المحرر موضوع: من الذاكرة .........وإلى الذاكرة ..  (زيارة 981 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من الذاكرة .........وإلى الذاكرة ..
رشيد كَرمة
 
مرة أُخرى يبرهن الواقع العملي بان الشعوب الحية تكتب تأريخها بعيدا عن مجاراة السلطان وجبروته  بما تحمل كلمة ( السلطان والتجبر ) من معان , ولايخفى عليكم الفرق بين تاريخ النخب الحاكمة  المتسيدة وتاريخ الشعوب المحكومة المغلوبة على أمرها  فالأول تكتبه الخاصة و يمليه الطغاة عبرأدواتهم الخانعة   من نفعيين ووعاظ  دين مزيفيين وأدعياء ثقافة ومرتزقة ومنحرفين باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة بغية مكاسب لاترتقي بأية حال من الأحوال والفعل الذي أخذ شكل جريمة , وجريمة جماعية غاية في الوحشية ولا علاقة لها بالطبيعة الإنسانية ( السوية ) فهي جريمة أخلاقية لامناص في ذلك ...
والثاني تكتبه العامة بفعلها اليومى النضالي الحركي  أي الكفاح من أجل ديمومة الحياة وهذا ما جبل الإنسان عليه ومن هنا إكتشف الإنسان القوانيين وتفاعل معها بتبادل أخآذ يكون فيه اي فرد من العامة حاكما على التاريخ والتأريخ حاكما عليه ومن هنا يأتي الموقف ففي حين تلجأ الخاصة إلى  شرطتها وأجهزتها المريبة  بغية مصادرة حقوق الآخرين وقمعهم تلجأ العامة الى ميزان العدل والحق والشرف .. .
ولايخفى عليكم ان كثيرا من القوانيين الحياتية المتعارف عليها في وادي الرافدين  , أرض السلام  , مهد المعرفة  , مدرسة الشرائع عراق  المحبة والتآخي ,  والتي سقت شجرة أخلاقنا  قد إختلت على مدى أكثر من 35 عاما من حكم وسيطرة البعثيين فما عاد قانون العدل أساس المُلك هو النافذ , بل عمدت الخاصة الى قلبه وبما يتناسب وحجم الفائدة بحيث صاغ الكتبة قانونا شاذا ونشازا ً كما هم وحاولوا عبثا تأسيس  وتسويق ان المُلك أساس العدل  ومن هنا ومن هذا المفصل الحي بدأت الجرائم  ومسلسل الخراب .
واليوم وإذ نخلد و نستذكر معا ًواحدة من أبشع الجرائم الأخلاقية  بحقِ الآلاف من خيرة الكرد الفيلية هذه الـشريحة التي وصفت بأنها  قلب الحركة الوطنية العراقية ومحركها الأرأس في بناء العراق اينما وُجدت فإننا نلفت النظر على ان التاريخ سوف لايرحم من أسس لهذا النهج الإجرامي ,
ولعل نفس المنطق قد يقودنا الى عمق التاريخ حيث تسائل الأبرياء على لسان أحدهم : بأي جرم قتلوني ؟
ومن تداعيات الموقف ان السؤال لايزال يطرح كل يوم ولكن دون إجابة و إلا مامعنى إشاعة الموت في العراق حتى وبعد زوال الدكتاتورية البعثية ومروجيها ؟
وما معنى التعبئة الطائفية ؟
ومامعنى جدوى الذبح على الهوية ؟ والأستقتال على المحاصصة ؟
وما الفرق بين المقابر الجماعية التي شيدها البعثيون والدهاليز السرية لهذه الجماعة وتلك ؟وما الحكمة من تسييس الدين بهذه الطريقة الفجة القذرة ؟ وإلى متى هذا النزيف الدموي الذي طال الصغير والكبير , الرجل والمرأة , العربي والكردي والتركماني , المسلم والمسيحي , أليست هذه بالمحصلة أزمة أخلاقية قبل كل شئ ؟؟؟؟
لقد أضيفت أسماء وأرقام الى قائمة الشهداء الذين ما برحوا سائلين  بأي ذنب قتلوا ؟
إننا ندرك ان الشهداء الذين حاصرتهم الأجهزة القذرة وأودعتهم تراب العراق هم حملة الصليب وهم عمريون وحسينيون وهذه هي سمات العراقي وان دمائهم أقدس من كل المقدسات ,,,
فاليكم يامن روعتم في حياتكم ...وتحديتم جلاديكم ..وقضيتم صابرين ..عهدا سوف لن نترك العراق لكل من هب ودب
وسنظل نحمل ألم العراقيين ماحيينا ....وسنردد معا بوجه الطغاة تحت اية واجهة كانوا وأي قناع ...ابد والله ماننسى المساجين ...
انتم اوسمتنا ....انتم قبلتنا ...ولعن الله من أحل دمائكم ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السويد ../ كلمة النادي العراقي في بوروس للحفل التأبيني لشهداء المقابر الجماعية     
13 /5/2006 [/b][/size][/font]