المحرر موضوع: عندما تنقسم المملكة على نفسها  (زيارة 1038 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Berwary

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عندما تنقسم المملكة على نفسها
بقلم: نافع شابو البرواري
يقول الرب يسوع المسيح: "كلّ مملكةٍ تنقسم تخرب وتنهار ُبيوتها بيتا على بيتٍ ، واذا انقسم الشيطان ُفكيف تثبُتُ مملكته؟ .....................عندما يحرسُ الرجل القويُّ المتسلّح بيته تكونُ أمواله في أمانٍ ، ولكن أن هاجمه رَجُلُ أقوى منه وغلبه ُينتزع منهُ كلَّ سلاحهِ الذي كان يعتمد عليه ويوزّع ُما سلبهُ "متى 12:15,29".
نعم حتّى الشياطين إن أنقسمت على بعظها تخرب مملكتها وهكذا ينطبق مثل المسيح  علينا نحن المؤمنين المسيحيين في كل العصور والأزمنة ، كان الرب يسوع المسيح ولا زال له السلطة المطلقة على الشياطين والقوات الشريرة وعندما كان يُخرج الشياطين من الناس كان اليهود يشكّون في قوة السلطة التي يمتلكها وعن مصدرها فكان البعض يعتقد انّها من بعلزبول رئيس الشياطين وعندما عرف يسوع المسيح أفكارهؤلاء الناس وشكوكهم قال قوله الحكيم الذي به استطاع أن يُسكت جميع المتشككين بقوة سلطانه العظيم ، وأعطانا حكمة عظيمة عن" الوحدة والأنقسام" وكيف أنّ الكنيسة في التاريخ اللاحق ونحن اليوم لم نتعلّم دروسا وعبر عن قول المسيح لليهود قبل الفي سنة. نعم فمنذ بداية سفر أعمال الرسل ظهر الزوان بين الحنطة  وما زال هذا ا لزوان ينمو في كل مرحلة تاريخيّة. فبعد صعود الرب الى السماء و بعد أن زرع بذور المسيحيّة(الحنطة) في هذه الأرض اثناء النهار ولكن ما أن غابت الشمس وانتشر الظلام فإذا بالعدو (الشيطان ) وفي جنح الليل يزرع  بذورالزيوان بين الحنطة (الهرطقات وا لبدع  وكل من حاول و يحاول هدم الكنيسة الواحدة من الداخل وتقسيمها  وتشتيتها ).
 ان تاريخ الكنيسة خير شاهد على الأنقسامات بين الكنيسة الجامعة الى أن وصلنا اليوم الى عشرات بل مئات البدع والهرطقات. وكنيستنا المشرقيّة لم تكن ابدا بعيدة عن هذه الأنقسامات ولا نريد أن ندخل في هذا الموضوع لأنّه يفتح  جرحا جديدا يدمي قلوبنا ، وكأنّ هذه الأنقسامات في الكنيسة الواحدة(  ونحن نعرف أسبابها الرئيسيّة هي الصراع على الكراسي واسباب سياسيّة) غير كافية حتى يظهر جرح جديد في ايّامنا هذه وهو الجرح الناتج من الأنقسامات وعدم الأنسجام في تحقيق الوحدة للكنيسة المشرقيّة والوحدة القوميّة ووحدة الهويّة الواحدة بين  أبناء الكنائس المشرقيّة للمحافظة على وجودهم التاريخي المهدّد بالخطر. عندما ينقسم البيت على نفسه وعندما تنقسم المملكة على نفسها عندها يخرب البيت وتخرب المملكة فالشيطان يفصل الأخ عن أخيه و يفصل الزوج عن زوجته ويحاول التسلّل الى الكنيسة ويفصل جماعة المؤمنين عن الله ويحاول أن ينفرد بالمؤمنين الذين ايمانهم لازال غير راسخ فيعمل على زعزعة ايمانهم ، ان التاريخ يعطينا دروسا وعبر عن أنَّ أمبراطوريات سقطت نتيجة الأنقسام من الداخل أو الخيانة من داخل المملكة وأحيانا بين الأخوة اصحاب السلطة الملوكيّة ومن بيت واحد وايضا تاريخ الكنيسة يخبرنا كيف ظهرت الأنشقاقات في الكنيسة الشرقيّة والغربيّة  وبين الكنيسة الشرقية(الكنيسة المشرقيّة الشرقيّة والكنيسة المشرقيّة الغربيّة) نفسها وبين الكنيسة الغربيّة نفسها وأصبحنا اليوم نسمع عن أسماء عشرات المذاهب والطوائف وحتى البدع المنتشرة في العالم اليوم نحن( الكلدان السريان الآشوريين) في حالة انقسام لم يشهد لها التاريخ الماضي ولم نسمع بهذا الصراع بين الأخوة كما يحدث هذه الأيّام.
ماهي خُطط الشيطان؟
لكي نعرف كيف نواجه الشيطان الماكر الذي هو السبب الرئيسي لما وصلنا اليه اليوم (ولكن لا ننسى أنّنا سمحنا لهذا الشيطان أن يتسلل بيننا ليفرّقنا )علينا أن نعرف الأسلحة التي نُحارب بها هذا الخبيث لكي نواجههُ ونكون جاهزين للدفاع عن  وجودنا وبقائنا في أرض الآباء والأجداد وإلآ سيستطيع هذا العدو الماكر أن يشتّتنا ويفرقنا ويمزّقنا ويجعل منّا الأخوة الأعداء وأخيرا يرمينا في بحر الظلمات حيث     عندها يبتلعنا الوحش الخارج من البحر ، لا سمح الله (رؤيا 13:1) ،
الشك - التضليل - الأحباط - الهزيمة - التأجيل ، هي الخطط التي يضعها الشيطان وعلى ضوئها  يجعل الشيطان من الآخرين فريسة سهلة لأيقاعهم في شركهِ ، الشيطان قد يظهر كملاك نور ، الشيطان يتسلل الى بيوت المؤمنين عندما يظهر بين المؤمنين الأنقسام والخصام والتمزّق والتمسّك بالأمجاد الفانية ، الشيطان يحاول أن يجعلنا نُبعد الله عن الصورة .
الشيطان هو إله هذا الزمان ، هو في حرب دائمة مع جماعة المؤمنين بالمسيح.
الشيطان يحاول التشويش على الهدف والتشويش الفكري والذهني.
الشيطان في زماننا طوّر أسلحته  وزاد من وسائل الأغراءات المختلفة لأجتذاب الكثيرين وهو يُظلّل الناس بأن يقودهم الى الكبرياء ، وهو يتغيّر ويتلوّن حسب العصر. الشيطان هو رئيس قوّات الهواء وهو الروح العامل في أبناء العصيان "أفسّس 2:2,3".
الشيطان  أكبر مخادع فهو يُغرينا بالمغريات ومنها محبّة الشهرة والتمسّك بالماضي حتى لو كان هذا الماضي ملوّث بالصنميّة والأوثان والتعلٌق بأمجاد هذا الماضي لنبقى مستعبدين لهذا الماضي بينما الرب يسوع المسيح يقول لنا لاتنظروا الى الخلف مثل زوجة لوط . وهو في عرس قانا الجليل أعطانا الخمر الجديد (الذي يرمز الى الحياة الجديدة مع الرب يسوع المسيح والحياة الروحيّة الجديدة).
الشيطان مثل المخدر يُشعرنا بالنشوة الوقتيّة كالمخدرات ولكن في النهاية يكون قد نصب لنا فَخاً لن نستطيع الخروج منها أحياء أبداً.
فعندما تزداد الهجمات على المؤمنين فهناك بالتأكيد أصبع الشيطان وراءها ،
عندما نرى المؤمنين منقسمين ويتكلّمون بلغات مختلفة وبلبلة في الألسنة والأنقسام في الرأي عندها يرقص الشيطان طرباً لهذا الأنقسام بين الأخوة المؤمنين ،
الشيطان هو سيّد الكفر والظلام فعمله لايتم إلآ في عتمة الظلام لأنّه لا يستطيع مواجهة نور المسيح ، يحاول الشيطان بالأكاذيب والخُدع لأبعاد الناس عن الحق وتشويه الحقائق الإلهيّة فالشيطان يجعل الأشياء الخاطئة تبدو جذّابة حتّى نشتهيها أكثر من الأشياء ا لصالحة.
الشيطان يجعلنا نشعر بالهزيمة والفشل حتّى نقع في مصيدة اليأس والشعور بالأحباط ونُّصاب بالشلل الفكري والخوف من التحدّيات التي تواجهنا ويحاول أن نؤجل من تحقيق أهدافنا حتى ننسى التركيز على الهدف الحقيقي بأن يخلق لنا أزمات جديدة وهكذا يُدخلنا في دوّامة من الأهداف الجانبيّة الزائلة ، وبذلك لن نستطيع تحقيق الهدف الرئيسي .
والشيطان يحاول التحكّم في خطتنا ، قال المسيح للذين لم يطيقوا سماع كلماته:
"فأنتم أولاد أبيكم ابليس ، وتريدون ان تتبعوا رغبات أبيكم هذا الذي كان من البدء قاتلا ، ما ثبت على الحق لأنّ لا حق فيه وهو يكذب ُ، والكذب في طبيعته ، لأنّهُ  كذاب وأبو الكذب "يوحنا 8:8,9 ".
 قد لانكون واعين أنّنا أصبحنا أتباع الشيطان ولكن عندما نبغض الحق ونكذب ونحقد ونعمل على تفتيت وحدتنا المسيحيّة فنحن عند ذاك وبدون وعي صرنا اتباع الشيطان وأعوانه وأتباعه.
ماهي الأسلحة التي نستطيع استخدامها في حربنا ضدّ الشيطان وأعوانه ؟
انّ المعركة مع الشيطان هي صراع صعب وشاق ومستمر ولن نستطيع الأنتصار على الخطية والتجربة الا عن طريق الأيمان بيسوع المسيح وليس بجهدنا الذاتي"خروج 7:11"
هناك صراع شرس بين قوى روحيّة غير منظورة ، فقوى الشر مثل الرياح العاصفة يمكن أن تكون كاسحة مدمّرة ، ودفاعنا ضدّ قوات الشر الروحيّة (الأبليس وأعوانه لا يكون إلا :
1- بالصلاة والصوم وهكذا علّمنا يسوع المسيح الصلاة الربيّة التي فيها نطلب من الآب أن لا يدخلنا في التجربة.
2- قراءة الكتاب المقدّس بأنتظام ودراسة الكلمة لندرك أسلوب الشيطان وحيّله.
3- الأختلاط بمن يتكلّمون بالحق.
4- الممارسة العمليّة بما تعلمناه من حياتنا الروحيّة فالجهاد الروحي كما يقول الرسول بولس هو:
التسلح بسلاح الله الكامل لنقاوم الشرّ بالثبات في ايماننا متمنطقين بالحق ، لابسين درع الأستقامة ، منتعلين بالحماسة في اعلان بشارة السلام ، حاملين الأيمان ترسا في كل وقت ، لابسين خوذ ةُ الخلاص ، وفي يدنا سيف الروح والحق الذي هو كلام الله "أفسّس 6 ".
وشكرا لكم والى اللقاء