المحرر موضوع: الآشورية كصفة (قومية) .. وحدث العاقل بما يعقل ؟!!  (زيارة 3234 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Amer Hanna Fatuhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 124
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الآشورية كصفة (قومية) .. وحدث العاقل بما يعقل ؟!!



قد يبدو العنوان قاسياً بعض الشيء ، لكنها قسوة مطلوبة ومستوجبة ، ذلك أنني لا أؤمن مطلقاً بنظرية (المساومة) مهما كانت الأعذار والحجج قوية ومربكة ، بخاصة وأن أية مساومة : (عادة ما تبدأ بتنازلات صغيرة) !
بالنسبة لي أقولها وبمنتهى الوضوح : أنا (أؤمن بأن العراقيين الناطقين بالسورث أينما كانوا هم (شعب قومي واحد) بتسمية قومية واحدة ، لكنني لا أؤمن بوجود شعب قومي واحد بثلاث تسميات قومية) ، لأن هذا ما لا يقبله عقل أو يرتضيه المنطق .
ولأننا شعب واحد (سواء أقتنع البعض بذلك أم لم يقتنعوا) ، فأنني لا أقبل لا بالمجاملة على حقيقة (إنتمائنا القومي الكلدي) ولا بالمساومة على الوقائع التاريخية لشعبنا الكلدي الواحد بمختلف طوائفه وتسمياته المتداخلة قومياً وطائفياً وإقليمياً .

الحقيقة ، أن ما يدفعني اليوم لكتابة هذا الموضوع هو حالة (الدهشة المشوبة بالقرف) التي لا بد وأن تصيب أي قارئ متابع لما ينشر على هذا الموقع الجماهيري بصدد التسمية الإقليمية البائدة (الآشورية) ومحاولات تحميلها من قبل بعض الواجهات المسيسة بما ينفيه المنطق العلمي وتتجاوزه البينات التاريخية ، أما مبرر هذه الدهشة وهذا القرف ، فهو لكوننا بعد سبعة أعوام من أنطلاق هذا الموقع الرائد والعديد من المواقع ذات الهم القومي ، بمعنى بعد سبع سنوات من الحوار الذي يتوزع ما بين النقاش الرصين المتحضر وبين المهاترات اللامجدية ، فأننا ما زلنا نطالع مقالات متشجنة (لبعض الموهومين بالقومية الآشورية) ، وكمثال على ذلك ، أشير إلى ما كتبه مؤخراً السيد سام شليمون تحت عنوان (الآشورية وسام شرف على أعناقكم) ، والذي أتمنى من موقع عنكاوا أن يحافظ عليه (رغم هزالته وإفعامه بالتجاوز المرضي -من كلمة مرض- على أبناء الأمة الكلدانية ومثقفيها وبشكل سوقي) وكذلك ما كتبه السيد نضال زيا كابريال حول دعابة (اللغة الآشورية) ، وبالمناسبة لم يعرفنا كاتبنا الأكاديمي هذا بماهية تخصصه العلمي (الأكاديمي) ؟!!
وعوداً على بدء ، فأن الغاية من دعوتي لحفظ هذا المستوى الضحل من الكتابات وأقصد هنا تحديداً (نمط كتابة السيد سام شليمون) ، فذلك من أجل أن يدرك القراء مدى الدرك الذي أنحدر إليه (دعاة القومية الآشورية الباطلة) بعدما تكشفت للقاصي والداني أباطيلهم المغلفة بشعارات الأخوة المسيحية والوحدة المعلبة في دكاكين السياسة المعروفة الولاء والإرتماء  .
لذلك أقولها اليوم وعن يقين راسخ ، بأن العديد من الواجهات السياسية التي أنطلت عليهم لزمن (أوهام الثقل الآشوري) في وطننا الأم ، صاروا اليوم يدركون تماماً بأنهم (إنما كانوا يراهنون على حصان خاسر) ، لكننا أيضاً ما زلنا نرى (بسبب غياب التنسيق الكلدي) تواصل (تجاوزات غير منطقية بحق الكلدان) ، ولعل خير مثال على ذلك الحقائب الوزارية التي منحتها حكومة إقليم (كوردستان العراق) مؤخراً لمن لا يمثلون الكلدان ، وهذا في تصوري إنتقاص (لا يغتفر) من ناحية ، ومن ناحية ثانية تؤكد مثل هذه (الفرمانات) عدم جدية قيادات الكورد لتجاوز أخطاء الماضي والإعتذار من الكلدان عن عقود من التصفيات العرقية والدينية وبقية التجاوزات الموثقة التي طالت أبناء شعبنا على يد الأغوات والمهوسين (بالقوانين العمرية) منذ مطلع القرن السادس عشر للميلاد .

عموماً ، أن هذا الموضوع الذي وعدت القراء بكتابته مؤخراً والذي يندرج في باب (حدث العاقل بما يعقل) ، ليس الهدف منه الرد على كتابات سائبة ككتابات السيد شليمون تلك التي  يمكن لنا تشبيهها بمثل ( ريح في شبك) ، كما أن هذا الموضوع ليس الغرض منه الدخول في جدالات عقيمة مع الرهط المنحاز (لسبب أو لآخر) إلى التنظيمات الآشورية المتسيدة للمسرح السياسي لأخوتنا الآثوريين و (التي نعرف تاريخها جيداً) ، وبخاصة هؤلاء الذين لم يكترثوا في يوم من الأيام لا بمصير شعبنا الواحد ولا بوحدة وطننا الأم (بيث نهرين) .
أن أسماء من نوع سرجون داديشو ويونادم كنا وجاكلين قوسن زومايا الذين يسعون بين حين وآخر (وعن جهل مطبق) للإنتقاص من الكلدان ، إنما تؤكد مساعيهم الخائبة تلك ، بأنها ليست بأكثر من بلية على أصحابها ، وقديماً قيل (شر البلية ما يضحك) .

ولكي لا يستعرض عليّ بعض الكتاب (الفطاحل) من أخوتنا الآثوريين بعد الإنتهاء من قراءة هذا الموضوع مهارتهم في (فن الشتيمة) وتوجيه (التهم الجاهزة) التي تلقن لهم في (دوراتهم الحزبية التثقيفية) ، وهيّ بالمناسبة الشيء الوحيد الذي (يحسنون ممارسته) ضد كل من يرفض أباطليهم ويؤمن بقدره الكلداني ، فإنني أورد لهم هنا نبذة موجزة عني من أجل الإطلاع فحسب .
أنا عامر بر حنا جونقا بر فتوحي لبيبا بر شندخ بريخا من ماثا دبخديدا (السرياني الطقس - الكلداني القومية) ، ولدت وأموت مستقلاً ، درست هندسة الطيران والفن التشكيلي وتاريخ وادي الرافدين أكاديمياً ، مارست وما أزال الفن التشكيلي والنقد الفني وكتابة الدراسات التاريخية منذ أواخر عقد السبعينات . أسست (في العراق) عام 1986م (جماعة أفق) التي أصدرت بيانها التحريضي الشجاع (أتبع حلمك) الذي تبرأ فيه أفراد الجماعة من أية صلة تربطهم بثقافة ومعايير الحكم المقبور في العراق ، مثلما تبرأنا فيه من أية معايير تلغي إنسانيتنا وتفرض علينا ثقافات مرفوضة ، وقد نشرت مقاطع من هذا البيان في الصحف العراقية ونشرته أيضاً بعض صحف الدول الناطقة بالعربية وكذلك تم نشره في الصحف التي تنشر باللغة العربية في أوربا (بديباجته الكاملة) .
أكدت منذ مطلع عقد الثمانينات المنصرم من خلال الصحف والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية التي كانت تجرى معي على (هويتي القومية الكلدية) ، وبينت رفضي القاطع للمعايير العروبية المفروضة على العراقيين ، سواء في وسائل الإعلام المحلية أو الدولية التي توزع في العراق ، وذلك (إبان تواجدي في العراق وفي العاصمة بغداد تحديداً) وليس على الجبال أو عبر الأطلسي كما قد يتوهم البعض .
منحت شرف حكمي بالأعدام لثلاث مرات مع سحب جنسيتي العراقية (هذه الأحكام موثقة في الصحف العراقية وصحف المعارضة ومقر منظمة العفو الدولية) ، ناهيكم عن العديد من الإعتقالات والتحقيقات في الدوائر الأمنية والإستخبارات العسكرية (الشعبة الخامسة) ، ولم أدع أو في نيتي الإدعاء يوماً بأنني مناضل أو غير ذلك من مفردات رنانة ، ذلك أنني كنت وسأبقى مجرد (مواطن عراقي كلداني) يؤمن بقدره في الرسم ، وقدرته على المشاركة مع أخواته وأخوته  من المثقفين الكلدان وغير الكلدان (كل في مجال تخصصه) من أجل تنوير أبناء وطننا الأم والعالم بمكانة سكان العراق الأصليين (الكلدان) ضمن النسيج العراقي المتآخي .

للعلم أيضاً ، فأنني لست ملزماً في موضوعي هذا أن أثبت قومية أبناء الأمة الكلدانية التي غبار عليها ، فقد كتبت عنها ولسنوات ما يفي هذا الموضوع حقه ، ولا جدوى من تكرار وإعادة ما سبق نشره ، والذي لن يعني إلا تبديد الجهد والوقت الثمينين ، كما أنني قد تناولت (كلدية أهل بابل) وأنتشارهم في وطننا الأم من خليج الكلدان حتى أعالي الجبال المحيطة بسهل نينوى ، وذلك بشكل تفصيلي في الجزئين الأول والثاني من كتابي الموسوم (الكلدان .. منذ بدء الزمان) ، وليس عندي ما أضيف لما ذكرته في كتابي شبه الموسوعي ذاك (400 صفحة مدعمة بالوثائق والبيانات الآثارية والكتابية ، علاوة على المخطوطات والمرتسمات النادرة) ، وللعلم أيضاً ، فقد قمت في الجزء الثاني من كتابي ذاك بدحض كافة الإدعاءات الباطلة (التي يتمشدق بها علينا دعاة الآشورية الخرافية التي لا طائل من ترديدها اليوم أو من عملية إجترارها الخائبة مستقبلاً) ، وذلك من خلال الفصول التالية من الجزء الثاني للكتاب :

إستساغة الوهم

- الإله الأجنبي الآسيوي آشور

- الثرى والثريا بين الشوباريين بناة مدينة آشور والعموريين البابليين مؤسسو دولة آشور

 تصويب لمغالطات

- إدعاءات ومغالطات مبرمجة

- إدعاء أن الكلدان طائفة حسب !

- إدعاء أن كلدان اليوم ليسوا كلدان الأمس ، أما الآثوريون فهم أحفاد آشوريي الأمس !

- إدعاء أن الكلدان لم يكونوا شعباً وإنما كهنة وسحرة وعرافين !

- إدعاء أن الكلدان قد حكموا وادي الرافدين لفترة لا تتجاوز ثلاثة أرباع القرن !!

- إدعاء أن مسيحيي (دشتا وطورا) ليسوا كلداناً لأنهم يسكنون فيما كان يسمى قديماً إقليم آشور !!

- إدعاء أنقراض الكلدان بعد سيطرة المسلمين على وادي الرافدين

- إدعاء أن منجزات جيش دولة آشور المنقرضة هي منجزات قومية

- إدعاء أن شمور آمات / شميرم -Shummuramat- آشورية قومياً

- إدعاء أن العهد القديم يصلح ككتاب مدرسي في التاريخ

- إدعاء أن مصطلح علم الآشوريات -Assyriology- يؤكد آشورية وادي الرافدين

- إدعاء أن أستخدام الباحثين لعبارة (اللغة الآشورية) يثبت قومية الآشوريين !!

- إدعاء أن إقليم الشمال كان يسمى آشور منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا

- إدعاء أن السريان والآشوريين / الشوباريين شعب واحد !

- إدعاء تعذر معرفة أصول الناطقين بالسورث إلى بابل أم آشور ؟

- كلدانية الدم المسفوح على الصليب لخلاص العالم

- التاريخ السلالي لإقليم شوبارو / آشور -Shubaru- ودحض الوهم الآشوري

- الخلاصة .. إشكالية التسمية المزدوجة كلدو آشور

فذلكة تاريخية :

من المعلوم لدى المختصين اليوم ، بأن العراق القديم شهد حضارة واحدة متكاملة أساسها (وسط وجنوب العراق - الإقليم البابلي / شومر وأكد) ، ومعلوم أيضاً أن بابل لم تكن في يوم من الأيام تعني مصطلحاً قومياً وأنما اقليماً وبمعنى آخر (وطن أو بلاد) ، وهذا (ما ينطبق تماماً على اقليم آشور) الذي لم يكن ليعني في يوم من الأيام غير مفهوم (الإقليم) . مع ذلك لنفترض أن كلتا التسميتان إنما تعنيان مفهوماً قومياً . هنا ينبغي لأي أنسان عاقل أن يطرح على نفسه السؤال التالي : (لماذا أذن لا يعتبر مثقفو الدكاكين السياسية الآشورية -التسمية البابلية- بمثابة تسميتهم القومية لكونها التسمية الأعرق بحسب المصادر التاريخية والمصادر الكتابية -Biblical-) التي تؤكد أقدميتها ؟
وإذا ما كان جواب الأكاديميين الآثوريين من مؤرخين وآثاريين الذين نوجه لهم (تحديداً) أسئلة هذا الموضوع - سيتم تشخيصهم لاحقاً - هو (الصمت المطبق) !! .. فأن السؤال الآخر هو : ترى من أسس الدولة الآشورية ومتى ، ومن أي موطن وفد سكان تلك الدولة البائدة ، وبالتالي ، ما هيّ أصولهم العرقية ؟
للإجابة على هذه الأسئلة التي أنا مؤمن تماماً ، بأن الأكاديميين العراقيين الرصينين يعرفونها اليوم جيداً ، وذلك في ضوء مكتشفات العقود الخمسة الأخيرة ، التي أورد موجزها على النحو التالي ، (علماً بأن مفردة الساميين التي أبتدعها شلوتزر ومفردة الأكديين نسبة للعاصمة أكد) إنما تعني هنا الشعب الرافدي غير السومري الذي سبق السومريين في إستيطان مدن وسط وجنوب الرافدين منذ 5300 ق.م ، وهيّ ذات المدن التي عرفت تاريخياً بأسم مات كلدو وبشكل أوسع بابلونيا :
1- سكن السومريون شمال العراق في عصور ما قبل التاريخ مؤسسين مستوطنات زراعية لا تعرف أسماؤها لعدم توفر عامل التدوين ، فيما سكن أسلاف الكلدان الأوائل (الساميون - الأكديون القدماء) في المدن التاريخية الأولى لجنوب ووسط الرافدين منذ الألف السادس ق.م .
2- توحيد البلاد (وسط وجنوب وشمال العراق القديم) لأول مرة في التاريخ في عهد ميشالم الكلدي (السامي-الأكدي) ملك كيش بحدود 2550 ق.م .
3- تعرض سكان الشمال الأصليين (السومريون) لضغوط مزدوجة أساسها زيادة في السكان تناسبت عكسياً مع المحصول الزراعي ، إضافة إلى التسرب المستمر للأقوام الهندوأوربية منذ منتصف الألف الرابع ق.م والتي أنتهت عهدذاك بالهجرة الشوبارية الكبرى في حدود 2300-2250 ق.م ، حيث (أقام الشوباريون الأجانب مدينة آشور على مستوطن زراعي سومري) وأستخدموا اللغة السومرية وبنوا معبداً لإلاههم الجبلي آشور (لأول مرة في التاريخ الرافدي) وذلك على أساس معبد مخصص للإلهة إنانا / عشتار في عهد الشيخ البدوي الشوباري (أوشبيا) في حدود (أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الأول ق.م) .
4- السيطرة الإبلية على إقليم الشمال (إيبي سيبش أبن الملك إبريوم)
5- أكد (مدينة ضاحية بابلية) توحد البلاد ثانية ، ثم تقرض مملكة إيبلا (تأسيس أول إمبراطورية في التاريخ) على يدي العاهل الكلدي إمبراطور أكد (شروكين / سرجون الكبير)
6- ثورة أوتوخيكال ضد الغزاة الكوتيين ، عودة السيطرة السومرية (سلالة أور الثالثة)
7- بابل (المركز) وترسيخ السلطة الشرعية في وسط البلاد (بابل وضاحيتيها كيش وأكد - دور شروكين الأولى-)
8- البابليون يتمركزون بكثافة في مدينة (آشور الشوبارية) ، إنفصال إقليم الشمال ونشأة الدولة الآشورية على يد العاهل البابلي (الملك شمشي أدد الأول) 1813- 1781 ق.م ، تعميم إستخدام لغة أهل بابل والقلم البابلي . إستخدام شمشي أدد الأول (البابلي الأصل) بصفته أول ملك مستقل لإقليم الشمال اللقب الأكدي -Shar kishat matati- ملك جميع الأقطار وكذلك اللقب الأكدي -Shar kishshati- بمعنى ملك العالم المستمد من (معنى مدينة كيش البابلية) والذي يؤكد بأن بابل هيّ المصدر الشرعي للملوكية .
* الحلقات التاريخية اللاحقة واضحة تماماً حتى لغير المختصين ، ولكونها حلقات لاحقة فليس هنالك ثمة من داع لتناول تفاصيلها .
المهم هنا أن (مملكة آشور) لم يؤسسها آشوريون (نزلوا فجأة من السماء أو خرجوا على حين غرة من ثقب في الأرض) كما يحلوا لدعاة القومية الآشورية الخرافية الإيحاء بتجذرهم وإضفاء صفة القومية عليهم ، وإنما أسس ذلك الإقليم (المملكة) بابليون (أستخدموا لغة أهل بابل والقلم البابلي) وبالمعنى المعجمي القديم (لغة وقلم أكد) ، كما أن هذه المملكة الحديثة النشئة آنذاك (أشور) لم تتأسس في (العام الوهمي 4750 ق.م) كما يجيء في تأرخة أعداد صحيفة آشوريون ، وهو ذات (التاريخ الخرافي) الذي يحتفل فيه مدعو الآشورية (برأس السنة الآشورية الوهمية) التي يطلقون عليها باطلاً تسمية (أكيتو) ، لأن مثل هذا التاريخ الخرافي إنما يقوم على وهم باطل ، ذلك أن (مملكة آشور قد تأسست في العام 1813 ق.م) وهو ما تؤكده الأثباتات التاريخية لمملكة آشور ذاتها ، فهل نكذب سجلات تلك المملكة ونصدق التصريحات الطنانة التي يرددها (جهابذة) دكاكين السياسة الآشورية ؟
عموماً ، أن أهم سجلات تلك المملكة البائدة التي (تدحض أوهام مدعي الآشورية وتواريخهم الخرافية الباطلة) إنما تتمثل في ثبت خرسباد -Khorsabad- وثبت الملوك المتعاصرين -Synchronistic history- ، وفي جميع الحالات فإن مؤرخي الدولة الآشورية لم يدخلوا ضمن تاريخهم السلالي الفترة الممتدة ما بين (القرن الثالث ق.م) ونهاية (القرن الأول ق.م) وهيّ فترة حكم تسيد معظمها الغزاة الشوباريين أي (ملوك الخيام الآسيويين الذين أسسوا مدينة آشور) ، وهيّ المدينة التي أعطت للإقليم وسكانه (مواطنيه) تسمية (آشوريون) الأجنبية الدخيلة ، علماً بأن المدينة -على ما يبدو- قد أستمدت أسمها من إله الشوباريين المحلي (سيد جبل إبيخ) .
أما لماذ لم يبدأ ملوك الدولة الآشورية تاريخهم إلا بالملك (شمشي أدد الأول) ، فذلك بسبب إختلاف مؤسسو دولة آشور البابلي الأصول أثنياً (عرقاً ولغة وثقافة) عن هؤلاء الغزاة الأسيويين الأجانب (الذين كانوا هم أنفسهم من عروق آسيوية مجهولة) .
وجدير بالذكر هنا ، أن العمر النظري لدولة آشور منذ تأسيسها عام 1813 ق.م حتى إنقراضها عام 612 ق.م لا يتجاوز أكثر من (1201 عاماً) ، أما عمرها الواقعي إذا ما قمنا بحذف سنوات إقتطاعها الكلي من بلاد الرافدين بواسطة الخوريين (الميتانيين) والفراعنة والحيثيين ثم سنوات تلاشيها وإختفائها من المشهد السياسي جراء مرورها بفترات تاريخية مظلمة ، لوجدنا أن (التاريخ الفعلي) لتلك الدولة المنشقة عن السلطة الشرعية في بابل لا يتجاوز (299 عاماً فقط) ، وهذا التاريخ كما يعرف أي متخصص يعادل تماماً فترة حكم سلالة بابلية واحدة هيّ سلالة بابل الأولى ، وهيّ بالمناسبة سلالة واحدة من مجموع أحدى عشر سلالة بابلية ، كما أنها لم تكن أطول السلالات البابلية عمراً .
فعن أية (آلاف مؤلفة من السنين) تلك التي يتمشدق بها علينا دعاة الآشورية الباطلة ؟!!
 
ولكي أسد الطريق على هؤلاء المتطفلين على حقل التاريخ الرافدي ، فأنني ألفت عناية القراء بأن هذا الموضوع موجه أصلاً لدعاة الآشورية من (الأكاديميين في حقل التاريخ الرافدي) بشكل عام والدكتور (دوني جورج) تحديداً ، الذي رثيت له ولتصريحه غير المسؤول لصحيفة (آشوريون) ، وهو الأكاديمي الذي كنت آمل منه أن يلتزم جادة الصواب فلا يركب موجة الأباطيل والخزعبلات التي يروجها سياسيو التنظيمات التهويلية ، مثلما كنت آمل أن يكون أكثر جدية وموضوعية ورصانة من زميله المتلون الدكتور بهنام أبو الصوف (بدلالة تصريحات الأخير المتلونة وتقلب إنتماءاته السياسية) التي (يغض الطرف عنها اليوم) مناضلو الدكاكين ورجالات القرارات الوحدوية (الطنانة) ، وحري بالذكر هنا ، أنني كنت قد أشرت إلى (تصريحات الدكتور أبو الصوف المتقلبة) في مقالي الموسوم (من ثمارهم تعرفونهم) المنشور بتاريخ الخامس عشر من شهر شباط لعام 2000م على الصفحتين 8-9 من العدد الرابع لمجلة (بابل اليوم) ، كما سبق لي وأن أشرت إلى تلك التصريحات غير المسؤولة في موضوعات نشرت لي سابقاً على موقع عنكاوا .
حول تصريحات الدكتور دوني جورج أنظر الرابط ( http://ashuriuon.assyrianconference.com/10.html ) .

أما سبب (رثائي) للدكتور (دوني جورج) فكان بسبب ما ورد في الأسطر 15 - 19 من العمود السادس للقاء الذي أجري معه على الصفحة الثانية من صحيفة آشوريون / باب حوارات (العدد الأول - كانون الثاني 2006م) ، حيث ورد ما يلي : القومية هيّ كينونة الأنسان ، لا يستطيع اليوم أن يقول (أحد) أنا آشوري وغداً أنا أميركي وبعد غد أنا أنكليزي ، لأنه إذا ... (بقية الكلام جملة طويلة مفككة ومرتبكة) .
المهم هنا ، أن المقطع الأول من تصريح الدكتور جورج يؤكد بأن الآشورية مجرد (صفة إقليمية) ، لأن الدكتور دوني جورج يقارنها مع أقاليم وليس مع أعراق ، ذلك أن الأمريكان (كما يعرف القاصي والداني) هم من عروق قومية مختلفة ومثلهم الإنكليز حيث أن مفردة الأنكليز التي تعني عند العراقيين (البريطانيين بصفة عامة وسكان دولة أنكلترا بشكل خاص) ، حيث يطلق العراقيون على جميع البريطانيين وبضمنهم الويلزي والإسكتلندي والإيرلندي البريطاني كلمة إنكليزي ، وبالمصطلح الشعبي العراقي كنية (أبو ناجي) .
مع ذلك لنفترض بأن الدكتور دوني جورج قصد بالأنكليز (الإنكليز تحديداً) ، أفلا يدري الدكتور دوني جورج ما يعرفه أي مؤرخ درس تاريخ أوربا وما يعرفه أي طالب في السنة الثانية من قسم التاريخ / جامعة بغداد ، وهو أن سكان إنكلترا (الإنكليز) كانوا ذاتهم مزيجاً من (العرقين الإيبري والكلتي القديمين والعرق الإنكلوسكسوني الجرماني  اللاحق) ، والسؤال هنا : هل فاتت على الدكتور جورج (المختص في حقل التاريخ) بأن مثل هذه المقارنة الخائبة لن تكشف إلا عن (قلة المعرفة) بماهية الفروق بين المصطلحات (العرقية والوطنية) ، وذلك من خلال إعتقاده بأن تسمية الأمريكان والأنكليز هما تسميتان قوميتان ؟!! .. أم أنه قصد من خلال هذه المقارنة (الساذجة) التأكيد على المعنى الإقليمي لمفردة الآشوريين والتي تتناقض تماماً مع مقدمته (القومية) في ذلك المقطع ، مثلما تتعارض كلياً مع ما جاء في الأسطر 27 - 30 من ذات العمود ، والتي يقول فيها : (أنا أتكلم كمتخصص) وأقول بأن القومية الآشورية هيّ التسمية الوحيدة التي تجمع كل هذه الطوائف .
الحق لا أستطيع أن أقول للدكتور جورج صاحب مثل هذه (التصريحات الساذجة واللامسؤولة) غير العبارة المعروفة - أنظر أو تفكر قبل أن تثب - : (Look before you leap) .. عله يرعوي فلا يطلق الكلام على عواهنه مستقبلاً !!

مفهوم القومية (أكاديمياً)

من البديهي أن (مصطلح القومية) هو إصطلاح مستحدث أستخدم لأول مرة في الدراسات الحديثة في مطلع عقد الخمسينات من القرن المنصرم ، وتحديداً بعد إستعماله عام 1953م من قبل الأستاذ ديفد ريسمان -David Riesman- ، يعني هذا المصطلح وفقاً للدراسات الحديثة : مجموعة محددة من البشر يلتقون في عدد من الصفات المشتركة كالصفات الطبيعية -Physical Anthropology- أو الإجتماعية / الثقافية -Social Anthropology- التي تميزهم بشكل أو بآخر عن مجاميع بشرية أخرى . للمزيد حول مفهوم القومية كمصطلح مدرسي وتاريخ نشأته وتطور مفاهيمه يرجى الرجوع للفصل المعنون مدخل .. (تعريف القومية) من الكتاب الموسوم (الكلدان .. منذ بدء الزمان) . ما يهمنا هنا أن (صفة القومية) تتطلب توفر عامل أو أكثر من عدة عوامل رئيسة وأصيلة هيّ :
1- الجذر العرقي (مسقط الرأس الواحد)
2- اللغة الأم ومسار تطورها الطبيعي
3- الثقافة الأصلية

فتعالوا هنا لنرى هل تتوفر في مدعي التسمية الآشورية الحالية (التي باركها الدكتور دوني جورج) ولو صفة واحدة من الصفات الآنفة الذكر :

1- الجذر العرقي (مسقط الرأس الواحد) :
تتفق البيانات الكتابية (Biblical) مع المدونات التاريخية للمملكة الآشورية  كتسجيلات اللمو الآشورية المعروفة بأسم ثبت خرسباد -Khorsabad- وأثبات ملوك آشور -The Assyrian King-List- وكذلك أثبات الملوك المتعاصرين -Synchronistic King-Lists- على أن بابل هيّ منبع الهجرة نحو إقليم الشمال ، كما أن الإقليم البابلي كان بطبيعة الحال منبع التهجيرات الكلدية اللاحقة ، وفي كلتا الحالتين فأن (بابل هيّ مسقط رأس) من كان يطلق عليهم قديماً تسمية الآشوريين نسبة لمملكة آشور في إطار حدودها الرافدية التاريخية ، وتتفق المدونات الكتابية والآثارية على أن مدن نينوى العاصمة الكبرى للإقليم وأرك (أورهوي / أورفا) المدينة المتمسحة (المسيحية) لاحقاً ، قد بنيت وسكنت من قبل البابليين .
فإن كان مدعو القومية الآشورية يعتقدون بأن (المصطلح الإقليمي آشور) هو (مصطلح قومي) ، أليس من الحري بهم أن يستخدموا المصلح الإقليمي الأقدم (بابل) الذي تؤكد البيانات الكتابية والمدونات الآثارية أسبقيته ومرجعيته الشرعية كمصطلح (قومي) أيضاً ، أم أن السلم (الدرج) في تصورهم يبدأ من منتصفه ؟!!
عموماً ، ما يهمنا هنا هو تأكيد ، أن (إقليم بابل) وليس إقليم آشور هو (مسقط رأس سكان مملكتي بابل وآشور) .

2- اللغة الأم :
تتفق جميع المصادر الأكاديمية على أن ما يطلق عليه اليوم خطأ تسمية اللغة الآشورية أي (لهجة مملكة آشور الأكدية) هيّ في الواقع لغة أهل بابل (شومر وأكد) ، وهيّ اللغة التي أسماها كتبتها القدماء في قواميسهم القديمة باللغة الأكادية (أكدية بحسب الكتاب المقدس) . ومعلوم لدى المختصين جميعاً ومنهما الدكتورين أبو الصوف وجورج بأن مصدر هذه اللغة هو (مدن وسط وجنوب العراق القديمة) ، وهيّ مدن كيش وبابل وسيبار في وسط العراق ومدن أريدو وأور وأوروك في جنوب العراق (قبل الهجرة الشومرية) . والحقيقة الناصعة الأخرى التي لا يجهلها أي أكاديمي عراقي متخصص في مجال التاريخ الرافدي ، هو أن ما يطلق عليها تسمية (اللغة الآشورية القديمة) إصطلاحاً هيّ (لهجة هجينة) لم تستخدم مطلقاً في وادي الرافدين ، وإنما تم إستخدامها حصراً في (بلاد الأناضول) .

3- الثقافة الأصلية :
تتفق المدونات الآثارية على أن إقليم الشمال بقي متخلفاً برغم إرتباطه لغوياً وسكانياً وإدارياً بالسلطة الشرعية في الإقليم البابلي ، أما سبب تخلفه الدائم فقد كان بسب أقتطاعه ولقرون عديدة من وادي الرافدين وضمه للمملكتين الميتانية والحثية التي سربت إلى الإقليم ثقافات أجنبية آسيوية لا ترتقي إلى مستوى الثقافة البابلية الراقية عصرذاك .
وبرغم تلك التأثيرات والشوائب الأجنبية ، فقد عاد الإقليم ثانية إلى حضيرة الثقافة البابلية الراقية على عهد توكلتي ننورتا الأول 1243-1207 ق.م مروراً بعهد شمورآمات (الكلدية) التي يعود لها فضل ترسيخ بابلية آشور ، وذلك أثناء ممارستها لمقاليد الحكم مع زوجها (شمشي حدد الخامس) حيث راحت تؤكد على أولوية اللغة البابلية الحضارية بعد إستصدارها إرادة ملكية بذلك ، وإليها يعود الفضل في ترسيخ عبادة أبن كبير الآلهة البابلية (مردوخ) الإله البابلي (نابو) إله الكتابة والمعرفة ، حيث راح يزاحم (آشور) الإله الشوباري الأجنبي ، ويذهب إلى هذا العديد من المؤرخين ، وهو ما تؤكده جوان أوتس على الصفحة 192 من كتابها الموسوم (بابل .. تاريخ مصور) حيث تقول : (أستمرت السيطرة الثقافية البابلية حتى في ذروة القوة الآشورية) ، وقد كرس سرجون في نمرود وفي خرسباد ، وهيّ عاصمة شيدها سرجون الثاني شمال شرقي نينوى ، أكبر معبد للإله (نابو أبن مردوخ) البابلي ، الذي نشرت سمير آميس وأبنها أدد نيراري الثالث عبادته في بلاد آشور .
ومما يؤكد نجاح شمورآمات في مسعاها إلى (بابلية آشور) أي تبعية آشور الثقافية إلى بابل ، هو ما أن تسلم أبنها (حدد نيراري الثالث) مقاليد الحكم حتى أمر ببناء معبد كبير  للإله البابلي نابو في كلخو / نمرود مع تكريس تمثال للإله نابو كان هو الأكبر بين كل تماثيل آلهة اقليم آشور ، ولم يكتف بذلك ، بل نقش عليه عبارة (ثق بالإله نابو ولا تثق بإله غيره) !
أما عن الأسرة السرجونية التي أقتبست تسمية ملك كيش الكلدي شروكين فحدث ولا حرج ، وهنا نضرب مثالين لا أكثر وهما (مكتبة آشور بانيبال) والتي كان جلها مستنسخات ومقتنيات من مكتبات إقليم بابل مع أعداد هائلة من المنهوبات التي نقلت إليها أثر تدمير آشوربانيبال لمدينة بابل . أما المثال الآخر فكان في أخذ ملوك آشور ليد الإله مردوخ في بابل من أجل الإعتراف بهم كملوك شرعيين للبلاد ، ويعلم الدكتوران أبو الصوف وجورج بأنه ما من ملك بابلي أخذ على طول التاريخ يد الإله الأجنبي آشور .

السؤال الموجه هنا لهؤلاء المختصين في تاريخ الرافدين القديم وتحديداً (الدكتور دوني جورج) هو : إن كان مسقط رأس سكان المملكة الآشورية هو إقليم بابل ، وإن كانت اللغة الأصلية لسكان مملكة آشور أصلها أقليم بابل ، وإن كانت ثقافة إقليم آشور مصدرها بابل ، وهو ما تتفق عليه المصادر التاريخية والآثارية والكتابية (الكتاب المقدس) ، وبإختصار ووضوح شديدين أقول : إن لم تكن لسكان مملكة آشور الوافدين من بابل لغة أصلية وثقافة أصلية ، وإن كانت بابل كما أثبتنا كلديتها في كتابنا الموسوم (الكلدان .. منذ بدء الزمان) هيّ مصدر تلك الهجرات والتهجيرات .. (فعن أية قومية آشورية تتحدثون) ؟
 

عامر حنا فتوحي / مشروع متحف بابل - الولايات المتحدة الأمريكية
باحث أكاديمي متخصص في (تاريخ وفنون وادي الرافدين)
www.amerfatuhiart.com


إنتباهة :
تم رفع هذا الموضوع من موقع عنكاوا ومراسلتي بهذا الصدد بسبب إعتقاد الأخوة بكون العنوان السابق يمثل إساءة لواحدة من تسميات شعبنا وهيّ هنا تسمية (الآشورية) ، ولكي لا يكون هنالك أي سوء فهم فقد قمت بتغيير العنوان .
علماً ، أن وجهة نظر الأخوة في موقع عنكاوا هيّ (وجهة نظر غير صحيحة) علمياً ، ذلك أن هذه التسمية الأجنبية الدخيلة لا تمت إلى شعبنا بأيما صلة ، والدليل على ذلك مهاجمتها من قبل الأخوة الآثوريين أنفسهم ، وعلى سبيل المثال فحسب ، أستشهد بما جاء في موضوع القس المهندس عمانوئيل يوخنا الموسوم (حربنا حرب التسمية) حيث يقول عن التسمية الآشورية : بأنها تسمية (مقززة) .. مع ذلك لم يعتبر موقع عنكاوا كلمة (مقززة) بمثابة إساءة !!
تمنياتي لكادر عنكاوا وبخاصة لأخي العزيز أمير المالح المحترم كل الخير والموفقية ، ولكن أتمنى أن يعيدوا حساباتهم مستقبلاً فيما أكتب ، ذلك أنني لا أطلق الكلام على عواهنه كما يفعل البعض وإنما (أعني ما أقول وأقول ما أعني) عن دراسة وتمحيص .

إنتباهة ثانية :
لأدعياء الآشورية الباطلة الذين لا يسعني إلا (السخرية من أفكارهم وأوسمتهم الفنتازية المصنوعة من الخرافة والأباطيل) أقول :
أتمنى على من يريد محاججتي من المؤرخين (الأكاديميين) حصراً ، أن يمتلك الشجاعة الكافية ليعطيني فكرة مختصرة عن تاريخه ومواقفه الشخصية في ظل النظام البائد (كما فعلت أنا) في مقدمة الموضوع ، ولنرى بعدئذ من الذي ستنطبق عليه مبتكرات (دورات الطعن والإتهامات الجاهزة) التي يوجهها (دون كيخوتات) الإنترنيت لكل كاتب كلداني غيور على قوميته ووطنه ، وبشكل أوضح ، من هو العروبي العفلقي المرتزق ، أهم أبناء الأمة الكلدانية الغيارى على وحدة تراب وطنهم الأم العراق (بيث نهرين) والحريصين على تآخي جميع أطيافه في ظل نظام ديمقراطي تعددي ، أم هؤلاء الإنفصاليين الذين (نزحوا مرتزقة مع المستعمرين) وعاشوا على فتاتهم متسكعين لعقود بين دكاكين السياسة ومناوراتها المزرية (يبحثون عن وطن بديل وعن هوية تلملمهم) ؟
نحن أيها السادة المتسكعين نعرف هويتنا ومسقط رأسنا ولغتنا وتاريخنا (الكلدي البابلي) جيداً ، فهل تعرفون أنتم هويتكم ومسقط رأسكم ولغتكم وتاريخكم ؟[/b]