المحرر موضوع: حياة الإنسان تحددها جملة ضوابظ وركائز موضوعية  (زيارة 1394 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حياة  الإنسان  تحددها
جملة  ضوابظ  وركائز موضوعية


ميخائيل مـمّـو  / السويد

ان من لا ينظر لعالم الغد وتأملات المستقبل برؤيا يقينية ، محاولاً رمي خطوات التواصل بإمعان مع رحلة الزمن ، بغية نيل وتحقيق ما يصبو اليه ، يكون قد اكتوى بآلام الماضي ، ويصبح كمّن يحاول الهرع مسرعاً ومضطرباً ليلتحق بقافلة النجاة ، متناسياً صفة هواجس الندم من عملية تمايده في الإتزان أو التوازن في جريه وملاحقاته لما يهدف اليه. وهنا يضطره الحدس أن يواكب المسيرة ليعيش تحت ظلال وذكريات الأمس التي بعينها تحتم وجود المستقبل ليُنظر لها بمنظار تشوبه  صيغة التفاؤل ، طالما الأمل هو الوسيط والسبيل للنظرة المستقبلية التي تحتمها وتفرضها عناصر الحاجة في أي مجال يبغيه الإنسان ، انطلاقاً من بديهية الثوابت الحسية ومعايير الإرتقاء نحو الأفضل ، شريطة أن لا يتناسى الناظر ديمومة المراوحة في محطات المبادئ والنظريات وتجارب الأحداث ، بتجاوب امعان النظر في دقائق الأمور.

ان ما يجعلنا نتوقف عند محطات الإنتظار ، لنتراوح في محيط الدائرة المقصودة ، وعلى شاكلة دوران الأرض حول نفسها ، هو تركيز الرؤية بعين واحدة ، واقتصار الحدس الذهني لعملية التحليل كما هي وكما نظنها ويحلو لنا ، لا كما ينبغي ان تدعنا مواصفات متابعة التوصيات والاليات للمطابقة الفعلية والعملية.

هناك الكثير ممن يقدم على تسفيه دعاة الأمور الداعية لمواجهة الإفتراضات المصاغة بقالب ايجابي ، وبمنظور تحليلي صائب ، وذلك بإعتمادهم مواقف ما تطويه مقولات شريحة من الناس ، وبإسلوب خال ٍ من همسات المنطق العقلي أو العقلاني ، أو الحكم القويم والعادل الذي لا مساس فيه ، ولا اي نوع من الشك او الالتباس.
ان مثل هذه النظرة ، عادة ما يكون مبعثها غريزة حب الذات التي مؤداها حتمية انفرادية الشخص في تفسير الأمور على هواه ، وتغاضيه عن كل ما تحدده الفرضيات والنظريات والإجتهادات الصائبة ، أو الأنظمة والقوانين المألوفة والمعتمدة لإثبات ما يمكن التوصل اليه وتبيانه بمفهوم المنطق الإنساني والإعتبار الواقعي.

من هذا المنطلق نفهم بأن حياة الإنسان تحددها جملة ضوابط وركائز موضوعية ، وتجعله يلتزم بها وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية ، ولكنه متى ما حاد عنها ، وحاول هدم الجدار والتقليل من علوه بغية تسهيل اجتيازه ، يكون والحالة هذه قد تجاوز مفهوم النظام وجعله مبتوراً في عُرف من هم ادرى وادرك بواقع الإلتزام.

ومتى ما توغلنا قليلاً حالة الإقدام على مثل هذه السلوكيات نستنتج من جعل الصعب سهلاً والسهل صعباً ، ومن الخطأ صحيحاً، والصحيح خطأ ، ونتناسى بأن ابراز وإثبات الأهمية لا تتأتى بفعل التضاد من أجل التضاد ، وانما بمفهوم الموازنة والمنافسة المُثلى التي تعتمد البُعد الديالكتيكي لمسيرة التطور والتقدم وإعلاء شأن ما يُهدَف اليه ، سواءً على مستوى صراع الأحزاب والمؤسسات أو الحالات الفردية. هذا ما اثبتته الشواهد التاريخية وأقرته العقول الواعية الهادفة لخدمة الأنسان في محيطه ومجتمعه انطلاقاً من الظروف التي تتحكم به ، والإحتياجات التي يستوجب توفيرها واعدادها وفق امكانات الحالة الإقتصادية والمستويات الثقافية والمفارقات الإجتماعية.

                   رئيس تحرير مجلة حويودو      mammoo20@hotmail.com[/b]