المحرر موضوع: كيفية احتساب تاريخ السنة الكلدانية ؟  (زيارة 1390 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل bassamallen

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 49
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
منقول للفائدة

 كيفية إحتساب تاريخ السنة الكلدانية البابلية (7310ك) وماهية الدلائل العلمية الآثارية والكتابية التي تدعمها ؟ .. يعتمد الكلدان المعاصرون إحتفالات عاصمة الكلدان الأولى (أريدو) التي تأسست بحدود 5300 ق.م (في قلب موطن الكلدان التاريخي - مات كلدو) كبداية للتاريخ الكلداني البابلي ، ومما يدعم مصداقية هذا التاريخ وواقعيته ونسبته للكلدان الأوائل هو :

1- لم تعرف مدن العراق القديم معبداً رسمياً للإله الوطني البابلي مردوخ إلا في مدينتين هما ضاحية أريدو المعروفة بأسم كو-ارا وضاحية المركز لمدينة بابل ، كما أن كلا المعبدين الرئيسين لهاتين المدينتين العريقتين حملا التسمية ذاتها إي ساك إيلا -E sag ila-  وهذا لم يأتي عن طريق المصادفة وإنما بسبب أن سكان كلتا المدينتين كانوا من الكلديين .

2- حملت كلتا المدينتين أريدو وبابل عبر آلاف السنين ذات الكنية (نون كي) والتي تقابلها عبارة (شباط بلاطي) أي موطن الحياة = النخيل وهذا ما يتوافق تماماً مع ما جاء في جداول أنساب الملوك ، ومعلوم لدى المؤرخين والآثاريين المحدثين بأن بناة أريدو وأوار وأوروك القدماء لم يكونوا من السومريين الذين وفدوا من شمال العراق القديم إلى جنوبه في حدود 3500 ق.م ، وإنما كانوا كما تثبت ذلك العديد من الدراسات الحديثة من الأكديين القدماء (تسمية موقعية) وبمعنى آخر من الكلدان الأوائل 5300 ق.م بدلالة وحدة اللغة والتراث الروحي والثقافي ودلالات أخرى عديدة أوردناها مفصلة في كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان).

3- حول عراقة الكلدان وقدمهم في التاريخ الرافدي نستشهد أيضاً بما جاء في تسجيلات الملك الكلداني نبوناصر (747-734 ق.م) الذي (أعترف بتدميره لكافة التسجيلات التاريخية للملوك الكلدان الذين سبقوه) ، ولو أتيح لأي قارئ مشاهدة بعض المكتبات المكتشفة في الإقليم البابلي لهاله عدد الألواح التي تتجاوز الألف في بعض تلك المكتبات الصغيرة ، فكيف بمكتبة ملكية لملك كنبوناصر الذي عرف عنه إهتمامه المفرط بالتدوين ؟

ومعروف أيضاً أن (ملك آشور سنحاريب) قد قام أيضاً في وقت لاحق بتدمير المكتبات الكلدانية وحرق دور العلم في بابل ومن ثم أغراقها بماء الفرات ، وهو ما فعله الغزاة المغول تماماً بعد ألفين عام تقريباً بالعاصمة بغداد ، لهذا لن نستغرب تلك الندرة الغريبة في الألواح التي تسجل التاريخ العريق للكلدان ، لكن ما سلم (لله الحمد) من تخريب نبوناصر وسنحاريب يكفينا اليوم لشد لحمة تاريخنا الكلدي الحديث بتاريخ أسلافنا الكلدان الأوائل (سكان العراق الأصليين) .

4- يؤكد الكتاب المقدس في أكثر من موضع (عراقة الكلدان وقدمهم في التاريخ الرافدي) ويكفي هنا الإستشهاد بسفري التكوين وإرميا للتدليل على ذلك .

5- تؤكد (موسوعة البابليات) للمؤرخ البابلي المعروف (برحوشا) الذي أطلق عليه الإغريق تسمية (فم الذهب) والذي عاش في مطلع القرن الثالث ق.م (أي قبل حرب التسميات التي يخوضها اليوم أبناء شعبنا الواحد) ، بأنه قد أعتمد في تدوين موسوعته تلك على التسجيلات الرافدية القديمة التي لم يعثر على معظمها حتى اليوم ، ويؤكد ذلك المؤرخ القديم (الذي نهل من علمه العديد من المؤرخين الكلاسيكيين) بأن (أول ملك حكم وادي الرافدين القديم كان كلدانياً) ، وأن بداية حكمه كانت في عاصمة الكلدان الأوائل (أريدو) وهذا ما تؤكده جداول سلالات ما قبل وبعد الطوفان (Nam-lu-gal) ، وطبعاً هذا التأكيد التاريخي الذي تدعمه المكتشفات الآثارية جاء قبل تأسيس زوعا وحزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني وقبل نشوء الإحترابات حول التسمية الملائمة لأبناء شعبنا الواحد بآلاف السنين.

6- يطلب الكتاب المقدس شهادتين من أجل المصادقة على أمر ما ، وها نحن هنا نذكر (خمس شهادات دامغة) ناهيكم عن ضعف هذا العدد من الشهادات اللغوية والتراثية التي تتواجد في المدونات التاريخية والأدبية ولا سيما في أساطير المدن الرافدية القديمة وأساطير الآلهة وكثير من الإستشهادات الأخرى القديمة والمحدثة التي قمت بتناولها بشيء من التفصيل في كتاب (الكلدان .. منذ بدء الزمان) ، والتي أضفت لها الكثير في النسخة الإنكليزية المنقحة والمزيدة ، التي سيقوم كادر من كبار الأساتذة الجامعيين المتخصصين بشؤون الشرق الأدنى القديم في جامعة ميتشيغان وبمؤازرة من البروفيسور (Chancellor D. Little) بالتقديم له بمشيئة الرب .

 

عامر حنا فتوحي