المحرر موضوع: اللغة الارامية الكلاسيكية  (زيارة 1379 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو كشتو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
    • مشاهدة الملف الشخصي
اللغة الارامية الكلاسيكية
لا يجدر بنا وليس من عوائدنا ولا يوئثر على تاريخنا بشيء سلبي الإعتراف بالحقيقة وإظهارها كتعريف لهويتنا التاريخية فقد أثبتنا إنتماء جذورنا تاريخيا بروابط ودلائل لكل من لا يصدق الحقيقة والواقع
أما تاريخ اللغة ونشأتها فتختلف عن أصول الشعوب فنحن نعلم جميعا وكما يشهد كل المؤرخين الضليعين باللغات السامية أنه في القرن الثامن قبل الميلاد دخل الفرع الشرقي من اللغة الارامية بلاد آشور وبابل وأمتزج باللغة الأصلية للسكان
لكن البرفيسور " بيري " يكتب في الموسوعة الأمريكية ( ان اللغة السواداية المتداولة في أورمية وجبال اشور والموصل والخابور فيها العديد من الكلمات بالإضافة إلى التصاريف  من اللغة الأكادية ( أي الآشورية))
ونستنتج من ذالك شيئا مهما هو أن اللغة الأكادية الآشورية لم تتلاشى وتنقرض إثرة بدخول الفرع الشرقي  من اللغة الارامية لبلاد اشور وبابل
وهنا نتسائل ماهي هذه اللغة الارامية الشبيهة للغتنا الآشورية وما أصلها ونشأتها ؟ وإليكم أبحاثنا بمنتهى الدقة والأمانة ومن دون أن اجامل أحد أو أن تجرني العواطف
أما الاراميين فنشأة لغتهم لم تختلف عن نشأة شعبهم القومية
حسب اغلب الاراء لمتخصصين في تاريخ الاراميين في الوقت الحالي يقرون بان لغة ارام تكونت في بداية الالف الاول ق.م ونستشهد بقول الدكتور ( فيليب حتى ) " قبل ان يُسمى الآراميون بهذا الاسم كانوا قبائل من الرحل في بادية شمالي الجزيرة العربية .  كانت هذه القبائل قد سكنت في ضفاف وادي الفرات الأوسط حيث نشأت قوميتها ولغتها " وهناك أختلاف في أطروحات الاراميين بين الفترة التي سكنت زمنها هذه القبائل ضفاف الوادي المذكور فالدكتورفيليب حتى يذكر بأنهم سكنوه في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد أما معظم المتخصصين في تاريخ الاراميات فيقولون بأن لغتهم تكونت في بداية الألف الأول قبل الميلاد ، وأيأ من الفترتين كانت قد نشأت فإنها في فترة صباط الإمبراطورية الآشورية
وما دام بانهم لم يكتسبوا الاسم الارامي فان اللغة الارامية لم تسمى بهذا الاسم أو تكونت الا من بعد هذه التسمية ، واللغة التي كانوا يتكلمون بها كانت لاقوام غيرهم. وأيا كانت هذه اللغة ومن المفروض أن تكون لغتهم ولكن بدون إسم لها  أي لغة قديمة لأن الأسم الآرامي لم يكن قد أطلق على هذه القبائل حتى الفترة المذكورة ( النصف الأول من الألف الثاني ق . م أو بداية الألف الأول ق .م وهو الأرجح للحقيقة ) . فإن الزمان قد جلب  تغيرا كبيرا على تلك اللغة التي سموها الآشوريون بالارامية إذ قسمت الى لهجات  متعددة كما تأثرت بلغات أخرى وأخذت عنها وكتب البرفيسور " البرايت " من جامعة "جونهابكسن "
( لقد أخذت اللغة الارامية الكثير من اللغة الأكادية أي لغة بابل وآشور ) أي إن اللغة الارامية لم تكن بتلك القوة التي يجب أن تمتلكها لتنتشر في مابين النهرين وخصوصا بأن الناطقين بها الأصليين قد سميوا بأسمهم والذي أصبح أسم قومي من قِبل الآشوريين .
فالآشوريون بعد أن تلاقو بهذا الشعب سموهم بالاراميين وتعني النازحين من الجبال أو سكان الأراضي المرتفعة ونلاحظ تثبت هذه التسمية عليهم في زمن ملكنا " شلمنصر الثالث " 857 ق.م حيث يذكر في وثائقه تسمية ارامي أما الملك " تغلاد فلاسر الأول 1100 ق.م فكان يطلق عليهم تسمية  ( سكان ضفاف النهر )
كانوا الارامين قبائل ولاتعلم شيئا عن تفاصيل الدول ومكونات الدولة وبعد مجاورتهم للإمبراطورية الآشورية أخذوا منها أو أقتبسوا مجمل المفردات الإدارية والعسكرية والثقافية و العمرانية لأن تلك القبائل الارامية لم تكن تملك أي معرفة عن هذه المفردات ولم تكن تمتلكها في مجتمعها كونها قبائل رحل , وأخذت كلمات لظواهر الطبيعة وأسماء الحيوانات والنباتات من بلاد آشور وبابل وأدخلتها إلى لغتهم لتكمل النواقص فيها
أما عن ماكانت تملك اللغة التي سميت لاحقا بالارامية فكانت 22 حرف هجائي من  الكنعانية ( الفينيقيين ) وأقدم الأثار الارامية المنتشرة في سورية مكتوبة بالخط المسماري وتعود للقرن التاسع ق.م وبواسطة الآشوريين لأنها مهنتهم " الكتابة بالخط المسماري " والاراميين كانوا يكتبون باأحرف الكنعانية وهنا نستنتج بأن حتى التاريخ الأرامي الذي بين أيدي الباحثين الاراميين الأن ليس من كتابات الأراميين وليس الأراميين من صنعوه كتابيا
وفي موضوع إنتشار اللغة الارامية في بلاد أشور وحلولها مكان اللغة الاكادية فالملك سركون الثاني منع الاراميين من التكلم بلغتهم حيث يذكر البروفيسور " راغوزين " في كتابه ( آشور ص 289) يقول الملك المعظم  سركون : باسم الإله آشور وبقوة ساعدي سبيتهم وأمرتهم بالتحدث بلغة واحدة آشورية . حيث منع الملك المعظم سركون الثاني الارامين بالكتابة باللغة الارامية وأما ما أنتشر منها فهو المقتطف من اللغة الأكادية الآشورية باإضافة إلى أن اللغة الارامية التي دخلت الى بلاد أشور كانت من جذور اللغة الأكادية الآشورية فلم يتداولوهاالآشوريين في محافلهم الإجتماعية مطلقا " كما يذكر الأستاذ آدم هومه :" إن البابليين والآشوريين لم يتداولوا اللغة الأكادية في محافلهم الاجتماعية مطلقا وإنما أستبدلوا فقط الحرف المسماري بالقلم أو الحرف الارامي " الكنعاني " كما فعل من بعدهم بأجيال الأتراك الذين أستبدلو الحرف العربي بالحرف اللاتيني وبقيت لغتهم تركية خالصة وكذالك الايرانيون الذين يتكلمون اللغة الفارسية ويكتبونها بالحرف العربي.
أنتشرت اللغة الارامية الأكادية في معظم الشعوب السامية فأستعملوها العرب واليهود وغيرهم فأستعملها الآشوريون لسهولة التعاملات التجارية مع الشعوب الأخرى ولكونها لغة متفرعة من لغتهم الأم الأكادية فكان التكلم بها هو إسترداد لما قدموه للشعوب التي لم تكن تملك لغة كاملة تساعدهم على التعاملات الاجتماعية مع الجيران الجدد  فتداولها الأشوريون والبابليين  ولكن اللغة الرسمية للدولة بقيت اللغة الأكادية كبيهيستون ونقش رستم .
_ اللغة الآشورية الحالية " السواداية المتداولة في أورمي والموصل وجبال أشور شمال العراق والخابور "وتدعى الأشورية الحديثة أو الطاهره هذه اللغة ليست وليدة أي لغة وإنما هي وبكل خصائصها الذاتية والنقية هي وليدة الأشورية الأكادية وبعد أن أسترجعت من الارامية ماقد منحته لهم في بداية نشأة اللغة الارامية الأكادية والتي هي ذاتها اللغة الأشورية الأكادية
يكتب مار توما أودو حقيقة " اللغة الأشورية التي ولدت منها اللغة السواداية "
ونتيجة لأنتشار اللهجة الأرامية للغة الأكادية بين الشعوب كون الاراميين كانو منتشرين بين الشعوب أستعملت هذه الهجة كلغة أرامية كلاسيكية لما تملك من مسطلحات أكادية سلسة منتشرة ومفهومة لدى العديد من الشعوب ومن هنا نجد ان الاراميين لعبوا دورا مهما في نشر اللغة الآشورية الأكادية بين الشعوب وتداولوها ونشروها بكل ما يملكون من مجال في التعاملات التجارية ووالإجتماعية
وفي النهاية اللغة الآشورية الحديثة هي وليدة الآشورية الأكادية بدمج لهجاتها وإضافة مسطلحات جديدة تواكب تطور الزمن والتقنية وإستنادا إلى المعاجم الأشورية
 تحفظ اللغة الآشورية من خلال تداولها بين الشعوب الآشورية الحالية وفي كتب الكنيسة الشرقية الآشورية التي تحتوي اللغة الأشورية الأكادية واللغة الآشورية الحديثة وتحفظ أيضا من خلال اللهجات التي تتحول إلى لغات في الطوائف الآشورية الأخرى كاللغة السريانية الحبيبة بفرعيها اليعقوبي والشرقي .
أبو كشتو