المحرر موضوع: اثار الحيرة في النجف بضمنها كنائس واديرة تأريخية قديمة  (زيارة 6540 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاترين ميخائيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                  كنائس في مدينة القباب الذهبية    
 
   
مواقع جديدة تمهد لكشف أسرار مدينة الحيرة
النجف ـ محمد حميد الصواف ـ ابتهال بليبل
مدينة الاولياء والمراقد المقدسة، مدينة تمتد جذورها الى اعماق التاريخ مزدانة بقبابها الذهبية فضلا عن العديد من الكنائس والأديرة التأريخية التي لا تزال آثارها باقية حتى اليوم والتي يتواصل الكشف عنها، كأن التاريخ اراد ان يترك في المدينة المقدسة أجمل بصماته، ويجعل منها حلقة وصل بين الديانات.

آثاريون
يفخر الآثاري شاكر عبد الزهرة بأن سنوات عمله التي ناهزت الأربعين عاما في هيئة الآثار العراقية تكللت بالعديد من الاكتشافات المهمة الناجحة، لاسيما بعد أن تمكن مؤخرا بصحبة فريق عمله المكون من خمسة فنيين أثريين، الكشف عن آثار عراقية لا تقل قيمة عن الاكتشافات الأثرية السابقة، وتمهد "حسب قوله" لكشف كامل لمدينة الحيرة العربية المندثرة.
ويوضح عبد الزهرة خلال حديثه طبيعة الآثار المكتشفة مؤخرا في مدينة النجف، فيقول:
"تم الكشف عن أسس لدير كنسي يعود تاريخه الى 268 ميلادية، متكون من ست وأربعين غرفة مزخرفة الجدران، نقشت عليها رسوم أوراق العنب والصلبان”.
ويضيف شاكر، "تم الحفر الى عمق يصل الى متر ونصف تحت الأرض، حيث عثرنا على بعض المسكوكات الذهبية منها الدنانير البيزنطية وعدد من الحلي الذهبية وجرار خزفية وأحجار الكريمة، فضلا عن بعض الأدوات المنزلية الأخرى".
ويشير أيضا، "إذا ما طابقنا المعطيات المكتشفة حديثا وبعض الروايات التاريخية، فان الدير يعود الى هند بنت النعمان ابن المنذر ملك الحيرة الشهير”.
منطقة محرمة
من جهته اكد مدير دائرة آثار النجف  أن فرق التنقيب الخاصة بدائرة آثار المحافظة عثرت على آثار مسيحية بمنطقة الحيرة القديمة. وذكر أن الآثار هي دير مسيحي وكنيسة وعدد من الأبنية إضافة إلى جرار عليها علامة الصليب وحلي ذهبية وعملة نقدية.
 واعتبر مدير دائرة الآثار بالنجف" "هذا الاكتشاف دليل قاطع على وجود الديانة المسيحية في هذه المنطقة في القرن الثالث الميلادي التي يعود إليها تاريخ الآثار".
وأضاف هادي "منطقة الحيرة القديمة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات إلى الجنوب من النجف هي منطقة أثرية منذ عشرينيات القرن الماضي، وقد عملت في جزء منها إحدى البعثات الألمانية عام 1932 وهي مؤشرة على خارطة كاسترو القديمة لكن لم تؤشر عليها نوعية الآثار الموجودة فيها".
وأوضح أن "الكشف عن المناطق الأثرية يعد رافدا لاقتصاد المحافظة كون اكتمال التنقيب سيجتذب الزوار من شتى دول العالم" من جانبه طالب مدير مفتشية الآثار في المحافظة محمد هادي سلطات المطار بوقف عمليات التوسع الجارية الآن، كون المنطقة تعد موقعا اثرياً، مؤكدا "ابلغنا سلطات المطار والحكومة المحلية، بضرورة وقف عمليات التوسع، باعتبارها منطقة محرمة تخضع لسلطة الهيئة العامة للتراث والآثار”.
ويبين هادي، ان الموقع المكتشف يبعد نحو ثلاثة كم من مركز مدينة النجف القديمة، والى الجنوب الغربي من مدرج المطار”.
ويشير "تعتبر البعثة الألمانية للتنقيب أول من اكتشف الموقع، وهي مؤشرة على خارطة كاسترو القديمة، إلا إن عملها توقف منذ تلك الفترة، حتى بادرت الهيئة العامة للتراث والآثار عام 2007 الى إحياء أعمال التنقيب مجددا بواسطة فريق عراقي متخصص”.
ويضيف، "اجري التنقيب على مرحلتين استمرت الأولى لفترة سبعة أشهر، والثانية لمدة ثلاثة أشهر”.
الجدير بالذكر إن سلطات المطار رفضت إدخال الفرق الإعلامية لتصوير الموقع، على الرغم من اصطحابها مسؤول في مفتشية آثار النجف، كما رفضت استقبال الصحفيين للإجابة عن تساؤلاتهم حول وقف عمليات التوسع.
قلة التخصيصات
الى ذلك اشتكى هادي من قلة التخصيصات المرصودة لعمليات التنقيب، فضلا عن افتقار دائرته الى جهاز الماسح الضوئي المعتمد لدى معظم فرق التنقيب الدولية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المنطقة الممتدة من جنوب غرب المطار الى قضاء الحيرة الحالي تضم آثار مدينة الحيرة التاريخية المندثرة، حيث يقول:
ـ لا يزال عملنا يفتقر الى العديد من الأجهزة والمعدات المتطورة في أعمال التنقيب، لاسيما جهاز الماسح الضوئي الذي يعد من أكثر الأجهزة تطورا ونجاحا في التنقيب، مضيفا "حتى الان نحن نستعمل الفأس والزنابير البلاستكية وعربات نقل بدائية”.
مطالبات
من جهة اخرى شدد عدد من المواطنين على ضرورة تشييد متحف جديد في مدينة النجف، مطالبين في الوقت ذاته، السلطات الرسمية الاهتمام بآثار المدينة ومكانتها الدينية والثقافية، حيث يقول المواطن عماد المظفر، "تعرضت الكثير من المواقع الأثرية الى  التخريب والسرقة من قبل بعض الجهات، لاسيما إن المواقع الأثرية غير محمية بشكل جدي”.
أما السيد حسين الموسوي فأكد ضرورة إعادة تأهيل متحف الكوفة الحالي أو إعادة تشييد متحف جديد يليق بمكانة مدينة النجف الأشرف حيث يقول، "لا يوجد سوى متحف مهجور في الكوفة، وهو لا يرقى ليكون متحفاً”.
ويتساءل الموسوي، "كيف ستكون النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012، وهي لا تضم متحفا؟”.
مشكلة الحيرة
ومن جهته أكد الأستاذ في كلية المعلمين الدكتور محمد العبيدي، بأن اثآر النجف كانت دائماً وما زالت مشكلتنا الأزلية، حيث أطلقنا عليها عبارة (مشكلة الحيرة) لما فيها من عقبات وايضاً لتنوع وتعدد الآثار التي تضمها، وبشان عمليات الكشف والتنقيب لفت الدكتور العبيدي الى أن البعثة الألمانية لا يمكنها التنقيب والبحث إلا في آثار الكنائس والاديرة.
واوضح بأن أغلبية العاملين في التنقيب والكشف عن الآثار لا يستطيعون مزاولة أعمالهم اليوم، بل قد نبالغ بقولنا بأنهم لا يخرجون للتنقيب والبحث، والسبب في ذلك هي تلك العصابات التي تتمركز حول مدينة النجف بحثاً عن منقبي الآثار لخطفهم والمساومة على أماكن الآثار المنتشرة في تلك المنطقة.
حكاية جندي اميركي
وفي هذاالعدد ذكرت إحد المصادر الأميركية، حكاية عن جندي اميركي في العراق، تحديداً في مدينة النجف كان يؤدي واجبه العسكري في تلك المنطقة، قام بتصوير واكتشاف الكثير من الآثار التي أشارت المصادر بأنها قرب مطار النجف، ومن الطريف انه حين تم نقل ذلك الجندي الى شمال العراق فوجئ بنفس الزخارف وتصاميم الأبنية الأثرية في الموصل، والتي كانت عبارة عن كنيسة ودير، واضافت المصادر نفسها أن هذا الجندي لم يلحظ أية عناية أو اهتمام ولا حتى إشارة لتلك الآثار التي تعد ثروة ثمينة جدا.
ليس غريبا
من ناحية أكد التشكيلي محمد الخفاجي أن هذه الآثار موجودة سابقاً والجميع على علم بأن النجف عبارة عن كنائس وأديرة، مضيفا "نحن نمر بين مدة واخرى من امامها ولكن للأسف لا يوجد من يرصدها ويحميها"، موضحاً أن في صحراء النجف اديرة وكنائس وغيرها لم يشر اليها حتى الآن.
كنائس واديرة
فقد عثّر على أكبر وأهم الكنائس والأديرة والأبنية التابعة لملوك وأمراء الحيرة ومنها قصر الأبيض، وقصر بني بقيلة، و قصر الخورنق، وقصر السدير،  وقصر العذيب والصنبر، وقصر العدسين، والزوراء، وقصر الجوسق الخرب، وقصر محمد بن الأشعث، وقصر الطين، ودار عون العبادي، وقصر بني مازن، وغمير اللصوص، وقصر الفتحة وقصر الرهيمة وقصر الدكاكين ، وقصر الأثل،  وقصر أم عريف، وقصر الرهبان، وقصر سنداد،  وقصر صنين، وقصور العباديين،  ومنازل آل محرق، وديارات الأساقفة، دير الأسكون أو(الأسكول)، دير الأعور،  دير بني مرينا ، دير ابن براق، دير حنه، دير عبد المسيح أو (دير الجرعة)، دير السوا، دير اللج، دير مارت مريم، دير مارفاثيون، دير ابن المزعوق، دير هند الصغرى، دير هند الكبرى، الاكيراح ، قبة الشتيق، قلاية القس، دير ابن وضاح ، دير أبي موسى، دير بني عبد الله بن دارم، دير الجماجم، دير الحريق، دير حنظلة، دير الزرنوق، دير سرجس، دير السلسلة، دير الشاه، دير العذارى، ديرعلقمة، دير عون، دير قرة ... وهي تشكو في الوقت نفسه تحديات الزمن، لما وصلت اليه من حالة متهالكة حيث اهملت صيانتها التي عدت احدى الشواهد عليها.