المحرر موضوع: الحكمة البابلية ( لاتهمل ثقافتك )  (زيارة 3060 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحكمة البابلية (لا تهمل ثقافتك )

ان تاريخ بلاد الرافدين بدأ بالعهد السومري وسومر تلك البقعة بالتحديد من ارض بلاد الرافدين
التي تم استيحاء اسم العراق من مدينة اور او اوروك واريقا التي توحي بتطور اسم العراق من
اوروك

تشير المصادر التاريخية ان الكتابة اخترعت في الوركاء العهد السومري الواقعة اليوم في جنوب
العراق عصر فجر السلالات ضمن سياق التطور الحضاري لها جعلت منها موطنا مناسبا لظهور
ذلك الاختراع الذي استعمل الواح الطين للكتابة عليها وكانت تكتب على الالواح الطينية حيث
يكون طريا ثم يترك ليجف وهذا العمل كان عبقريا بدليل بقائها حتى يومنا هذا واضافة الى الطين
استعمل الحجر والذهب والفضة والبرونز وغيرها استعمل القلم المصنوع في الغالب من القصب
القوي بعد تشذيب طرفها بأن تكون ذات نهاية مدببة او دائرية تتحكم بشكل الخط على الالواح
الطينية

كان العلم في بابل مهما من اجل ذلك اسسوا المدارس لتدريس الناشئة وكان لكل تلميذ وعاء
لعجن الطين الذي يحوله الى الواح يكتب عليها باقلام تنقش عليه حروفا مسمارية يعاود التلميذ
عجن لوحة اذا كتب كتابة خاطئة ويفرشه من جديد والمجموعة التي كانت تتولى مسؤولية
التدريس في المدارس التي كان ينفق عليها ذوي التلاميذ هم الكتبة وهي شريحة اجتماعية
ذات كفائة مرموقة في المجتمع البابلي خصوصا المنحدرين من سلالات ملوكية الصفوف كانت
مقسمة حسب المواد الدراسية وغالبا لا تطرء التغيرات على مناهجها فهي متوارثة من اسلاف
الكتبة ويبقى التلميذ في دراسته لسنوات عديدة

امتاز طابع التعلم في هذه المدارس ببغض الخصوصية النادرة حيث يعهد بالتلميذ المبتدىء الى
تلميذ اخر متقدم عليه في الدراسة وكان يسمى بالاخ الاكبر لذلك التلميذ وفي حالة ارتكاب
التلميذ لاي مخالفات او شجار فالمدرسة لا تسمح له بمعاودتها لن في حالة دعوة ولي امر التلميذ
وبعد ان يتم تسوية الموضوع يرفع الجميع اكفهم الى السماء ويرددوا المجد لنيسابا انها الاهةالعدد
مؤنث اله لدى البابليون القدمى وهي تخص بالعلم خصوصا العدد كما كان معتقد في بابل بينما
نبو ابن مردوخ هو اله الكتابة وهنا اشير الى الوح الطيني المكتشف في مكتبة اشور بانيبال المحفوظ
في المتحف البريطاني على لسان الملك اشور بانيبال ( وهبني مردوخ سيد الالهة  فهما واسعا
وفكرا لامعا   انعم علي نبو كاتب الكون   بنفح من حكمته   امتلكت علم الحكيم ادبا   الكنز المخفي
لكل المعارف المدونه   علامات السماء والارض    قرأت الخط السومري المتقن والخط الاكدي الغامض
عسيري الفهم حتى بالنسبة للاساتذة    غمرتني السعادة بقرأة الاحجار ما قبل الطوفان    اشعر
بالفضب من وقفي حائرا امام الكتابة الجميلة ) حيث ان نبو هو الذي يكتب الواح القدر التي يرءسها
مردوخ سيد الالهة لكل انسان مطلع كل سنة

ان اللغة السومرية سابقة للبابلية وقد اعتبر البابليون من السومرية لغة مقدسة وكان على الكاتب
ان يكون متقنا لهذه اللغة بالاضافة الى اللغة البابلية حتى انه وجد في الرقم الطينية في بابل
العبارة الاتية ( هل يكون كاتبا جيدا من لم يتقن السومرية ) كانت الثقافة والتعلم مقدسة لدى
البابليين بشكل يلفت الى الانتباه حيث كانت هناك حكمة يتعلمها التلاميذ كما في عصرنا الحاضر
( النظافة من الايمان ) تلك الحكمة في بابل كانت ( لا تهمل ثقافتك ) مما يوحي بخصوصية الثقافة
والتعليم في المجتمع البابلي اذ ان العلم يأتي عن طريق الالهة والبابليون الكلدان اشتهروا بمجالات
عديدة في العلوم والمعرفة وخصوصا في الرياضيات والزمن والهندسة: يقسم اليوم الى اثنى عشرة
ساعة فقط كل ساعة تعادل ساعتين في زمننا الحالي والى دقائق ايضا تعادل كل دقيقة دقيقتين
من التي نعرفها اليوم والبابليين الكلدان اول من استخدم بذلك الثانية كستين جزء من الدقيقة تعادل
ثانيتين والغريب اننا لم نزل نستخدم اثنى عشر ساعة في ساعتنا ؟ وكانت السنة البابلية 360 يوما
وكانوا يستخدمون شهرا اضافيا بعد عدة من السنيين لموازنة السنة مع فصول الحصاد الاعتدال الربيعي
الذي يكون في نيسان كما توصولوا الى حساب الوتر القائم بما يعرف بنظرية فيثاغورس اليوم وكان
المهندسون البابليون بارعون في هندسة البناء خصوصا الابراج والقصور والمعابد وما الجنائن المعلقة
التي انشائها الملك الكلداني نبوخذنصر الثاني والتي اعتبرت من عجائب الدنيا دليل على ذلك كانت
رياضيات هندسية وتقسيمات زمنية بسيطة نقلت عبر الحضارات كأسس اولية للانسانية الحالية

استطيع القول ان المنظومة الثقافية الفكرية الكاملة لا تخترق ولا تفنى بقوة خارجية
كما حصل مع بابل واحفادها الكلدان التي باتت تحاول فرض وجودها في العراق من جديد





زورا وديع


المصادر
----------
1- حضارة العراق  -  نخبة من الاساتذة
2- مارغريت روثن - علوم البابليين -  ترجمة الدكتور يوسف حبي
3-  د  عامر سليمان - محاضرات في التاريخ القديم
4- وليد مهدي  - جامعة واسط  -  من عصور الكلمة في بابل الى عهود الدجتال في
                                          القرية العالمية الصغيرة