المحرر موضوع: رد على فصل من كتاب تاريخ الكلدان المنشور في جريدة صوت بخديدا العدد 24 / 3 / 2006  (زيارة 2443 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل senhareeb

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد على فصل من كتاب تاريخ الكلدان المنشور في جريدة صوت بخديدا العدد 24 / 3 / 2006
الزيباري
7 / 3 / 2006 
لقد ذكر الكاتب أبلحد أفرام بأنه في تلك الفترة سطع في أجواء بلاد كلده نجم الكلدان المتوهج المعروف بسرجون الأول.
أتّخذ هذا القائد الأكدي هوية الكلدان بعد تأسيس الإمبراطورية الأكدية وسيما الإمبراطورية  باسم أمته العريقة إمبراطوية الكلدان ولم يقدم لنا الكاتب التسلسل الزمني لنشوء الإمبراطورية الاكدية وظهور الكلدان المتأخر في تاريخ بلاد النهرين وإن للكلدان دور تاريخي في تأسيس الإمبراطورية الأكدية وأنهم كانوا في صراع مستديم مع الآشوريين المحتلين كما يدعي الكاتب.
إن المدونات التي اكتشفت في أشور وتل البراق وفي أماكن أخرى تدل على أن الآشوريين أسهموا في الحضارة السومرية البابلية وكانت بلاد أشور تشكل جزءا من إمبراطورية سرجون الأكدي وخلفائه من 2300-2200 ق.م
وفضلاً عما كان لهم في ملكية بابل التابعة للسلالة الثالثة في أور 2050-1950 ق.م
ومن هذه المعطيات التاريخية  أخفق الكاتب بأن الإمبراطورية منسوبة على الكلدان لأن ظهور الكلدان كقوى سياسية على الأرض جاء متأخرا مما يقارب 1580 سنة بعد تأسيس الدولة الأكدية.
كانت بلاد النهرين قبل تأسيس الدولة الأكدية تتكون من عدة دويلات ومدن وكانت هذه الدويلات والمدن مستقلة عن بعضها البعض حتى ظهور القائد سرجون الأكدي من إمارة (أكد) استطاع أن يوحد هذه المدن والدويلات تحت حكم الإمبراطورية الأكدية وعاصمتها مدينة أكد الممتدة من جبال أشور في أعالي النهرين وحتى ضفاف الخليج العربي حاليا ولم يكن للكلدان في ذلك التاريخ أية ذكر على مستوى تأسيس كيان سياسي أو جغرافي .
وبعد سقوط الإمبراطورية الأكدية عام 2200 ق.م مرت بلاد النهرين بفترة غير مدونة وكان الآشوريون لا يعرفون الكثير عن تاريخهم إلا أن توسعت الإمبراطورية أبان حكم أشور الأول عام 1950 ق.م  وافتتح (ألوشوما) بابل حوالي 1900 قبل الميلاد ولم يكن ذكر للكلدان في المرحلة التاريخية أثناء حكم الإمبراطورية الآشورية القديمة إلا أنه كان يذكر بأن بابل كانت تتمرد على سلطة أشور وذلك بفعل دسائس كهنة بابل الذين كان يطلق عليهم إسم (كال) باللغة الأكدية ومنها اشتق أسم الكلدان الذين تأمروا على الإمبراطورية الآشورية.
ومع الأسف يطلع عليها في هذا العصر كاتب محسوب على شعبنا ومدفوع الأجر ويريد أن يرسخ مفاهيم تاريخية غير منصفة وينعت الآشوريين من أبناء شعبنا بالغزاة والمحتلين وإنهم (الكلدان) استطاعوا أن يحرروا بابل والتي يدعى الكاتب زورا وبهتاناً بأنها أسست على أيادي الكلدانيين .
أنظر كيف يسمي الكاتب جزء مهم وتاريخي من أبناء شعبنا (الآشوريين) بالغزاة المحتلين.
كان الأجدر بالكاتب أن يعتذر  نيابة عن أسلافه بما ارتكبوه (الكلدانيين) من خيانة أمتهم بتحالفهم مع الغرباء لتدمير زهوة الحضارة في ذلك الزمان الامبراطورية الآشورية.
وقد حاول الكاتب أن ينسب أبناء الكلدان إلى الأصول الأكدية والسومرية ليجد لنفسه جذور تاريخية مرتبطة بأرض الرافدين ينطلق منها في فهمه القومي المعاصر للقومية الكلدانية . علما بأننا لا ننكر بوجود الكلدان التاريخي في بلاد النهرين ولكننا لا نؤمن بأن الكلدان قد اكتسبوا ملامح وصفات أمة حضارية ذو خصائص قومية بمعزل عن الأمة الآشورية.
واعتقد أن الكاتب أراد أن يلعب دور كهنة بابل في التآمر على أبناء أمته مرة أخرى كما فعل أجداده من كهنة بابل ليعيد صياغة مفهوم قومي خارج المفهوم القومي المتفق عليه من قبل جميع الأطراف من أبناء شعبنا, ولسبب أخر هو إفلاس هذا الكتاب من المحتوى السياسي والجغرافي في فهمه للفكر القومي وفق معطيات المرحلة الراهنة التي يمر بها شعبنا ولهذا نعت الأمة الآشورية بالغزاة والمحتلين.
وأنا أقول لهذا الكاتب ولأمثاله أن الأمة الآشورية ونتاجها الحضاري هي مفخرة لكل الذين ينتمون إلى هذا الشعب بغض النظر عن تسمياتهم...
واليوم إذا خرج احدنا خارج البلد(بيت نهرين) وسألوه من أين أنت؟؟؟؟
يقول أنا مسيحي من العراق.
وبديهياً يقولون لك آشوري أنت؟
إن أسم أشور ساطع في كل المحافل الدولية والمنظمات وليس هناك بديل لهذه الهوية مهما حاول كهنة بابل الجدد المنغمسين في وحل التجزئة والانقسام فلن يستطيعوا أن يقتطعوا جزء مهم وحضاري من أبناء شعبنا نجو مسيرة الوحدة القومية.
إن كاتب المقال مؤمن بأن الكلدان قومية بحد ذاتها وتمتلك صفات أمة حضارية وإنها استطاعت أن تحرر جنوب ووسط بيت نهرين وبابل من الغزاة والمحتلين الآشوريين فما باله ما يفعل في جبال أشور وشمال بيث نهرين موطن الآشوريين ومن حق الآشوريين أن يحرّروا وطنهم من هؤلاء الكلدانيين الذين لا يمتون بصلة بهذه الأرض الآشورية  وليذهب هو وأمثاله ليحرروا بابل وأور وكيش  وسومر وأكد من المحتلين أن كان هناك محتل في وادي الرافدين في العصور التاريخية .
إن أرض أشور تلفظ مثل هؤلاء أدعياء القومية والذين همهم الوحيد تمزيق أوصال هذا الشعب لا لشيء إلا لخدمة مصالحهم الشخصية وتراكمات تاريخية حاقدة على الأمة الآشورية بفعل أولوية نضالها لنيل حقوق شعبها.
وأنا أتحدى كاتب المقال بأن يأتي بشاخص تاريخي واحد يدل على وجود حضارة كلدانية في أرض أشور ماعدا تلك الحقبة التاريخية المظلمة المبتورة التي حكموا فيها بعد سقوط نينوى عام 612 ق.م ولم تدم لهؤلاء (كهنة بابل).
فأنفض عليهم حلفائهم بالأسف وعادت بابل عشا للغربان بفعل خيانتهم.
ويذكر المؤلف بأن نبوخذ نصر قبل أن يوقع المعاهدة مع الميديين كان يراقب تحركاتهم عن كثب فوجد بأنه من الأفضل توقيع هذه المعاهدة ليتخلص الطرفان من عدو مشترك وهو الآشوري هذا العدو الذي كان قد دمر مدنهم فقتل عشرات الألوف منهم.
ما أشبه البارحة باليوم حيث يعيد التاريخ نفسه بشخوصه.
إن المؤلف يوحي للقارئ بأنه خليفة هذا الخائن ويفتخر بما أقدم عليه وهو يراقب عن كثب تحركات الميديين ليستغل الفرصة للتحالف معهم ضد أبناء جلدته ويدمروا عاصمة الآشوريين واليوم هناك أشخاص من أبناء شعبنا يلعبون الدور نفسه منهم يراقبون عن كثب ما يجري داخل شعبنا من تجزئة وانقسام ليغتنموا الفرصة لينقضوا مرة أخرى على البقية من أن أبناء شعبنا ولكن بئس المصير لهؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر فإن الشعب الآشوري بكل مسمياته هو أقوى من دسائسهم.
ويعود الكاتب مرة أخرى ليتباهى بأسلافه وينسب جذوره إلى المارد الجبار (نمرود) وإن هذا الأخير هو رمز من رموز مثيولوجيا الآشورية  بجانب ملحمة كلكامش وأنكيدوا وأن الأمة الآشورية تفتخر به وبأبطالها التاريخيين.
وخوفي هو من الغد أن يطلع علينا بتقليعة تاريخية ويقول أن الأسكندر الكبير هو كلداني وأن (توحتمس) الفرعوني هو من صلب اله مردوخ وإن مؤسس روما (روملس) هو أبن عشتار وإن البطل الآشوري كلكامش هو من أجداد أميره العتيد كما وصفه والذي لا يستكين إلا بتدمير أشور وهذا الأمير المدعو(مردوخ_بلادان) هو الذي ذكرته الكتب التاريخية بأنه كان دائماً يتآمر على الدولة الآشورية وعلى أبناء شعبه تارة بتحالفه مع الميديين وتارة مع بلاد فارس لتدمير نينوى عاصمة الآشوريين.