المحرر موضوع: مسيحيو نينوى بين مطرقة الأكراد وسندان العرب  (زيارة 638 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو نينوى بين مطرقة الأكراد وسندان العرب

في آخر المستجدات الأخبارية قرأنا قيام البعض في قضاء تلكيف وناحية ألقوش بمنع محافظ نينوى من زيارة البلدتين وهذا بحد ذاته أمر يثير الأستغراب لأنه من غير المقبول لو صحت الأخبار منع محافظ نينوى من القيام بهكذا زيارة خاصة وأن البلدتين تقعان تاريخيا ضمن محافظة نينوى وأن حشرهما ضمن المناطق المتنازع عليها خلال السنوات الأخيرة لا يعطي لأية جهة الحق في فرض اجندة محددة عليها والى أن يتم حسم الموضوع بشكل قانوني مقبول من قبل الجميع وبصورة خاصة سكان تلك المناطق بالدرجة الأولى لأن الأمر يعنيهم قبل غيرهم.
الملفت للنظر أن أسماء الأشخاص الذين يتكلمون ويصرحون بأسم أبناء تلكيف وألقوش ذوي الأكثرية  المسيحية لا ترمز الى أسماء مسيحيي المنطقة وهذا ربما يدل على كونهم دخلاء عليها وليسوا من أبنائها الأصليين وأن تصريحاتهم هذه تلهب المشاعر وتخلق فتنة غير مبررة وفوضى غير  مقبولة يكون وقودها أهل المنطقة الذين أشك بأنهم يقومن بهكذا أعمال من تلقاء أنفسهم ما لم يكونوا مدفوعين للقيام بها.
لا يخفى على أحد وجود صراع بين المكون الكردي الراغب في زيادة مساحة الأقليم المتمثل بقائمة نينوى المتآخية وبين أدارة المحافظة ذات الأغلبية العربية ممثلة بقائمة الحدباء التي تعتبر أن أي أستقطاع من المناطق المحسوبة ضمن خارطتها تاريخيا  هو أعتداء على حقوقها التي ترفض التفريط بها والضحية في هذا النزاع بدون أدنى شك سيكون سكان المنطقة من مسيحيين وأقليات أخرى ولا شك في أن المصائب التي حلت ولا تزال تلحق بالمسيحيين سببها هذا الصراع المحتدم بين الفريقين المتنازعين منذ 2003 ولحد اليوم.
بما أن موضوع المناطق المتنازع عليها لم يحل بعد ولا يؤمل أن يتم حله في القريب العاجل فأن الأجراء الفوري المطلوب من قبل الحكومة المركزية هو أيجاد مخرج آني للمشكلة وذلك بدراسة موضوع تلك المناطق بشكل عاجل وألى أن يتم حسم الأمر قانونيا عليها جلب قوات من خارج المنطقة لفرض الحماية عليها يستبعد منها الأكراد وعرب نينوى وهذا الأمر من صلب واجباتها في حماية المواطنين وأن لم تتمكن من ذلك فأن الأمر يتطلب الأستعانة بقوات خارجية سواء كانت تابعة للأمم المتحدة أو غيرها لأن ترك الوضع على حاله يلحق الضرر الكبير بالمواطنين الأبرياء دون ذنب أقترفوه.
وفي الوقت نفسه آمل أن تترفع الجهات السياسية المعنية عن الأنانية طالما أنها جميعها تنادي بالديمقراطية وبتطبيق الدستور وأن الديمقراطية والدستور عنصران يتنافران مع منطق أستعراض العضلات التي تحاول كل جهة بواسطتها فرض آرائها على الجهة الأخرى. كما أني أرجو الأخوة المسيحيين وغيرهم من سكان المنطقة أن يقفوا على الحياد التام أن أستطاعوا بين المتنازعين الكبار حفاظا على سلامتهم وأن لا يكونوا وقودا لنار صراع ليست لهم فيه مصلحة.
عبدالاحد سليمان بولص