المحرر موضوع: ولما أدركت شهرزاد الصباح  (زيارة 1667 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abeersaraf

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 77
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
: ولما أدركت شهرزاد الصباح




قبل ان يموت الحكيم

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد .
ذو العقل الرشيد , والرأي السديد
أن عبد العُزيزحكيم
عندما أراد أنشاء الأقاليم .

أحضر المستشارين ،من الشّطار والعيارين .
فأولَم لهم وليمة ، وجاء بما لذَّ وطاب في تلك العزيمة
وعندما حضر المستشارون،
وهم من كل زبالة ينسلون .
سألهم عن أحوال الرعية
وكيف صنعت بهم الطائفية .
فقام أبو كحلة بين يديه
وقدّم فروض الطاعة إليه .
وقال : لقد نجحنا ياصاحب السماحة
في تدويخ الناس وسلب الراحة .
وخطتنا قائمة على قدمٍ وساق
في نشر الفتنة وتمزيق العراق
ولقد سالت الدماء كما أردنا كالأنهار
ولم يبقَ أمامنا الاّ ساعةً من نهار .
حتى نبلغ القضية , ونعلن قيام الفيدرالية .
فشكره صاحب المعالي
وأمر له بباكر يتمتع بها في الليالي .


فأحمّر وجه الصغير جلال ,
ونزع عمامته في الحال .
ليعرب عن امتنانه , لكرم سيده وإحسانه . ...


ثم قام العلامة القبنجي صدر الدين ,
ليلقي خطبة في الحاضرين
علما انه من الدهاقين
ويحتفظ بهوية المخابرات الايرانيين
فابتدأ بحمد المحتلين ,
ولعن الوهابية والبعثيين ,
ثم عرّج على بعض الصحابة وأمِّ المؤمنين .
وبعدها تفصَّد عرقاً جبينُه,
وزاد طحيره وأنينه .
وأخذ يكيل السباب والمثالب
لكل حاضر وغائب ...
فصاح به عبد العزيز مابك ياقبنجي ,
أصبحت سوقياً كالعربنجي .
أين أخلاقك الحوزوية
وماتعلمته من كظم الغيض والتقية ,
أم انك بعد مجيئنا للعراق رافقت السرسرية .
فقال باعتذار , وتحدث بلطفٍ وانكسار ,
لقد أخذتني الحمية على الدين ,
وإنما أردت النصح للمؤمنين .
ياسيدي لقد خدعك جلال الصغير ,
عندما قال إن الأمر سهل يسير .
صحيح إننا نجحنا في تقسيم المحافظات ,
لكن لازال أمامنا تقسيم الأحياء والمحلات,
فيجب أن نقوم ببناء الجدران ,
لنعزل الناس وراءها كالخرفان .
ونقوم بإصدار الجوازات ,
للتنقل بين الأزقة والمحلات
.ونستثني من ذلك الميليشيات
. فهؤلاء جند المرجعية ,
وهم ذخرنا في الضراء والبلية .
ولابأس إن كانوا من الفاسقين ,
أو اللوطية والمكبسلين .
ألَم ترَ أن أعدائنا يفتخرون بالزرقاوي ,
لأنه انزل بنا المصائب والبلاوي ,
وقد امتنعت هيئة المسلمين عن تفسيقِه ,
واثنت على كل من سار في طريقِه .
فالقوم لنا قاصدون
وللقضاء علينا عامدون . فلا يغلبنكم الضاري.
فحاربوه على ظاهر الأرض وفي المجاري
ولا يخدعنكم رفع المصاحف ,
فاجعلوا كل من في العراق خائف .
وشاركوا الوهابية في التطهير
وحملات القتل والتهجير .
لتصفو لكم بغداد ، كي تملكون بعدها البلاد


وهنا أعلن هادي العامري
تأييده للمطالب العلية
التي جاءت بها خطبة القبنجي الشقشقية .
وأكد على دمج التوابين والحثالة ,
في أجهزة الأمن للقضاء على البطالة ,
ولايهُم إن كانوا من الأميين ,
فتزوير الوثائق خير معين.
فتم أعطاء رتبة عقيد للشقاوة شعيط ,
ورتبة العميد كانت من نصيب معيط ,
فيما تسلّم قيادة الشرطة رفيقهم جرّار الخيط ,
واقترح كذلك إنشاء جيش من الحشّاشة ,
يكون زيهم الرسمي هو الدشداشة ,
ويسمى باللجان الشعبية .
لحماية امن الجمهورية .
على أن يكون منتسبوه من اللطّامة
المتميزون في ضرب الزنجيل والقامة
لأنهم يجيدون صنع الهريس
الذي يغنيهم عن الأرزاق أذا حمي الوطيس .
مما يخفف العبء عن وزارة الماليّة ,
لتكون أموالها حكراً على صولاغ والعفطية
ولم تتذكر شهرزاد حكاية عادل ابن المهدية
وسطوا حمايته على مصرف الزوية
وقتل ثمانية من ابناء المظلومة العراقية
والاستحواذ على مليارات الدنانير الورقية
للاستفادة منها في الدعاية الانتخابية.
ولما أدركت شهرزاد الصباح
سكتت عن الكلام المباح

وعندها مات الحكيم