتي بالمطرانية فإنها لاتتجاوز علاقة اي كاثوليكي أخر في السويد. لا حق لي التحدث او التصرف بإسمها. أستقي معلوماتي منها بالطرق العلنية المتاحة أمام أي شخص كاثوليكي أخر.


1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,376331.msg4380534.html#msg4380534

2

Ekumeniska samlingar 20 – 23 januari 2010.
Onsdag 20 jan 12.00   Lunchbon i ekumeniska böneveckan. Sofiakyrkan.

Onsdag 20 jan 19.00   Kvallsgudstjänst i ekumeniska böneveckan. Fralsningsarmén.

Torsdag 21 jan 12.00   Lunchbon i ekumeniska boneveckan. S:ta Maria kyrka, osterns       Assyriska.

Torsdag 21 jan 19.00   Kvallsgudstjänst i ekumeniska boneveckan. Korskyrkan.

Fredag 22 jan 12.00   Lunchbon i ekumeniska boneveckan. S:t Franciskus katolska       kyrka.

Fredag 22 jan 19.00   Kvällsgudstjänst i ekumeniska böneveckan. Allianskyrkan.

Lördag 23 jan 19.00   Kvällsgudstjänst i ekumeniska böneveckan. Immanuelskyrkan.       Gäst: Carl-Erik Sahlberg.

Arrangör: Jönköpings Kristna Samarbetsråd. Kollekt delas mellan JKS och RIA Jönköping.