المحرر موضوع: العولمة  (زيارة 1273 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل George Shabo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العولمة
« في: 21:03 08/05/2006 »
                      العولمة         
جورج يوسف

 بعد ان تقدمت الدول وتعاضمت صناعتها حتمت عليها مصالحها ان تقترب وتوحد وتتعاون فيما بينها من اجل التحاور والتفاهم مع بعضها لتبادل الخبرة العلمية والمعرفية والجدل حول حل مشاكلها والارتقاء بدولها والتوافق حول مبادئ ومصالح اهدافها وسلامة شعوبهاوتطورها .

  وان هذه الامنيات بداة فعلها وستحقق امالها عاجلا ام اجلا بفضل التقنية الصناعية المختلف،كالطئرات والتلفاز والهاتف والكومبوتر وغيرها من الصناعات الابداعية ،بحيث اصبح العالم  مدينة صغيرة ازيلت فيه حدود الزمان  والمكان .
بفضل هذه الصناعات الابداعية ،ثمرة جهود الانسان والذي اصبح قريبا من اخيه لسماع اخباره واحواله (الغريب اصبح قريب )

وان جهود الانسان مستمرة في البحث عن ايجاد افضل الوسائل المتقدمة والسهلة لراحة الانسان واطمئنانه للقضاء على ويلات الحروب والمصائب المصطنعة والطبيعية ،وان دخول  نور الكومبيوتر في كل مؤسسة ودائرة وبيت  اصبحت حاجة حياتية ضرورية ،فعلى الدولة ان توفرها للمواطنين اي كان مصدرها ومنشاها. لقد تنبهت الشعوب الى ماضي تاريخها وتجاربها المريرةوما جنته من ويلات الحروب التي خاضتها ،لذا قررة اتخاذ جانب السلم والتحاور والتفاهم لتجاوز مشاكلها،ولكي لا يعيد  التاريخ نفسه بداة فكرة حوار  الحضارات سنة 1998

عقدت الندوات واستمرت المناقشات والمؤتمرات الواسعة بين الدول الغربية للوصول الى صيغة التفاهم والانسجام بين ثقافات العالم المختلفة وحول مبادئ  العيش المشترك والتقارب بين الاديان السماوية لاقامة علاقات متكافئة حرة وعدم الاساءة والطعن وفهم حضارة الاخرين وعاداتهم وقد استجابة اكثر الدول العربية على حوار الحضارات بدل صدام الحضارات.

  الا ان هذه الجهود لم يكتب لها النجاح بعد 11اذار  2001 اثر الهجمة الارهابية التي تعرض له مركز التجارة العالمية ووزارة الدفاع الامريكية ،بداة امريكا ترجع الى مبدا القوة وبناء الامبراطورية ومبادئها في السيطرة والاخضاع والتوسع،بعد ان اصبحت القطب الواحد في الساحة الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي سنة 1992.   فقامت بغزو افغانستان سنة 2001 وبعدها العراق في 9/4/2003م تحت ذرائع ومبررات القضاء على الارهاب والتخلص نم اسلحة الدمار الشامل ونشر الحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط، متجاوزين  كل الاعراف الدولية والامم المتحدة ،وبهاذا اممت سيطرتها على  منابع النفط في الشرق الاوسط وبحر قزوين لاكمال السيطرة على الطاقة في العالم،ومنع وصول الغاز والنفط الى الصين والحد من عملية التطور للصين وعدم وصولها الى مرتبة حفظ التوازن الدولي والدور الذي كانت تقوم به الاتحاد السوفيتي.

اما بعض حكام العالم الثالث فقد احتموا من  الدخول في مشروع حوار الحضارات  ايمانا منها  بالحفاض على كرامة الامة ومبادئهاوهويتها وعاداتها وخوفها واستحائها على قيمها وبكائها على تراثها الخصب ،حيث كانت مصدر اشعاء اخرجت الناس من الضلمات الى النور وتجاربها المريرة من حكم الاستعمار  لبلدانها وامركت شعوبها ،لذا فانها يحلو لها الاعتماد على نفسها وعلى تاريخها  في تكوين هويتها وتطوير نفسها وبناء ذاتها للوصول الى مستقبل يليق باوطانها وبناء شخصيتها ومستقبل اجيالهاوالتخلص من الاوضاع الفاسدة ومن الحكام الرجعين ،ومن اجل رفع راية الدول النامية الى مستوى الدول المتقدمة بما تملك من مميزات ومؤهلات الدول الحديثة والراقية.

    ان دخول مشروع حوار الحضارات من دون رقابة وقيود هو الاسلوب الوحيد للوصول الى حلول مرضية للقيام بعالم متكامل ،وان وضع شروط على استعمال الاجهزة التنصت ضرورية في بعض الحالات ،للتخلص من بعض المسئين الاشرار الذين يريدون التلاعب بمشاعر الناس والدخول الى كودالاخرين  لتخريب  برامجهم او سحب اموالهم او ارسال بعض برامج غير مفيدة او استغلالها لاعمال تخريبية من قبل الارهابين. 

 ان شعوب العالم اصبحت اكثر انفتاحا وتفهما لمصالحه واهدافه وراحته ،وان الشعوب ترفض السيطرة والمسايرة والمنية والتدخل في شئونه واستغلاله وقهر وسلب ارادته ،وان مقاومة الشعب الافغاني والعراقي لعملية الغزو الامريكي خير دليل على عدم الرضوخ لمبادئها.

 ان وقوع العالم تحت سلطة الاعلام وفوائده لاغنائنا بالمعرفة من خلال الشاشة المنوره باللغة  التي  نفهمها ومن اجل التكامل الثقافي والتمتع بهذا المنجزالرائع ،كل هذا فان الشعوب تضع تحررها وكرامتهاواستقلالها بالدرجة الاولى قبل مصالحها وحقوقها. لذا فقد التمست اكثر الدول الحيادية من المشروع .   هذا لا يمكن للعالم ان  يتوحد الا من خلاال مبادي عامة  عادلة وشاملة نزيهه للوصول الى غايتها السامية واهدافهاالنبيلة من اجل التعايش بحرية وبناء السلام العالمي. 

  جورج يوسف شابو
نورشوبينك/السويد