المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية الحلقة { 11 }  (زيارة 2295 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحلقة الحادية عشر  ـ  نينوى والموصل المسيحية

في الحلقة الاولى من هذا الموضوع ذكرت أن نينوى والموصل مدينتان شقيقتان ، فكان تعليق لاحد القارئين ؟ كيف ذلك وان الموصل هي مركز محافظة نينوى . فهذا صحيح حيث أن اهالي نينوى بنوا لهم الحصون والقلاع لحماية مدينتهم من هجمات الاعداء. ومن هذه القلاع قلعة في الجهة الغربية من نهر دجلة تقابل مدينة نينوى وتقع هذه القلعة فوق { تل قليعات } الحالي ، واصبحت هذه القلعة نواة مدينة الموصل فيما بعد ، إن تحصين الموقع ومناعته ، وخصب السهول المجاورة لها وقربها من دجلة ووجود قوة عسكرية في الحصن ، وموقعها المهم إزداد السكن فيها تدويجيا .  واخذت البيوت تزداد الى ان جاء عام  612 ق . م  عندما دمرت نينوى من قبل الاعداء وهرب اهلها من القتل والدمار وشمل ذلك الحصن الغربي ومن حوله ، وبعد ان هدأت الاحوال واستتب الامن في البلاد ، عاد بعض السكان الذين سلموا من سيوف الاعداء الى مدينتهم الخربة نينوى واسسوا لهم حصنا على { تل توية } . كما ان قسما منهم رجع الى الحصن الغربي فرمموه وسكنوا فيه ، فصارت قرب دجلة حصنان احدهما الحصن الشرقي ، وهو الذي فوق تل التوبة وهو ما يجاور جامع النبي يونس { دير مار يونان } يقابله في الجهة الغربية من دجلة الحصن الغربي الواقع تل قليعات ، وهذا ما اشرت به في الحلقة الاولى ، وبعد سقوط نينوى وبعدها بابل انتهت آخر الدول العراقية الوطنية واصبحت بلاد النهرين  { ميزوباتاميا  } . صراع القوى العظمى . الايرانيون والاغريق والرومان ، حتى تمكن الفرس من فرض سيطرتهم من القرن الثالث الى القرن السابع الميلادي ، ورغم محاولات الايرانيين خلال قرون السيطرة من فرض لغتهم الفارسية وديانتهم الزرادشتية  .
           العراقيون  يحافظون على ديانتهم ولغتهم الارامية
منذ قبل الميلاد تمكنت اللغة الآرامية أن تصبح لغة معظم العراقيين السائدة وكذلك لغة سوريا الكبرى ، والارامية هذه هي لغة سامية تكونت من التقاء اللغتين الاكدية العراقية والكنعانية السورية وتشمل { سوريا ، لبنان ،فلسطين ،والاردن } وهذه ما تعرف بسوريا التاريخية . طيلة التاريخ ظلت منطقة نينوى حلقة الوصل التي تربط العراق بمنطقة الشام وعموم البحر المتوسط ، حيث دخلت المسيحية الى نينوى منذ القرن الاول الميلادي كذلك بقية انحاء العراق . حيث اصبحت المسيحية في القرن الثالث الميلادي ديانة الاغلبية الساحقة من السكان ، وانتشرت الكنائس والاديرة النسطورية حتى الاحواز وكذلك إنتشرت جنوبا الى البحرين وقطرايا {امارة قطر الحالية} .

              الموصل في فترة الدولة العثمانية ودور اسرة الجليلي
ان الموصل كانت بيد ملوك العجم الى ان جاء سليمان بن السلطان سليم متوجها الى بغداد ففتحها واخذ منهم الموصل ، وعين عليهم الحاكم محمد باشا بكلربكي . وبعد موته تولى الموصل عدة ولاة الى ان جاء حسين باشا بن اسماعيل باشا الجليلي الموصلي عام 1730 م ، وفي عهده حاول نادر شاه ان يستولي على الموصل كما ذكرنا بالحلقة السابقة  . وبعد انسحاب الجنود النادرشاهية رجعت الامور الى طبيعتها ، وفتحت أبواب الموصل . وقد تولى الموصل سليمان بن نظيف وكان محبا للعمران ففتح فيها جادتين واسعتين تقطع أحدهما المدينة من شمالها الى جنوبها وسميت جادة النبي جرجيس والاخرى تقطع المدينةفي وسطها من الشرق الى الغرب وسميت جادة نينوى { وكلمة جادة تعني شارع باللهجة الموصلية } . وكان اخر من تولاها من العثمانيين الوكيل ـ نوري بك ـ وحتى الاحتلال البريطاني في تشرين الثاني 1918 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى . وسوف اتكلم في الحلقة القادمة عن الفتر ة التي مرت على الموصل الى الوقت الحاضر . وساتابع في هذه الحلقة بعض ما اشتهرت به الموصل وهي سورها وبواباتها التي تذكر الى الوقت الحاضر معظمها باسمائها .

                  سور الموصل  وابوابها
تشير المصادر التاريخية الى ان اول من بنى سور لمدينة الموصل هو محمد بن مروان ـ سنة 80ه ـ 669م . بينما تشير المصادر الاخرى ان الذي بناه هو ـ سعيد بن عبد الملك ـ  . وخلال الاضطرابات التي سادت أثناء الحكم العباسي ، هدم السور من قبل  ـ  هارون الرشيد ـ  خلال ثورتها عليه سنة 180 هجرية . وقد بقي السور متهدما الى سنة  474 ه ـ 1081 م ، حيث شرع بتعميره في زمن دولة بني عقيل ، وفرغ من عمارته في ستة اشهر  . وعندما إستولى عماد الدين زنكي على الموصل ، أمر باحكام السور منيبا عنه في ذلك أبا سعيد الهمداني ، وكان يحيط بالسور خندق عظيم  ، وله أ حد عشر بابا وهي  1ـ باب العمادي   2 ـ باب الجصاصين  3 ـ باب الميدان
4 ـ باب كندة  5 ـ باب السر 6 ـ باب العراق  7 ـ باب لكش  8 ـ باب القصابين  9 ـ باب المشرعة  10 ـ باب الجسر  11 ـ باب القلعة  . وخلال حصار المغول للمدينة سنة 660 هجرية تهدمت عدة أجواء من السور وفتحت فيه عدة ثغرات  . وفي عام  1630 م  عمره بكر باشا بن اسماعيل بن يونس الموصلي . وانشأ قلعة جديدة على شاطئ دجلة في محل بناية بلدية الموصل القديمة . واصبح له ثلاثة عشر بابا لازالت الى الوقت الحاضر تسمى بنفس الاسماء وهي  : ـ  1 باب الجسر 2 ـ باب الطوب  3 ـ باب لكش 4 ـ باب الحرية الذي كان يعرف باسم باب الجصاصين 5 ـ باب السراي  6 ـ باب القلعة 7 ـ باب شط عين كبريت 8 ـ باب شط المكاوي 9 ـ باب السر  10 ـ باب البيض  11 ـ  باب شط القلعة  12 ـ باب سنجار  13 ـ  باب الجديد  .  وبعد  حصار طهماسب   للمدينة عام 1724م . حدث فيه بعض الثغرات ، سعى والي الموصل آنذاك الحاج حسين باشا الجليلي الى ترميم السور واصلاح ما اصابه من جراء ضرب المدينة بالقنابل  وقد رمم بعدها عدة مرات اخرها سنة 1821 م من قبل الوالي احمد باشا . وبقي قائما الى اوائل الحرب العالمية الاولى . حيث قام الاتراك بهدم قسم كبير منه سنة  1915 م . كما قامت بلدية الموصل ببيع ما تبقى من انقاضه . ولم يبقى من السور ما هو ماثل للعيان سوى بعض الاسس التي بجانب قره سراي تعود الى عهد بدر الدين لؤلوء . وبعض الاسس التي بجانب ـ البارودخانة ـ والتي استخدمت لمتحف العلوم والحضارة من قبل جامعة الموصل . وبقايا اجزاء في المنطقة المسمات ـ البدن ـ في باب البيض  . وبعض البقايا في دار أمين الجبوري المشهور ـ بيت القاشا ـ اي الكاهن  في محلة الثلمة .

ملاحظة :ـبالاظافة الى المصادر المشار اليها بالحلقات السابقة  اخذت بعض المعلومات لهذه الحلقة من دليل الموصل السياحي لعام 1975 الذي اعد بمناسبة مهرجان الربيع السابع بالموصل  .

                                                                                             يوسف حودي