المحرر موضوع: من أنتخب؟ ولماذا؟  (زيارة 1733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف شكوانا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من أنتخب؟ ولماذا؟
« في: 19:11 17/02/2010 »
من أنتخب؟ ولماذا؟
يوسف شكوانا
     لا يشك أحد بأهمية الانتخابات العراقية القادمة التي ستحدد أعضاء البرلمان العراقي للسنوات الاربعة المقبلة وبما يخص شعبنا الكلداني الاشوري السرياني فلا تقل أهميتها خاصة في هذه المرحلة التي ستحدد العديد من الامور الوطنية والقومية؛ وبألقاء نظرة للانتخابات السابقة ونتائجها التي يعاني البلد منها يكاد العراقيون يجتمعون على أن ما يحصل اليوم يعود سببه الى الناخب الذي كان معياره في الاختيار الاسس الخاطئة في مثل هذه العملية؛ فانتخب على أساس المذهب والقومية والعشائرية دون أعتبار للمصلحة الوطنية وانتخاب الشخص المناسب وهكذا لا يزال يدفع الثمن فهل ستتكرر تلك الاخطاء في هذه الانتخابات؟
بما يخص شعبنا فالحالة لا تختلف عن الحالة العراقية بصورة عامة؛ وبنظام الكوتا التي خصص خمسة مقاعد لشعبنا تتنافس عليها العديد من القوائم وفي الوقت الذي اهنئ الفائزين بجدارة أدرج أدناه بعض المعايير المهمة التي اراها ضرورية كمقاييس في الاختيار ولا بد ان يكون لكل ناخب معاييره الخاصة يعتمد عليها لانه أساس العملية الانتخابية وبدون صوته لا يستطيع المرشح أن يحقق شيئا واتمنى أن تكون معايير الناخب مبنية على أسس حضارية نابعة من المصلحة الوطنية والقومية لا ان تكون مبنية على أسس متخلفة يندم عليها وقت لا ينفع الندم. بأمكان الناخب عمل جدول بقوائم شعبنا من جهة والمعايير التي يعتبرها مهمة في الاختيار من جهة أخرى كي يتوصل الى منح صوته للذي يحصل على اعلى درجات؛ أنني شخصيا اعتبر المعايير التالية اساسا مهما في الانتخاب والذي يختلف معي فيها ما عليه الا تغيير بعضها أو كلها ويتحكم الى عقله وضميره:
1 أن يكون مؤمنا بوحدتنا القومية كالغالبية العظمى من شعبنا؛ يرفض الانقسام بكافة أشكاله وهذا لا يتطلب سوى العودة الى تاريخنا وعيش واقعنا والعمل بوعي من أجل مستقبلنا ورغم كل هذا الا أن البعض لا زال متمسكا بمرض الانقسام الذي لا يقبله العقل ولا المنطق كما لا يمكن أن يكون لمصلحة شعبنا وتطلعاته المستقبلية؛ وعن موضوع الوحدة والانقسام قال شعبنا كلمته أكثر من مرة في كل الانتخابات التي جرت الا أن مصالح البعض الشخصية تتجاهل ارادة الشعب وبالمقابل فشعبنا يتجاهلهم في الانتخابات. فهل يتحمل شعبنا المزيد من الانقسامات وقد وصل الى الحالة التي يصعب تحملها؟
2 الكفاءة والامكانيات: أن عضوية البرلمان ليست نزهة أو مجرد كرسي وراتب؛ خاصة في ظروف العراق الحالية فأمام العضو القادم المزيد من المسؤوليات الشاقة؛ لذلك فالمطلوب منه أن يكون كفوءا وقادرا على العمل من أجل تحقيق رغبات ناخبيه الذين منحوه ثقتهم بالتصويت له وهذا يتطلب الامكانيات الذاتية والاستعداد للتضحية وهكذا نستطيع القول ان عضو واحد فعال خير من عشرة خاملين أو على الهامش. وعضو واحد يشغل المقعد خير من عشرة يتركون مقاعدنا شاغرة.
3 الموقف من لغتنا: من أهم ثمار تشكيل حكومة اقليم كوردستان والخاصة بشعبنا كان قرار التعليم بلغتنا السريانية العريقة والذي بدأ تطبيقه بداية عام 1992؛ لقد كانت حقا تجربة عظيمة وصعبة تطلب أنجاحها الكثير كالايمان والمال والتضحية والعزيمة وغيرها وبعد عام 2003 كان القرار بتعميم التجربة على عموم الوطن؛ وفي الحالتين او بالاحرى الحالة الواحدة يعرف شعبنا المواقف المختلفة من هذا المشروع التاريخي العظيم واصحاب كل موقف؛ أحد هذه المواقف كان ولا يزال محاربتها تحت شتى الذرائع وموقف اخر هو موقف المتفرج الخجول اما الثالث فهو دعمها بكل قواه واصراره على أنجاحها.  فبأي أيدي أضع مطمئنا لغتنا العريقة؟
4 الحضور الدائم مع شعبنا في مختلف الظروف والاستعداد للتضحية: تتراوح طبيعة العمل السياسي بين الاستعداد للتضحية بالنفس وهي أسماها واصعبها وبين اجتماعات القاعات المكيفة وهي أسهلها؛ فالنوع الاول لا يسلكه الا المؤمن بالقضية التي يناضل من اجلها وفي ظروف كالتي مر بها العراق؛ من منٌا لا يعرف العديد من امثال هؤلاء من احزاب مختلفة؛ أما النوع الاخر فيظهر عند زوال الخطر يحاول أن يكسب على الحاضر وتراه لا يظهر الا وقت الانتخابات أو وقت المناصب؛ والاغرب أن يقتصر أعتماد المرشح على اصوات الخارج متوهما أن مقاييس شعبنا في الخارج تختلف عن الوطن لبعدهم عن الساحة ألا أنها في حقيقتها داعمة للذين يعيشون فيه بحلوه ومره؛ وهل يتوقع أن يقدم هكذا مرشح شيئا لشعبنا في حالة فوزه أم أنه سيزور الوطن يوم أستلام الراتب فقط.     
5 السيرة الذاتية: من المعروف أن لكل مجال حدوده الخاصة والمجال السياسي لا يختلف عن غيره أذ هنالك حدود للخلافات والاختلافات وحتى للعداءات؛ ألا أن البعض من المحسوبين على السياسيين لا يعترفون بأي حدود عند محاربة من يعتبرونه خصمهم؛ فلقد أدٌى الحقد الاعمى لدى البعض الى أزالة كل الحدود والقيم الى درجة يحاول البعض بنفاقه الى الايقاع ببني أمته مع الاخرين بكتابة المقالات أو تسجيل الاصوات وتقديمها للاخرين بعد تقطيعها املا تحقيق غايته؛ من الغريب أنه سابقا كان البعض يفعل ذلك بصورة سرية وعندما ينكشف أمر أحدهم ينبذه المجتمع أما هؤلاء فلا يهمهم المجتمع وما يقوله عنهم وعن تنظيمهم ما دام فعلهم هذا يخدمم مصلحتهم الشخصية. ومهما قيل عن هذا الاسلوب فأنه دليل ساطع على الافلاس السياسي. فهل يقبل شعبنا أن يمثله من قلبه ملئ بالحقد والكراهية على بني أمته؟ 
6 الحيادية في المواقف: لا يختلف اثنان على أن ظروف الوطن غير مستقرة وهو مقبل على الكثير من التغيرات سواء بالطرق الدستورية السلمية أم بصراعات مختلفة الانواع وفي كل الاحوال فالفئات الصغيرة عدديا تصيبها افدح الاضرار بصراعات الغير فكم بالاحرى شعبنا في العراق بصورة عامة وفي سهل نينوى بصورة خاصة؛ أن تجارب الماضي والواقع الحالي يثبت أن مصلحة شعبنا ليست الا بالوقوف موقف الحياد من مثل هذه الصراعات كي يتجنب النتائج المستقبلية فالموقف المحايد لممثلينا في أقليم كردستان حيال الصراع الكوردي الكوردي جنٌب شعبنا في المنطقة مصائب وويلات من الصعب تحديد نوعها ودرجتها لو حصلت لا سامح الله؛ فالفرق شاسع بين أن نكون عنصر سلام أم أداة حرب؛ فلا حياة لشعبنا في وطنه الا في سلامه وأمنه واستقراره؛ الا أن البعض لا يتعلم من وقائع التاريخ أم أن مصالحه الشخصية هي فوق كل الاعتبارات لذلك لا يهمٌه زجٌ شعبنا في صراعات محسومة النتائج .     
7 القرار المستقل: مهما أدعى التنظيم أو الشخص من أخلاص لشعبه الا أنه يفقد مبرر وجوده أذا فقد استقلاليته ويدخل خانة الذيلية والتبعية؛ فهل بأمكان التابع أن يقف ألى جانب قضية شعبه أذا أختلفت مع موقف المتبوع؟ أن التجارب الحديثة ترينا أن التنظيمات التي ليست صاحبة قرارها تستمر لفترة محددة بحسب ما يخططه سيدها وما يقدمه من عوامل لاستمرارها الوقتي وبزوال المبررات تتلاشى وتزول؛ أن التعرف على طبيعة كل قائمة من هذا الموضوع ليس بالامر الصعب على شعبنا فهو يعرفها جيدا. وهل نتحمل تكرار تجربة غياب تمثيل شعبنا في مجلس محافظة نينوى.
8 الثبات على الخط: أن الفائز بالانتخابات سيشغل المقعد البرلماني للسنين الاربعة التالية ومن حق الناخب أن يكون لديه تصورا واضحا عن سيرة الفائز وهنا أمام الناخب الاختيار بين صاحب الخط الثابت المتمسك بثوابت معينة لا يتنازل عنها وبين من يتغير مع فصول السنة ويتجول بين التنظيمات من اقصى اليسار الى أقصى اليمين من أممية ووطنية وقومية بكافة أشكالها ثم الطائفية؛ وكأنها محطات يقف في كل منها بحسب ما تمليه مصلحته الشخصية؛ فمثل هذا الشخص هل سيعتبر غريبا أذا تحول 16 مرة خلال سنوات عضويته البرلمانية الاربعة؟
9 الذي تنطبق عليه شروط التنظيم: الذي ينظر الى تنظيمات شعبنا يرى العجائب في بعضها فالمعروف أن للتنظيم مقومات أساسية كالبرنامج والمنهج والنظام والاعضاء قيادة وقواعد وغيرها من الاسس الا أن ما نراه في شعبنا أن بعض تنظيماته تفتقر الى معظم أو كل مستلزمات التنظيم ولا يملكون الا الاسم الرنان كالكثير في الخارج واقل منها في الداخل فمثل هذه التنظيمات لا تتطلب سوى عشرة أشخاص نصفهم يجيدون الكتابة في الانترنيت والنصف الاخر له امكانية مالية؛ فبسهولة تتمكن هيئة تحريرجريدة أو لجنة أذاعة أو مجموعة مدعومة من شخصية حكومية أو دينية أو مليونير تشكيل تنظيم من هذا النوع, ولا أطيل في هذه النقطة كي لا أذكر حالة السخرية التي وصلها البعض خاصة في الفترة الاخيرة؛ هذا يطرد ذلك وذلك يفضح هذا واخر شخص واحد كان لجنة محلية واصبح فرعا وهكذا. 
10 النظرة الوطنية والقومية الشاملة وليس النظرة الحزبية الضيقة: أن شعبنا يعرف تنظيماتنا جيدا في هذا المجال من عمل ويعمل مع الاطراف الوطنية العراقية ونضاله من أجل تحقيق اهداف شعبنا الوطنية والقومية ومن لا همٌ له سوى الكعكة وقد وصل مستوى البعض الى المجاهرة بها. فهل نأمل  من هذا النوع أن يعمل من أجل شعبه أم من أجل الكعكة أينما كانت.