المحرر موضوع: تعليق حبيب تومي على مقال في الشرق الأوسط  (زيارة 2168 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حبيب تومي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1724
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حبيب تومي، NO، 03/07/2005
تعليق على مقال الأستاذ جابر حبيب جابر في الشرق الأوسط وهو تحت عنوان
العراق : انشغالات دستورية
 التعليق :
العراقيون يريدون فرقاً رياضية وفنية لا خبراء في القتل والتفخيخ
أقول للأستاذ جابر حبيب جابر تعقيباً على مقاله بعنوان العراق ..إنشغالات دستورية المنشور في 3 يوليو .
 مع الأسف الشديد العراق لا يسير في الطريق الذي سيقوده الى شاطئ السلامة ، القوى التي لها نفوذ في العراق حالياً تحاول كل من جانبه جذب مركب العراق الى جانبها ويركز على ما يصب في مصلحته الذاتية ، وهكذا تبقى مصلحة العراق الأساسية بدون مدافعين ، او ان المدافعين لا حول لهم ولا قوة . في شأن الدستور العراقي ليس عيباً ان نسترشد وأن نستفيد من الدساتير العالمية ، ومنها الدول التي تتكون من اثنيات واعراق واديان متباينة ، كالدستور الهندي مثلا او الدول الأوروبية العلمانية .
ان مسألة الدين التي تحاول اوساط دينية اقحامها في الدستور اثبتت فشلها في التاريخ ، سواء كانت في حقبة القرون الوسطى في اوربا بالنسبة للدين المسيحي ، او في فترات تاريخية مختلفة بالنسبة للدين الأسلامي .علينا ان نستفيد من التجارب الناجحة في التاريخ وليس التجارب الفاشلة .
كان الأتحاد السوفياتي السابق مقبلا على السقوط ، وكان ثمة حركات تدعو الى تطبيق التجربة السوفياتية في بلادها ، وكذلك اليوم فإن التجربة الأيرانية في الحكم ليست مثالا نموذجياً لتطبيقه والشعب الإيراني نفسه يريد ان ان يتحرر من هذا النموذج ، ونلاحظ هناك قوى في العراق تسعى الى تطبيق التجربة الأيرانية في العراق .ان الحل الأمثل للعراق هو كتابة دستور عراقي ينطلق من حدود الإنسان العراقي ، من انسانية الإنسان العراقي قبل ان يكون كردياً او عربياً او كلدانياً او اشورياً او تركمانياً .وقبل ان يكون مسلماً او مسيحياً او يزيدياً او مندائياً . ان النظريات الثورية التي تتنازع في العراق حولت هذا البلد الى ساحة للمعارك والحروب ، ان وضع مصلحة العراق في المقدمة بين كل الأطراف هو ان يعود العراق الى البناء ، ان تتحول ارضه الى معامل وورش عمل ومكاتب شركات للبناء والتعمير ، وان تتحول مساحاته الى ساحات للرياضة والمسابقات والمنافسات الأدبية والفنية والرياضية .ان جيران العراق من العرب والأيرانيين ، ومنها بلاد العروبة عموماً ينبغي ان يرسلوا لنا فرق طبية ورياضية وفنية ، وان لا يرسلوا لنا خبراء في القتل والتفخيخ والتفجير والأحزمة الناسفة لكي تفجر في المقاهي والمطاعم ودور العبادة .
أ يها العرب ايها المسلمون رفقاً بهذا البلد كما ان الله خلقكم لكي تعيشوا كذلك خلقنا الله لكي نعيش ، وكما انكم لا تريدون ان تموتوا وتقتلوا بالأحزمة الناسفة وبالسيارات المفخخة كذلك شعب العراق لا يريد ان يموت ابنائه وبناته واطفاله بهذه الطريقة الوحشية الدموية . نحن مثلكم بشر ونريد ان يذهب اطفالنا الى المدارس ، ونعالج في المستشفيات نريد ان لا تفجر ثرواتنا نريد ان نشرب الماء الصافي ، نريد ان يملأ نور الكهرباء بيوتنا وشوارعنا.نريد ان نتنزه في الليل في شوارعنا في شارع الرشيد في شارع ابو نواس ، نريد ان نعيش كبقية البشر لا اكثر . نريد دستوراً عراقياً صميمياً يكون لكل العراقيين ودون تفرقة او تمييز في الدين او المذهب القومية .
حبيب تومي habibtomi@chello.no