المحرر موضوع: لا تخلطوا أوراق المقاومة والإرهاب معا !!  (زيارة 1242 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hamza Alshamkhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا تخلطوا أوراق المقاومة والإرهاب معا !!
[/b]



حمزة الشمخي                                                                   

تتصاعد هذه الأيام التصريحات حول لقاءات وحوارات ومفاوضات ، مع من يسمونهم بالمتمردين والمسلحين والمقاومة ، وكأن ما حدث في العراق خلال السنتين الماضيتين ويحدث اليوم ، ولا زال نزيف الدم بسببه مستمرا ، كأنه  عمل مقاوم وبقيادة سياسية وميدانية وطنية للمقاومين العراقيين ، ضد قوات الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأجنبية الإخرى المتواجدة على الأراضي العراقية .

أن هناك من يريد ، أن يعطي شكلا وإسلوبا واحدا للنضال والمقاومة ، وكأن جوهر المقاومة الوطنية وأساسها الوحيد ، هو المزيد من إراقة الدماء، حتى لو كان هذا على حساب شعب العراق بأكمله ، من أجل تحرير الأرض من المحتلين كما يدعون !!، وهذا الذي حدث ويحدث اليوم بإسم المقاومة المسلحة

أية مقاومة هذه ؟؟ ، التي لا تميز بين أهل الدار والصديق والعدو ، وتشن عملياتها المسلحة العشوائية على الجميع ، وتستهدف العراقيين قبل غيرهم

 أي عراقي وطني غيور على شعبه ووطنه ؟؟ ، يرضى بما جرى ويجري لأهله الصابرين المكافحين والمتطلعين لحياة حرة كريمة يسودها الأمن والإستقرار

وأن تجارب الشعوب التي خاضت المقاومة الوطنية المشروعة ، وهي كثيرة جدا ومنها في منطقتنا ، ولا زال البعض منها له شرف المساهمة في الكفاح من أجل إستكمال تحرير الوطن وسعادة الشعب

 حيث لم نسمع يوما بأن المقاومة الوطنية الفلسطينية ، بكل فصائلها وتوجهاتها المختلفة ، قامت بتفجير سيارات الموت الجبانة ، كما يحدث اليوم في العراق الحبيب ، في وسط التجمعات السكنية الفلسطينية والساحات العامة ، والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة وغيرها ، وكذلك لا تقوم بعض الفصائل الفلسطينية الرافضة للتفاوض والحوار مع الإسرائيليين أصلا ، بتفجير مقرات الشرطة والجيش وقتل منتسبيها بإسم المقاومة ، بحجة أن السلطة الوطنية الفلسطينية لها علاقات مع الإسرائيليين وتتفاوض معهم ، وكذلك لا تستهدف هذه الفصائل الفلسطينية البنية التحتية من خلال التخريب المنظم للإقتصاد والحياة

هذا نفسه ينطبق على المقاومة الوطنية اللبنانية ، التي بدأت عملها الكفاحي المقاوم ضد الإحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث إنها أصبحت تمتاز بالنشاط والقوة والإتساع ، بفعل الإلتفاف الجماهيري الواسع حولها ، والذي جعل منها مقاومة وطنية شعبية بحق وحقيقة ، وبإعتراف أحرار العالم ومناضليه ، ولم تطلق يوما رصاصة واحدة ضد أبناء شعبها ، بل العكس قدمت كل الخدمات والمستلزمات الضرورية للمحتاجين والمشردين والمتضررين من اللبنانيين في المناطق الشعبية المتضررة وبالأخص المناطق الحدودية مع إسرائيل .

أن المقاومة الوطنية في كل مكان من العالم ، هي التي تزكي نفسها أمام الآخرين ، من خلال أعمالها الكفاحية وإختيارها لأساليب النضال المناسبة ، والتي تؤدي بالنتيجة الى أقل الخسائر ، وأكبر النجاحات ، وأوسع التضامن والتأييد والإلتفاف الشعبي حولها وحول قياداتها وبرامجها وتوجهاتها ، وهذا لا نجده ولا نراه في أعمال وسلوك ما يسمى بالمقاومة المسلحة في العراق اليوم .

أن من الحق الطبيعي والمشروع لشعبنا العراقي المكافح أن يقاوم المحتل ، وبكل الأساليب المناسبة ووفق الظروف والإمكانيات المتاحة  والمتيسرة له ،لأن هناك الكثير من الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية الوطنية والدينية والإجتماعية والثقافية ..إختارت الطريق السياسي السلمي للمقاومة في الوقت الحاضر، وصولا الى عملية جدولة إنسحاب كل القوات الأجنبية المختلفة ، وتحقيق الإستقلال التام وعودة السيادة الوطنية الكاملة للعراق وشعبه .

أما إذا لم تجد هذه الأحزاب والقوى المختلفة في المستقبل، أن هذا الطريق لا يحقق ما تريد تحقيقه ، وأن المحتل لا يريد الإنسحاب وفق هذه الجدولة الزمنية ، فأنها من حقها أن تختار طريق الكفاح المسلح المدعوم شعبيا ، وبقيادة وطنية معلنة وبرنامج واضح الشعارات والأهداف ، بحيث يستهدف المحتل أولا وأخيرا، وليس أرواح أبناء الشعب العراقي وإقتصادهم ، كما تفعل اليوم ما يسمونها بالمقاومة المسلحة

    أن من يحترم كل أساليب النضال والمقاومة العراقية الوطنية حقا، عليه أن لا يخلط الأوراق بينها وبين عمليات الإرهاب الجارية في العراق ، من تفجير وخطف وقتل وإغتيالات وتخريب كل ما يخدم العراق والعراقيين

وعلى الذين يطلون علينا هذه الأيام ، بتصريحاتهم الصحفية من داخل العراق وخارجه ، حول أن كل ما حدث ويحدث في العراق ، من أعمال إرهابية وإجرامية بأنها مقاومة وطنية ويجب التحاور معها دون تمييز ، فأنهم أصبحوا  شركاء معهم ،لأن من يسكت عن الإرهاب والإرهابيين ويدعمهم يصبح في خندقهم .

ha_al@hotmail.com